الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

"موقع المكلا اليوم الإلكتروني" انطلاقة قوية نحو صحافة الكترونية جادة في حضرموت

المكلا اليوم / عبدالقادر بن شهاب *

أساتذة كلية الإعلام بجامعة القاهرة يتحدثون عن عالم الصحافة الالكترونية
مؤتمرات دولية حول واقع ومستقبل الصحافة الالكترونية
يظل الإعلام اليوم من أهم الضروريات في حياتنا لإشباع رغباتنا بما يقدمه لنا من تثقيف وتعليم وتوعية بالإضافة إلى الترفيه والتسلية والتي أصبحت تأخذ الوقت الكثير, ولذلك فان القطاع العام والخاص والمختلط تسابقت من اجل تلبية هذه الاحتياجات وتوفيرها لنا بما يفيء بإشباع غرائز الشعوب.
وفي خضم التحولات التي مر بها الإعلام لتطوير الآلية الإعلامية والرقي بها ابتداء بالمراحل الأولى التي مر بها الإعلام من عصور استخدام الإشارات إلى اكتشاف الكتابة وحروفها والى مجيء المطبعة وطباعة الصحف ذات اللون الواحد وتطورها بعد ذلك إلى ماهي عليه اليوم وظهور الإذاعة المسموعة واكتشافاتها الأولى إلى ظهور التلفزيون وما أعقبه من تطورات فيه حتى جاء عصر التكنولوجيا الحديثة (الانترنت) صرخة العصر والذي فتح بدوره آفاق رحبه في عالم الإعلام الحديث ليبداء بذلك عصر جديد نرى فيه المعلومة بسرعة البرق الخاطف ليرتبط العالم بعضه ببعض في أشبه بالقرية الواحدة والتي يعيش العالم في سردابها.

هنا التقنية الجديدة والتي أضافت بعدا جديدا في عصر الإعلام (السلطة الرابعة) والتي مازالت فيه الدول تتسابق من أجل امتلاك الشعوب وامتلاك الرأي العام وتحقيق هدف القائم بالاتصال الى الجمهور المستهدف.
موقع المكلا اليوم الالكتروني نراه يجسد هذه الرؤية بما يواكبه في عصر السباق من الدخول إلى هذه البوابة الإعلامية الضخمة ليربطنا بكل معاني التكنولوجيا الحديثة.
المكلا اليوم موقع شامخ فرض نفسه كالجبل الراسخ في عمق الوجود، به تواصل أبناء حضرموت في الداخل والخارج ليجدوا ما يهمهم عن بلدهم ووطنهم، فنرى فيه أخبار الوطن و الأخبار المحلية وما يعتمل في حضرموت من نهضة وتطور على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وهناك المقالات والتقارير والاستطلاعات وأخبار الاقتصاد والسياسة والرياضة أيضاً الخ ...
انطلاقة قوية سار بها "المكلا اليوم" ليدخل إلى عالم الصحافة ومن أوسع أبوابه وبكل مهنية وجدية ضمن أخلاقيات ومواثيق الشرف الإعلامية المتعارف عليها في قوانين الصحافة والإعلام.
إنها الصحافة الالكترونية والتي فتحت الباب على مصراعيه أمام الجميع والتي ولج إليها القائم بالاتصال لينقل أفكاره إلى الجمهور المستهدف لتحقيق الهدف الذي يسعى إلى الوصول إليه.
فرصة للجميع بان يواكبوا عصر المعلومات وعصر الإعلام بالدخول إلى هذا الابتكار الرائع لكي يجدوا ما غاب عنهم في ويرغبوا في الحصول عليه من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
وقد نشأت الصحافة الالكترونية عندما أصبح الإنترنت ظاهرة كبيرة وخرج من إطار الاستخدامات الحكومية والجامعية المحدودة، ظهر إلى النور ما يسمى بالنشر الإلكتروني للصحف ومواقع المعلومات والأخبار, وبدأت الصحف في الخروج إلى الإنترنت بدوافع عديدة، لعل من أهمها محاولة الاستفادة من التقنية الجديدة لتعويض الانخفاض المتزايد في عدد قرائها وفي عائدات الإعلان.وكانت بعض الخطوات ذات الدلالة في تطوير الجرائد الحكومية، نتاجا مهما لأبحاث مركز ميركوري ، إذ أتاح المركز صحيفة "سان جوزيه ميركوري نيوز" على الخط المباشر عام 1993، لتكون في مقدمة الجرائد الإلكترونية المنشورة على الويب، وفي عام 1994، دشنت صحيفتا ديلي تليجرافوالتايمز البريطانيتين نسختهما الإلكترونية على الإنترنت, وتضمن موقع التايمز ندوة نقاش تفاعلية، إلا أنها كانت خدمة نصية متواضعة لم يتم تضمينها تقنية الويب الحديثة, وخلال وقت قصير للغاية، انتشرت الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت، حتى إن عددها قد  زاد من 154 صحيفة بداية عام 1996، إلى 1562 صحيفة في أكتوبر من العام نفسه.
