الجمعة، 16 أغسطس 2013

الدورة السابعة لمهرجان الخليج السينمائي تبدأ اعمالها في التاسع من أبريل المقبل

متابعات إعلامية / الكويت
أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان الخليج السينمائي ان الدورة السابعة للمهرجان ستقام تحت رعاية رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم وستنطلق اعمالها في التاسع من ابريل المقبل بمشاركة خليجية وعالمية واسعة.
وقالت اللجنة في بيان لها ان المهرجان يعد من الفعاليات الرائدة في عرض إبداعات السينما الخليجية حيث يقدم للجمهور في الإمارات أسبوعا من العروض الفريدة والجريئة من الخليج والعالم.
وذكر البيان ان المهرجان عرض في دورته السادسة 169 فيلما من 43 دولة جامعا تحت مظلته كوكبة من السينمائيين المخضرمين إضافة إلى المواهب الصاعدة في احتفالية سينمائية قدمت للجمهور الخليجي احدث إنتاجات السينما الخليجية والعالمية.
وأفاد ان الدورة الماضية للمهرجان شهدت انطلاق سوق الخليج السينمائي وهي المنصة المخصصة لتطوير المبادرات السينمائية الرامية لدعم صناعة السينما الخليجية عبر التدريب والتمويل وتبادل الخبرات والافكار بين السينمائيين.
وقال البيان ان المهرجان يسعى إلى توفير الدعم لكافة السينمائيين في جميع مراحل أعمالهم الفنية مشيرا الى ان التأثير الايجابي للمهرجان سيظهر بصورة جلية في السنوات القليلة المقبلة عبر نوعية وكم المشاريع السينمائية التي ستشهدها المنطقة.


كونا

«واشنطن بوست» تعاود الانطلاق من فضاء النشر الرقمي

متابعات إعلامية / واشنطن /
بارني جوبسون وأندرو إيدجكليف جونسون وإيميلي ستيل من واشنطن
جيف بيزوس مشهور بصبره، وله نهج طويل الأمد في الاستثمار والاستعداد لخسارة المال، وأن يكون ممن ''يساء فهمه'' لسنوات.

