الخميس، 20 ديسمبر 2012

وزير الإعلام اليمني يؤكد أهمية ترسيخ صحافة الاستقصاء في زمن التحول.

متابعات إعلامية / صنعاء


رحّب وزير الإعلام اليمني علي بن أحمد العمراني باستراتيجية شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) القاضية بمأسسة نشاطها في اليمن عام 2013 داخل غرف الأخبار وكليات الإعلام.

وقال العمراني خلال لقائه الاثنين مع الزميلة رنا الصباغ، مديرة أريج التنفيذية، إن صحافة الاستقصاء بالنسبة لليمن "جهد نوعي وجديد وسندعمه الى أقصى حد، وسنكون متعاونين الى أبعد الحدود". كما أكد أن سقف الحرية الاعلامية في اليمن بلا حدود.

ودعا الوزير اليمني الإعلاميين إلى ممارسة "التنظيم الذاتي" القائم على أخلاقيات المهنة والالتزام بالصدقية والمهنية، من خلال "وضع ميثاق شرف لترسيخ قيم المهنة بحيث يفاخر كل صحفي بالانتماء لمهنة المتاعب وليس مهنة الكذب"، وصولا إلى رفع صدقية الإعلام بين الناس في زمن بات اليمن يعاني فيه من فوضى الإعلام حال سائر دول الربيع العربي.

وبينما ذكّر بأن بعض وسائل الإعلام في بلاده تجاوزت الثوابت المتفق عليها، وعلى رأسها ضمان وحدة اليمن، أوضح العمراني أن "بعضها تعدّى على ثقافة وتقاليد المجتمع اليمني" وأحيانا يستخدم الإعلام "للنيل من سمعة الناس دون وجه حق وأدلة".

ورغم هذه الإساءات، بحسب الوزير اليمني، لم تلجأ الحكومة "ولا مرة واحدة إلى القضاء وقلنا خلينا تكون أول سنة سنة حرية سقفها السماء، لنرى كيف سيفرز الجسم الصحفي مناعة صحفية بحيث يحصل التهذيب من داخل الجسم الإعلامي وليس من خلال الاكراه والاجبار والمحاكم".


وأعرب عن الأمل في "أن يكون الإعلاميون أعلاما. لكنهم لن يكونوا ذلك الا اذا التزموا بأخلاقيات المهنة والصدقية والمسؤولية لأننا لا نستطيع بناء البلاد بالكذب وبالسباق بين من يغالط ومن يفتري أكثر".

منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح أقر البرلمان اليمني قانونا يضمن حق الوصول إلى المعلومات. كما تدرس لجنة الإعلام في البرلمان مسودة مشروع قانون الصحافة ويجري العمل على سن تشريع لهيئة المرئي والمسموع، بما يضمن مأسسة دور السلطة الرابعة في دولة تتحول صوب الديمقراطية.

من جانبها قالت الصباغ أن زيارتها إلى صنعاء وفرّت فرصة نادرة للالتقاء مع مجلس نقابة الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني التي تعكف على تطوير الإعلام. وأكدت "وجود نافذة فرصة ذهبية في اليمن بعد التغييرات الأخيرة"، كما أعربت عن الأمل في أن يستغل الصحافيون حماسهم ويتشابكوا بإيجابية". 
تناولت اللقاءات على مدى أسبوع دراسة أفضل السبل لنشر منهجية صحافة الاستقصاء القائمة على التوثيق بهدف كشف المستور، تصويب الأوضاع وتعزيز دور السلطة الرابعة في المساءلة والمراقبة.

