الخميس، 15 مارس 2012

المبادرة المصرية لتطـويـر الإعلام.. هل هي طوق النجـاة للإعلام المصـري؟

متابعات إعلامية / خاص

أطلقت مُنذ عدة أيام المُبادرة المصرية لتطوير الإعلام والتي تم فيها اختيار الإعلامي حمدي قنديل أميناً عاماً لها، والإذاعي سيد الغضبان أميناً عاماً مُساعداً، والإعلامية مني الشاذلي مُنسقاً عاماً لها، والإعلامي محمد هاني أميناً للصندوق، والخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز مُتحدثاً رسمياً لها. هذه المُبادرة التي انطلقت في الوقت الذي تمُر فيه البلاد بمرحلة انتقالية من الدولة الاستبدادية إلي إرساء دعائم دولة الحق والقانون - وفقاً لما جاء في بيانِها التأسيسي-
وأكد القائمون عليها أن هدفها الرئيسي هو تطوير وتطهير الإعلام المصري. ونعلم جميعاً أن تلك المُبادرة تُواجه العديد من التحديات في ظل النظام القائم لكي تُحقق أهدافِها، فهل ستنجح في ذلك ؟! وهل خُبراء الإعلام يؤيدونها؟! نحو إعلام ديمقراطي كامل في ذلك السياق أعرب د.فاروق أبو زيد نائب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وعميد كُلية الإعلام بنفس الجامعة، عن تأييدهِ لأي نوع من المُبادرات التي تسعي لتدعيم الحُريات لأنهُ يراها شيئاً إيجابياً يجب أن نُدعمه.
وأشار إلي أن الفترة التي نعيشها مُنذ بداية 25 يناير وحتي انتخاب رئيس الجمهورية هي مرحلة انتقالية، ولذلك كان من المُفترض أن يتغير النظام الإعلامي في تلك المرحلة من إعلام شبه مُختلط فيه سمات سُلطوية وسمات ديمُقراطية إلي نظام إعلامي ديمُقراطي كامل. وقال د. أبوزيد: "لا نُنكر أن هُناك زيادة في مساحة الحُرية التي مُنحت للإعلام، ولكنها حُرية نسبية بمعني أن من أعطاها من المُمكن أن يسحبها، لأنها حُرية دون أي تشريعات أو قوانين" ولذلك يري أنه كان من المُفترض مع انتهاء انتخابات مجلسي الشعب والشوري أن يتم تغيير القوانين التي تقيد حُرية الصحافة والإعلام بشكل عام.
كما أكد أنه يؤيد مثل هذه المُبادرات سواء في حالة نجاحها أو فشلها لأنهُ يري أنها أولاً وأخيراً تُشكل قوة ضاغطة علي مُتخذي القرار سواء التنفيذي الذي يمثلهُ المجلس العسكري أو التشريعي المُتمثل في مجلسي الشعب والشوري، حتي يعلموا أن الإعلاميين قوة سوف تستمر في الدفاع عن حُرياتهِم إلي جانب استعدادهِم لتحمُل المسئولية، وفي هذه النُقطة أشار د.أبو زيد أنهُم كمُتخصصين في الإعلام يطالبون بالحُرية وأيضاً الحُرية المسئوله، فهو لا يري مانع أن يصدُر قانون يضمن حقوق المُواطنين، فليس مطلوباً أكثر من أن الإعلام يمارس حُريته ولكن دون الاعتداء علي حُريات الآخرين. كما أوصي د.أبو زيد بامتداد هذه المُبادرة لكي ىُشارك فيها أكبر عدد من الإعلاميين حتي لا تكون مُجرد مُظاهرة إعلامية أو "شو" إعلامي وإنما تتقدم بقوانين وحلول بديلة فاعلة تضمن حُرية الصحافة وحماية الإعلاميين. تحتاج آليات للدعم
كما وصف د.صفوت العالم رئيس لجنة رصد وتقييم الأداء الإعلامي وأستاذ الإعلام - جامعة القاهرة، هذه المُبادرة بأنها طيبة، لكنها تحتاج ما يدعمها من آليات ووسائل، وأن الجيد فيها يتمثل في أن الداعمين لها مُعظمهُم من المُمارسين، وهذا من المُمكن أن يكون لهُ القُدرة علي تنفيذ فكرة يطالب بها خُبراء الإعلام من ثلاثين عاماً ألا وهي فكرة التقنين الذاتي للمُمارسة المهنية بمعني أن يقنن الإعلاميين أدائهِم بأنفُسهِم، لأن الإعلام عندما يقنن أداءهِ بنفسهِ يكون لهُ القُدرة بأن يشعُر بالضمير المهني وبزميلهِ الإعلامي أيضاً، فهو بحُكم بقائه فترة في هذا المجال يكون مُتفهُماً لكُل فنيات المهنة ومخاطرِها في نفس الوقت. وأخيراً أوصي د.العالم بأن يقوم النظام الحالي في الفترة القادمة بوضع الدُستور والبنية التشريعية التي تتكامل مع هذه المُبادرة.