متابعات اعلامية/ خاص
منذ أسابيع قليلة أصبح د.سامى عبدالعزيز هو العميد الجديد لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ومنذ توليه هذا المنصب وهو يبحث مشروعات كثيرة ومتنوعة تهدف فى النهاية إلى أن تجعل كلية الإعلام جزءا لا يتجزأ من منظومة صناعة الإعلام فى مصر .د. سامى يرى أنه ليس كافيا أن يقوم بتطوير استديوهات أو مطبعة الكلية لأنه يرى أن تطوير وتأهيل العنصر البشرى هو الطريق من أجل الوصول للجودة على مستوى الممارسات الإعلامية مثلما يؤمن بأن مشروعه الحقيقى هو أن يصبح للكلية مساحة بارزة ودور فعال فى مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية بحيث تصبح علاقة الإعلام بالمجتمع أكثر قوة ووضوحا.
فى البداية ما تصورك عن كيفية دخول كلية الإعلام شريكا فى عملية صناعة المنتج الإعلامى بمصر؟
لكى يتحقق ذلك ولكى تصبح الكلية شريكا هناك العديد من الأشياء التى لابد أن تتحقق. فأولا علينا أن نعمل كمؤسسة إعلامية على تقديم خريجين مؤهلين فكريا، ثقافيا، تخصصيا وبدرجة ما لديهم خبرة عملية خاصة أن 4 سنوات ليست كافية على الإطلاق لكى تحصل على كافة المكونات التى تضمن لك خروج المنتج الذى تتوقعه، ولذا لابد من تقدير الموقف بشكل منطقى.
علينا أن نعرف أنه ليس كافيا أن تقدم للمجتمع خريجا مؤهلا علميا فقط، فلابد أن يكون مؤهلا أيضا لأخلاقيات المهنة فتكون النتيجة أن يكون الخريج ممن يفكرون بطريقة إيجابية، ليس ناقما على المجتمع، ولا يحمل سوداوية تجاهه وليس مبالغا فهذه هى المهنية على أصولها.
المهنية التى سنعمل على ترسيخها والتى على أساسها تكون ممارسات الإعلامى سواء كانت من خلال القلم أو الميكروفون أو شاشة التليفزيون منطلقة بشكل أساسى من فكر وموقف وبحث عن حقائق ومعلومات مع مراعاة الالتزام بالدقة وقيم المجتمع، وقيم المؤسسة التى يعمل بها وألا يكون عبدا للفرد وإنما للمهنة.. بعبارة أخرى معتصما بالمهنة وليس بالقانون.
لكى يتحقق ذلك ولكى تصبح الكلية شريكا هناك العديد من الأشياء التى لابد أن تتحقق. فأولا علينا أن نعمل كمؤسسة إعلامية على تقديم خريجين مؤهلين فكريا، ثقافيا، تخصصيا وبدرجة ما لديهم خبرة عملية خاصة أن 4 سنوات ليست كافية على الإطلاق لكى تحصل على كافة المكونات التى تضمن لك خروج المنتج الذى تتوقعه، ولذا لابد من تقدير الموقف بشكل منطقى.
علينا أن نعرف أنه ليس كافيا أن تقدم للمجتمع خريجا مؤهلا علميا فقط، فلابد أن يكون مؤهلا أيضا لأخلاقيات المهنة فتكون النتيجة أن يكون الخريج ممن يفكرون بطريقة إيجابية، ليس ناقما على المجتمع، ولا يحمل سوداوية تجاهه وليس مبالغا فهذه هى المهنية على أصولها.
المهنية التى سنعمل على ترسيخها والتى على أساسها تكون ممارسات الإعلامى سواء كانت من خلال القلم أو الميكروفون أو شاشة التليفزيون منطلقة بشكل أساسى من فكر وموقف وبحث عن حقائق ومعلومات مع مراعاة الالتزام بالدقة وقيم المجتمع، وقيم المؤسسة التى يعمل بها وألا يكون عبدا للفرد وإنما للمهنة.. بعبارة أخرى معتصما بالمهنة وليس بالقانون.