لقد استخدم ذلك لابتكار شركات أعمال جديدة في مجال التكنولوجيا التي حازت على الإعجاب على نطاق واسع، على الرغم من أن ربحيتها لا تزال ضئيلة، ولم يستخدمها قط لإنقاذ شركة قديمة متعثرة.  ولكن هذه هي المهمة التي اتخذها من خلال شراء صحيفة واشنطن بوست. وقد صُدِم أحد التنفيذيين السابقين في ''أمازون'' قائلا: ''حقا؟'' وذلك عندما بلغه نبأ الصفقة المقدرة بمبلغ 250 مليون دولار. وقال: ''رد فعلي الأولي هو: هذا غريب''.
بيزوس سيشتري الصحيفة عن طريق إحدى الأدوات الاستثمارية الخاصة به، وليس من خلال ''أمازون''، وهو هيكل أثار تساؤلات حول ما إذا كان الاتفاق هو هواية أو عقلية مدنية، أو رغبة في تشكيل الرأي العام أم أنه رهان عتيد في الأعمال.
 أبرز دون جراهام، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة واشنطن بوست، نهج بيزوس على المدى الطويل بسمة واحدة هي التي جعلت منه ''المالك الجديد الجيد بشكل فريد'' لهذه الصحيفة. لديه من المال الكثير ولا يهتم بنشر نمو أرباح ثابتة لإرضاء ''وول ستريت''، وهذا يضعه في سلالة العديد من بارونات الصحافة المعروفين منذ القدم.
ولكن أهم أمر يحمل أفضل الوعود بالنسبة للصحيفة يظل ''عبقرية'' بيزوس في مجال التكنولوجيا – على حد تعبير جراهام. ما يفعله بيزوس في 18 عاما في ''أمازون''، وهي شركة تمتد أعمالها الآن إلى نشر الكتب وتجارة الأزياء بالتجزئة والتخزين والحوسبة السحابية والإنتاج التلفزيوني، يشير إلى خمسة طرق يستطيع بها استخدام خبرته لإحداث تغييرات واسعة في ''واشنطن بوست''.
الأول هو التنقيب في مليارات المعلومات الرقمية حول عادات العملاء وتفضيلاتهم - الكنوز الأسطورية المشهورة من ''البيانات الكبيرة'' - لمنحهم ما يريدون بالضبط. ذلك هو ما يفعله ''أمازون'' عند إرساله رسائل إلكترونية تتضمن عبارة ''لدينا توصيات لك''. وفي رسالته إلى موظفي الصحيفة، قال بيزوس: ''سيكون معيارنا هو القراء وفهم ما يهتمون به – الحكومة والقادة المحليون وشواغر مقاعد المطاعم والقوات الكشفية والأعمال التجارية والجمعيات الخيرية والمحافظين والرياضة – والعمل انطلاقاً من هذه الأشياء''.
لكن هناك خلاف وجدل حول ما إذا كان ذلك من شأنه أن يحسن نوعية صحيفة واشنطن بوست، أو المساعدة في جعلها أكثر ربحية. الجزء البالغ الأهمية من تجربة القراءة المطبوعة هي اكتشاف المقالات بالمصادفة، والكثير من التشخيص الزائد عن الحد يمكن أن يحبس القراء في غرفة ترجيع الصدى.
ثمة مجال ثانٍ يتصل بذلك حيث يمكن لبيزوس أن يحدث فيه أثراً كبيراً وهو على منصات القراءة، من خلال تغيير الطريقة التي يتم بها عرض الأخبار، تماماً كما تغيرت الكتب من خلال إطلاق القارئ الإلكتروني كيندل في عام 2007.
يقول كين دكتور، وهو محلل مع ''آوتسيل''، إن ما يهم هو تجربة العملاء. ويضيف: ''ليس من الضروري أن ينطوي ذلك على إضافة أجهزة جديدة. لقد أنشأ بيزوس ''أمازون'' لتشتمل على أفضل تجربة للزبائن على شبكة الإنترنت. كيف يمكنك تحقيق مثل تجربة عملاء ''أمازون'' لقراءة الأخبار على جهاز آي باد وعلى هاتف أندرويد؟''.