وخلال الأسابيع القادمة ستطرح أريج عطاء لاختيار مؤسسات إعلامية في مجال الصحافة المكتوبة، الإذاعة والتلفزة تمهيدا لتأسيس وحدات للصحافة الاستقصائية داخل غرف الأخبار بهدف استدامة هذا النمط من الإعلام. كما ستواصل الشبكة عقد دورات لتدريب صحافيين مستقلين وأساتذة كليات الإعلام في جامعات يمنية على استخدام دليل أريج "على درب الحقيقة". يتضمن ذلك تصميم ثلاث ساعات معتمدة ضمن مساق بكالوريوس الإعلام، علما أن غالبية الجامعات العربية لا تدرّس هذه المادة ضمن ساعاتها المعتمدة لشهادتي البكالوريوس والماجستير لأسباب سياسية، قانونية ومهنية.
في موازاة إدخال منهجية أريج إلى غرف الأخبار وكليات الإعلام، يعكف صحافيون يمنيون ممن أنتجوا تحقيقات استقصائية بإشراف الشبكة على تأسيس رابطة للصحافيين الاستقصائيين بالتعاون مع نقابة الصحافيين اليمنية.

يذكر أن اليمن كانت بين أوائل الدول التي شهدت انتشار أنشطة أريج على صحافيين أفراد وطلاب الإعلام منذ عام 2009. وأشرفت أريج على إنجاز ونشر ثلاثة تحقيقات استقصائية ودرّبت 15 صحافيا يمنيا بعدة مستويات: تأهيل مدربين، مشرفين وصحافيين ميدانيين.   

استراتيجية أريج للأعوام 2011-2014 تستهدف تعزيز أنشطتها في دول انتشارها التسع؛ وهي إلى جانب اليمن والأردن- كل من مصر، سورية، لبنان، فلسطين، البحرين، العراق وتونس.

أريج هي شبكة الدعم الإعلامي الوحيدة  في المنطقة  التي تنجز تحقيقات استقصائية معمقة بمنهجية متطورة. منذ نشأتها مطلع 2006، دربت الشبكة قرابة 30 مشرفا والعديد من أساتذة الإعلام في جامعات عربية فضلا عن زهاء 300 صحافي ميداني  كما أشرفت على إنجاز أزيد من 150 تحقيق استقصائي في مختلف وسائط الإعلام.
 موقع أريج

الإعلام الجديد من الصحافة التقليدية إلى الإعلام الإجتماعي وصحافة المواطن .. في كتاب للدكتور علي القرني أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض

متابعات إعلامية / الرياض / قراءة: رضوان بكري


(صحافة المواطن تركز على بناء مفاهيم جديدة في الإعلام بمحورية دور المواطن في قضايا الشأن العام ويعد عام 1999 البداية الحقيقية لها)

صدر كتاب جديد بعنوان «الإعلام الجديد: من الصحافة التقليدية إلى الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن» للدكتور علي بن شويل القرني أستاذ الصحافة والاعلام الدولي استعرض خلاله المؤلف الأدبيات الإعلامية في مجال التجديد النظري والتطبيقي في الصحافة والإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن ووضع التطبيقات الجديدة في الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن أمام القارئ للتعرف عليها وإدراك تبعاتها على سياقات العمل الإعلامي التقليدي، وعرض لوصف هذه العلاقات وعرف بها وبتطورها على الساحة العالمية. كما استعرض الكتاب في جانب مهني أهم الاتجاهات الحديثة التي طرأت على الصحافة في العالم وكيف أن هذه الاتجاهات التي انطلقت في بدايتها من تأسيس صحيفة «USA Today» في مطلع الثمانينات ثم هبت عاصفة التغيير واجتاحت باقي الصحف في الولايات المتحدة أولاً ثم في باقي دول العالم. كما كشف الكتاب أن الانخفاض الذي اجتاح كثيراً من الصحف الشهيرة في العالم، لم يؤثر على صحيفة مثل «يوريموري» اليابانية التي توزع أربعة عشر مليون نسخة يومياً من خلال طبعاتها الصباحية والمسائية، وهذا يعكس قوة الصحيفة وانتشارها في المجتمع الياباني، على عكس ما نجده في صحافتنا العربية من ضعف التوزيع وقلة الانتشار مع أغلب الصحف.

