متابعات إعلامية / الفجيرة / محمد عبدالمقصود
اختتم ملتقى الفجيرة الإعلامي الثالث، أول من أمس، فعالياته، التي
استمرت على
مدار يومين متتاليين، بأمسية شعرية أحياها الشاعر العراقي
المخضرم
عبدالرزاق عبدالواحد، مستعيداً نخبة من اهم أشعاره الوطنية التي
أبدعها في
مناسبات مختلفة، منها قصيدة «يا صبر أيوب» التي أبدعها الشاعر
الثمانيني
منذ نحو ثلاثة عقود، وشهدت تفاعلاً استثنائياً من الحضور، وقصيدة «ثلاث شهقات على العراق» التي
جاءت بمثابة مرثية شعرية على تردي الوضع الاجتماعي والسياسي لأرض الرافدين، قبل أن
يتطرق لمجموعة من قصائده الغزلية، مثلت مواءمة بين أجواء نفسية شديدة التباين لسابقاتها.
وببنود 10 اختزل الملتقى توصياته الختامية التي تمت صياغتها بناء على
نقاشات
اعتمدت على أوراق العمل التي قدمت خلاله، فضلاً عن القضايا النقاشية
التي شارك
في إثرائها ضيوف الملتقى، الذي شهد هذا العام حرصاً ملحوظاً على
المشاركة في
فعالياته من قبل نخبة من الإعلاميين العرب والخليجيين، فضلاً
عن طلبة
وطالبات كليات الإعلام بصفة خاصة من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، المستضيفة للحدث الذي تنظمه
هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
ودعا الملتقى الإعلاميين العرب وأجهزة الإعلام العربي إلى تبني الرؤى
الصائبة
وانتهاج الأساليب الكفيلة بترسيخ وتوطيد دعائم التكامل بين الإعلام
الجديد
والإعلام التقليدي، من خلال الاستفادة الصحيحة من وسائل وتقنيات
الإعلام
الجديد ومزايا الإعلام التقليدي، والعمل على تصحيح المفاهيم
الخاطئة
والمغلوطة في ما يتصل بالعلاقة المثلى بين الإعلامين التقليدي
والجديد،
كما دعا الجهات الإعلامية والمؤسسات الأكاديمية في العالم العربي
إلى بناء
سياسات وفلسفات جديدة للإعلام تتمتع بالقدرة على إيجاد وتعزيز
شراكة
مجتمعية مع وسائل الإعلام في صناعة وإنتاج المعلومات
تدريب
تضمنت التوصيات دعوة لوسائل الإعلام لإيلاء اهتمام خاص للتدريب
المهني لناشئة الإعلاميين وتزويدهم بالمهارات العملية والتطبيقية والأدوات
المهنية الأساسية التي تضمن جودة الأداء المهني وتضفي الحرفية اللازمة على
عمل الكوادر والأجيال الناشئة، فضلاً عن دعوة القائمين على أجهزة الإعلام
التقليدي
والجديد، وكذلك المشتغلون به والممارسون، لرفض ومكافحة ومعاقبة كل
أشكال
الممارسات الدخيلة على المهنة من حيث محاولات التضليل الإعلامي.
وتأكيداً للتوصيات التي صدرت عن دورته الثانية، أكد الملتقى على
ضرورة الاهتمام بالإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وتوظيفها
بشكل منهجي وهادف لخدمة القضايا العربية، وذلك من خلال الاستعانة بالخبراء
والمختصين
من الإعلاميين والنفسيين والاجتماعيين بغية تغطية كل جوانب
وأبعاد هذه
الممارسة. وهو الأمر الذي ارتبط بدعوته أيضاً للاتفاق على الأطر
والمعايير
الناظمة لحرية الإعلام عموماً، والإعلام الجديد خصوصاً، وعقد
حلقات بحث
ونقاش متخصصة لهذا الغرض.
