الجمعة، 1 أبريل 2011

الإعلام البديل وكشف الانحرافات والفساد

القاهرة/ متابعات إعلامية / كتب: أ.د. سليمان صالح "أستاذ الإعلام الدولي بجامعة القاهرة"
كشف الانحرافات والفساد من أهم وظائف وسائل الإعلام. وبقيامها بهذه الوظيفة تحذر المجتمع ليقوم بعملية تصحيح في الوقت المناسب، ويطلق الغرب على الصحافة كلب الحراسة لأنه يقوم بالدفاع عن المجتمع وحمايته ضد الفاسدين الذين يسيئون استغلال السلطة، وعندما ينام كلب الحراسة كما يقول فيليب سيب ينشط اللصوص في الظلام فينهبون ثروة الشعب، ويدمرون اقتصاد الدولة، ويزيدون السخط والحنق في نفوس الناس.

هذا ما حدث في تونس عندما قام نظام ابن علي بتقييد حرية الإعلام. وسيطر على ملكية وسائل الإعلام أصهار الديكتاتور وأقاربه.

وبينما كانت وسائل الإعلام التونسية تستعرض بشكل دائم إنجازات النظام ومعدلات التنمية المرتفعة وتمجد الرئيس إلى درجة التأليه، كان أقارب ابن علي وأصهاره يقومون بعملية استغلال وإفقار للشعب.
وعندما قام صحفيان فرنسيان بإصدار كتاب عن فساد زوجة الرئيس وأقاربها بعنوان حاكمة قصر قرطاج نجح النظام في منع وصول هذا الكتاب أو أي معلومات يتضمنها إلى الشعب التونسي، لكن تطور الإعلام البديل فتح مجالات واسعة لكسر التحكم الحكومي في تدفق المعلومات إلى الجماهير وزاد قدرة الشعوب على كشف الانحرافات والفساد كما يتضح ذلك من دراسة حالة تونس. وقد جاء عام 2010 ليوضح أن الإعلام البديل قد تطور بدرجة كبيرة، وقد تزامن هذا التطور مع زيادة سخط بعض الذين يمتلكون حق الإطلاع على الوثائق الرسمية، وبالتالي زيادة إمكانات نشرها.
وجاء كشف موقع ويكيليكس لآلاف الوثائق من أهم تجليات هذا التطور، فهذا الموقع قام بنشر رسائل رسمية كتبها سفراء ودبلوماسيون أمريكيون، وقد كشفت هذه الوثائق عن اعتراف الدبلوماسيين الأمريكيين بحالة الفساد العام التي يعيشها نظام تونس الذي يعتبر من أهم حلفاء أمريكا، يثير ذلك العديد من الملاحظات أهمها الارتباط بين الفساد والتبعية، فأمريكا كانت تعرف تماماً فساد حليفها ولكنها لم تكشف ما لديها من معلومات ولم تنشر وسائل الإعلام الأمريكية أي معلومات عن هذا الفساد، وكان الفضل لموقع ويكيليكس في نشر هذه البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي تكشف معرفة الإدارة الأمريكية بفساد نظام بن علي.
أما فرنسا فإنها كانت تعرف أيضاً الكثير عن فساد نظام بن علي، والدليل على ذلك كتاب حاكمة قصر قرطاج لكن هذا الكتاب لم تقم وسائل الإعلام الفرنسية بنشر الكثير مما جاء فيه من حقائق وأدلة على فساد نظام بن علي.
يشير ذلك إلى عملية إخفاء وتعتيم تمارسها الدول الغربية على فساد حلفائها العرب، ولذلك فإن الفضل للإعلام البديل في كشف الكثير من المعلومات عن الفساد الاقتصادي المرتبط بإساءة استخدام السلطة، ولقد استخدم الشباب التونسي الفيس بوك واليوتيوب والتويتر والمدونات والمواقع الإخبارية لنشر الكثير من المعلومات والتي أسهمت في تأجيج الثورة، كان من أهم ما كشفه الشباب التونسي على هذه المواقع قيام أقارب بن علي وأصهاره يفرض الحصول على نسبة من أي مشروع ناجح في تونس، وهو ما أدى إلى إفلاس الكثير من المشروعات، وخوف التونسيين من إقامة مشروعات اقتصادية، وانتشار البطالة.
وكان لكل ذلك تأثيره السلبي على الاقتصاد التونسي، كما أن الأموال التي نهبها أقارب بن علي وأصهاره كان يمكن أن تستغل في توفير فرص العمل، وتقليل عوامل السخط والثورة، يوضح ذلك أهمية قيام وسائل الإعلام بوظيفتها في كشف الانحرافات والفساد وحماية المجتمعات من سوء استغلال السلطة. وذلك ينطبق على كل الدول العربية التي تحكمت في وسائل إعلامها ومنعتها من القيام بهذه الوظيفة، مع ذلك فإن هناك الكثير من أوجه الفساد والتي أسهم الإعلام البديل في كشفها من أهمها تزوير الانتخابات حيث أن هذا التزوير يشكل عملية سرقة لإرادة الشعب. وقد أسهم الإعلام البديل وصحافة المواطن في الكشف عن عمليات تزوير واسعة في الانتخابات المصرية.
كما أسهم الإعلام البديل ولكن بشكل أقل في الكشف عن سوء استغلال السلطة في قهر المواطنين وتعذيبهم وقتلهم في بعض الأحيان كما في حالة المواطن خالد سعيد والمواطن سيد بلال في الإسكندرية، لكن هناك إمكانات لتطوير قدرات الإعلام البديل وتمكين الشباب العربي من كشف فساد النظم الحاكمة وسوء استغلالها لسلطاتها، ويتزامن تطور الإعلام البديل مع تزايد الغضب الشعبي وشعور الناس بالإحباط نتيجة تزايد الفقر والبطالة وتقييد الحريات والديمقراطية، يوضح ذلك أن النظم العربية لم يعد بإمكانها أن تمنع وصول الحقائق إلى الناس، وكل ما يمكن أن تفعله هو أن تضعف وسائل إعلامها التقليدية.. عن الشرق القطرية

