متابعات إعلامية / خاص:
ملخص:
هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على خدمة الانترنت وسُبل توظيفها والاستفادة من تطبيقاتها في البحث العلمي لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ، من خلال استطلاع آراء عينة من أساتذة جامعة تبسة ، لمعرفة واقع استخدامهم للانترنت وسبل استثمارها في خدمة البحث العلمي .
وقد اتُبع منهج التحليل الوصفي الذي يُعد مناسبا لطبيعة هذه الدراسة التي تهتم بتقصي الآراء حول استخدامات الانترنت . وتوصلت الدراسة الميدانية إلى النتائج التالية :
60% من أفراد العينة يستخدمون الانترنت بصورة مستمرة في الاطلاع على جديد المعلومات ومواكبة التطورات العلمية في مجال تخصصاتهم ، نسبة57.69% من المبحوثين ترى أن الانترنت قناة تواصل بحثي وعلمي لا غنى عنها بالنسبة للأستاذ الجامعي ، متوسط استخدام الإنترنت 3 سا يوميا بالنسبة للمبحوثين ، تمثل مشكلات بطء سرعة الشبكة والانقطاعات المتكررة في الاتصال ، من المعوقات التي تثير مشكلات في وجه نشاط الأساتذة البحثي عبر الانترنت ، كما بينت الدراسة أن50 % من المبحوثين يرون أن ثقافة الاستخدام الرشيد للانترنت كفيلة برفع مستوى العائد المعلوماتي والمعرفي لدى الباحث.
مقدمة
يتميز العالم المعاصر بقدرته الفائقة على إنتاج، واستخدام ،وتخزين المعلومات ومد خيوط التواصل والتفاعل المعرفي بين البشر محليا وعالميا،مما جعل المعرفة ومن ورائها العقل البشري أحد أهم القطاعات الحساسة التي تستأثر باهتمام الدول في الاستثمار،باعتبارها عوامل قوة وتفوق في العصر الراهن وعُدة الحضور الفاعل في المستقبل .
وقد جاء ت الانترنت لتُشكل أحد أهم اختراعات القرن العشرين التي حولت العالم إلى مكتبة بلا جدران وقرية بلا أسوار وأمدت سكان هذه القرية بثقافة دون حواجز! وينمو الاستخدام العالمي للشبكة العنكبوتية بشكل لافت ، ويزحف النشر الإلكتروني ليستولي يوما بعد يوم على مساحات جديدة كان بالأمس القريب يسيطر عليها عالم المكتوب إلى الحد الذي جعل الورق يتقادم بشكل متسارع ويدفع الكثير من الباحثين إلى التنبؤ بأن أطفالنا سيشهدون عالما خال من الورق.
ومع كل هذه القفزات الحاصلة في التحول من عصر إلى آخر، ما يزال الاستغلال العربي لهذه الطفرة والاستفادة من خدماتها المعلوماتية الهائلة بطيئا وربما مقتصرا على بعض الجوانب الترفيهية ، دون استغلال هذا الفضاء المعلوماتي في تنمية الرصيد المعرفي والثقافي للمتعاملين مع الشبكة العنكبوتية ، خاصة إذا تعلق الأمر بمجال البحث العلمي الذي يعد عصب التطور وأس الرقي في كل المجتمعات ، لاسيما في عصر المعلومات .
وتواجه مسألة الولوج في المعلوماتية من المنظور العربي ، مجموعة من التحديات أمام النظم المعلوماتية العربية التي تمثل نطاقا إقليميا فرعيا يتفاعل مع الأنظمة المعلوماتية الإقليمية ويتعرض لتأثيرات عديدة من خلال ثورة المعلوماتية ، بدءا من التكنولوجيا المستخدمة مرورا بالمضمون ، وانتهاء بالأهداف التي تسعى البلدان العربية إلى تحقيقها من خلال المعلوماتية .
ومادام العلم والبحث العلمي هما الرهان الذي تُرابط مختلف الدول قصد الإمساك به و التحكم فيه ، لأنه مصدر القوة والتفوق في معترك الحياة الراهنة ، فالانترنت ومنذ ظهورها بدأ الحديث عن صيغة جديدة للتعليم تتجاوز مقاعد الدراسة ، وتجعل الباحث والطالب على اتصال دائم ومستمر بالباحثين وبنوك المعطيات ومصادر المعلومات ، مما يجعله أكثر قدرة من ذي قبل على التوسع في عمليات البحث والإنجاز والتواصل العلمي على الصعيد الكوني .