لا يزال هناك مجال واسع لطريقة جديدة لتقديم الأخبار من خلال واجهة واحدة، كما يقول دكتور. وأضاف: ''ما فعله ''أمازون'' من أجل التجارة، وما فعلته ''أبل'' للموسيقى من خلال ''آي تيونز''، لم يفعله أحد في أي وقت مضى من أجل الأخبار. جيف بيزوس، من خلال عدسة التفكير الخاصة بشركة أمازون، لديه القدرة على فعل ذلك''.''
وقال جراهام إن ابتكارات صحيفة واشنطن بوست الداخلية، مثل تطبيق الآي باد، قد زادت من عدد قرائها، ولكن ليس بما فيه الكفاية.
في التقرير السنوي لعام 2012 سلّط الضوء على برنامج القارئ الاجتماعي لصحيفة واشنطن بوست في ''فيسبوك''، والذي تم تحميله من قبل أكثر من 30 مليون شخص، ''لقد ذهب هذا كله'' بعد ذلك بسنة.
حين نأتي إلى مكاتب الأخبار، يمكن أن تكون مساهمة بيزوس الثالثة في أفكاره الخاصة حول الصحافة.
يقول موظف سابق آخر في أمازون: ''جيف هو إلى حد كبير من طلاب الأخبار ويقرأ للصحافيين بعناية جيدة وبطريقة نقدية ومدروسة''.
أضفى بيزوس الطابع الديمقراطي على عملية إنتاج الكتاب من خلال برنامج النشر الذاتي الخاص بشركة أمازون، وسعى لخلق سوق متخصصة جديدة للكتب القصيرة، من خلال برنامج كندل سنجلز بدولارين، الذي يحتل مكاناً وسطاً بين مقالات المجلات التي لا تزيد على خمسة آلاف كلمة، وبين كتب تتألف من أكثر من 30 ألف كلمة.
نشرت ''أمازون'' الأسبوع الماضي مقابلة على ''كندل سنجلز'' مع الرئيس باراك أوباما. الإعلان هو المجال الرابع حيث يجلب بيزوس الخبرة لصحيفة واشنطن بوست، والتي انخفضت عائداتها من الإعلانات المطبوعة بنسبة 14 في المائة لتصل إلى 228 مليون دولار العام الماضي.
المنصات الرقمية بقيادة جوجل وفيسبوك مهمة على نحو متزايد للمعلنين، ولكن يحاول بيزوس شق طريقه عنوة في هذا المجال أيضاً.
مرة أخرى من خلال الاستفادة من نفائس بيانات المستهلكين، يبيع ''أمازون'' فتحات الإعلان على مواقع خاصة بها وعلى أجهزة كيندل، فضلاً عن شبكة من المواقع الأخرى.
هذا العام سترتفع إيرادات ''أمازون'' من الإعلانات في جميع أنحاء العالم بنسبة 37 في المائة لتصل إلى 835 مليون دولار، كما تشير تقديرات ''إي ماركيتر'' وهي مجموعة أبحاث. سبق أن فعلت الصحيفة الكثير من أجل التكيف مع نمو الإنترنت، لكن جراهام صريح حول التحديات، ويقول: ''حيث إننا نواجَه بقدر كبير من الإعلانات المبوبة في الصحيفة، وانتشار تجارة التجزئة على مستوى البلاد، وتراجع القراء بين الشباب، ليست لدينا صيغة للربحية الدائمة''.
التخصص الأمازوني الخامس والذي يمكنه أن يثبت أنه له صلة مهمة، هو الطريق الذي يجمع فيه المنتجات الإعلامية معاً، ضمن حزم لزيادة الجاذبية الشاملة من خدمات ''أمازون''. على سبيل المثال، أنفقت ''أمازون'' مئات الملايين من الدولارات للحصول على حقوق الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تتدفق مجاناً للمشتركين الرئيسين، كحافز إضافي.



