متابعات إعلامية /
الشرق
صدر حديثا في الدوحة كتاب بعنوان "الإعلام
العربي في عالم مضطرب" وهو من تأليف مجموعة من الاعلاميين القطريين والعرب
والاجانب في تعاون يعد الأول من نوعه على الساحة القطرية في هذا المجال.
وشارك في تأليف
الكتاب كل من د. خالد الجابر، الاستاذ خالد عبدالرحيم السيد، د. عبد المطلب صديق
مكي، د. محمد عرفة، د. خالد الحروب، البروفيسور باري جونتر، البروفيسور نهى ميلور،
ود. فيليب أوتر.
وقال الاستاذ خالد
عبدالرحيم السيد في تقديمه للاصدار الجديد: "لا شك أن تسارع الأحداث في
الشارع العربي في كثير من الدول قد جعل من الإعلام العربي أداة قوة وتأثير إيجابي
في الترويج لقضايا الشعوب ومطالبات الشباب الملحة من أجل الحرية والكرامة،
وأنه قادر وجدير بإحراز الكثير من النتائج المبهرة، فلقد اسهمت وسائل
الاتصال والإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز قدرات هؤلاء
الشباب الطامحين، الى التواصل والتجمع والتظاهر والمشاركة الحقيقية في الثورات".
وأضاف: إيماناً بأهمية دور الإعلام في تزييف الوعي الشعبي، جاء هذا الكتاب الجديد "الإعلام
العربي في عالم مضطرب"، وهو ثمرة جهد كبير شارك فيه نخبة من الإعلاميين
والأكاديميين والمفكرين.
يتناول د. خالد
الجابر في الفصل التمهيدي للكتاب عدة أمور كالموقف الجغرافي، الاقتصادي والسياسي
في العالم العربي، والتغير الذي طرأ على وسائل الإعلام العربية ومكونات الإعلام
العربي من شبكات إذاعية وقنوات فضائية، كما يناقش دور وسائل الإعلام العربية خاصة
تلك الجديدة منها والتي تقدم الخدمات الإخبارية.
وفي الفصل الخاص
بموقف المشاهدين نحو الفضائية الإخبارية العربية في تغطيتها للثورات العربية،
يناقش د. خالد الجابر الدور الجديد للفضائيات الإخبارية العربية وقياس الخدمات
الإخبارية التي تقدمها ومدى مصداقيتها، ودور وسائل الإعلام الأجنبية والإعلام
العربي في المهجر.
ويتطرق البروفيسور
باري جونتر لتقييم دور وسائل الإعلام في المشاركة السياسية في العالم العربي
والتطورات والسياسات في وسائل الإعلام الجديدة والاستعداد الإلكتروني والإنترنت في
العالم العربي، والتنشئة الاجتماعية السياسية للشباب من خلال الإنترنت.
أما البروفيسور نهى
ميلور، فترى أن المستقبل خليجي، حيث ان الصحفيين الخليجيين هم الأكثر شهرة، وأن
منطقة الخليج تشهد صعودا لجيل جديد من الشباب العارفين بوسائل الإعلام والحاصلين
على درجة جيدة من التعليم، كما أن للنساء الخليجيات أيضا الكثير من الفرص لإثبات
أنفسهن كصحفيات ومذيعات ومراسلات ناهيك عن دورهن كمدونات، ويكشف د. محمد عرفة عن
الجذور السياسية والاقتصادية والاجتماعية للربيع العربي، حيث يتناول وسائل الإعلام
الجديدة في ظل الربيع العربي من منظور نظري ودليل تجريبي، وكيف زودت وسائل الإعلام
الجديدة ثورات الربيع العربي بالبنية التقنية الأساسية التي ساعدتها لكي تستمر
وتتطور وتتصاعد خلال فترة وجيزة نسبيا. وفي فصله الربيع أو الخريف العربي، ينبئنا
د. فيليب أوتر عن مستقبل الأخبار ووسائل الإعلام في العالمين العربي والإسلامي،
وكيف أطاحت مواقع التواصل الاجتماعي بالحدود الاجتماعية التي تفصل بين العلاقات
على شبكة الإنترنت وخارجها في أرض الواقع، وكيف أشعلت الرغبة في الديمقراطية وفي
تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
ويناقش د. عبد
المطلب صديق مكي أزمة غياب المهنية الإعلامية في دول الربيع العربي في دراسة تحليلية
لموجهات الخطاب الإعلامي الثوري، وطبيعة المسار الإعلامي في ظل الأنظمة الشمولية
القابضة والتغيرات التي طرأت في ظل الأنظمة الإعلامية الجديدة في مرحلة ما بعد
الربيع العربي، كذلك يرى أن الزخم الذي أحدثته قناة الجزيرة لم يكن وليد رؤية
إعلامية استراتيجية بل ان الجزيرة قد استمدت قوتها من عدة مقومات، يأتي في مقدمتها
وضوح الرؤية السياسية القطرية واستشرافها القوي لمستقبل العالم العربي.
