الخميس، 16 يناير 2014

"الإعلام الجديد : النظام والفوضى" جديد الإصدارات الإعلامية

متابعات إعلامية /
صدر عن دار سحر للنشر بتونس كتاب جديد للدكتور عبدالله الزين الحيدري يحمل عنوان : "الإعلام الجديد النظام والفوضى". كتاب اهتمّ فيه صاحبه بتحليل وتفسير حقيقة الإعلام الجديد من زوايا فكرية ومعرفيّة مختلفة تراوح بين المدخل الرّياضي – الفيزيائي والمدخل السّوسيولوجي. الكتاب ورد في فصول ثلاث، تميّزت جميعها بتفكيك بنية الاتصال الجديدة وتحليلها تحليلا ترافقه شواهد ممّا يجري في الأقطار العربيّة من تغيّرات سياسيّة بالخصوص.

نظام الإعلام الجديد، نظام تسكنه الفوضى
من الملفت للانتباه أن نرى الظواهر الإعلاميّة تُدرس، وتُفسّر من جهة نظر رياضية وفيزيائية. لعلّ هذا ما ينفرد به كتاب الحال الذي أراده صاحبه مرجعا في فهم التضاريس المعقّدة لجغرافيّة الإعلام الجديد. وأبرز ما يميّز هذه التضاريس هوّ أنّها مكتنزة بالفوضى في بعدها الرّياضي. يقول الدكتور الحيدري في هذا الصّدد: ..."إنّ الفوضى المقصودة لا تعني مجرّد الاظطراب الطارىء على الظّاهرة الإعلاميّة والاتصاليّة، أو التشويش العارض الذي يترتب عنه إرباك لبعض الوظائف في ديناميكيّة النظام، إذ يحدث أن يعتلّ النظام الإعلامي والاتصالي بسبب من الأسباب، أو تصيبه ضوضاء معيّنة تربك انتظامه. هذه حالات غير مولّدة للفوضى بالمعنى الرّياضي والفيزيائي للكلمة لاعتبارها حالات قابلة للقياس، ويتم احتواءها بتعديل النظام لذاته.
إنّ الفوضى المقصودة في سياقنا، هيّ التي تعرّض إلى ملاحظتها الرّياضي إدوارد لورانز (Lorenz 1961) عندما كان يجري سلسلة من العمليات الحسابيّة المعقّدة قصد التكهّن بالتقلّبات المناخيّة، وكان أن اكتشف سلوكا فوضويّا لنظام لا خطّي، يحول دون حصر دقيق للتنبّؤات الجويّة.
من هذا المجال، الفيزيائي- الرّياضي، نستعير المفهوم لنوظّفه في مجال العلوم الإنسانيّة توظيفا يبيّن إلى حدّ مّا، أنّ ما يحدث من تفاعلات متقلّبة في مجال الإعلام والاتصال الحديث، لا يختلف كثيرا عمّا يحدث في مجالات أخرى كمجال الرّصد الجوي مثلا، لاعتبار المجالين نظامين ديناميين يسكنهما الاظطراب والفوضى. والاستعارة من هذا القبيل تقليد قديم في تخصّصنا : ألم تكن قياسات الخبر وقيمه الانتروبيّة (Entropic Values) مستعارة من الديناميكيّة الحراريّة، (Thermodynamics). ألم يكن التشويش الذي نقصد به، في التواصل، الضوضاء التي تصيب المعاني في الرّسائل الإعلاميّة، مستعارا من النظريّة الرّياضيّة للمعلومات (Mathematical Theory of Communication). فالفوضى في مضمارنا هي تلك السلوكيات العشوائيّة غير القابلة للقياس الدقيق، والتي لا يمكن احتواؤها بفعل تعديل يحدث داخل النّظام، فالبيئة الجديدة المسمّاة اليوم بالإعلام الجديد، مهيّأة لحدوث الفوضى لاعتبارها نظاما ديناميّا معقّدا تحدث داخلها سلوكيات غير منتظمة وغير مستقرّة، بل إنّ عناصرها الماديّة والرّمزيّة مولّدة لمثل هذه السلوكيات. فالفوضى حينئذ تظلّ خاصيّة من خصائص هذه البيئة الحتميّة اللاّخطيّة، التي أصبح من العسير التحكّم في ديناميكيتها والتنبّؤ بحالاتها المستقبليّة. ولنتبصّر أبرز مكوّنات هذه البيئة لنفهم الانحرافات الكبيرة التي تخترقها (...) الإعلام الجديد، يمكن عدّه اليوم، نظاما عكسيّا لنظام إعلامي يستند إلى جانب وفير من القواعد والضوابط والقوانين التي تحكم مجاله وتراقب توازنه، لما ينطوي عليه من نقض للتقاليد المعرفيّة والمهنيّة المكوّنة للبيئة الإعلامية التقليديّة. فالإعلام الممأسس ظلّ يقابله الإعلام بصيغة الفرد، والرّسائل المبنيّة بدأ يغمرها تدفّق فائق لرسائل متحرّرة من ظوابط التحرير والكتابة، والحرّية النسبيّة تقابلها اليوم حرّية مطلقة تسري وسط فضاء سيبرني، والموضوعيّة تراجعت أمام استفحال مظاهر الذاتيّة المفرطة، والحياة الخاصّة احتلّت صدارة عرض الأحداث في الإخبار وغير الإخبار، والجمهور المتجانس بدأ يتشظّى تدريجيّا إلى طوائف وعشائر بلا حدود، والقائمة طويلة، متواصلة مع تطوّر تقاني، كلّما ازداد، اضطربت بازدياده الأهداف وأصابتها الفوضى. فالفوضى، مثلما أشرنا في ما سبق، ليست من طبيعة افتقار النظام لقوانين العمل والنشاط، ولا هيّ متصلة بتشابك الواقعي والافتراضي في هندسة النظام الرّقمي الجديد، إنّما هيّ وليدة ظاهرة كميّة، الأولى من نوعها في تاريخ التواصل البشري، نفسّرها بالعدد الهائل للمستخدمين لوسائط الإعلام والاتصال، استخدام يعبر كلّ الاتجاهات : أكثر من مليار مستخدم للإنترنت وما يزيد عن مليارين مشترك في خدمات الهاتف الجوّال (Manuel castells 2006)، ينتجون ويتبادلون المعلومات بمختلف أصنافها، ويسهمون في التأثير في البناء الاجتماعي للسّلوك.

فإذا أصبح بإمكان كلّ العالم أن يبث ويستقبل على نحو جماهيري، أي على نحو تكون فيه وسائل الاتصال الجماهيري، وسائل اتصال جماهيري فرديّة، (Individual Mass Media)، يظلّ اتجاه نسق التغيّر الاجتماعي غير واضح، ويصعب تحديد ملامحه بدقّة، بل يحدث أن ينحرف عمّا هوّ متوقّع مسبقا كما حدث في تونس ومصر عند خلع الرّئيسين بن علي ومبارك، أو عمّا كان سائدا في وضع منتظم. وكل ذلك راجع لتنامي شبكات العناصر المحدثة لغير المتوقّع، وتداخلها، وصعوبة الإلمام بطبيعتها وخاصّياتها، وتلك هيّ طبيعة الأنظمة الديناميّة المركّبة القابلة للفوضى، وهذا ما يسمّى عند الفيزيائين والرّياضيين بـ " تأثير الفراشة " (Butterfly effect).