ولكن كيف يتحقق ذلك؟
دعنا نعترف بشىء مهم.. كلية الإعلام هى جزء من مؤسسة تعليمية أكبر، والتى هى معنية بتطبيق خطة الدولة من أجل تحقيق الجودة والاعتماد، وهذا يعنى أننا ككلية الإعلام لابد أن نكون جزءا بدورنا من مجتمع الجودة وجودة التعليم تؤدى بدورها إلى جودة الإعلام ولكن كيف سيتحقق ذلك.
أتصور أنه سيتحقق من خلال ملاحقة ما يحدث فى الإعلام الآن، من خلال تطوير وتحديث المناهج الإعلامية لتجنب تقادمها وتكرارها أو تشابهها، أيضا من خلال تطوير أسلوب التدريس، بل وإعادة النظر فى وضع التخصصات التى تضمها الكلية، أى أن نعمل على التوسع فى الأقسام لتجنب تقليديتها وأن ندعم فكرة البرامج الإعلامية التخصصية لأننا فى زمن يعتمد على المهارات المتعددة والمتكاملة والتى تأخذ التكنولوجيا فى الاعتبار، وبالتالى لنقل إن هناك طالبا يريد التخصص فى الإخراج الصحفى أو الصحافة التليفزيونية لماذا لا نقدم له قسما أو برنامجا يساعده فى الوصول إلى هدفه.
أيضا لابد أن نعمل على تطوير الاستديوهات وأيضا تطوير المطبعة لكى يتم إعادة إصدار «صوت الجامعة» ليست فقط كصحيفة تدريبية ولكن بحيث تصبح لسان حال الجامعة وأن تتحول أيضا إلى رقم فى الصحافة المصرية مع دعم إمكانية تداولها فى السوق.
دعنا نعترف بشىء مهم.. كلية الإعلام هى جزء من مؤسسة تعليمية أكبر، والتى هى معنية بتطبيق خطة الدولة من أجل تحقيق الجودة والاعتماد، وهذا يعنى أننا ككلية الإعلام لابد أن نكون جزءا بدورنا من مجتمع الجودة وجودة التعليم تؤدى بدورها إلى جودة الإعلام ولكن كيف سيتحقق ذلك.
أتصور أنه سيتحقق من خلال ملاحقة ما يحدث فى الإعلام الآن، من خلال تطوير وتحديث المناهج الإعلامية لتجنب تقادمها وتكرارها أو تشابهها، أيضا من خلال تطوير أسلوب التدريس، بل وإعادة النظر فى وضع التخصصات التى تضمها الكلية، أى أن نعمل على التوسع فى الأقسام لتجنب تقليديتها وأن ندعم فكرة البرامج الإعلامية التخصصية لأننا فى زمن يعتمد على المهارات المتعددة والمتكاملة والتى تأخذ التكنولوجيا فى الاعتبار، وبالتالى لنقل إن هناك طالبا يريد التخصص فى الإخراج الصحفى أو الصحافة التليفزيونية لماذا لا نقدم له قسما أو برنامجا يساعده فى الوصول إلى هدفه.
أيضا لابد أن نعمل على تطوير الاستديوهات وأيضا تطوير المطبعة لكى يتم إعادة إصدار «صوت الجامعة» ليست فقط كصحيفة تدريبية ولكن بحيث تصبح لسان حال الجامعة وأن تتحول أيضا إلى رقم فى الصحافة المصرية مع دعم إمكانية تداولها فى السوق.
أعرف أن لك تصورا أيضا له علاقة بكيفية تطوير البحث العلمى من خلال الكلية.. هل هناك استراتيجية معينة؟
- يجب أن أعترف بأن الجامعة تضع نصب عينها عملية تطوير البحث العلمى وإعادة تقييم المجلات العلمية، ونحن ككلية الإعلام لدينا تصور يعتمد على عدة مهام منها إعادة النظر فى قواعد التقدم للدراسات العليا سواء كنا نتحدث عن الماجستير أو الدبلومات المهنية جنبا إلى جنب خطوة إضافة تخصصات إضافية للدارسين.
أيضا تتم الآن عملية وضع ضوابط لاختيار المقبولين من أجل الماجستير فى ضوء الخطة التى وضعتها الدولة والجامعة أيضا، أيضا نناقش الآن وضع قاعدة تنص على أن من يرغب بمناقشة الدكتوراه عليه أن يتقدم بأبحاث نشرت له كشرط للمناقشة.
