متابعات إعلامية / القاهر /
احتفلت الـ"بي بي سي" عربي بمرور خمسة وسبعين عاماً من
البث الإذاعي المستمر باللغةالعربية في ظل متغيرات تكنولوجية هائلة.
وهيئة الإذاعة البريطانية هي هيئة إعلامية مستقلة مقرها المملكة المتحدة، تأسست عام 1927، أما قبل ذلك فكان اسمها شركة الإذاعة البريطانية وكانت قد تأسست على يد مجموعة من الشركات الخاصة عام 1923.
تضم الهيئة شبكة من القنوات، ومؤسسات الإنتاج وقدأطلقت في مارس 2008 قناة إخبارية ناطقة بالعربية.وتتسم سياسة تناول وتقديم الأخبار في هيئة الإذاعة البريطانية بالشفافية والحياد إلى حد بعيد في تناول القضايا العالمية في عالم يسوده اختلاف شديد في الآراء والقناعات السياسية.
وتقول الـ"بي بي سي" إن حيادها كمؤسسة إعلامية هو نتيجة لعدم تلقيها أي دعم حكومي لا من الحكومة البريطانية ولا من حكومة أخرى بل إن تمويلها الضخم بشكبة قنواتها التليفزيونية الفضائية والمحلية والإذاعات التي تديرها يأتي بشكل مباشر من المواطن البريطاني ومن خلال الضرائب التي تضعها الدولة على كل جهاز تلفاز في بريطانيا الذي في حال امتلاكه على مالكه أن يدفع ضريبة سنوية تجمعها الحكومة البريطانية لتشكّل ميزانية عتيدة تذهب لتمويل الـ"بي بي سي" بفروعها المختلفة.##وبتحررها من أية تبعية مادية من الحكومة البريطانية فإنها تتمتع باستقلالية مادية تامة تتيح لها حرية تناول السياسة الإعلامية وفق ما يريده منها دافع الضرائب البريطاني مما يجعلها مؤسسة تحظى بثقة مشاهديها ومستمعيها حول العالم.
واختارت الـ"بي بي سي"اللغة العربية لأول بث إذاعي لها بلغة غير الإنجليزية ضمن خدمتها العالمية في الثالث من يناير من عام ثمانية وثلاثين من القرن الماضي.
وكان ذلك اعترافا بأهمية المنطقة العربية، القريبة من أوروبا في وقت اشتدت فيه الحملات الدعائية بين بريطانيا وفرنسا من جهة، وألمانيا وإيطاليا، من جهة أخرى قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية.##عندما تفجرت الحرب العالمية الثانية بدت وكأنها حرب الإذاعات، واضطرت الـ"بي بي س" تحت وطأة احتجاجات الجمهور المستاء من أدائها في ذلك الوقت لتخفيف تشددها مع تشديدها على ضرورة بث برامج تسلية من شأنها رفع معنويات الجمهور والقوات العسكرية ،ومع حلول عام 1943 وظهور مؤشرات على أن الحلفاء بدأوا يكسبون الحرب ضد دول المحور أسست هيئة الإذاعة البريطانية وحدة أطلقت عليها اسم وحدة مراسلي الحروب، حيث خضع أفراد تلك الوحدة لتدريبات قاسية للنجاة في ظروف الحرب، وزودتهم الهيئة بمعدات وأجهزة تسجيل خفيفة صممها مهندسو الـ"بي بي سي" لتكون مناسبة للاستخدام في ميادين العمل.
ورغم انحيازها الظاهر للحلفاء وبثها الأخبار من خلف خطوط جنود الحلفاء ونشاطها الظاهر في مواجهة الألمان إبان الحرب إلا أنها نجحت إلى جانب دعايتها الموجهة ضد الألمان ودول المحور أن تروج لمعاييرها التي اعتبرتها مهنية وذات مصداقية عالية بل وحولتها إلى معايير عالمية يجري الاحتكام لها دون تفكير أحيانا.##وعام 1956 شهدت علاقات الـ"بي بي سي" أزمة جديدة مع الحكومة بسبب تغطية المحطة للعدوان الثلاثي الذي شاركت به بريطانيا كلاً من فرنسا وإسرائيل على مصر. فقد اتهمت الحكومة هيئة الإذاعة البريطانية بأنها تتبنى مواقف تتجاهل المصالح الوطنية البريطانية، وتعالت دعوات جديدة لوضع يد الحكومة على الهيئة وهو ما قاومته الـ"بي بي سي" التي خرجت من الأزمة لتفخر بمهنيتها ومصداقيتها ومقاومتها للضغوط والشروط الحكومية.