فاينانشال تايمز 

ناشر صحيفة «نيويورك تايمز» يعلن أنها ليست مطروحة للبيع .. تغييرات في «واشنطن بوست» من أجل تحقيق عائد إلكتروني لتعويض خسائر توزيع الصحيفة المطبوعة

متابعات إعلامية / نيويورك
بعد أسبوع من شراء كل من «بوسطن غلوب» و«واشنطن بوست» من قبل مالكين جديدين، أعلن ناشر صحيفة «نيويورك تايمز» بشكل حاسم عشية الأربعاء أنها ليست مطروحة للبيع.
وفي بيان له، أشار آرثر سولزبيرغر جونيور، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة شركة «نيويورك تايمز كومباني»، إلى أنه ومايكل غولدن، نائب رئيس مجلس الإدارة، قد تحدثا إلى دونالد غراهام، رئيس مجلس إدارة شركة «واشنطن بوست» ورئيسها التنفيذي، عن قراره ببيع صحيفة «واشنطن بوست» وبعض الصحف الأصغر، وأكد أن «نيويورك تايمز» لم تخطط لأن تحذو المسار نفسه «هل ستسعى أسرتنا لبيع (نيويورك تايمز؟)، الإجابة لا. (نيويورك تايمز) ليست معروضة للبيع، وأمناء صندوق (أوكس سولزبيرغر) الائتماني وبقية أفراد الأسرة متحدون في التزامهم بالعمل معا مع مجلس إدارة الشركة والإدارة العليا والموظفين من أجل قيادة (نيويورك تايمز) نحو مستقبلنا العالمي والرقمي»، حسبما أشار البيان.
واستشهد سولزبيرغر وغولدن بنجاح «نيويورك تايمز» مع نموذج اشتراكها الرقمي وأرباحها وتدفقها النقدي القوي كأسباب دالة على أنها كانت «قادرة على نحو مثالي على تمويل نمونا المستقبلي. إن (نيويورك تايمز) تملك كلا من الأفكار والمال اللازمين لمواصلة الابتكار».
وفي وقت مبكر من يوم السبت، أعلنت «تايمز كومباني» عن قرارها بيع مجموعة «نيو إنغلاند ميديا غروب»، التي تضم «بوسطن غلوب» إلى جون هنري مالك «بوسطن ريد سوكس»، نظير 70 مليون دولار.
ويوم الاثنين، أعلنت «واشنطن بوست كومباني» أنها ستبيع صحيفتها الرئيسة إلى مؤسس موقع «Amazon.com» الإلكتروني، جيفري بيزوس، نظير 250 مليون دولار. ويترك بيع صحيفة «واشنطن بوست» من قبل أسرة غراهام، التي امتلكتها على مدى 80 عاما، صحيفة «نيويورك تايمز» كآخر صحيفة رئيسة تديرها أسرة.
وفي مقابلة نشرت الأسبوع الماضي في «ديلي بيست»، خاطب سولزبيرغر شائعات مفادها أن عملاقا إعلاميا مثل مايكل بلومبيرغ ربما يشتري صحيفة «نيويورك تايمز» في مرحلة ما. ونقل عن سولزبيرغر قوله «تخيلوا.. الناس يتحدثون. يا لها من صدمة!». وأضاف وهو يضرب براحة يده على الطاولة «صحيفة (نيويورك تايمز) ليست للبيع». ولم يكن قد مضى على الخبر الأبرز في الصحف - أن جيفري بيزوس مؤسس موقع «أمازون» يشتري صحيفة «واشنطن بوست» - الكثير، حتى حينما بدأ القبول والحسد يحلان محل الصدمة والنوادر المازحة حول الصفقة غير المتوقعة التي تبلغ قيمتها 250 مليون دولار.
ويتساءل كثيرون حول ما يراه بيزوس، الملياردير المؤسس لموقع «Amazon.com» ورئيسه التنفيذي، في صحيفة تعود إلى 135 عاما مضى والذي لا يبصره آخرون. لو كان تاريخ عمل بيزوس يحمل أي دلالة، فلا تتوقع إجابة سريعة وأي إصلاحات قصيرة الأجل لصحيفة «واشنطن بوست»، التي قد عانت على مدى أعوام من تراجع العائد ونسبة التوزيع. فيما تستخدم مفردات مثل «معطل» و«مبتكر» في الأغلب لوصف بيزوس خلال السنوات التي قضاها في «أمازون»، فقد أثبت أيضا كونه مفكرا بعيد المدى، وشخصا يعتزم معارضة طلبات «وول ستريت» من أجل تحقيق أرباح ضخمة بهدف الاستثمار في نمو شركته.
الآن، بعد أن أصبح المالك الخاص لصحيفة «واشنطن بوست»، فلن يكون من المفاجئ مشاهدته في حالة من القلق إلى حد ما إزاء تحقيق ربح سريع، بل والضغط من أجل إدخال تغيير حاد على عالم نشر الصحف المتحجر، مثلما فعل مع الكتب قبل أكثر من عقد.
في واقع الأمر، لمح بيزوس، الذي رفض طلبا بإجراء مقابلة في خطاب أرسله إلى موظفين، إلى أنه استشعر «حاجة للابتكار، مما يعني أننا سنحتاج للتجريب» وأنه «سيكون هناك بالطبع تغيير في صحيفة (واشنطن بوست) على مدى السنوات المقبلة». لكن ما ستؤول إليه تلك التجارب متروك لتخمين كل شخص.
«إن جيف بيزوس ليس بحاجة إلى (واشنطن بوست) لجني المال غدا أو حتى خلال خمس سنوات»، بحسب غلين كيلمان، الرئيس التنفيذي لـ«ريدفين»، موقع العقارات الذي، على غرار «أمازون»، يتخذ من سياتل مقرا له. وأضاف «لقد أثبت أنه قادر على التفكير على مدى نطاق زمني جيولوجي».
في السنوات الأخيرة، جربت الصحف الكبيرة والصغيرة مفاهيم تستهدف تحقيق عائد إلكتروني كبير لتعويض الخسائر في توزيع الصحيفة المطبوعة والإعلان. على سبيل المثال، شاركت صحيفة «واشنطن بوست» في بعض المنتجات الإخبارية التجريبية، بما في ذلك إنشاء برنامج قراءة اجتماعي لموقع «فيس بوك» ومحرك توصية يحمل اسم «تروف».
وقد حاولت مؤسسات إخبارية أخرى تجربة استراتيجيات متنوعة، من دون أن يحقق معظمها سوى نجاح محدود. تم إغلاق تطبيق «ديلي»، وهو تطبيق إخباري يعمل على جهاز «آي باد» فقط، طورته شركة «نيوز كوربوريشن»، بعد أقل من عامين. وقد تبنت «وول ستريت جورنال» و«فاينانشيال تايمز» و«نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» نماذج دفع متعددة لأجهزة القراءة الرقمية. وبدأت صحيفة «الغارديان» عملية في الولايات المتحدة في عام 2011 لتجربة تفعيل غرفة أخبار ذات تركيز رقمي.