علينا أيضا ألا ننسى أن كلية الإعلام بشكل أو بآخر هى بيت الخبرة، ولذا فهناك خطة أخرى لتفعيل ذلك، بحيث تعمل الكلية على تزويد أى قناة أو صحيفة سواء كانت جديدة أو تحاول تطوير نفسها برؤى للتطوير ودراسات بحيث نسهم بشكل أكثر فاعلية فى تطوير الصناعة الإعلامية، وذلك من خلال البحوث والدراسات الميدانية والتحليلية، ومن هنا تأتى محاولتنا للتفكير فى تشكيل وتكوين كيان بحثى ووحدات بحثية فرعية، جنبا إلى جنب دراسات الرأى العام التى ترصد المقرؤية والمشاهدة والعلاقة مع وسائل الإعلام لأن هذه الدراسات تسهم فى النهاية فى التوثيق والتأريخ للتراث الإعلامى المصرى، وسواء كان تراثا صحفيا أو تليفزيونيا، وذلك أيضا لن يتحقق إلا من خلال تأهيل الإعلامى بمهارات الاتصال ومهارات الكتابة والتحليل والإعداد بل والديجيتال ميديا أيضا.
ولكن ما النتيجة التى تحصل عليها من خلال هذه الدراسات؟
- أولا تطوير هذه الدراسات وتزويد المؤسسات الإعلامية بها يعيد للرأى العام المصرى قيمته مرة أخرى فى وسائل الإعلام، وثانيا أنت فى النهاية تتحدث عن موارد ذاتية للكلية لإعادة ضخها فى العملية التعليمية.
د. سامى، كل هذه المشاريع تجعلنى أتساءل: هل تتصور أن عقليات طلبة كلية الإعلام الآن ستسعفك فى تحقيق هذه المشاريع؟
- أتصور أن هناك موافقة من قبل الجامعة وكذلك وزارة التعليم العالى أن نعود مرة أخرى ككلية الإعلام إلى اختبار القدرات والمهارات والاستعداد لكى نضمن ألا تكون معايير الاختيار متوقفة على المجموع، فالقدرات النفسية والفكرية مهمة جدا لأنه ببساطة لا نستطيع أن نقبل طالبا مهتزا نفسيا أو عقليا أو عاطفيا أو متطرفا فكريا لأننا ببساطة لن نكون قادرين على إعادة تأهيله، لأننا نريد شخصا لديه مبادرة الاستنارة وقابلا للتطوير، وأتصور أننا عندما طبقنا هذا الأسلوب لفترة كان مستوى الخريجين مختلفا. لأن المجموع ليس مؤشرا بأى حال من الأحوال على قدرة الطالب على التعامل مع الرأى العام وأن يكون ضميرا لمجتمعه، الطالب لابد أن يكون لديه استعداد وميول لكل هذه الممارسات المهنية.
دعنا نعود مرة أخرى إلى تطوير البحث العلمى، وبالمناسبة فإن التطوير سيشمل حتى المؤتمر العلمى للكلية، حيث نقوم ببحث كل المقومات التى تخص كل مؤتمر من حيث الموضوعات ونوعية الباحثين وجنسياتهم المختلفة، بحيث نضمن مشاركة من قبل باحثين عرب وأجانب، حتى لا يصبح مجرد مؤتمر لترقية الباحثين.
العلاقة بين الإعلام والمجتمع أيضا تدخل فى سياق تطوير البحث العلمى داخل الكلية، حيث يجرى بالتعاون مع وكيلة الكلية لشئون المجتمع والبيئة إعداد برنامج ثقافى فى شكل حلقات نقاشية شهرية، يتم فيها طرح ورقة بحثية يضعها أساتذة الكلية ويتم فتح النقاش حولها، بشرط أن يتحول الموضوع من دردشة ومكلمة إلى نقاط محددة تسهم فى تطوير الأداء الإعلامى نحو المجتمع، بحيث يكون معبرا عن قضاياه ومسهما فى تطويره.
وهذا سببه الأساسى توثيق العلاقة مع المؤسسات الإعلامية المصرية ومع الجامعات والمراكز الأجنبية، خاصة أن الجامعة رصدت مؤخرا ميزانية كبيرة لتشجيع النشر فى مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية بلغات أجنبية على غرار ما حدث فى مجال العلوم العلمية. ولذا فنحن نريد أن تكون للكلية مساحة أكبر وأبرز فى مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية.