هنالك مداخل عديدة تقدّم وتفسّر فكرة " تأثير الفراشة " نذكر منها الفيزياء الكميّة والفيزياء الفلكيّة والرياضيات. وتتفق كلّها على أنّ التغييرات التي تحدث على نطاق صغير جدّا، في حدود الأنظمة الدينامية المركّبة، يمكن لها أن تؤثّرفي التغييرات التي تحدث على نطاق كبير جدّا، فالتغييرات الصغرى البسيطة، في حال الجمل الدينامية، قد تؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة هامّة يصعب التنبّؤ بوقوعها لصعوبة في الإلمام بالمعطيات البدئيّة المتكاثرة. وإدوارد لورنتز هوّ أوّل من أتى باستعارة " تأثير الفراشة " حين كان يعمل على مشكلة التكهن بالطقس ويدرس حالات التنبّؤ بتحوّل الكتل الهوائيّة الكبرى. ولاحظ في إحدى المرّات أنّ المعطيات البدئيّة، المتقاربة إلى أبعد الحدود، قد أفضت معالجتها إلى ظهور نتائج متباعدة تماما ممّا جعله يستنتج أنّ التغيّرات الضئيلة في مستوى المقاييس الصّغيرة، قد تؤثّر على تغيّرات المقاييس الكبيرة، وهنا فكّر لورنتز في لو أنّ خفقان جناح فراشة يحدث في البرازيل، هل يترتب عليه إعصار في التكساس ؟

لقد كان لهذه الاستعارة الأثر الكبير في أساليب التعامل الرّياضيّة مع المسائل التابعة إلى الجمل الدينامية المعقّدة، إذ أكّدت أنّ هذه الجمل أو النظم، بطبيعتها المركّبة والمعقّدة، قد تبدي سلوكيات غير منتظرة، ويظلّ من الصّعب الوصول إلى تحديدها بإجراء معادلات رياضيّة مركّبة أو مختصرة، كما بيّنت أنّ المستقبل بعيد من أن تكشف عنه المعادلات الرّياضيّة الدقيقة. إنّه بعد لا يحتمل التوقّع المطلق. وكانت خلاصة لورنتز هيّ أن الظواهر الفيزيائيّة بشكل عام يبقى أفق التكهن بملامحها المستقبليّة محدودا جدّا.

إنّ ما ينسحب على الظواهر الفيزيائيّة من قوانين في فهم جغرافيتها ورصد تغيّراتها وسلوكياتها، نراه ينسحب كذلك على الظواهر الاجتماعية في بعدها الإعلامي والاتصالي. فالظواهر الاجتماعيّة، تكتسي، وبالخصوص اليوم، في حضور تقنية اتصاليّة لاخطيّة متطوّرة، تكتسي من التركيب والتعقيد ما تختصّ به النظم الفيزيائيّة الكبرى. وعديدة هيّ المبادىء والنماذج التي تمّ إفراغها من خاصياتها الرّياضيّة والفيزيائيّة، ووقع توظيفها في مجال العلوم الاجتماعيّة. فالمشكل الرّئيس، في سائر النظم التي ذكرنا، كامن في وجدود معرفة غير مكتملة بالمعطيات البدئيّة.فالإعلام الجديد بتضاريسه الحاليّة، يظلّ بعيدا عن السيطرة، ويبقى من الصّعب التنبّؤ بتغيّراته واتجاهاته، ولا يمكن إلا أن يشكّل نظاما ديناميّا مركّبا تسكنه الفوضى (Chaotic system).
الإعلام الجديد، والثورات العربيّة
يبرز الدكتور الحيدري مسألة بالغة الأهميّة في حديثه عن الثورات العربيّة مشيرا إلى خطاب التقنويين الذين يرون في المواقع الاجتماعيّة السبب الرّئيس في اندلاع الثورات العربيّة. ويذكر الدكتور الحيدري في هذا الصّدد: "...إنّ ثورة تونس، كما هوّ حال الثورات التي تلتها، انبثقت من وعي الأفراد بواقعهم أوّلا، ثمّ تشكلت مفاصلها في فضاء الويب، واشتدت بالتفاعل والتكرار والتداول، والتغلغل السريع للأفكار والمعلومات في الأوساط الاجتماعيّة المختلفة، على نحو يشبه إلى حدّ مّا، ما يعرف في الرّياضيات بهندسة شجرة الاختيار (Selection tree) ، ولكن بشكل غير خطّي، ممّا يجعل تطوّر الأحداث أمرا في غاية التركيب والتعقيد، يصعب التكهّن بنتائجه والتحكّم حتى في مساره. إنّها الفوضى. ووجه الفوضى، أنّ إنتاج المعلومات وتناقلها وتبادلها بما نسميّه سرعة الإبحار الخاطفة، ما إن يستمرّ في الزمن بالسّرعة تلك، يأخذ حجمه منحى النمو المتزايد، بوتيرة غير قابلة للحساب تحمل في طبقاتها موجات من المعاني والمستويات البلاغية التي لا حصر لها، مفرزة، في الآن ذاته، المُحتمَل وغير المُحتمَل في نطاق ما يعرف بالحساسيّة للشروط الأولى (Sensitivity to initial conditions). (...) فلو أمعنا النظر في الحدث ذاته (حدث إحراق البوعزيزي لنفسه) لألفيناه، استنادا إلى الشيفرات الاجتماعيّة المتضمّنة لمعنى (إحراق النفس)، ضربا من ضروب الانتحار، وهو كذلك. ولكن بالعودة إلى السّياق (Context)، كعنصر أساسي لفهم الموضوع، يتغيّر فكّ الشيفرة (Decoding) مولّدا حالة استثنائيّة تستدعي وقفة تأمّل في "الذات" الجديدة التي رسمها "البوعزيزي" والتي كان تشفيرها مطابقا كليّا للمعنى المقصود عند المشفّر، لأنّ "البوعزيزي"، عندما أضرم النار في نفسه إنّما كان يدوّن بجسده أطوار الظلم والقهر الجاثمة في الواقع الاجتماعي، وهي أبعد من أن يستوعبها تعبير لساني أو تدوين إلكتروني. ولمّا كان التدوين بالجسد أبلغ في دلالاته من التدوين اللّساني، فإنّه كان أقرب إلى منح الأفراد الاجتماعيين هويّة اجتماعيّة قامت على قواعدها ثورة تونس وما تلاها من ثورات أخرى ممّا يفيد أنّ الثّورة في تونس، كما في مصر وسائر الأقطار العربيّة الأخرى لم تنبثق من رحم المواقع الاجتماعيّة كما صوّرها الخطاب التقنوي إنّما دخلت بنيتها حيّز الوجود من تركيب دلالي، لساني وغير لساني تطابق تشفيره مع مقاصد المشفّر. وفعل التطابق أمر مهمّ جدّا في هذا المضمار لاّنّ عدم حدوثه يغيّر من طبيعة الأثر الدلالي لإحراق "البوعزيزي" لنفسه، فيتحوّل المعنى من حيّز التعبير عن "النفس المظلومة" إل حيّز قتل "النفس المهزومة".

