الاثنين، 12 ديسمبر 2011

الحضور الإعلامي للحضارمة في الإعلام البديل

متابعات إعلامية / كتب: عبدالقادر بن شهاب *

الإعلام البديل "Alternative media" كما عرّفه خبراء الصحافة والإعلام بأنه جملة من تطبيقات النشر الإلكتروني والإتصال الرقمي بإستخدام وسائل الإتصال والإعلام المختلفة فضلاً عن تطبيقات اللاسلكية والإتصال عبر الأقمار الإصطناعية في سياق التزاوج بين تكنولوجيا الإتصال والمعلومات إذ يتم من خلالها تشغيل الصوت والفيديو واجراء الإتصال الهاتفي وإرسال البريد الالكتروني، وتتمثل وسائل الإعلام البديل في كل ماينشر على شبكة الإنترنت من المواقع الإلكترونية سواءا كانت بوابات الاخبار أوالصحف والمجلات الالكترونية والاذاعات المحلية و الفضائيات الخاصة و كذلك المواقع الإعلامية الشخصية والمراصد الإعلامية والنشرات البريدية واللوائح البريدية والمدونات والمنتديات وغرف الدردشة التفاعلية ذات الوسائط المتعددة بالإضافة الى مواقع شبكات التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والتويتر واليوتيوب وغيرها.
وقد شكّل الاعلام البديل في الألفية الجديدة النافذة التي يطل منها الغالبية العظمى من الأفراد والأقليات والشعوب المقموعة والمحرومة من التمثيل في الإعلام والتعبير عن نفسها وهوياتها وتطلعاتها نحو الحرية وهو معني في ايجاد وسائل وأساليب وسياسات اتصالية بديلة عن الاعلام المهيمن والمسيطر لكونه أصبح جزء لايتجزء من الحياة اليومية لهذه الغالبية وهو ماشهده ويعايشه العالم العربي حاليا في مرحلة ما يسمى بالربيع العربي والتي شهدتها معظم شعوب المنطقة العربية التي أفرزت انتقالا ملحوظا الى استخدام وسائل الإعلام البديل لتجد الشعوب العربية بذلك الإعلام البديل جزءا من التفس الإعلامي في حياتهم والتعبير عن مشاكلهم وتطلعاتهم إلى حياة أفضل ليعيشوا في مرحلة جديدة أسميها بمرحلة عصر الإعلام وقضايا الإصلاح السياسي هذه المرحلة التي أطلق فيها العنان لكل فرد في الأمة العربية أن يعيش هذه اللحظة التاريخية من حياته معبرا عن كل ما يريد الحديث عنه بفضل تقنيات الإعلام البديل التي ألغت الصراع على احتكار المعلومة ووّسعت مجال انتشار الخبر أمام مختلف الشرائح.
وعاش الحضارمة في كل أرجاء المعمورة كغيرهم من شعوب المنطقة العربية هذا اللحظة التاريخية من حياتهم وهذا التنفس الإعلامي الملحوظ لنشهد بذلك تدشين مواقع ومنتديات إلكترونية ومجموعات شبابية على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والتويتر وغيرها من وسائل الإعلام البديل لتقدم صورة للعالم الخارجي عن هوية هذا الشعب وثقافته وتراثه وعاداته وتقاليده وانجازاته العلمية والمعرفية ولنعيش بذلك أجواءا من التعارف والتقارب والتواصل الإجتماعي مع أبناء جلدتنا التي ألقت بنا وبهم الأقدار في كل بلدان العالم التي هاجروا اليها مساهمين في البناء والتنمية والحضارة كل ما حطت أقدامهم أرض الله الواسعة.
وفي ظل ذلك الإنفتاح الإعلامي الذي نشاهدة على صفحات الإعلام البديل برزت أجندة  الخطاب الإعلامي الحضرمي بكل ما يحمله من توجهات ورؤى وأهداف وطموحات من قبل العديد من المهتمين بالشأن الحضرمي الموجودين في حضرموت والمهاجر ورأينا كم هائل من الكتابات والمقالات والحوارات وتبادل الآراء والنقاشات، لنجد أنفسنا أننا بدأنا نحن الحضارمة في هذه الألفية الجديدة لإغتنام هذه اللحظة التاريخية بعد سنوات عديدة من التعتيم الإعلامي الذي مورس علينا من قبل كل شعوب المنطقة وتكالبها علينا لإسكات هذه الصوت الحضرمي الذي ضحى بوطنه وماله وأولاده لخدمتهم وإلى اليوم والليلة.
هذا الحضور الإعلامي اللافت للنظر يحتاج من الأشخاص القائمين بالإتصال والمحررين لأبجديات لغة الخطاب الإعلامي الحضرمي على صفحات الإعلام البديل أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في حضرموت هذه البلدة الطيبة أهلها التي خدمت كل شعوب المنطقة بالمال والرجال عليهم أن يضعوا حضرموت فوق كل الأجندات الخارجية سواءا الأجندات الحزبية أو الطائفية أو غيرها من الأجندات التي تلوح علينا في الأفق وأن حضرموت فوق الجميع وليست مطية توجهها الأجندات التآمرية بمختلف أهدافها فقد آن الأوان لهذا الشعب الحضرمي أن يعيش بكرامة وعزة في موطنه بعد ما ذاق ويلات الغربة ومآسي الفراق.
إن التفوق الإعلامي للحضور الإعلامي الحضرمي الذي فرض حضوره ونال نصيبه على صفحات الإعلام البديل إنما هو امتداد لذلك التاريخ الطويل للصحافة الحضرمية في الماضي التي سبقت كل شعوب المنطقة وانتشرت إلى كل بلدان الشرق والغرب وليس غريبا على الحضارمة هذا التفوق، لكن القيود التي مورست على الخطاب الإعلامي الحضرمي ذو الأجندة الحضرمية المخلصة هي التي منعته من الظهور في الإعلام المطبوع والمرئي (الصحافة والتلفزيون) ومهما طال الزمن أو قصر فلن يقف الخطاب الإعلامي الحضرمي عند حدود الإعلام البديل بل سوف يأتي يوم من الأيام وسيجد مكانه اللائق به في عالم الفضائيات.
* باحث في علوم الإعلام والإتصال.