وفي 2008 رفضت الـ"بي بي سي" بث نداء استغاثة لجمع أموال من أجل مساعدة ضحايا النزاع في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير عليها، لأن ذلك وفقا لمارك تومسون المدير العام لبي بي سي "يعرض حيادية هيئة الإذاعة البريطانية للخطر وأن الإذاعة لا يمكن أن تعطي الانطباع، بأنها تدعم طرفا واحداً مقابل طرف آخر".
لكن أغلب مستمعي الإذاعة عارضوا هذا القرار الذي رأوا فيه بالفعل دعماً لطرف، هو الطرف الإسرائيلي المعتدي، على حساب طرف آخر هو الطرف المنكوب في غزة.
وهيئة الإذاعة البريطانية هي هيئة إعلامية مستقلة مقرها المملكة المتحدة، تأسست عام 1927، أما قبل ذلك فكان اسمها شركة الإذاعة البريطانية وكانت قد تأسست على يد مجموعة من الشركات الخاصة عام 1923.
تضم الهيئة شبكة من القنوات، ومؤسسات الإنتاج وقدأطلقت في مارس 2008 قناة إخبارية ناطقة بالعربية.وتتسم سياسة تناول وتقديم الأخبار في هيئة الإذاعة البريطانية بالشفافية والحياد إلى حد بعيد في تناول القضايا العالمية في عالم يسوده اختلاف شديد في الآراء والقناعات السياسية.
وتقول الـ"بي بي سي" إن حيادها كمؤسسة إعلامية هو نتيجة لعدم تلقيها أي دعم حكومي لا من الحكومة البريطانية ولا من حكومة أخرى بل إن تمويلها الضخم بشكبة قنواتها التليفزيونية الفضائية والمحلية والإذاعات التي تديرها يأتي بشكل مباشر من المواطن البريطاني ومن خلال الضرائب التي تضعها الدولة على كل جهاز تلفاز في بريطانيا الذي في حال امتلاكه على مالكه أن يدفع ضريبة سنوية تجمعها الحكومة البريطانية لتشكّل ميزانية عتيدة تذهب لتمويل الـ"بي بي سي" بفروعها المختلفة.##وبتحررها من أية تبعية مادية من الحكومة البريطانية فإنها تتمتع باستقلالية مادية تامة تتيح لها حرية تناول السياسة الإعلامية وفق ما يريده منها دافع الضرائب البريطاني مما يجعلها مؤسسة تحظى بثقة مشاهديها ومستمعيها حول العالم.
واختارت الـ"بي بي سي"اللغة العربية لأول بث إذاعي لها بلغة غير الإنجليزية ضمن خدمتها العالمية في الثالث من يناير من عام ثمانية وثلاثين من القرن الماضي.
وكان ذلك اعترافا بأهمية المنطقة العربية، القريبة من أوروبا في وقت اشتدت فيه الحملات الدعائية بين بريطانيا وفرنسا من جهة، وألمانيا وإيطاليا، من جهة أخرى قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية.##عندما تفجرت الحرب العالمية الثانية بدت وكأنها حرب الإذاعات، واضطرت الـ"بي بي س" تحت وطأة احتجاجات الجمهور المستاء من أدائها في ذلك الوقت لتخفيف تشددها مع تشديدها على ضرورة بث برامج تسلية من شأنها رفع معنويات الجمهور والقوات العسكرية ،ومع حلول عام 1943 وظهور مؤشرات على أن الحلفاء بدأوا يكسبون الحرب ضد دول المحور أسست هيئة الإذاعة البريطانية وحدة أطلقت عليها اسم وحدة مراسلي الحروب، حيث خضع أفراد تلك الوحدة لتدريبات قاسية للنجاة في ظروف الحرب، وزودتهم الهيئة بمعدات وأجهزة تسجيل خفيفة صممها مهندسو الـ"بي بي سي" لتكون مناسبة للاستخدام في ميادين العمل.
ورغم انحيازها الظاهر للحلفاء وبثها الأخبار من خلف خطوط جنود الحلفاء ونشاطها الظاهر في مواجهة الألمان إبان الحرب إلا أنها نجحت إلى جانب دعايتها الموجهة ضد الألمان ودول المحور أن تروج لمعاييرها التي اعتبرتها مهنية وذات مصداقية عالية بل وحولتها إلى معايير عالمية يجري الاحتكام لها دون تفكير أحيانا.##وعام 1956 شهدت علاقات الـ"بي بي سي" أزمة جديدة مع الحكومة بسبب تغطية المحطة للعدوان الثلاثي الذي شاركت به بريطانيا كلاً من فرنسا وإسرائيل على مصر. فقد اتهمت الحكومة هيئة الإذاعة البريطانية بأنها تتبنى مواقف تتجاهل المصالح الوطنية البريطانية، وتعالت دعوات جديدة لوضع يد الحكومة على الهيئة وهو ما قاومته الـ"بي بي سي" التي خرجت من الأزمة لتفخر بمهنيتها ومصداقيتها ومقاومتها للضغوط والشروط الحكومية.