وفي الفصل السابع
يتطرق الاستاذ خالد عبدالرحيم السيد إلى كيف لعبت صحافة المواطن، ولاسيما في الشرق
الأوسط، دورا حيويا في سلسلة الاحتجاجات والثورات التي أثرت على العديد من دول
المنطقة، وكيف تم توثيق تلك الثورات من خلال وسائل الإعلام الجديد ومواقع الشبكات
الاجتماعية، وكيف تحول الأفراد العاديون بمثابة صحفيين هواة يقدمون تغطية حية لحظة
بلحظة للمظاهرات والاشتباكات بين القوات الحكومية ومجموعات المعارضة.
المشاركة السياسية
في فصل بعنوان "تقييم
دور وسائل الإعلام في المشاركة السياسية" يكتب البروفيسور باري جونتر أستاذ
الدراسات الصحفية ومدير البحوث بقسم الدراسات الصحفية بجامعة شيفيلد، بريطانيا منذ
عام 1994 . وقال البروفيسور جونتر إن ظهور الوسائل الإعلامية الرقمية وتبنيها
السريع وارتباطها بأدوات الاتصال في العالم العربي وتعرضها للجمهور، قدم مجموعة
كبيرة من الأخبار حول الأمور السياسية، لكنه أيضا أوجد شهية لتدفق المعلومات
السياسية بحرية. كما أن تطوّر البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية في المنطقة
العربية — والذي بدأ بقيادة قناة الجزيرة لهذه العملية — أسهم في تدفق المعلومات. إضافة
إلى انتشار الإنترنت الذي اسهم في الوصول إلى ما هو أبعد من البث التلفزيوني. ومن
هنا فإن الإنترنت اسهم في تمكين الناس العاديين من جمع المعلومات غير الخاضعة
للرقابة كما اسهمت بشكل مباشر في اتساع دائرة المناقشات السياسية مع الجماهير
الواسعة.
المستقبل خليجي
في فصل بعنوان "المستقبل
خليجي" كتبت البروفيسور نهى ميلور، وهي أستاذة الإعلام المشارك والدراسات
الثقافية بجامعة كنغستون — لندن. قالت ميلور: أثر انتشار وسائل الإعلام، التقليدية
والجديدة في منطقة الخليج على الطابع العام داخل تلك المنطقة الإقليمية، وحتى في
المنطقة العربية بأسرها. ويظهر هذا في طريقة إنشاء المعلومات والمشاركة فيها، وكيف
أن هذه العملية قد أثرت في العلاقة بين المواطنين ووسائل الإعلام وحتى أن بعض
المواطنين تحولوا إلى مستخدمين بارعين للإنترنت. وبالتأكيد فإن لهذه الشبكات أثرها
الفعال في عملية صناعة السلطة والمحافظة عليها سواء أكانت مالية، ثقافية،
تكنولوجية أو سياسية، وليس هناك شك في أن السنوات المقبلة ستشهد المزيد من المواهب
الخليجية في وسائل الإعلام التقليدية وكذلك في فضاء الإنترنت.
