السبت، 29 سبتمبر 2012

في ندوة "الإعلام الجديد والتحولات المجتمعية" .. الإعلام الجديد يفتقر إلى التخطيط العلمي والمهني

متابعات اعلامية


اعتبر المشاركون في ندوة «الإعلام الجديد والتحولات المجتمعية» التي نظمها أدبي الأحساء، البارحة الأولى، الإعلام الجديد إعلام مناسبات لا يهتم بالهموم الاجتماعية إلا وقت وقوع الأزمات والأحداث الخاصة، والوحدة الوطنية مجالها اليوم الوطني، ورأوا أن مواد الإعلام الجديد تقوم على المبالغة، وتخلو في معظمها من الإبداع والتشويق، ويسيطر عليها الخطاب التقليدي التوجيهي المغلق، وأضافوا أنه يغيب عنه التخطيط العلمي والمهني وعدم الإفادة من قدرات الخبراء والمتخصصين في المجالات الإعلامية والتخصصات ذات العلاقة، وأشاروا إلى أن بعض الممارسات الإعلامية في الإعلام الجديد تبدو متأثرة بانتماءات الإعلاميين، مثلما يحدث في الإعلام الرياضي، حيث بات هذا النوع من الإعلام يوجه خطابات مخيبة للآمال تقوم على التعصب.
وذكر المشاركون في الندوة أن أوجه إسهام الإعلام السعودي في دعم التغيرات الاجتماعية تمثلت في تخصيص الصحف السعودية عدة صفحات للقضايا والشؤون الاجتماعية والوطنية، وإصدار عدد من الجهات الحكومية مطبوعات تعريفية بمناطق المملكة المختلفة مثل سلسلة «هذه بلادي»، وتقديم التلفزيون لعدة برامج وطنية مثل برنامج «مع الناس» و«ربوع بلادي» وبرنامج «سعودي»، وأشاروا إلى أن هذه البرامج كان لها تأثير في تنمية الحس الوطني، وأوضحوا أن هناك العديد من العوامل التي تفرض إعادة النظر في الدور المستقبلي لوسائل الإعلام لتواكب التغيرات الاجتماعية وتعزز اللحمة الوطنية، منها ضرورة تطوير الآليات والوسائل، وعلى رأس ذلك لغة الخطاب التي يجب أن تواكب اهتمامات وتفضيلات الجيل الجديد، وتقدم من خلال إعلاميين شباب يعايشون هموم الشباب ويعرفون لغتهم ويدركون وسائل تطوير التقنيات الاتصالية والإفادة من شبكات التواصل الاجتماعية. وحول مكانة الإعلام في المنظومة المجتمعية، والأدوار المنتظرة منه، وأهم التحولات الاجتماعية والثقافية التي مر بها المجتمع السعودي منذ التأسيس، أوضحوا أن الثقافة السائدة عند التأسيس كانت ثقافة تقليدية، وكان أغلب السكان أميين، وأضافوا أن هذه الفترة شهدت تعويقا للتطوير تمثلت في تحريم المخترعات الحديثة من بعض فئات المجتمع الذين اعتبروا استخدام السيارة واللا سلكي وبقية المخترعات بمثابة خضوع للإنجليز، مشيرين إلى أن أمثال هذه المواقف تسببت في فرض عزلة ثقافية على بعض أقاليم الدولة الوليدة، واعتبروا المجتمع السعودي في تلك الفترة من أكثر المجتمعات تحفظا في العالم، ولم يكن له اتصال ثقافي أو تجاري واسع بالعالم الخارجي، باستثناء بعض المحاولات الفردية كما كان يحدث في الحجاز، وأضافوا أن التضاريس الوعرة والأنظمة القبلية التي كانت سائدة ــ آنذاك ــ أسهمت في فرض حالة العزلة التي عرفتها المجتمعات المحلية.
حضر الندوة وكيل محافظة الأحساء خالد البراك، وشارك فيها الدكتور فهد العسكر والدكتور عبدالله الحمود، وأدارها الدكتور عبداللطيف إبراهيم الحسين.

عكاظ / متابعة : سالم السبيعي