الشرق الأوسط

"الكفاءة الاتصالية في صياغة عناوين الأخبار" .. دليل أسلوبي في عنونة الخبر الصحفي

متابعات إعلامية / خاص /
موقع كتابات يقدم عرضا تقويميا لكتاب ( الكفاءة الاتصالية في صياغة عناوين الاخبار ) للمؤلف الدكتور اكرم فرج الربيعي رئيس مركز اضواء الاستشاري للدراسات والبحوث وبقلم الدكتور محمد رضا مبارك ونقدم لكم نص المقال التقويمي للكتاب كما ورد في هذا الموقع
عنوان: من الأدب إلى الصحافة ..كتاب جديد في العنونة
محمد رضا مبارك
الاثنين، 5 آب، 2013
ليس العنوان بالشئ الجزئي الذي يمكن التقليل من اهميته، فلقد اعتني بالعنوان منذ ان فتحت البشرية افقها المعرفي، ومنذ ان اخذت المدارك تتسع والعقول تجني ثمار جدها وجهدها، فوجدنا ان العنوان هو مفتاح الدخول الى النص، مطلق النص، فهو المدل بشكله وبطريقة صياغته وكلماته، على ما في داخل النص، فهو ليس النافذة والباب بل هو المجال الواسع الذي يدخل منه الضوء، ليضيئ عتمات الداخل، فالنص معتم، لايضيئه الا العنوان، واذا كان العنوان ناقصا او مرتبكا او بصياغة ركيكة، بقيت العتمة، تمنع الابصار من الوصول الى ما تقوله الكلمات , لذا كان العنوان عاملا سميولوجيا كلما وضحت معالمه وضح المتن، وبين الاثنين تعالق اسلوبي ودلالي ونفسي ايضا، لذا فان اختيار العنوان دراسة لكتاب اعلامي، هو اطلالة ذكية على اهم ما في الصحيفة من اركان، وبدون العنوان لا يكون الا الفراغ، على هذا النحو ينظر السيميائيون ، واذا كانت التداولية تنظر في العلاقة البرجماتية بين القارئ والنص، فان العنوان هو الطريق لتحقيق هذه العلاقة، لذا فقد شاعت كتب من عناوينها ومن قدرة كتابها على صياغة العنوان، وقد يحفظ العنوان ويكون دليلا على المتن حتى في غياب المتون، فالعناوين يمكن ان تحفظ، لان كلماتها القليلة قابلة للحفظ، عند ذاك وعن طريق حفظ العنوان يتذكر المتن، ولاسيما عناوين الكتب التي لاقت صدى في العالم اجمع، منها الروايات والافلام والقصص، وكذلك العناوين الرئيسة للصحف التي تذكر بالاحداث، على الرغم من مرور زمن طويل عليها. 

العنوان في ذلك قريب مما يطلق عليه بالبنية المهيمنة في النص، على وفق ما فاه به الشكلانيون الروس في بداية القرن الماضي، وقد تكون هذه البنية قريبة من العنوان اولا باول، فاذا كانت هذه البنية تظهر مرة واحدة في النص او في الفلم السينمائي فان البنيات الاخرى ستكون تابعة لها، وستكون ذات علاقة بالعنوان، فالعنوان يقود الحدث فهو كالومضة المضيئة او اللقطة السينمائية التي تظهر في كثير من الافلام وتختفي، ويكون كل ما يحدث بعد ذلك ذا علاقة بهذه اللقطة التي ظهرت ثم اختفت، ان عمق هذه اللقطة والقدرة على صناعتها، هو السبب في حضورها حتى في الاختفاء ، موجودة حتى في العدم، فالوجود والعدم ضدان لكن احدهما لا ينفصل عن الاخر , وهذا يذكر بالكتاب الذائع الصيت للفيلسوف الفرنسي واديب الستينات المشهور جان بول سارتر.. تذكر سارتر في هذا الوقت دليل على قدرته في صياغة العنوان لاكثر موضوعات الفلسفة تعقيدا، حين يعبر عن العدم بالوجود، وبالوجود عن العدم، وما كنا متيقنين من قدرة ستينات القرن الماضي على فرز عنوانات جديرة بالاحترام، حتى فاجأنا العالم مرة اخرى، باهتمام وعناية لا مثيل لها، بعد ان اتسع مجال الاهتمام بالقارئ في اطار التلقي ونظريات الاستجابة، فاذا نحن امام عنوان جديد يستلهم ما بداخله ويفيض .. فمن الصعب ان تقبض على وعي القارئ وان تثير اهتمامه..في عصر، شغله الشاغل تذويب اصغائه واهتمامه، فضلا على انشغالات اخرى تفرضها ضرورة العيش.