وفي 2008 رفضت الـ"بي بي سي" بث نداء استغاثة لجمع أموال من أجل مساعدة ضحايا النزاع في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير عليها، لأن ذلك وفقا لمارك تومسون المدير العام لبي بي سي "يعرض حيادية هيئة الإذاعة البريطانية للخطر وأن الإذاعة لا يمكن أن تعطي الانطباع، بأنها تدعم طرفا واحداً مقابل طرف آخر".
لكن أغلب مستمعي الإذاعة عارضوا هذا القرار الذي رأوا فيه بالفعل دعماً لطرف، هو الطرف الإسرائيلي المعتدي، على حساب طرف آخر هو الطرف المنكوب في غزة.
وعليه قام عشرات الألوف من
مستمعي الإذاعة في بريطانيا بتظاهرة غاضبة، عبروا فيها عن رفضهم
لموقف الـ"بي بي سي".وانضم وزراء حكوميون ورجال دين مسيحيون وقادة جمعيات خيرية وصحفيون في وسائل إعلام بريطانية
أخرى إلى جبهة الرفض والغضب في مساع
حقيقية منهم، لحث الإذاعة ذات التمويل العام على بث النداء.
وهكذا وجدت الـ"بي بي سي" نفسها فجأة في خضم الحدث لا مجرد ناقل له. وأصبح موقفها الملتبس مادة للنقاش حول قيم إعلامية غالباً ما تحضر بقوة في قضايا النزاع السياسي تحديدا مثل الموضوعية والمهنية والمصداقية وغيرها.
وتطرح التطورات الأخيرة التي تشهدها الـ"بي بي سي" فيما يتعلق بتوجهاتها الجديدة إزاء وسائل الإعلام الجديد الكثير من النقاشات والتساؤلات حول مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه في هذا الصدد، وكيفية التوفيق بين منظوماتها الإعلامية التقليدية وهذه الوسائل الجديدة، وطبيعة العلاقة بينهما، وإلى أي مدى يتأثر كل منهما بالآخر.
وهكذا وجدت الـ"بي بي سي" نفسها فجأة في خضم الحدث لا مجرد ناقل له. وأصبح موقفها الملتبس مادة للنقاش حول قيم إعلامية غالباً ما تحضر بقوة في قضايا النزاع السياسي تحديدا مثل الموضوعية والمهنية والمصداقية وغيرها.
وتطرح التطورات الأخيرة التي تشهدها الـ"بي بي سي" فيما يتعلق بتوجهاتها الجديدة إزاء وسائل الإعلام الجديد الكثير من النقاشات والتساؤلات حول مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه في هذا الصدد، وكيفية التوفيق بين منظوماتها الإعلامية التقليدية وهذه الوسائل الجديدة، وطبيعة العلاقة بينهما، وإلى أي مدى يتأثر كل منهما بالآخر.
كما تطرح تساؤلات حول إمكانية أن تقوم مؤسسة إعلامية
ذات طابع خدمي عام بالمنافسة في أجواء مغايرة تمامًا للبيئة الإعلامية
التقليدية، وإمكانية قيامها بوظائفها التقليدية من أخبار وإعلام
وثقافة في ظل هذه التطورات الجديدة، ومدى قدرتها على الحفاظ على تقاليدها المهنية
العتيقة في بيئة رخوة وغير ملتزمة بتقاليد مهنية معينة، وإلى أي
مدى ستنجح هذه المؤسسة في الحفاظ على مكانتها المستمدة من شهرة ومكانة وسائلها
الإعلامية التقليدية في بيئة الإعلام الجديد في ظل تصور يتنبأ باندثار
وسائل الإعلام التقليدية في مقابل إنتشار وسائل الإعلام التفاعلية، وفي
حال تبني هذه الوسائل الجديدة كيف تتم عملية الدمج بينها وبين الوسائل
التقليدية، وهل يعنى تبني هذه الوسائل الجديدة التخلى عن الوسائل التقليدية، أم
السعي لتأكيد مكانتها التقليدية وزيادة رقعة انتشارها أم تبني منظومة
الإعلام الجديد كبديل عن الإعلام التقليدي .
الإهرام