4 أقسام و8 فصول ومعجم اصطلاحي
قسم المؤلف كتابه إلى أربعة أقسام رئيسة هي الإطار النظري، والإعلام الاجتماعي، وصحافة المواطن، والاتجاهات الحديثة في الصحافة العالمية وطرح في جميع هذه الأقسام وصفاً وتحليلاً لدور المؤسسات الإعلامية في تعزيز قيم وممارسات ومفاهيم جديدة تسهم في فهم التطورات التي أحدثتها هذه المؤسسات على الصعيد العالمي، وركز الكتاب في فصوله الثمانية على مفاهيم الإعلام الجديد من إنترنت ومحركات بحث عالمية وشبكات إعلام اجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر ويوتيوب وفليكر وأشكال صحافة المواطن في العالم، وختم بمعجم لأبرز مصطلحات الإعلام الاجتماعي.

نظريات الصحافة
تحت هذا العنوان تحدث الفصل الأول من الكتاب عن مساهمة الإعلاميين والأكاديميين والنقاد الاجتماعيين في صياغة نظريات الصحافة والاعلام على مر السنوات والعقود، وأشار لأشهر الكتب الإعلامية التي صدرت خلال العقود الماضية وهو كتاب (النظريات الأربع في الصحافة) والذي شارك في كتابته ثلاثة من علماء الاتصال الكلاسيكيين بعيد الحرب العالمية الثانية وهم «سيبرت» و»بيترسون» و»شرام» حيث كتبوا عن النظرية السلطوية والنظرية الشيوعية والنظرية الليبرالية ونظرية المسؤولية الاجتماعية. ثم أضاف إليها «دينيس مكويل» نظريتين هما: النظرية التنموية ونظرية المشاركة الديمقراطية.  وقد أسس هذا الفصل لتأسيسات نظرية في جهود المؤلف للاستعراض النظري لدور الصحافة والاعلام كسلطة رابعة..

حارس البوابة
وفي الفصل الثاني أسهب المؤلف في الحديث عن نظرية «حارس البوابة» ووصفها بأنها من أوائل نظريات الاتصال الجماهيري وأهمها وأكثرها استمراراً جدلاً وتطبيقاً. ولفت إلى أن هذه النظرية اكتسبت اهتماماً خاصاً مع ظهور تقنيات الاتصال وتطبيقات الإنترنت وما صاحب ذلك من مخرجات إعلامية أثرت على المفهوم التقليدي لحارس البوابة في وسائل الإعلام التقليدي. وأشار إلى أن نظرية حارس البوابة تعني «اتخاذ قرار» من خلال القائمين على وسائل الإعلام في اختيار وتضمين مادة إعلامية في النشر أو البث الإعلامي باتجاه الجمهور العام، بمعنى أن المحور الأساسي لنظرية حارس البوابة هو الاختيار «selection».
وعرض المؤلف في هذا الفصل لتاريخ وتطور نظرية حارس البوابة ومستويات فهمها الخمسة والمتمثلة في المستوى الفردي والمستوى الروتيني لوسائل الإعلام والمستوى المؤسسي ومستوى المؤسسة الاجتماعية ومستوى النظام الاجتماعي

الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي
وجاء الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان «الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي» وتحدث عن انتشار الإنترنت واستخداماته في العالم، وإحصاءات السكان، ونسبة استخدام الإنترنت مقارنة بعدد السكان في بعض دول الشرق الأوسط الآسيوية والأفريقية. كما تحدث عن وسائل الإعلام الاجتماعي وتواريخ إطلاق مواقع الإعلام الاجتماعي وحقائق عن الإعلام الاجتماعي وحفل بالعديد من الجداول والإحصائيات.

نماذج من الإعلام الاجتماعي
أورد المؤلف في الفصل الرابع نماذج من مواقع الإعلام الاجتماعي وتعريفاً بمؤسسي كل موقع من تلك المواقع وتاريخها مثل موقع ماي سبيس والذي أسسه الصديقان كريس دي وولف وتوم أندرسون، وموقع فيس بوك أشهر المواقع الاجتماعية على مستوى العالم والذي أسسه أربعة من طلاب جامعة هارفارد هم مارك زوكربيرج وإدواردو سافرن ودستن موسكوفتز وكريس هيوز، وكذلك موقع يو تيوب الذي أسسه ثلاثة أصدقاء هم جاويد كريم وتشاد هارلي وستيف تشين، وموقع تويتر الذي أسسه جاك دورسي بالتعاون مع بزستون وإيفان وليامز، وأخيراً موقع فليكر الذي أسسته شركة لوديكورب الكندية عام 2004 واشترته شركة ياهو الأمريكية عام 2005 وقامت بتطويره وإعادة تصميمه.