دعنا نركز على مشروع «بيت الخبرة»، كيف تتصور مستقبل هذا المشروع؟
- بيت الخبرة سيكون بمثابة نقلة لأننا قررنا أن نصنع ما يسمى بـ«البراندينج» أى أن نخلق لهذا البيت هوية، بحيث يصبح معروفا أن الدراسات التى يقدمها المشروع على مستوى عال من الدقة وبحيث إنه عندما تكون هناك نقاشات بين المركز وبين أى مؤسسة إعلامية يكون معروفا أن هذا البيت له وزنه ومناهجه واستقلاليته أيضا عن أى جهة حكومية أو تجارية.
ما أولى دراسات «بيت الخبرة»؟
- نستعد أولا لتقييم ما يسمى بالإعلام الرمضانى والإجابة عن أسئلة جوهرية، من يشاهد ماذا، لماذا، وبأى حجم وهل ما اعتدنا عليه فى رمضان هو النموذج الأمثل؟ ولقد وافق رئيس الجامعة على تمويل هذه الدراسات لتجنب أى شبهات حول من الذى يؤثر على هذه الدراسات ونتائجها، وبالمناسبة لقد رفضنا عروضا لتمويل الدراسات ولكن هذا لا يمنع وجود خطة لتسويق هذه الدراسات للجهات الإعلامية الراغبة فى ذلك ولكن بعد الانتهاء منها.
وماذا عن التكاليف التى تحتاجها هذه المشاريع؟
- ما يتم الآن من تطوير فى الكلية هو بدعم من مؤسسات ولكن ليس دعما ماديا وحتى الآن لم يتم إنفاق أى مليم من ميزانية الكلية، والجهات التى تدعمنا هى مؤسسات صناعية كبرى أو بنوك، ولكن نحن لا نطلب منهم أى تبرعات أو مساهمات مادية وإنما الدعم يكون عبارة عن مساعدة فى تنفيذ هذه المشاريع وإخراجها إلى النور.
منذ أيام قليلة انتهى شهر رمضان، بصخبه الإعلامى، كيف كانت ملاحظاتك على الممارسات الإعلامية التى شهدناها خلاله؟
- الحقيقة نحن أمام ظاهرة تنقسم حولها الآراء ما بين من يرى أن هذا الزحام مفيد ومطلوب فى ضوء تنوع اهتمامات الناس، وهناك من يرى أن الزحام يفقدها قدرتها على توصيل رسالتها إذا كانت هناك رسالة.
لدى تحفظ على هذا الزحام، خاصة أن قلة من الأعمال الدرامية كانت مثمرة أما الأغلبية فكانت تقليدية وعادية.
بالنسبة للبرامج فـ 99 بالمائة منها لم يضف أى شىء ويقع فى نطاق البرامج المسلوقة، والحقيقة هى أننى من الممكن أن أتسامح مع الأعمال الدرامية بسبب ثقل إنتاجها، ولكن ما الشىء الذى قد يؤدى إلى «سلق» برنامج، لماذا ننتظر حتى اللحظة الأخيرة فتكون النتيجة وجوهًا متكررة وموضوعات سطحية وشخصية.
ما الأعمال الدرامية التى تجنبت هذه الملاحظات؟
- أنا مقدر بشدة مسلسل «الجماعة» لأنه عمل مثير للجدل وهذا جزء من مكونات العمل الدرامى، ولكنى فى الوقت ذاته معجب وبشدة بمسلسل «أهل كايرو» لأن كاتبه موهوب وإيقاعه جيد بالإضافة إلى أن إخراجه متميز وبه نوع من التركيز فالعمل ليس مفتتا، وبالمناسبة هو مسلسل عرف كيف يتغلغل داخل الشرائح التى تحدث عنها.
- يجب أن أعترف بأن الجامعة تضع نصب عينها عملية تطوير البحث العلمى وإعادة تقييم المجلات العلمية، ونحن ككلية الإعلام لدينا تصور يعتمد على عدة مهام منها إعادة النظر فى قواعد التقدم للدراسات العليا سواء كنا نتحدث عن الماجستير أو الدبلومات المهنية جنبا إلى جنب خطوة إضافة تخصصات إضافية للدارسين.
