متابعات إعلامية / كتب / أحمد بايمين
إن أهمية العلاقات العامة ووجود جهاز خاص بها داخل
المنظمة أو حتى اختصاصي يعمل على الاهتمام بها و تنفيذ برامجها من أهم ركائز نجاح
المنظمات كونها تهتم بربط
المنظمة
بجماهيرها و الحفاظ على صورتها لديهم في أحسن حال مما يمكن المنظمة من تنفيذ برامجها و الوصول إلى أهدافها بيسر
و سهولة وقد اعتمدت الكثير من
الشركات و
المؤسسات العالمية وخاصة التجارية برامج العلاقات العامة في التسويق لمنتجاتها بدلا عن سياسة
الإعلان المباشر أو التقليدي و حققت نجاحات أكدت مقدرة العلاقات العامة وأهميتها في
نجاح المنظمات.
و الناظر
لحال العلاقات العامة في منظماتنا على المستوى المحلى نجد أن هناك قصور كبير يصل
إلى حد عدم وجود قسم أو حتى
موظف يهتم
بجانب العلاقات العامة للمنظمة وان وجد فهناك نقص واضح في فهم دوره كموظف مختص بالعلاقات العامة نتيجة
لعدم المعرفة بأسس و بالمبادئ
النظرية لهذا
العلم و دوره التطبيقي و العملي له و المهام التي يجب أن يقوم بها للمنظمة ومن خلال زياراتنا لبعض المنظمات
خاصة الغير ربحية العاملة
بحضرموت و من
النتائج الأولية لاستبان بسيط اخذ عينة صغيرة من هذه المنظمات وجدنا أن هناك قصور و ضعف في أداء منظماتنا في
علاقاتها العامة لأسباب
منها
الجهل بماهية
العلاقات العامة
ومبادئها و
أسس عملها في الجانبين النظري و العملي في المنظمات التي تضع لها قسم أو موظف لهذا الجانب فقد وجدنا في
بعضها أن هذا العامل لا يتعدى
دوره مراسلا
أو اقل أحيانا وهذا كارثة بمعاير العلاقات العامة ناهيك عن المنظمات التي ليس بها هذا الاختصاص على
الإطلاق.
ومن الأسباب
كذلك وعدم إدراك قيادة المنظمة لأهمية دور العلاقات العامة ووجوب وجود من يهتم بها
و بالتالي تجاهل إنشاء قسم أو مختص بها أيضا إسناد هذه المهمة لغير
المختصين و المؤهلين فتعمد الكثير من منظماتنا لتوظيف أشخاص لم يعملوا في هذا المجال من قبل
أو ممن ليس لديهم
الكفاءة
العلمية و العملية لشغل الوظيفة أو تعمل على دمج عدة تخصصات في موظف واحد مثل الإعلام و العلاقات
العامة و التسويق وينعكس على أداء المنظمة في علاقاتها العامة وسبب أخر هو وضع العلاقات العامة في مؤخرة الهيكل التنظيمي بعيدا عن مركز
الإدارة ومطبخ صناعة القرار بها وهذا يؤثر كثيرا على الأداء فالعلاقات العامة وظيفة
استشارية أكثر منها
تنفيذية و
بعدها عن رأس هرم المنظمة الصانع لقراراتها لا يتيح لها تقديم رأيها و اقتراح التعديلات و التحسينات في
قرارات و سياسة المنظمة وقد يؤدي قرار أو إجراء واحد خاطئ لم تؤخذ فيه اعتبارات علاقات
المنظمة العامة إلى
فشل يصل إلى
انهيار المنظمة. ومن الأسباب ترك مهمة العلاقات العامة للقسم أو المختص فقط على أساس انه عمله و حده و هذا
غير صحيح فهي مهمة القيادة
أولا و
المنظمة بكامل موظفيها وليس المختص و حسب.
ولكي نعزز دور العلاقات العامة في منظماتنا وتحسين أداء عملها علينا أولا
التعرف عليها و على دورها و
أهميتها من
خلال البرامج و الدورات التدريبية و الاطلاع على خبرات المنظمات التي تمتلك علاقات عامة ناجحة و فعالة
و إنشاء أقسام و توظيف متخصصين و رفع كفاءتهم بشكل مستمر وتفعيل دورهم و مشاركتهم في صنع
القرار وصنع علاقات
عامة متميزة
من خلال كامل المنظمة في هذه المهمة الهامة.
نجم المكلا