في هذه البشرية المضطربة، يشعر الانسان فيها انه كالحصان المنقاد، السوط فوقه، يتأرجح بيد راكب طائش كما يقول شاعر ايرلندا الكبير ويليم بتلر يتس، حين يكشف سقوطا مريعا لعواطفه. وما كنا الا معنيين بالعنونه في مراتب تدرجنا الحضاري ومبتكرين لعنوانات جميلة يمكن حفظها وموازنتها فاخترعنا في بعض فصول حياتنا الحضارية (السجع) معادلا للدخول الى النص، وما اكثر ما كانت عنواناتنا مدله، وقد يرد الى الذهن الكثير من ذلك،نقف مثلا عند عنوان كتاب (صبح الاعشى في صناعة الانشا) للقلقشندي ، وهو واحد من مئات، نذكره لندل على ان صياغة العنوانين صناعه، حين اراد هذا المؤلف القديم ان يدل قراءه على الكتابة وبلاغة الانشاء، فلم يجد الا العنوان الذي كان كالبنية المهيمنة نجدها في فقرات الكتاب وفصوله..

ولعل القارئ يدرك الاهمية التي يوليها الباحثون المعاصرون لدراسة العنوان، وظهرت بحوث ودراسات لسانية وسيميائية عديدة في الاونة الاخيرة تعنى بالعنوان وتحليله من نواحيه التركيبية والدلالية والتداولية، فالعنوان كما يقول الكاتب المغربي محد مفتاح "يقدم لنا معونة كبرى لضبط انسجام النص، وفهم ما غمض منه، اذ هو المحور الذي يتوالد ويتنامى ويعيد انتاج نفسه، فهو ان صحت المشابهه بمثابة الرأس للجسد". والعنوان بعد ذلك ذو صلة وثيقة بافق انتظار القارئ، على تعدد فهم مستويات هذا الافق، غير ان الثابت، ان هناك تفريعات عربية على افق الانتظار، فهو ليس فقط مجموع الثقافات التي تكونت لدى القارئ، بل هو اوسع من ذلك، وقد يطرح هذا المصطلح من الاشكالات ما يعسر فهمه في هذا التقديم الوجيز، ولكن على طريقة حرية التفسير انطلاقا من تفريعاتنا العربية، فان افق الانتظار هو مايدعو القارئ للقراءة ويتحدد هذا بالعنوان اولا ليكون سببا للدخول الى النص وبتوضيح اكثر، افق الانتظار هو مايقف عليه القارئ في النص، واول ما يقف عليه هو العنوان واذا لم تحقق هذه الوقفه ما ينشده، انصرف وابتعد. لذلك كان اختيار الباحث الدكتور اكرم فرج عبد الحسين عنوانا لكتابه ( الكفاءة الأتصالية في صياغة عناوين الأخبار)، مدخلا لمجال معرفي مهم .