أيضا تتم الآن عملية وضع ضوابط لاختيار المقبولين من أجل الماجستير فى ضوء الخطة التى وضعتها الدولة والجامعة أيضا، أيضا نناقش الآن وضع قاعدة تنص على أن من يرغب بمناقشة الدكتوراه عليه أن يتقدم بأبحاث نشرت له كشرط للمناقشة.
علينا أيضا ألا ننسى أن كلية الإعلام بشكل أو بآخر هى بيت الخبرة، ولذا فهناك خطة أخرى لتفعيل ذلك، بحيث تعمل الكلية على تزويد أى قناة أو صحيفة سواء كانت جديدة أو تحاول تطوير نفسها برؤى للتطوير ودراسات بحيث نسهم بشكل أكثر فاعلية فى تطوير الصناعة الإعلامية، وذلك من خلال البحوث والدراسات الميدانية والتحليلية، ومن هنا تأتى محاولتنا للتفكير فى تشكيل وتكوين كيان بحثى ووحدات بحثية فرعية، جنبا إلى جنب دراسات الرأى العام التى ترصد المقرؤية والمشاهدة والعلاقة مع وسائل الإعلام لأن هذه الدراسات تسهم فى النهاية فى التوثيق والتأريخ للتراث الإعلامى المصرى، وسواء كان تراثا صحفيا أو تليفزيونيا، وذلك أيضا لن يتحقق إلا من خلال تأهيل الإعلامى بمهارات الاتصال ومهارات الكتابة والتحليل والإعداد بل والديجيتال ميديا أيضا.
ولكن ما النتيجة التى تحصل عليها من خلال هذه الدراسات؟
- أولا تطوير هذه الدراسات وتزويد المؤسسات الإعلامية بها يعيد للرأى العام المصرى قيمته مرة أخرى فى وسائل الإعلام، وثانيا أنت فى النهاية تتحدث عن موارد ذاتية للكلية لإعادة ضخها فى العملية التعليمية.
د. سامى، كل هذه المشاريع تجعلنى أتساءل: هل تتصور أن عقليات طلبة كلية الإعلام الآن ستسعفك فى تحقيق هذه المشاريع؟
- أتصور أن هناك موافقة من قبل الجامعة وكذلك وزارة التعليم العالى أن نعود مرة أخرى ككلية الإعلام إلى اختبار القدرات والمهارات والاستعداد لكى نضمن ألا تكون معايير الاختيار متوقفة على المجموع، فالقدرات النفسية والفكرية مهمة جدا لأنه ببساطة لا نستطيع أن نقبل طالبا مهتزا نفسيا أو عقليا أو عاطفيا أو متطرفا فكريا لأننا ببساطة لن نكون قادرين على إعادة تأهيله، لأننا نريد شخصا لديه مبادرة الاستنارة وقابلا للتطوير، وأتصور أننا عندما طبقنا هذا الأسلوب لفترة كان مستوى الخريجين مختلفا. لأن المجموع ليس مؤشرا بأى حال من الأحوال على قدرة الطالب على التعامل مع الرأى العام وأن يكون ضميرا لمجتمعه، الطالب لابد أن يكون لديه استعداد وميول لكل هذه الممارسات المهنية.
دعنا نعود مرة أخرى إلى تطوير البحث العلمى، وبالمناسبة فإن التطوير سيشمل حتى المؤتمر العلمى للكلية، حيث نقوم ببحث كل المقومات التى تخص كل مؤتمر من حيث الموضوعات ونوعية الباحثين وجنسياتهم المختلفة، بحيث نضمن مشاركة من قبل باحثين عرب وأجانب، حتى لا يصبح مجرد مؤتمر لترقية الباحثين.
العلاقة بين الإعلام والمجتمع أيضا تدخل فى سياق تطوير البحث العلمى داخل الكلية، حيث يجرى بالتعاون مع وكيلة الكلية لشئون المجتمع والبيئة إعداد برنامج ثقافى فى شكل حلقات نقاشية شهرية، يتم فيها طرح ورقة بحثية يضعها أساتذة الكلية ويتم فتح النقاش حولها، بشرط أن يتحول الموضوع من دردشة ومكلمة إلى نقاط محددة تسهم فى تطوير الأداء الإعلامى نحو المجتمع، بحيث يكون معبرا عن قضاياه ومسهما فى تطويره.