يقول أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور محمود علم الدين "رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة" عن تجربة الصحافة الالكترونية ما نصه: إن الإنترنت أصبح مصدرًا جديدًا لتزويد المجتمع بالأخبار والمعلومات، وأن الصحافة الإلكترونية ستكون منافسًا قويًّا للصحافة الورقية في المستقبل, وأن الصحافة الورقية تعانى من أزمة التواجد والتكيف، ولكنها لم تصل بعد إلى مرحلة الاحتضار، وأن الارتباط بالصحافة الورقية له بعدان: تاريخي وواقعي معاصر، وأنه لم يحدث في تاريخ وسائل الإعلام أن قضت وسيلة حديثة على وسيلة أخرى، قائلا إن الجريدة مثلا لم تلغ الكتاب، والسينما لم تلغ المسرح، وأن الوسائط الجديدة ستتسبب في فناء الصحافة لكنها ستعدل من أسلوب الوسائل القديمة.
ويتحدث أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور محمود خليل "رئيس شعبة الصحافة الالكترونية بكلية الإعلام بجامعة القاهرة" عن الصحافي الالكتروني فيقول: إن الصحافي  الإلكتروني المنتظر هو الصحافي الشامل الذي يقدم إنتاجا إذاعيا وتلفزيونيا ومكتوبا ينشر عبر وسيلة إلكترونية، ويتصور البعض خطأ أن الفرق بين الصحافي الإلكتروني وغيره هو سطح القراءة، فهناك فوارق أخرى فالنص الإلكتروني مفتوح ومن الممكن أن يمتد ليضفي معلومات تاريخية وعلمية ويخدم الحدث عبر كل فروع المعرفة وفق رؤية الصحافي، فهو نص نشيط ومتفاعل طوال الوقت ، أما المطبوع فمغلق ينتهي بنهاية آخر كلمة في التقرير، كما أن النص الإلكتروني يدعم بمواد بصرية وسمعية، بل من الممكن مثلا استخدام برنامج "قوقل إيرث" لتدعيم تقرير عن مكان معين فيراه القارئ أمامه رؤية العين.
ويضيف أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور شريف درويش البان "أستاذ تكنولوجيا الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة" إن بنية النص الصحافي الإلكتروني مختلفة عن النص العادي فهو نص فائق أو تشعبي يرتبط بتفاصيل عديدة خارج الحدث الراهن وتختلف أسلوب كتابته عن النص العادي وأن المفهوم الجديد للصحافي الإلكترونيonline editor يتطلب مهارات عديدة منها القدرة على التصوير بكاميرا الفيديو والتصوير الرقمي وكذلك الإلمام بتصور جديد لكتابة القصة الإخبارية أو التحقيق مع إضافة تلك العناصر لإثراء النص بشكل مميز.
ويقول أستاذي الدكتور شريف البان مضيفا: لا أستطيع الجزم بإلغاء الصحافة الورقية الآن، والدراسات المستقبلية رفضت ذلك خلال الخمسين عاما القادمة على الأقل، لكن الصحف الورقية الآن لها مواقع على شبكة الانترنت، وجزء كبير منها تختلف بنيته الإلكترونية عن بنيتها في النسخة الورقية، سواء في طريقة كتابة النص أو سرعة تحديث الأخبار وتعديلها والتعليق عليها إضافة إلى الصحف الإلكترونية الخالصة فالمهارات الإلكترونية باتت واقعا ملموسا لا بد للصحافي المحترف أن يلم بها.
وقد عقدت هناك عدة مؤتمرات علمية للصحافة الالكترونية فقد انعقد بمدينة سيول المؤتمر العالمي للصحف في دورته ال58 بحضور أكثر من ألف مشارك من حوالي 80 دولة ما بين محرر وناشر ومقدمي خدمات الإنتاج الصحفي استمر المؤتمر حتى الأول من يونيه / حزيران بتنظيم من الجمعية الدولية للصحف ومقرها باريس, وعلى جدول أعمال المؤتمر طُرحت تساؤلات حول مستقبل الصحافة المطبوعة والتحديات التي تواجهها والحاجة إلي تطوير تقنيات وأساليب جديدة في ظل استمرار الانخفاض علي طلبها في السنوات الأخيرة تزامنا مع ظاهرة انتشار ورواج الصحف الالكترونية.