ولكن التطابق كفعل سيميائي تحقّق بين المرسل والمتلقّي، لم يكن في جوهره عمليّة خطّية اكتفى في حدودها المتلقّي بفكّ التشفير طبقا للمعنى الذي عناه المشفّر، إنّه الحدث المشحون ببنية مركّبة من التفاعلات تجلّت حقيقتها في البعد الميدياتيكي عبر المدوّنات والمواقع الاجتماعية. لقد اتسعت دائرة التطابق واشتدت وتيرتها في فضاء الويب من خلال ممارسات بلاغيّة ودلاليّة أدت فيها اللّغة دورا مركزيّا ساعدت على تجلّي الأدوار الاجتماعيّة. هكذا نفهم كيف تحوّل الويب من فضاء سيميائي مولّد للمعرفة إلى فضاء اجتماعي تتحقّق في حدوده أدوار الذات المشيّدة للقيم الثقافيّة والأيديولوجيّة".

الدكتور عبد الله الزين الحيدري أستاذ مساعد علوم الإعلام والاتصال بجامعة قطر، له العديد من المؤلّفات في مجال الصّورة والتلفزيون، ومجال الصّناعات الإعلاميّة والثقافيّة، ومجال الميديا والأخلاق، يهتمّ حاليا بدراسة حقيقة التناهج بين العلوم سيما في ما يتعلّق بالتواصل بين الإعلام والاتصال والحقول المعرفيّة الأخرى الهندسيّة والرياضيّة والاجتماعيّة والفلسفيّة.


Website: http://www.drhaidari.com/

        عنوان الكتاب : الإعلام الجديد النظام والفوضى.
        الرّقم الدولي للكتاب : 9789973283481

        الناشر دار سحر للنشر: جانفي 2012

البوابة العربية لعلوم الاتصال والاعلام

الفضائيات ووسائل التواصل تواجه تهمة تهميش اللغة العربية .. «العربيزي» والمصطلحات الغربية واللهجات الدارجة من ظواهر تراجع {الفصحى}

متابعات إعلامية /
الجدل حول تأثير وسائل الإعلام العربية والفضائيات بشكل خاص على الثقافة هو جدل دائم يتغير محوره من التأثير على القيم المجتمعية إلى التأثير على الأطفال والمراهقين وعلى الذائقة العامة إلى الجدل حول تأثير هذا الإعلام على اللغة العربية، وهو الموضوع الذي طرحته عدة جلسات نقاشية أقيمت بمقر اليونيسكو في باريس بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية، 18 ديسمبر (كانون الأول(.
«لا أحد يعشق لغته كما يفعل العرب».. بهذه الكلمات أطلق سفير السعودية لدى المنظمة الدكتور زياد الدريس جلسات اليوم الحافل. وأضاف الدكتور الدريس وهو رئيس خطة «أرابيا» لتنمية الثقافة العربية في اليونيسكو: «كيف نعبر عن حب اللغة العربية؟ الأمر بسيط جدا.. يكفي أن نمارسها. من غير المفيد الثناء على لغة ما، فالأهم من ذلك هو أن نتحدث بتلك اللغة».
شارك في جلسات النقاش أو الندوات عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين، وطرح من خلالها عدد ضخم من الأسئلة بعضها وجد الإجابة والكثير منها ما زال مطروحا ينتظر.
الندوة الأولى حملت عنوان «هل ساهمت الفضائيات العربية في نشر اللغة خارج الحدود؟»، وشارك فيها إعلاميون من قناة «العربية» وصحيفة «الحياة» ومحطة «إم بي سي» و«تلفزيون دبي» والتلفزة الموريتانية. حسين فياض قنيبر من قناة «العربية» رأى الجانب الإيجابي لعنوان الندوة، وقال إن الفضائيات ساهمت في تعريف أبناء المهاجرين خارج العالم العربي بلغتهم الأم، وأضاف أن «هناك جيلا من أبناء المهاجرين يعرف اللغة عبر الفضائيات عن طريق برامجها المتنوعة». غير أنه أيضا لمح إلى الجانب السلبي لتلك البرامج، مشيرا إلى أن بعض البرامج المخصصة للأطفال قد تضررت من ضعف المستوى اللغوي للمذيعين رغم أنها تحمل رسالة تعليمية هادفة استفادت منها الجماهير.
من جانبه، اتجه عثمان نجاري من قناة «ميدي1» المغربية إلى تحديد مفهوم «اللغة العربية»، مبينا أن هناك أنماطا من اللغة العربية تستخدم في القنوات العربية وتختلف من منطقة لأخرى، وتساءل: «أي لغة عربية نريد أن تنشرها القنوات؟». واختلف نجاري مع قنيبر حول تأثير تلك القنوات في نشر العربية خارج الحدود، مشيرا إلى أن «ظهور القنوات ساهم في نشر روح وثقافة اللغة بالتأكيد، وإن كان دورها في نشرها كلغة خارج حدود العالم العربي ليس واضحا». وتبنى عبده وازن من صحيفة «الحياة» النقطة الأخيرة، قائلا إنه يتحفظ على عنوان الندوة، مضيفا: «السؤال يجب أن يكون: هل ساهمت القنوات في نشر العربية داخل الحدود؟»، مشيرا إلى استبيان أجرته جريدة «الحياة» أثبت تراجع استخدام اللغة العربية لدى الجيل الرابع من المغتربين. وذهب وزان إلى أبعد من العرب في الخارج، متسائلا عن حال اللغة العربية داخل البلدان الناطقة بها، قائلا إنها في تراجع، ملقيا باللوم على «العولمة» والإنترنت.
أما عن تأثير المسلسلات الأجنبية التي «تدبلج» باللغة العربية، فأشار وازن إلى أن ذلك تراجع بعد أن حلت اللهجات العربية الدارجة، مثل اللهجة السورية، محل اللغة الفصحى.
الندوة طرحت آراء مختلفة واحتدم النقاش حول أثر الفضائيات في تعزيز العربية لدى المهاجرين بين من قال إنها لم تلعب دورا كبيرا في ذلك وإنها فقط أصبحت رابطا بين المهاجر ووطنه، وفي المقابل هناك من أكد على دور تلك الفضائيات في تعريف أبناء المهاجرين بلغتهم الأم.
استخدام اللهجات المحلية واللغة الدارجة وأيضا الكلمات الأجنبية كله بات مألوفا في القنوات العربية، وهو ما أدار دفة الحديث إلى دور المذيعين، حيث أشار البعض إلى ضعف مستوى اللغة لدى الكثير منهم. وكان لمصطفى الآغا من قناة «إم بي سي» مداخلة طرحت سؤالا جديدا وأدخلت طرفا جديدا في المعادلة، حيث قال: «من أين تأتي الفضائيات بمذيعيها؟ هم نتاج مجتمعاتهم. ولهذا يجب أن تقوم وزارات التربية والتعليم أولا بدورها في تعليم اللغة العربية»، وأضاف: «ليس مطلوبا من الإعلامي أن يكون متخصصا في اللغة، يكفي أن يؤدي عمله بشكل يحترم قواعد اللغة فقط». واختار الآغا أن يشيد بالدور الإيجابي الذي لعبته الفضائيات في إنتاج أعمال درامية ضخمة بالعربية الفصحى مثل مسلسل «عمر».