وما كان ذلك ميسورا من قبل، الا حين توسعت الدراسات الاسلوبية بفروعها وامكاناتها المختلفة، ولا سيما الاسلوبية الاحصائية، التي هي محط انظار الدارسين، الذين يريدون لدراساتهم الدقة، أي بلغة الارقام والرياضيات، وهو وان اطلع على مقاييس الكفاءة الاتصالية فانه لم يكتف بذلك، فقد اراد ان يكون له مقياسه الخاص , ولم لا؟ اذا كان ذلك يأتي في اطار تمكن معرفي ونزوع ثقافي وسلطة دافعة، تسعى الى ان تترك اثرا بين الاثار، ومعلما بين المعالم، على هذا النحو كانت دراسته الاسلوبية الاحصائية واحدة من الدراسات الفريدة التي جمعت بين علم الصحافة بدقائقه وتفصيلاته ,والوسيلة التي يؤدى بها هذا العلم، يؤطرها نظر احصائي علمي، يمكن العودة اليه، كلما اراد الصحفي ان يقيس قدرته على صياغة عنوان تميل الانظار اليه وتتسع حدقات العيون حين تواجهه، مستفيدا ايما فائدة من منجزات العصر الاعلامي الذي نشهد صعوده وارتقاءه الى مديات واسعة، فصناعة العقول لا يتحقق جزء كبير منها الا بالاعلام، واذا كنا بحاجة الى من يؤطر هذه الرؤية الجديدة بامكاناتها الواسعة واختراعاتها العديدة فان هذا الكتاب استجابة علمية موضوعية لهذا الجديد المتسع للذاكرة والمحتشد على ابوابها..

وقد يلقى كل عمل استجابة لاول وهلة، وقد لا يرى فيه بعض الدارسين الا نزوعا حماسيا لرؤية يجسدها الظن اكثر من اليقين، وقد يلقى بعض الدارسين عنتا، له مسوغاته في هذه الجداول الكثيرة والنسب المئوية، والعمليات الحسابية، لكنه سيكتشف بعد حين ان هذا الجهد المعرفي هو باكورة لجهد قادم يفتح حتما في الدراسات الاعلامية، في اطار منطق العصر وتطلعاته، بل وتجاربه الواسعة، فقد اسقطنا التجربة العلمية من حياتنا، والتجربة كما التجريب ,بابان واسعان لممارسة الوجود، واعني بالوجود القدرة على الابتكار ومزاحمة الاخرين في اختياراتهم وتفوقهم.

واذا كانت الدراسات الاعلامية قد اصابها نوع من الجمود في مناهجها، فان هذه الدراسة اخرجت الجامد من جموده، فلماذا نحبس انفسنا في منهج او منهجين ندور في فلكهما كالذي يدور في فراغ، لماذا لاندرك ان المناهج يمكن ان تستهلك ويكون لها زمنها، وتستبدل بعد ذلك، وان الاصرار عليها كالذي يريد ان يعبث بالموج وهو مستلق على الرمال. وقد يحث هذا الكتاب الدارسين واللغويين، ويقوي الصلات بين اللغة والاعلام، التي غدت حقيقة لا يمكن فصلها او التقليل من اهميتها، فبلا لغة لا -+يوجد اعلام.. وهذا يعني ان عصرنا الراهن اعاد تقويم اللغة مثلما اعاد تقويم الاعلام واعاد انتاجهما في صيغ جديدة، لا تعني الوقوف على الخطأ والصواب، او استعمال الكلمة في هذا الموضع دون الموضع الاخر , واذا كان هذا معطى في الدراسات اللغوية والاعلامية، فان ما يجب الوقوف عليه هو التثبت من شروط تحقق النص، فالمقبولية مثلا تتعلق بموقف المتلقي من النص، فالسياق الذي يؤدي اليها، ينبغي ان يراعى فيه صحة القواعد النحوية وتوافق الوقوع او الرصف بين مفردات الجملة، ولهذا فان المقبولية وهي احد شروط الخطاب المهمة تكون على مستوى الجملة، أي مستوى الرصف وصحة القواعد النحوية , اما المقبولية على مستوى النص فيقصد بها المعنى النصي والتماسك..