وسائل الإعلام
الجديدة والربيع العربي
د. محمد عرفة كتب
فصلا بعنوان "وسائل الإعلام الجديدة والربيع العربي: منظور نظري ودليل تجريبي".
د. عرفة هو استشاري في مجال البحوث والتطوير الإعلامي يهدف هذا الفصل إلى استكشاف
بعض العلاقات المعقدة القائمة بين «وسائل الإعلام الجديدة والربيع العربي» والذي
تضمن سلسلة من المظاهرات والانتفاضات الديمقراطية والمسلحة. ويخلص د. عرفة إلى
القول: على الرغم من أن تقنيات الإعلام الجديد لم تجعل المستخدمين من الشباب العرب
أكثر ميولا نحو الديمقراطية، يبدو أن تلك التقنيات قد زودت هؤلاء الثوار الشباب
بقنوات لـ « التحرر الإدراكي » من الإعلام الذي تسيطر عليه الدولة كضرورة للخروج
إلى الشوارع بهدف الاحتجاج.
موقف المشاهدين من
المحطات
كتب د. خالد الجابر
فصلا بعنوان "موقف المشاهدين نحو المحطات الفضائية الإخبارية العربية في تغطيتها
للثورات العربية"، ود. الجابر هو أستاذ مساعد في الإعلام بقسم الاتصال
الجماهيري، جامعة قطر. ويعمل نائب رئيس التحرير بجريدة الشرق، كما يعمل أيضا مديرا
للمنظمة العالمية للاستشارات الإعلامية، أتلانتا، جورجيا، الولايات المتحدة
الأمريكية.
ود. الجابر باحث في
الدراسات العربية والخليجية التي تركز في بحوثها العلمية على وسائل الإعلام
والاتصالات السياسية والعلاقات الدولية. وقد نشرت له العديد من المؤلفات العلمية
في المجلات الأكاديمية والمهنية بما في ذلك موسوعة الصحافة العالمية. كذلك تتخطى
خبرة الدكتور الجابر واهتمامه العلمي مجال أبحاث الاتصال إلى مجموعة واسعة من
المجالات كمنظمات وسائل الإعلام العالمية، والدراسات الثقافية، والاتصالات
الدولية، والعلوم السياسية، والدبلوماسية العامة.
خلص هذا البحث إلى
كشف المواقف بشأن الفضائيات الإخبارية العربية من قبل المشاهدين الذين يتابعون
أخبار الثورات في العالم العربي. واعتمدت الدراسة على منهج استطلاع الرأي على شبكة
الإنترنت لجمع البيانات وذلك لكشف آراء المشاركين حول خدمات وسائل الإعلام.
وقد أشار غالبية من
تم استطلاع آرائهم في هذه الدراسة إلى أنهم يعتبرون قناة الجزيرة هي الأكثر دقة
ومصداقية في تغطية الثورات العربية من بين قنوات الأخبار العربية الأخرى، ثم أصبحت
"بي بي سي العربية" في الترتيب الثاني. واحتلت قناة العربية الإخبارية
الترتيب الثالث، في حين جاءت "قناة فرنسا العربية" في الترتيب الخامس. وأخيرا
كانت قناة الحرة الأمريكية في المرتبة الأخيرة.
أزمة غياب المهنية
الإعلامية
يكتب د. عبد المطلب
صديق مكي فصلا بعنوان "أزمة غياب المهنية الإعلامية في دول الربيع العربي.. دراسة
تحليلية لموجهات الخطاب الإعلامي الثوري".
ود. عبد المطلب صديق
مكي حاصل على دكتوراه في الصحافة والإعلام، وهو مدير تحرير صحيفة الشرق، واستاذ
متعاون بقسم الإعلام بجامعة قطر منذ عام 2006. ومستشار إعلامي لوزير الثقافة
والإعلام السوداني عام 1996.