* دور الإعلام الجديد والإنترنت في إعادة الشباب للغته
* من الصعب تناول تأثير الإعلام في الحفاظ على اللغة العربية من دون أن تتجه دفة الحديث إلى الإنترنت ووسائل الإعلام الجديدة التي نالت نصيبها من الاتهامات بتهميش العربية لصالح الإنجليزية وأيضا تأثيرها في خلق لغة جديدة أطلق الخبراء عليها اسم «العربيزي»، وهي اللغة التي يستخدمها الشباب في الأغلب للتواصل في ما بينهم عبر استخدام الحروف والأرقام الأجنبية لكتابة الكلمات العربية.
الندوة الثانية في احتفالية يوم اللغة العربية باليونيسكو أخذت على عاتقها استكشاف تأثير وسائل الإعلام الجديدة والإنترنت على اللغة العربية. وكان لا بد من التسليم بوجود تلك اللغة الهجينة «العربيزي» وانتشارها وأيضا انتشار استخدام المصطلحات الأجنبية بدلا من العربية بشكل واسع. عمار بكار الباحث الإعلامي أشار إلى قصور الوعي الاجتماعي بخطر عدم استخدام العربية، ولكنه في الوقت نفسه أكد عدم وجود مجمع لغوي ناشط في العالم العربي يتولى الوصول إلى مرادفات عربية لكل مصطلحات الإعلام الجديدة.
من جانب آخر، فضل فائق عويس من شركة «غوغل Google»، وكافا غريب من «تويتر Twitter»، تناول جهود التعريب التي تقوم بها الشركتان ونسبة المحتوى العربي لديهما.. فأشار عويس إلى أن اللغة العربية تحتل المركز السابع في قائمة أكثر اللغات استخداما على الإنترنت، والمركز السادس من حيث الاستخدام في «تويتر». ولكنه أيضا أشار إلى أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 3 في المائة من الموجود. أما كافا غريب، فأشار إلى أن مستخدمي «تويتر» يطلقون 27 مليون تغريدة بالعربية يوميا.
ومن الناحية التقنية، تحدث مجد عبار من معهد قطر لبحوث الحوسبة عن أسباب نقص المحتوى العربي على الإنترنت، قائلا إن أحدها هو تقنية التعرف على الحروف، وأيضا إلى عدم مراعاة قانون الملكية الفكرية في المنطقة العربية، حيث تنسخ المواد من دون مراعاة لذلك، وهو ما أدى إلى تقلص المحتوى العربي.
محمد النغيمش الكاتب بصحيفة «الشرق الأوسط» أشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تغيير شكل اللغة، حيث اتجهت بها إلى الاختصار والاقتصاد في الكلمات بدلا من الإسهاب. كما أشار إلى انتشار المدونات العربية واستخدام وسائل التواصل كوسائل لنشر الأخبار. 

الشرق الأوسط

هندسة المكان الإفتراضي منتجة لخطاب ثقافي

متابعات إعلامية / كتب / د.جمال الزرن : اكاديمي واعلامي تونسي
هل من الممكن أن تتنج هندسة الأمكنة خطابا ثقافيا؟ سؤال يثير إشكال الثقافي قبل جغرافية المكان. هل يمكن الحديث عن المكان الإفتراضي كمنتج هو الآخر لخطاب ثقافي؟ اصبحت تتشكل بفضل شبكة الإنترنت فضاءات تواصلية عدة هي بمثابة أمكنة إفتراضية، نتحدث عبر غرف الحوار والدردشة، منفردين  أو جماعات، بدون حدود وبدون تاريخ، ونتعامل مع هذه الفضاءات باعتبارها أمكنة، ذات شحنة ثقافية يكون الحوار والتواصل اساسها. أصبح للإفتراضي مكان، أي بعبارة أخرى أصبح المكان أكثر حضورا في المتخيل منه في الواقع الموضوعي، رغم الإقرار والإعتراف بواقعية شبكة الإنترنت ومحتواياتها. 
ويعتبر مصطلح هندسة المكان الإفتراضي مصطلحا حديث التداول الفكري، ويقصد به كل ما له صلة بهندسة الفضاء التخيلي، بشقه المادي والمتمثل في إبداع سبل جديدة في هندسة تكنلوجيات الإفتراضي وبشقه الإعتباري كما يذكر ذلك عابد الجابر في تعريفه لشبكة الإنترنت إذ يقول : "هذا العالم الجديد، عالم الإنترنيت، يضم جميع أنشطة عالمنا الواقعي المعتاد، أو في إمكانه أن يضمها جميعها ويضم أشياء جديدة أخرى، فقط مع هذا الفارق وهو أن جميع أشيائه وأنشطته تسمى بأسماء يسبقها أحد المقطعين، سيبر cyber، وتلي télé. الأول يدل على التحكم، والثاني معناه عن بعد. أما هوية الأشياء التي يحتويها والأنشطة التي تتم فيه فتتحدد بالوصف اعتباري: virtuel. ونحن نترجم هذه الكلمة بـ "اعتباري"، وليس بـ "افتراضي" أو "وهمي" حسب المعنى الأصلي للكلمة، لأن الأمر هنا يتعلق، ليس بمجرد وجود تصوري مفترض من صنع الخيال أو الوهم، بل بوجود واقعي مشاهد عبر الصورة والكلمة وجميع الرموز، ولكنه مع ذلك "اعتباري" (من العبور والاعتبار معا)، بمعنى أن الاتصال فيه يتم عن بعد وعبر رموز".
           وتثار في محيط هذه المفردة-الإفتراضي-سؤال لماذا تكون شبكة الإنترنت في حاجة أو منتجة لهندسة ذات خصوصية ثقافية تواصلية. هل هي مكان جديد للإنسان أم هي نهاية المكان بالنسبة للإنسان دائما. هل اصبحت الهندسة بالإضافة إلى القيمة التواصلية التي صاغت شهرة شبكة الإنترنت عنوان اللامكان. لم تعد بفضل شبكة الإنترنت مقولة "هنا" ذات دلالة رمزية بإعتبارها إحالة على ثبوتية المكان. عندما نبحر أو نعبر –حسب الجابري-في شبكة الإنترنت، وما مصطلح الإبحار او العبور إلا صيغة فاضحة على تجاوز المكان، نصنع المكان الذاتي والشخصي بالعودة إلى الرواسب الثقافية والمعرفية، نبحر في شبكة الإنترنت عندما نكون مراهقين إلى مكان الحب بحثا عن الدردشة، وعندما نكون باحثين نذهب إلى مكتبة الكونجرس ونحولها إلى مكان –ظرفي-في المكتب أو البيت، يحدث هذا إفتراضيا.