وهذا سببه الأساسى توثيق العلاقة مع المؤسسات الإعلامية المصرية ومع الجامعات والمراكز الأجنبية، خاصة أن الجامعة رصدت مؤخرا ميزانية كبيرة لتشجيع النشر فى مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية بلغات أجنبية على غرار ما حدث فى مجال العلوم العلمية. ولذا فنحن نريد أن تكون للكلية مساحة أكبر وأبرز فى مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية.
دعنا نركز على مشروع «بيت الخبرة»، كيف تتصور مستقبل هذا المشروع؟
- بيت الخبرة سيكون بمثابة نقلة لأننا قررنا أن نصنع ما يسمى بـ«البراندينج» أى أن نخلق لهذا البيت هوية، بحيث يصبح معروفا أن الدراسات التى يقدمها المشروع على مستوى عال من الدقة وبحيث إنه عندما تكون هناك نقاشات بين المركز وبين أى مؤسسة إعلامية يكون معروفا أن هذا البيت له وزنه ومناهجه واستقلاليته أيضا عن أى جهة حكومية أو تجارية.
ما أولى دراسات «بيت الخبرة»؟
- نستعد أولا لتقييم ما يسمى بالإعلام الرمضانى والإجابة عن أسئلة جوهرية، من يشاهد ماذا، لماذا، وبأى حجم وهل ما اعتدنا عليه فى رمضان هو النموذج الأمثل؟ ولقد وافق رئيس الجامعة على تمويل هذه الدراسات لتجنب أى شبهات حول من الذى يؤثر على هذه الدراسات ونتائجها، وبالمناسبة لقد رفضنا عروضا لتمويل الدراسات ولكن هذا لا يمنع وجود خطة لتسويق هذه الدراسات للجهات الإعلامية الراغبة فى ذلك ولكن بعد الانتهاء منها.
وماذا عن التكاليف التى تحتاجها هذه المشاريع؟
- ما يتم الآن من تطوير فى الكلية هو بدعم من مؤسسات ولكن ليس دعما ماديا وحتى الآن لم يتم إنفاق أى مليم من ميزانية الكلية، والجهات التى تدعمنا هى مؤسسات صناعية كبرى أو بنوك، ولكن نحن لا نطلب منهم أى تبرعات أو مساهمات مادية وإنما الدعم يكون عبارة عن مساعدة فى تنفيذ هذه المشاريع وإخراجها إلى النور.
منذ أيام قليلة انتهى شهر رمضان، بصخبه الإعلامى، كيف كانت ملاحظاتك على الممارسات الإعلامية التى شهدناها خلاله؟
- الحقيقة نحن أمام ظاهرة تنقسم حولها الآراء ما بين من يرى أن هذا الزحام مفيد ومطلوب فى ضوء تنوع اهتمامات الناس، وهناك من يرى أن الزحام يفقدها قدرتها على توصيل رسالتها إذا كانت هناك رسالة.
لدى تحفظ على هذا الزحام، خاصة أن قلة من الأعمال الدرامية كانت مثمرة أما الأغلبية فكانت تقليدية وعادية.
بالنسبة للبرامج فـ 99 بالمائة منها لم يضف أى شىء ويقع فى نطاق البرامج المسلوقة، والحقيقة هى أننى من الممكن أن أتسامح مع الأعمال الدرامية بسبب ثقل إنتاجها، ولكن ما الشىء الذى قد يؤدى إلى «سلق» برنامج، لماذا ننتظر حتى اللحظة الأخيرة فتكون النتيجة وجوهًا متكررة وموضوعات سطحية وشخصية.
ما الأعمال الدرامية التى تجنبت هذه الملاحظات؟
- أنا مقدر بشدة مسلسل «الجماعة» لأنه عمل مثير للجدل وهذا جزء من مكونات العمل الدرامى، ولكنى فى الوقت ذاته معجب وبشدة بمسلسل «أهل كايرو» لأن كاتبه موهوب وإيقاعه جيد بالإضافة إلى أن إخراجه متميز وبه نوع من التركيز فالعمل ليس مفتتا، وبالمناسبة هو مسلسل عرف كيف يتغلغل داخل الشرائح التى تحدث عنها.
** روز اليوسف،
طارق مصطفي