ويخلص د. مكي في
دراسته الى أن الإعلاميين العرب خاصة القياديين منهم عانوا من حالة خطيرة من
التهميش خلال أزمات الربيع العربي حيث أصبح رجال الأمن والجيش هم المتحدثون
الرسميون باسم السلطة والمعبرون عن وجهة نظرها وبالتالي كانت معالجاتهم الأمنية
بعيدة كل البعد عن الوصول إلى الشعوب.
وأضاف: نجاح الجزيرة
في تغطية أحداث الربيع العربي لا تخطئه العين، لكن ذلك النجاح لا يقدم منهجا
إعلاميا متكاملا صالحا لوضع فلسفة إعلامية وأيديولوجية تقود الإعلام الثوري لدول
الربيع العربي بعد سقوط الأنظمة الحاكمة، ببساطة لأن الإعلام الثوري متمحور حول
الأحداث وليس البرامج، ولأنه ما زال يستمد رؤاه من الموروث القديم.
صحافة المواطن
تحت عنوان "صحافة
المواطن" كتب الاستاذ خالد عبدالرحيم السيد فصلا كاملا. والاستاذ خالد السيد
كاتب قطري ورئيس تحرير جريدة البننسولا، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في مجال
الهندسة والماجستير في إدارة الأعمال. له خبرة تتجاوز الثمانية عشر عاماً، شغل
خلالها العديد من المناصب والوظائف الإدارية العليا في عدد من المشاريع الصناعية
وغير الصناعية، وخبرته الثرية في وسائل الإعلام كالطباعة والنشر والتصميم
الجرافيكي وتطوير الشبكات والبث الفضائي والمطبوعات، بالإضافة إلى الأنشطة
والمشاريع الثقافية والإعلامية مع مؤسسات مختلفة في الدولة بجانب تعاونه مع المؤسسات
الأكاديمية، كما أنه المشرف العام على جائزة الكاريكاتير العربي.
وقال الاستاذ السيد
في دراسته: أدى ظهور صحافة المواطن في الواقع إلى إحداث العديد من التغييرات في
المشهد الإعلامي ليس في مجال جمع المعلومات فحسب، وإنما أيضا في كيفية وسائل
الإعلام. ومن اعتادوا على أن يكونوا حراس المعلومات، قد أصبحوا يتفاعلون الآن مع
الرأي العام على نحو متزايد. كما مكنت التكنولوجيا أي شخص في الغالب من نقل
الأخبار والمعلومات لجمهور كبير في أسرع وقت ممكن من خلال عدد قليل من النقرات.
الإعلام والسياسة في
العالم العربي
تحت عنوان "الإعلام
والسياسة في العالم العربي قبل، وخلال وبعد الربيع العربي" كتب الدكتور خالد
الحروب فصلا في الكتاب. والحروب أكاديمي فلسطيني يحمل درجة الدكتوراه في الدراسات
الدولية من جامعة كمبريدج ومدير البرنامج الإعلامي العربي في مركز الدراسات الشرق
أوسطية والإسلامية فيها.
وقال د. الحروب: دخل
الإعلام مرحلة جديدة في بلدان الربيع العربي التي سقطت فيها الأنظمة ونُظمت فيها
انتخابات ديمقراطية، وهي مرحلة لها سماتها الخاصة التي ما زالت طور التشكل
والتكوين. السمة الأولى والأهم هي ارتفاع سقف الحريات الإعلامية والسياسية على
المستوى الوطني. السمة الثانية لإعلام المرحلة الثالثة تتمثل في صعود ونفوذ
الإعلام الاجتماعي وغير التقليدي بشكل كبير. السمة الثالثة هي تنوع الملكية
وتداخلها. السمة الرابعة للإعلام العربي في مرحلته الجديدة تتميز بالدور الفاعل
للشباب، وخاصة في وسائط الإعلام الاجتماعي.