هل للمكان من مسائلة ما في غياب عنصرالزمن، وهنا يكمن ربما هذا التلاقي بين كل من الفضاء الإفتراضي والزمن الإفتراضي الذي يصعب حصره جماعيا ليتحول إلى قيمة فردية ذاتية لتعود فتنصهر في الإجتماعي أي في الآخر. في المكان التقليدي القائم على قاعدة الخارطة الطوبوغرافية، يؤسس الإنسان القديم لثقافته يساعده على ذلك زمن قابل للقياس (الساعة، اليوم، الشهر...)، واليوم في اللامكان أو في المكان الإفتراضي يؤسس الإنسان الجديد لثقافة جديدة تفاعلية قائمة على التزامن واللحظة. لا وجود لمكان في غياب الإنسان وتذكرنا هذه المقولة بحكاية الشجرة التي تسقط في الغابة فلو لا وجود إنسان ليسمع أزيز سقوطها لما علمنا بسقوط تلك الشجرة وهو مثل يعتمد كثيرا للدلالة على حتمية الإتصال : "لا يمكننا إلا أن نتواصل". إن مسائلة علاقة الثقافي بالمكان هي إحالة مرجعية على التعدد الكامن في الثقافي والذي يكون بالضرورة مصدره الإنسان بإعتباره كانئا ثقافيا، فكأن بالمكان تابع أو حيوان أليف للإنسان، وكذا الأمر بالمكان الإفتراضي، إذ أصبحنا نتحدث عن أمراض جديدة مثل التعلق المفرط بالهاتف الجوال، والتصفح الزائد لشبكة الإنترنت.
 يحيل المكان الإفتراضي إلى التكنلوجيا الفائقة الدقة، فكأن بالمكان الإفتراضي هو منتج تقني، ونعرف كل ما هو عالق من أحكام مسبقة على ان التقنية تسلب جوهر الثقافي بل تتعارض وتختلف معه. لكن المكان الإفتراضي المؤسس على المرجعية التكنولوجية الرفيعة يأتى ايضا حاملا بحكم فعل الإنسان لشحنة رمزية ثقافية كمحاولة لإستمالة التقني إلى الثقافي وتجنب الصراع والتعارض الأزلي القائم بينهما. يعتبر الفضاء التخيلي بمثابة اللامكان، فهو بذلك طيف معلوماتي حواسيبي، غير أن هذا اللامكان ينتفي من محيطنا، كان ذلك بصيغته الواقعية أو الإفتراضية، فالصيغ التشابكية (شبكة الإنترنت) تغيب عن الأنظار في حدها المادي، فلن نجد أنفسنا أمام هذه المعادلة في ما نسعى لتحسسه بل فيما ندركه كمكان. إن الهندسة لغة تمكن من خلال الرمزي وعبر المتخيل صناعة المكان القابل للعيش من قبل الجميع والمشبع لحاجة ما. كذلك الأمر في ما يتعلق بالهندسة الإفتراضية، فهي كذلك تستجيب إلى هذه الحاجة مع خاصية جديدة تتمثل في كونها لا تواجهها عوارض بحكم أن الإفتراضي لا فضاء له من المحتمل أن يعيق تشكله الثقافي حاجز ما، لذلك لا نجد معارضة قوية لمزايا الإنترنت الثقافية، ونشبع التلفزيون بكل نعوت التسطيح الثقافي والبلادة الفكرية.

 إن من بين مزايا الفضاء الإفتراضي كبديل إصطلاحي عن المكان الإفتراضي هو نهاية فوبيا المكان، إن الخوف من المكان دليل على تملكنا لمكان آخر، وعندما ندخل في منظومة المكان الإفتراضي نصبح لا نخشي شيئا بحكم عدم مقدرتنا على تملك الإفتراضي بإعتباره فضاء، لذلك وصفت شبكة الإنترنت كفضاء إفتراضي بأكثر الأمكنة تحررية، وهي تحررية تعود إلى عدم مقدرة أي طرف إمتلاكها، فالإبحار في شبكة الإنترنت يستوى فيه من يملك قصرا ومن لا يملك مسكنا، ليلتقى في الإفتراضي الهامش بالمركز عابرا للحدود بين مدن الثراء وأحياء الصفيح المجاورة كان ذلك في ساوباولو أو القاهرة أو ليفربول.
بوابة افريقيا الإخبارية

مذيعة القناة الأولى السعودية ناهد أغا لـ «الشرق الأوسط»: لا أقتدي بأحد.. وليس لي كاتب مفضل .. فازت أخيرا بلقب سفيرة النوايا الحسنة للإعلام.. وحاصلة على الدكتوراه في الإتيكيت