الدعوة إلى تدعيم جسور التواصل والحوار بين ابناء الثقافات المختلفة،
من أجل حوار حضاري بناء أيضاً كانت ضمن توصيات المؤتمر الذي أكد على
ضرورة اتخاذ ما يلزم من خطوات وإجراءات لاستثمار الطاقات الإعلامية السلمية،
المتعارف
عليها حديثاً بتعبير «القوة الناعمة» وهو ما ارتبط بتوصية أخرى
ناشد فيها
الملتقى كل وسائل الإعلام العالمية، خصوصاً وسائل الإعلام
الجديد،
وكذلك السلطات الرسمية في كل دول العالم، للتصدي الحازم لكل ما من
شأنه المساس
بالرسالات السماوية والرسل والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام،
والمعتقدات
والعقائد الدينية، وذلك من خلال الضبط المسؤول لحرية التعبير
زخم الفعاليات
قال نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، محمد سعيد
الضنحاني،
إن ملتقى الفجيرة للإعلام، أصبح منصة إعلامية تسعى للتفاعل مع
المعطيات
والمستجدات، على ساحة الإعلام المحلي والخليجي والعربي، بحيث يبقى
المحتوى
الأكاديمي للحدث بمثابة نبض لواقع أهم التحديات، التي أضحت شديدة
التبدل
والتغير، بفعل الإيقاع السريع لتطور الإعلام.
وأكد مدير بلدية الفجيرة، محمد سيف الأفخم، إن الزخم الذي
تشهده إمارة
الفجيرة، في ما يتعلق بتنوع فعالياتها، يأتي في سياق الإيمان
بأهمية تنوع
المشهد الثقافي والفني والنشاطي، الذي يصب في المقام الأول في
خدمة
المجتمع، مضيفاً «لا يمكن النظر إلى فعالية بعينها مثل ملتقى الفجيرة
الإعلامي
بمعزل عن سياق المشهد العام لفعاليات إقليمية ودولية، وايضاً
محلية، يتم
اختيار التوقيت الأنسب لها، مثل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وملتقى الربابة، الذي يشهد
مشاركة خليجية وعربية مميزة، وبطولة السيف، وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي ستشهد مزيداً من
الزخم في المرحلة المقبلة.
حوار
وأكدت التوصيات أيضا على أهمية دور الإعلام وسيلة حوار ديمقراطي
وأداة لتوطيد ركائز وقيم الأمن في المجتمعات الإنسانية عموماً، والعربية والإسلامية خصوصاً، من خلال
التكامل بين
الجهات الرسمية والشعبية، وإمكانية توظيف هذا التكامل لمواجهة
التطرف
والغلو والفتن والإرهاب، وهو ما حدا بالملتقى إلى دعوة وسائل
الإعلام
العربية والجمعيات والمراكز لوضع خطط علمية مدروسة، ومتوافقة مع
ضوابط الشرع
والتعاليم السماوية، للاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي بما
يضمن
توظيفها إيجابياً لمصلحة مستخدميها ولترسيخ قيم المجتمع .
تطوير المناهج
في الإطار نفسه، ثمنت التوصيات الختامية دور مؤسسات التعليم العالي
في العالم العربي والإسلامي ودعتها إلى مزيد من الجهد لتطوير مناهج
كليات الإعلام بما يؤدي إلى تأمين المواكبة للتطورات والمستجدات السريعة
والمتلاحقة
في شتى مجالات ووسائل وتقنيات الإعلام الجديد، على وجه الخصوص،
وذلك من حيث
النظرية والتطبيق والممارسة، داعية أجهزة الإعلام العربية
والمؤسسات
ذات الصلة إلى تكثيف الوعي ومراقبة الالتزام بآداب وأخلاقيات
المهنة،
والسعي في اتجاه بلورة وتطبيق ميثاق العمل الإعلامي الناظم للمهنة .
الاستثمار الأمثل للإعلام الجديد كان محور جانب من توصيات الملتقى
الذي دعا إلى تشجيع المؤسسات التعليمية في العالم العربي والإسلامي على
رعاية الأجيال الجديدة في مجال استخدام المعلومات عن طريق تطبيق مناهج
دراسية في مرحلة التعليم الأساس خصوصاً، بهدف غرس وتطوير المهارات الضرورية
للبحث عن المعلومات الهادفة بغرض الانتفاع المعرفي بها، والتأكيد على الثروة
المعلوماتية
والمعرفية الهائلة التي تمثلكها الإنترنت والفرص الضخمة التي
تتيحها من
خلال الإستخدام المحترف للوسائط المتعددة وتنويع خيارات المحتوى
الإلكتروني،
بما يسمح بتوظيفه لتعزيز ونشر المبادئ والقيم الإنسانية الإيجابية
الإمارات اليوم