وفي نوفمبر 2008م عقد في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الصحافة الإلكترونية... التحديات والفرص تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي بأبوظبي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وبتنظيم مشترك بين الكليات التقنية العليا وبين أول صحيفة الكترونية عربية "إيلاف", وشهد المؤتمر عددا من الجلسات النقاشية من بينها جلسة برئاسة "نيك غوثري" من الـ "بي بي سي" تحت عنوان (إذا لم تكن أونلاينا فأنت لست صحافيا جاداً) وهي تعكس طرح المؤتمر بشكل مباشر ورؤيته لواقع ومستقبل الصحافة بشكل عام والصحافة الإلكترونية بشكل خاص . وشاركت في المؤتمر شخصيات عالمية بارزة في مجالات الصحافة والإعلام والتكنولوجيا والنشر الالكتروني توافدوا من جهات ومؤسسات اعلامية وتقنية وجامعية مختلفة، مثل الـ "بي بي سي" "ورويترز والـ "نيوزويك" "وقوقل" وكليات التقنية العليا والـ "غلف نيوز" "ذا ناشيونال" الإماراتية وغيرها من المؤسسات الصحافية والإعلامية.
كما عقدت ورشة عمل في شهر مايو 2009م تحت عنوان كتاب الإنترنت والصحافة الإلكترونية في الخليج وقد أُقيمت الورشة في مدينة دبي بتنظيم خاص من مؤسسة آيركس للصحافة وبالتعاون مع جمعية الصحفيين الإماراتية وبمشاركة مدونين وصحفيين من دول الخليج العربي مع بعض المشاركين من العرب والأجانب, وتم مناقشة أربعة مواضيع وهي: تأثير المدونات و المنتديات الإلكترونية على الحياة السياسية في العالم، علاقة المدونات بالإعلام التقليدي، التطور التكنولوجي في الإنترنت واستخدام تقنية ويب 2، أدبيات الصحافة والكتابة الإلكترونية.
وفي خطوة تعكس مدى الاهتمام بالصحافة الإلكترونية الوليدة قام الصحفي أحمد عبد الهادي رئيس تحرير جريدة شباب مصر الإلكترونية بتأسيس اتحاد دولي للصحافة الإلكترونية في القاهرة لعجز اتحادات الصحافة التقليدية عن استيعاب العمل الصحفي الالكتروني، ويقول في هذا السياق: "كان لابد من التفكير جديا في كيان قوى يقف خلف كل العاملين في مجال الصحافة الالكترونية، خاصة بعد أن فشلت غالبية النقابات المهنية للصحفيين في المنطقة العربية في تقلد هذا الدور نظرا لتخلف كل قياداتها تكنولوجيا وعدم إدراكهم بالثورة التي تحدث داخل شبكة المعلومات الدولية وإعلان بعض هذه القيادات الصحفية الحرب على العاملين بمجال الصحافة الالكترونية لشعورهم بأن البساط يتم سحبه من أسفل أقدامهم.
وقد نظمت وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية في مارس المنصرم المؤتمر الإعلامي الدولي الأول حول مستقبل النشر الصحفي بالتعاون مع منظمة (إقرا) العالمية، وقد تناول المؤتمر عددا من المحاور وهي الاستعداد للمستقبل وخطط العمل في المؤسسات الصحفية، والفرص الإعلامية الجديدة في الشرق الأوسط، والموارد البشرية والتدريبية ومستقبل النشر الصحفي والتسويق والتوثيق الإعلامي ومستقبل النشر الإلكتروني والطباعة الحديثة.
وفي يونيو 2009م المنصرم تم الإعلان عن ميلاد الرابطة المغربية للصحافة الالكترونية  والتي هدفت إلى تحقيق جملة من الأهداف منها الدفاع عن الحقوق المعنوية و المادية وحرية العمل الصحفي المهني الإلكتروني والعمل على نشر أخلاقيات مهنة الصحافة في الفضاء الإلكتروني بما يخدم المشهد الإعلامي المغربي وكذا المساهمة في تقديم قانون ينظم مهنة الصحافة الإلكترونية بالتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية بالمغرب و تشجيع التدريب والتكوين والبحث في مجال الإعلام الإلكتروني.وفي نوفمبر 2005م نظمت كلية الاتصال بجامعة الشارقة مؤتمر واقع وتحديات صحافة الانترنت في الوطن العربي بمشاركة (50) باحثا من مختلف الدول العربية، والذي ناقش المفاهيم الجديدة التي بدأت صحافة الانترنت بترسيخ جذورها مع بيان المختصين لطبيعة التأثيرات المستقبلية للبنية التحتية للفضاء المعلوماتي، ومعالجة قضية الصحف الرقمية المنتشرة في بعض البلدان العربي.