متابعات إعلامية / الرياض
ناهد أغا مذيعة متألقة على شاشة القناة الأولى بالتلفزيون السعودي نجحت في التميز باختيار نوعية خاصة من البرامج التي تستقطب عددا كبيرا من المشاهدين في العالم العربي، وهي برامج خاصة بفنون التجميل والإتيكيت حصلت فيها على الدكتوراه الفخرية من جامعة الحياة للتنمية البشرية بجانب ممارستها العمل مدربة دولية معتمدة في فن الإتيكيت من المركز العالمي الكندي. ومن أشهر برامجها «الصحة والجمال» و«هي» و«حياتنا». إلى جانب جمال طلتها على الشاشة السعودية تتميز ناهد أغا أيضا بسعة الاطلاع والثقافة الرفيعة وكتابة الشعر والمقالات الصحافية في مجلة «روتانا» وغيرها. وقد جرى اختيارها أخيرا سفيرة للنوايا الحسنة في الإعلام والإتيكيت من قبل منظمة الاتحاد البرلماني الدولي متعدد الأغراض بعد أن رشحها الاتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني.
وبهذه المناسبة تواصلنا معها في المملكة العربية السعودية من القاهرة وكان معها هذا الحوار:
* ماذا يعني لك لقب سفيرة النوايا الحسنة؟
- لا شك أنني سعدت جدا بمنحي هذا اللقب، وهو شرف كبير، وسأعمل في ظله على مواصلة العمل من أجل الإنسانية.
* كيف بدأت حياتك المهنية كصحافية؟ وهل أصبحت في لحظة معينة على يقين بأنك اخترت الوظيفة الصائبة؟
- أذكر تماما في بداية طفولتي في المرحلة الابتدائية كنت أصوغ المقالات الأدبية رغم صغر سني، وكانت تقرأ مرارا وتكرارا في إذاعة المدرسة يتخللها تصفيق الطالبات وثناء المدرسات، لكنني لم أفكر أنني سأمتهنها يوما، حيث كتبت لي الأقدار أن أتابع دراستي وأن أتخصص في كلية الاقتصاد التي لم أتخرج فيها إلى أن تزوجت، امتهنت التجميل أولا ومن خلاله أعادتني الأقدار إلى الكتابة في مجلات التجميل والإتيكيت وإعداد البرامج وتقديمها واكتشفت وقتها أن اختياري لكلية الاقتصاد لم يكن صائبا، وأن القلم هو عنواني، فعدت إليه وعاد إلي وحققت نجاحات مختلفة النظير في فترة ليست بطويلة، الآن أكتب في كثير من المجلات والصحف المعروفة، كما أقدم برنامجا أساسيا على شاشة السعودية الأولى.
* كيف تختارين برامجك وأعمالك الإعلامية ؟
- في البداية كنت أعد برامج تعتمد على كوني درست التجميل ومدربة دولية في فن الإتيكيت، وكنت أقوم بتقديمها على قناة خاصة، لكن حينما أوكل إلي تقديم برنامج يومي وأساسي على القناة الرسمية ويمثل الأسرة والمجتمع السعودي، فهذا بحد ذاته في بلد الغربة أعده نجاحا. وأنا أركز في برامجي على الأمور الحياتية المهمة في المجتمع السعودي ضمن إطار الحياة السعيدة والإيجابيات كي أبث من خلالها أملا أنه لا حياة دون تفاؤل أو ابتسامة مهما كانت الظروف هي برامج معرفية سلوكية اجتماعية صحية تجميلية بعيدة عن السياسة والدين.
* كيف نجحت في الجمع بين الصحافة والإعلام؟ وكيف تفضين الاشتباك بينهما؟
- سؤال جميل جدا وأنا أعد الاثنين يكمل بعضهما بعضا، وفي كثير من الأحيان أطرح موضوعا في الصحافة وأطرحه في الإعلام وخاصة في السلوكيات والإتيكيت، وكيف نرتقي بأسلوب حياتنا، وربما في كثير من الأوقات أكون مضغوطة في العمل والتوفيق بين الاثنين، لكن معظم الأوقات آخذ من وقت راحتي وليلي كي أعيش مع القلم وأكتب.
* بين أصولك التركية والسورية وعملك في الإعلام السعودي كيف توفقين؟ وكيف كانت البداية والعمل هناك؟ وهل للأزمة السورية ظلال على عملك؟
- أنا في الأصل تركية الأب، مواليد سوريا، وترعرعت في سوريا الحبيبة، وحينما تزوجت خرجت إلى المملكة حيث عملت بها أنا وزوجي وكونت أسرتي كذلك، وليس للأزمة السورية أي ظلال على عملي، فالمجتمع السعودي والمجتمع السوري إخوة.
* كيف تنظرين لقضية حياد الإعلامي؟ ومتى ينتهي الفصل بين رأيه الشخصي وما يقدمه على الشاشة؟
- برأيي الشخصي بكثير من القنوات الرسمية يكون مفروضا علي أن أكون حيادية، فهذه مهنتي وأنا أحترم قوانين العمل طالما الأمر غير مسيء أو محرض للجهتين، أما أن ينتهي الفصل فهذا في قنوات حرة وخاصة على الغالب.
* من كان قدوتك في الإعلام؟
- أنا لا أقتدي بأحد مطلقا وأحترم الجميع.
* هل تذكرين أول عمل إعلامي أو قصة إعلامية قدمتها على الشاشة؟
- نعم هي فقرات في الإتيكيت والتجميل، وكانت بداية بسيطة استفاد منها الكثير من الجمهور، وكانت الاتصالات على البرنامج تفوق المئات في خلال الساعة المباشرة على الهواء.
* من كاتبك المفضل محليا وعالميا؟
- أنا أقرأ ما يعجبني من مواضيع مطروحة على أرض الواقع أكثر من أن يكون لي كاتب أو كاتبة مفضلة.
* ما الموقع الإلكتروني المفضل لديك؟
- موقع «فيس بوك» كونه موقع تواصل اجتماعي ويوجد فيه طرح آراء كثيرة ومختلفة، ويمكنني من خلاله مشاركة الكثيرين.
* ما عدد ساعات العمل خلال الأسبوع؟
- (ضاحكة).. الله عليكي! قولي ما عدد الساعات التي لا تعملين فيها! فأنا في الواقع خلال الأسبوع لا يوجد عندي إلا ساعات قليلة أنام فيها، وفي الأغلب أواصل ليلي بنهاري وآخذ من راحتي ونومي حتى أنجز أعمالي على أكمل وجه؛ فمسؤولياتي كبيرة جدا خاصة أنني زوجة وأم.
* كيف توفقين بين ارتباطات عملك الإعلامي والمسؤوليات الأسرية؟ وهل تعتقدين أن الإعلامية العربية أكثر عرضة للمتاعب والضغوط منها في باقي دول العالم؟
- التوفيق موجود، وهذا بفضل الله ولله الحمد، والمرأة بشكل عام معطاءة تضحي من أجل أسرتها، وبالنسبة للمتاعب والضغوط في مجال الإعلام فهي موجودة سواء لدى المرأة العربية أو غيرها.
* هل لديك فريق عمل خاص يساعدك في البرامج التلفزيونية؟
- لا! فأنا جزء من فريق عمل متكامل وكبير جدا وهو تحت إدارة التلفزيون السعودي.
* هل من المهم، في رأيك، وجود الصحافي المتخصص بتغطية أخبار معينة، مثل أن تكون لديه معرفة خاصة بتنظيم القاعدة أو أفغانستان أو العراق؟
- طبعا فالصحافي المتخصص بأمور سياسية غير الصحافي المتخصص بغيرها، فكل منهم لديه ما يكتب عنه ويبحث فيه.
* هل تستطيعين وصف ما تعنيه عبارة الصحافي الناجح أو الإعلامي الناجح؟
- الناجح دوما هو المتميز، فهناك الكثير من الإعلاميين والصحافيين ولكن لا يظهر منهم إلا المتميز بطرحه ولديه الكاريزما الخاصة به.
* ما نصيحتك للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟
- اطلعوا واقرأوا كثيرا وكافحوا وثابروا لكي تتميزوا وتصلوا إلى القمة.
* ما أنجح قصة إعلامية قدمتها على الشاشة حتى الآن؟
- معظم ما قدمت هي أعمال ناجحة ومفيدة ومتعددة الأشكال، فمنها الطبي لمن يهتم بالطب، والتجميلي والصحي لمن يهتم به، والسلوكي والمعرفي، وأيضا الإتيكيت، والطفل والمشاكل الأسرية كالطلاق والعنف الأسري. ولكل منها فئة معينة من الناس تتابعها وتهتم بها.


