متابعات إعلامية / خاص:
سبع أوراق وخمس شهادات هي حصيلة الندوة التي نظمتها، أمس، وزارة الثقافة والمركز الثقافي الملكي، في قاعة المؤتمرات بالمركز، حول دور الإعلام في التنمية الثقافية. وإذا كان مدير مديرية المشاريع في وزارة الثقافة، د. أحمد راشد، بحث في ماهية الثقافة، وقدم تعريفاً للثقافة ووظائفها، فإن مدير الدائرة الثقافية في الزميلة الرأي، الشاعر والروائي الزميل حسين نشوان، قدم مجموعة من الأسئلة التي ترك الإجابة عنها للجمهور، ولأوراق أخرى متخصصة في هذا العنوان، ليتحدث الزميل الشاعر إسلام سمحان، من ثقافة «العرب اليوم»، عن دور الفضائيات في المشهد الثقافي العربي، وقيام غالبيتها بتسطيح الثقافة عبر خلطٍ مقصود في المفاهيم، ثم ليؤكد ـ من بعد ذلك ـ الزميل حازم الخالدي أن وكالة الأنباء الأردنية فسحت حيزاً جيداً في نشرتها للنشاط الثقافي، مطالباً بأن ينظر المثقفون إلى ما يدور في الشوارع العربية من أجل توثيقه والاهتمام به، ومن ضمنها الشارع الأردني.
المتحدثون في الجلسة الأولى، التي ترأسها الروائي هزاع البراري، طالبوا بإيلاء الثقافة مزيداً من الاهتمام؛ من المواطنين، والحزبيين، والناشطين، في ظل تراجع دور المؤسسة الرسمية في هذا الجانب، ليقدم عدد من الحاضرين مداخلاتهم التي طالب بعضها بعقد مؤتمر وطني للثقافة، في الأردن، وإشراك مختلف ألوان الطيف السياسي بالحراك الثقافي الذي تشهده البلاد، في هذا الربيع العربي.
الجلسة الثانية التي ترأسها د.محمد القضاة، بعد اعتذار محمد أبو سماقة، قدم فيها الزميل نضال برقان ورقة أشار فيها إلى النظرة العامة إلى الثقافة ـ من قبل إدارات الصحف أو الحكومة ـ متحدثاً عن المعوقات التي تعترض الإعلام الثقافي وعلاقته بالمشهد الثقافي العام، داعياً إلى تأسيس ما أطلق عليه «الاتحاد الإعلامي الثقافي»، من أجل الترويج للفعل الثقافي، والنهوض بالحالة الثقافية العامة في البلاد. فيما تحدث موسى الشيخاني، من وكالة عرار، حول دور المواقع الإلكترونية في نشر الثقافة والترويج لها، مقدماً إحصائيات رقمية حول نشاط الوكالة في الفترة السابقة، ومشيراً إلى أن المستقبل هو للإعلام الإلكتروني، ليتحدث ـ من بعد ذلك ـ عادل الحاج ورقة حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الثقافة والاهتمام بها، مقدماً توضيحاً شاملاً لهذه المواقع، وضرورة تعريبها.
أعقب ذلك مداخلات الحاضرين، التي تركزت حول دور الصحف الورقية والفضاء الإلكتروني واهتمامها بالإعلام الثقافي.
الجلسة الثالثة، التي ترأسها د. أحمد راشد، تخصصت في تقديم شهادات لعدد من الزملاء الصحفيين، الذين عمل معظمهم في الصحافة والإعلام الثقافي، فقدم كل من: د. محمد القضاة، وسميرة عوض، وإبراهيم السواعير، ومجدي التل، وعدنان الطوباسي شهادات تحدثوا فيها عن تجاربهم في الإعلام الثقافي.
وكانت جلسة الافتتاح شهدت كلمة لوزير الثقافة، د. صلاح جرار، وكلمة أخرى لنقيب الصحفيين الزميل طارق المومني، أشادا فيهما بالثقافة، ودور الإعلام في الترويج لثقافة جادة وواعية تسهم في بناء شخصية المواطن الأردني، على اعتبارها أحد أهم الركائز في بناء شخصية الفرد، وهي رسالة وطنية وتربوية وإنسانية، كما وصفها د. جرار. متابعون أشاروا إلى غياب البعد الآخر في الخطاب الثقافي، الذي تبنته الندوة، مثل ثقافة الأحزاب والحراك الشعبي، مع غياب أهم مؤسسة ثقافية وهي رابطة الكتاب الأردنيين، على اعتبارها شريكاً في صياغة المشهد الثقافي، لافتين إلى التداخل بين مقدمي الأوراق والشهادات ورؤساء الجلسات، ما وصفوه بطغيان اللون الواحد على فعاليات الندوة المتخصصة، من عنوانها، بتفعيل التنمية الثقافية، ومثل هذا لن يتم بإقصاء أطراف أساسية عن المشهد الثقافي.
الصحفي العربي