د. الدناني يشارك في ملتقي الفجيرة الإعلامي الثاني: "الترجمة واللغة العربية في وسائل الإعلام العربية".

عجمان / متابعات إعلامية / خاص:

شارك الدكتور/عبد الملك الدناني - رئيس قسم الصحافة بكلية الاعلام بجامعة صنعاء (سابقاً) - والأستاذ الزائر في كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، في ملتقي الفجيرة الإعلامي الثاني 2011، الذي عقد هذا العام تحت عنوان (الترجمة واللغة العربية في وسائل الإعلام وتحديات المستقبل)، وتناولت ورقة العمل العلمية المقدمة من جهة د.الدناني إلى (الثورة الاتصالية وتأثيرها على مصطلحات اللغة العربية).
حيث شاركت أكثر من 25 شخصية إعلامية من عدة دول عربية وأجنبية في المؤتمر الإعلامي الثاني الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، بالتعاون والتنسيق مع شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا (فرع الفجيرة) في الفترة من 29 إلى 30 مارس الجاري، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، والذي سيكون هذا العام تحت عنوان «الترجمة واللغة العربية في وسائل الإعلام وتحديات المستقبل»، وعقد بمقر جامعة عجمان بالفجيرة مؤتمر صحفي حضره محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري ونائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وثامر سعيد سلمان نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية والإدارية والدكتور حمدي الشاعر مدير مقر الجامعة في الفجيرة وعدي الطويل مدير تنفيذي بمجموعة الفجيرة للإعلام وإبراهيم علان المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام والدكتور ياس خضر البياتي منسق عام المؤتمر.