الشرق الأوسط

الأموال تتجه للأعلام الرقمي متخلية على الصحافة الورقية

متابعات إعلامية / بقلم / كرم نعمة
دعم سياسيون وأثرياء إطلاق الموقع الإخباري الجديد "وورلد بوست" ليصبح منبرا لأصوات غير معروفة في مختلف بلدان العالم، وسيكون له مكتبا في العاصمتين اللبنانية والمصرية.
واتفق الملياردير الحامل للجنسيتين الأميركية والألمانية نيكولا بيرغيرين مع ناشرة موقع هافينغتون بوست على إطلاق الموقع الجديد خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، هذا الشهر.
وسيساهم في الموقع الإخباري رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي انضم إلى قائمة الأثرياء، ومدير شركة مايكروسوفت بيل غيتس والمدير التنفيذي لشركة غوغل إريك شميدت، فضلا عن عدد من مستشاري الملياردير بيرغيرين.
وتقاسم ملكية الموقع الإخباري الجديد بيرغيرين مع أريانا هافينغتون رئيسة تحرير موقع هافينغتون بوست الذي أشترته البوابة الالكترونية "أيه أو أل" قبل عامين، ويحقق أرباح تصل إلى 125 مليون دولار شهريا.
وقال بيرغيرين المعروف بـ "الملياردير من دون مأوى لأنه يفضل العيش في الفنادق ولا يملك منزلا" "ان (وورلد بوست) لن يكون للنخبة بقدر ما يفتح صفحاته لأصوات مهمة لكنها غير معروفة وخصوصا الشباب في أماكن غير واضحة من العالم، هكذا كان علينا أن نبدأ في مكان ما".
وأضاف في تصريحات تناولتها الصحف الغربية ان متصفح الموقع سيطالع كتابات وأخبار رؤساء الدول ورجال الأعمال جوار ما يبوح به رجل عاطل عن العمل في اسبانيا أو طالب من البرازيل.
ويشير إطلاق الموقع بدعم من الملياردير الأميركي-الألماني، إلى إن رؤوس الأموال بدأت تضع ثقتها في الأعلام الرقمي متخلية على الصحافة الورقية، في وقت مازالت وكالات أنباء عالمية تكافح من أجل منع فشلها.
وعبر بيرغيرين عن اعتقاده بأن عدد قليل من وسائل الإعلام التي تمتلك ثقلا ستبقى تحافظ عليه بدرجة أو بأخرى، فيما يؤول عدد كبير إلى التحول أو الاختفاء.
وقال "ان الجمهور في شتى بقاع العالم متعطش إلى تجاوز السياسة والاهتمام بالقضايا التي تهم الناس مثل البيئة والصحة والفنون، ونوع من الثقافة هي أكبر بكثير من السياسة، الجمهور ينتظر ما يحفز خياله ويجدد حياته". 
وسيكون للموقع قسما متخصصا بالشؤون العالمية، فضلا عن الخدمات الصحفية والإعلانات التي سيقدمها للشركات والإسهام في إقامة المؤتمرات ورعايتها.
وعبر نيكولا بيرغيرين عن ثقته بنجاح الموقع، بصفته منصة إخبارية تستثمر في المناطق الأكثر إثارة، موضحا بان الهاجس الأول لن يكون لكسب المال فحسب، بينما شددت شريكته أريانا هافينغتون على إن الربح سيديم تشغيل الموقع.
وسيكون للموقع مكاتب في عشر دول يديرها صحفيون محليون إضافة إلى مراسلين أجانب في بكين وبيروت والقاهرة على أمل أن يزيد عدد المراسلين في عواصم أخرى، لتزويد الموقع بمحتوى جديد متفاعل مع الأصوات المهمشة.
وأكدت هافينغتون التي تسمي الصحافة المهنة الأخيرة لأنها تسمح لها بأن تكون قريبة من دقات قلب البيت الأبيض وأن تتحدّى السلطة على مختلف الأصعدة، على إن قوة الموقع لاتكمن في المراسلين وحدهم، بل في التعاون مع المنظمات المحلية الجديدة للمساهمة في رفع مستوى تقديم المعلومة.
وقالت "فكرنا بطبيعة المحتوى الذي يجلب لنا المتصفح، فوجدنا إن التغطية الجيدة للإحداث لم تعد كافية، بل بتطوير خبرات المستخدم أيضا والعمل على بعد معه وهو يتصفح الموقع".
وسيدير الموقع نخبة من الصحفيين المعروفين اللذين سبق وان تقلدوا مناصب في أشهر الصحف الغربية مثل "الباييس" الاسبانية و "تايمز أوف إنديا" و "اساهي شيمبون" اليابانية وموقع " ئي باي" وصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأكدت أريانا هافينغتون ان فكرة العالمية في الموقع الجديد تبلورت مع ازدياد عدد المتصفحين من خارج الولايات المتحدة لموقع هافينغتون بوست حيث هناك 42 في المائة من بين 94 مليون متصفح من غير الأميركيين.
وعبر بيتر غودمان مدير تحرير الأخبار العالمية في هافينغتون بوست عن أمله بأن يمثل الموقع الجديد فرصة رائعة لزيادة نمو الجمهور من خلال تبني حقيقة "الكيان الدولي".
فيما رأى ناثان غاردلز رئيس تحرير وجهات نظر جديدة والعضو المشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي "أن المنظور الدولي للأخبار قد توقف منذ نهاية الحرب الباردة ومن المهم استعادته، فقبل ثلاثين عاما كانت الأخبار الدولية أكثر بكثير مما هي اليوم على الرغم من أننا أصبحنا أكثر ترابطا من أي وقت مضى".
وينظر المتابعون الإعلاميون إلى إن اختيار إطلاق الموقع الجديد بالتعاون مع هافينغتون بوست وليس مع أي صحيفة مطبوعة، يحمل دلالة مخيفة للصحافة الورقية.
ويجمع موقع "هافينغتون بوست" الاخبار والمعلومات والترفيه والآراء والمدونات، ويعالج مواضيع آنية وسياسية وبيئية وثقافية وصحافية ويستقطب 36 مليون مستخدم شهريا في الولايات المتحدة.
واصبح "هافينغتون بوست" واحداً من أشهر المواقع الإخبارية على الانترنت عن طريق إعادة نشر المقالات والتقارير الصحفية على حساب الصحف اليومية الورقية التي أصاب سوقها الكساد.
وتفتح المواقع الإلكترونية على الانترنت أفقاً أمام مستقبلها في صناعة المحتوى الإعلامي، ودور المستخدم في المشاركة فيه من موقع عمله أو الشارع أو المنزل.
وسبق وان اشترت شركة "إيه او أل" الأميركية العالمية لخدمات الإنترنت والإعلام مدونة هافينغتون بوست الإلكترونية بـ 315 مليون دولار.
وقال مدير الشركة تيم ارمسترونغ إن "امتلاك هافينغتون بوست سيخلق شركة إعلامية أميركية من الجيل المقبل تصل إلى العالم وتدمج للمستهلكين بين المحتوى والمجتمع والخبرات الاجتماعية".
والموقع الالكتروني لا يهمه التنافس مع الصحف الورقية وهو يحدث مواده على مدار الساعة على الانترنت، ولا يهمه في تقديم خلاصات الإخبار ان كانت المسألة قانونية أم لا وكيف يحصل على مصادره بطريقة مجانية.
وكل هذا الصراع يصب في خانة المستهلكين الذين باتوا يحصلون على مايريدون بأقل تكلفة مالية.
ميدل ايست أونلاين