والعنوان يقع على المستوى الاول أي مستوى الجملة لا مستوى النص، وان كان بعض الدارسين يضع الجملة او الجملتين المترابطتين في اطار النص. لكن العنوان جملة قصيرة او جملتان مترابطتان، ملتحمتان في اطار دلالي واسلوبي متين، او هو جملة واحدة واذا جاوز جملتين كانت الثانية احيانا موصولة بالاولى في اطار الوصل البلاغي الذي تحدث عنه عبد القاهر الجرجاني كثيرا في دلائل الاعجاز.. وهذا يعني ان مستوى العنوان المدل على المتن له شروطه ولوازمه المختلفة عن شروط المتن او النص، وهذا يمثل العمق الحقيقي لهذا الكتاب، او هو مايريد قوله، وهذا الاختلاف بين الاثنين، يعزز مجال التواصل ويدخلنا مرة اخرى في تصور ما لعلاقة اللغة بالاعلام.. ويمنحنا القدرة على التفكير السليم انطلاقا من علاقة اللغة بالفكر، اذ ان سلامة اللغة تعني سلامة الفكر. ويشير بعض الدارسين الى الفرق بين صياغة الجملة عنوانا وصياغتها متنا ,أي وضعها في انساق جملية ، فحين نقول اسعدني تقديري للاصدقاء، يوجد فرق في المعنى بين المتضايفين، أي اضافة المصدر للفاعل فيكون المعنى اسعدني تقديري للاصدقاء، او اضافة المصدر للمفعول فتكون , اسعدني تقديرهم لي، فاذا وقعت الصفة بعد المتضايفين، يقبل التحليل على مستوى الجملة لان السياق هو الذي يحدد دلالتها , لكنها لو جاءت على شكل عنوان صحفي، لا تقبل بسبب الاحتمالية فيها، أي انها تؤدي الى التباس دلالي مما يبعدها اصلا عن المقبولية.

وقد درس الكتاب هذا الموضوع في ابحاث عدة منها الفصل الخاص بجدلية العلاقة بين العنوان والخبر والقارئ.. وفضلا على القضايا المهمة التي ذكرها في هذا الفصل فان قضايا اخرى يمكن استنباطها من بين الابحاث السابقة، ويمكن البناء عليها، قد تشمل العنوان و النص.. ويلاحظ ان الجدة والابتكار يظهران في الاثنين أي العنوان والنص غير ان تجليهما في العنوان يكون اكثر لذا فان مواضعة (بوغراند) يمكن ان تشمل العنوان مثلما تشمل النص فهو يقول "كلما بعد احتمال الورود ارتفع مستوى الكفاءة الاتصالية" ويلاحظ ان ذلك متعلق بالخطاب عموما لا بالعنوان فقط، لكنه اكثر ارتباطا به، لان العنوان يعني البروز والاظهار والاشهار، وكلما كان جديدا مبتكرا في صياغته احتوى على جودة الاتصال بالاخر، ولهذا يشار عادة في الخطاب الاعلامي الى مايطلق عليه بالاعلامية ويقصد بها الاخبارية، فاعلامية أي عنصر انما تكمن في قلة احتمال وروده في موقع معين مقارنة بالعناصر الاخرى في النص نفسه.. ويبدو من السهل ان ينطبق الامر على العنوان. لقد لامس هذا الكتاب، هذه المواضعة المهمة التي اشار اليها بوغراند وعرفها معظم المشتغلين في تحليل الخطاب، يتجلى ذلك في ابحاث وردت في الكتاب مثل علاقة العنوان بالخبر الصحفي، وعلاقة العنوان بالقارئ ومعايير الخطأ والصواب في الصياغة .

ان هذا الكتاب جدير بان يوضع بين اهم الكتب الاعلامية الصادرة حديثا , تفتقر اليه مكتبتنا العراقية والعربية، واذا كان القدماء قد قالوا قولتهم الشهيرة كم ترك الاول للاخر، نقول في هذا الكتاب كم1 ترك الاخر للاخر، فالمستقبل هو ما ينشده هذا الكتاب، المستقبل الذي يعنى ايما عناية بكيفية استجلاب القارئ دمج وعيه بوعي النص، وكلما نجحنا في القبض على ذاكرة المتلقي، تقدمنا نقطة مهمة الى امام. فالمشكلة القارة في عالم اليوم، انه مع تعدد وسائل الاعلام وتغيراتها السريعة، ما عادت مخاطبة القارئ او السامع بالامر السهل، وضعفت السلطة اللغوية في استجلابه، ومن اجل تقوية هذه السلطة لا بد من وقفة جادة في دراسة النصوص، عنوانا ومتنا.. وهذا مافعله هذا الكتاب حين وقف وقفة علمية دقيقة على العنوان، يتفحصه يتعمق في دلالته، ليأتي الاخرون فيكملوا المهمة.. وفي هذا دلالة مهمة، دونها كل الدلالات.
mrmubarak@hotmail.com