الأخبار في حاجة إلى أخبار

متابعات إعلامية / واشنطن
مؤخرا، صدر كتاب: «إنفورمينغ ذا نيوز» (إبلاغ الأخبار: الحاجة إلى صحافة تعتمد على المعرفة). ويمكن تلخيص العنوان في عبارة: «الأخبار تحتاج إلى أخبار». وذلك لأن الكتاب ينتقد كثيرا من المواد الإخبارية في الإعلام الأميركي، ويقول إنها لا تحتوي على أخبار مفيدة، وعلى أخبار نزيهة.
مؤلف الكتاب هو توماس باترسون، أستاذ الحكومة والصحافة في مدرسة كيندي للحكومة، التابعة لجامعة هارفارد.
ومنذ بداية الكتاب، لا يخفي باترسون أنه من مدرسة وولتر ليبمان، واحد من أهم الصحافيين الأميركيين في القرن العشرين (توفي عام 1974). يصف بعض كبار الصحافيين الأميركيين ليبمان بأنه «بتهوفن الصحافة». ومن الذين قالوا ذلك جيمس بويلان، مؤسس «كولومبيا ريفيو أوف جورناليزم» (دورية الصحافة التي تصدرها كلية الصحافة التابعة لجامعة كولومبيا، في نيويورك)، وحاليا أستاذ في جامعة ماساجوستيس (في أمهيرست).
قال: «كان بتهوفن صلبا، رغم قليل من الاهتزاز، ويظل مؤسس الفن السيمفوني. وينتقد البعض ليبمان، لكنه يظل مؤسس النقد الصحافي الجاد». وأشار إلى بعض كتب ليبمان، ومنها: «الحرية والأخبار» و«الرأي العام». وأشار إلى قول ليبمان: «لا حرية حيث لا توجد معلومات».
كتب ليبمان بعض كتبه بعد الحرب العالمية الأولى، وبعضها بعد الحرب العالمية الثانية (توفى وعمره 83 سنة). وركز على أن الحروب تهدد، وأحيانا تدمر، الناس والمنشآت. وأيضا تهدد، وأحيانا تدمر، حرية الصحافة. وذلك بسبب الحظر على المعلومات الهامة. وبسبب تغلب الوطنية المتطرفة على النزاهة الصحافية.
لهذا ركز ليبمان على شيئين:
أولا: النزاهة.
ثانيا: الخبرة.
والآن، بعد نصف قرن من ازدهار ليبمان وأفكاره، يقول مؤلف هذا الكتاب نفس الشيء. وبدلا عن الحروب الأميركية القديمة، يستعمل أمثلة الحروب الأميركية الأخيرة (حرب فيتنام، حرب العراق، حرب أفغانستان، حرب الإرهاب، إلخ..). ويقول إن الصحافة النزيهة يجب أن تكون نزيهة بصرف النظر عن سياسات الحكومة. ويحذر من الخلط بين الصحافة والوطنية (خاصة الوطنية المتطرفة، الشيفونية). هذه إشارة إلى أن الحماس الصحافي للوطن، خصوصا وقت الحروب، يأتي على حساب النزاهة.
ثم ينتقل إلى النقطة الثانية: «لا يمكن أن تكون الصحافة نزيهة دون صحافيين يجمعون المعلومات المفيدة، وينشرونها».
وكتب المؤلف: «من المفارقات أنه، في عصر تكنولوجيا المعلومات، تفتقر الصحافة الأميركية للمعلومات. صارت فاسدة لأنها صارت رخيصة».
ما هو الحل؟
أولا: «صحافة المعرفة الغنية الدسمة».
ثانيا: «صحافة الصحافيين المدربين».
وأضاف: «في عصر تكنولوجيا المعلومات (حيث يمكن أن يكون كل واحد صحافيا) يجب أن يرتفع مستوى الصحافة (الحقيقية) في الدقة، والنوع، والتقديم».
وهذه أهم فصول الكتاب:
أولا: فساد المعلومات (التي يقدمها الصحافيون حاليا، لأنهم يميلون نحو استخدامها لأهداف غير النزاهة الصحافية).
ثانيا: مشكلة المعلومات (توجد معلومات صحيحة، وتوجد معلومات غير صحيحة. ويتحمل الصحافيون مسؤولية التفريق بينها).
ثالثا: مشكلة المعرفة (وهي غير مشكلة المعلومات. لأن كل المعارف معلومات، ولكن ليست كل المعلومات معارف).
رابعا: مشكلة الديمقراطية (دون توفير معلومات مفيدة، وصحافيين مؤهلين، تفتقر الديمقراطية إلى أساسها، وهو: معلومات يعتمد عليها الناس لممارسة حرياتهم).
عن فساد المعلومات، يشير الكتاب إلى ما قال ليبمان: «كل شعب لا تتوفر له المعلومات المفيدة يعاني من فساد، وضعف، وفقدان هدف، وخوف، وفي النهاية، كوارث».
ويستعمل الكتاب أمثلة من الغزو الأميركي للعراق (عام 2003) ليوضح الفرق بين المعلومات المفيدة، والمعلومات غير المفيدة، أو الخطأ. وليوضح، أيضا، تأثير الحروب على النزاهة الصحافية.
ويقول: «أيدت أغلبية غير كبيرة الرئيس السابق بوش لغزو العراق. لكن، كان هذا التأييد بسبب معلومات خطأ، وبسبب قلة المعلومات المفيدة». وقال: «اعتقد أميركيون أن العراق اشترك في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. بل اعتقد أميركيون أن طيارين عراقيين اشتركوا في هذه الهجمات».
واعتمد على نتائج استطلاعات، في ذلك الوقت، أوضحت أن أغلبية الأميركيين الذين أيدوا الغزو كانوا هم الذين يؤمنون بهذه المعلومات الخطأ.
ثم انتقل الكتاب ليوضح أن المعلومات الخطى لا تقتصر على السياسة الخارجية. وأشار إلى أنه، في عام 1964، عندما قررت الحكومة إضافة كميات من الكولورايد إلى ماء الشرب، لوقايتها من الأوبئة، عارض ذلك عدد ليس قليلا من الأميركيين. وقالوا إنها «مؤامرة شيوعية».
وفي كل الحالات، ينتقد الكتاب الصحافيين لأنهم:
أولا: لا يلتزمون بالنزاهة (خاصة وقت الحروب، باردة أو ساخنة).
ثانيا: لا يركزون على المعلومات المفيدة.
وعن هذه النقطة الأخيرة، أشار إلى تقرير من معهد «كارنغي» في واشنطن عام 2006 بأن احترام القراء للصحافة انخفض، وذلك لأكثر من سبب: قلة النزاهة، الاهتمام بزيادة الربح، و«فيروس الترفيه».
استعمل عبارة «إنترتينمانت فايروس» (فيروس الترفيه). وقال إن جزءا كبيرا من المعلومات صار «رخيصا»، بسبب تركيزه على أخبار المشاهير، ونجوم الرياضة والسينما والتلفزيون.
وعاد إلى وولتر ليبمان، وإلى قوله: «تفشل الديمقراطية عندما تنضب المعلومات المفيدة والمعلومات النزيهة.


الشرق الأوسط / بواسطة محمد علي صالح