ظهور صحافة المواطن
تحت هذا العنوان خصص المؤلف الفصل الخامس من الكتاب للحديث عن بدايات ظهور مفهوم «صحافة المواطن» في الولايات المتحدة الأمريكية وتزامنها مع الانتخابات الرئاسية عام 1988 بهدف وضع حلول لبعض المشاكل الاجتماعية والإجابة على أسئلة الجمهور والمواطنين مثل: هل حققت الديمقراطية أهدافها وهل نجح المجتمع في حل مشاكله العالقة منذ سنوات وعقود.
وأوضح الكاتب أن بدايات هذا النوع من الصحافة كانت تركز على بناء مفاهيم جديدة في أساليب التغطية الصحفية لإشراك المواطنين في قضايا الشأن العام ومشكلات المجتمع، لافتاً إلى أن عام 1999 يعد البداية الحقيقية لمفهوم صحافة المواطن عندما اجتاحت مدينة سياتل الأمريكية مظاهرات كبيرة احتجاجاً على انعقاد اجتماع منظمة التجارة العالمية والتي أعاق فيها المشاركون المعارضون لمجموعة الثمانية حركة المرور في المدينة أثناء انعقاد الاجتماع الدوري للمنظمة بعد أن استفزتهم التغطيات الإعلامية من قبل وسائل الإعلام التقليدية في الولايات المتحدة وفي العالم حيث لم يحصلوا إلا على ستين ثانية من التغطيات التلفزيونية وتم خلالها التركيز على إعاقتهم للحركة المرورية دون الحديث عن قضاياهم أو مطالبهم أو الأسباب التي دفعتهم لمثل هذا الحراك الجماهيري الاحتجاجي ضد منظمة التجارة العالمية؛ مما ولد لدى أولئك الناشطين أفكارا لإيجاد وسائل إعلام بديلة عن الإعلام التقليدي وظهرت حركة تسمى «إندي ميديا» وتشير إلى مفهوم إعلام مستقل عن الإعلام التقليدي وأسست مواقع إلكترونية في مختلف دول العالم وصلت إلى أكثر من مائتي مدينة منها العاصمة اللبنانية بيروت وأصبحت على شكل شبكة إلكترونية بمسمى «مركز الإعلام المستقل» تهدف إلى إيجاد تجمع إعلامي بديل ومستقل يعتمد على العمل التطوعي الجماعي ويفسح المجال أمام المهتمين لتغطية كافة الأخبار عن النضالات والقضايا المهمشة في الإعلام السائد أو الموالي للقوى السياسية والاقتصادية. كما تهدف هذه الشبكة بشكل خاص إلى تقديم الخبر والصورة ولقطات الفيديو عن نشاطات الحركات الاحتجاجية على منظمة التجارة العالمية.

نماذج من صحافة المواطن
في الفصل السادس استعرض المؤلف نماذج من صحافة المواطن ، وابتدأ بالنموذج الأمريكي المتمثل في صحيفة «ويكي نيوز» والمبني على عمل تعاوني غير هرمي للإنتاج وتوزيع الأخبار والمعلومات بدون رقابة أو تسجيل في الموقع، وثنى بالنموذج الألماني المتمثل في صحيفة «ماي هايمات» التي تأسست في مدينة صغيرة بجوار ميونيخ عام 2005 لتكون شبكة إخبارية للمواطنين ذات تفرعات بصبغة محلية وموضوعات وطنية عامة. كما استعرض النموذج الكوري في صحافة المواطن والمتمثل في صحيفة «أوماي نيوز» والنموذج الصيني والنموذج الهندي وتحدث عن المدونات عبر الجوال والمدونات العربية وحملات حقوق المرأة ومستقبل صحافة المواطن.

الاتجاهات الحديثة في الصحافة الدولية
وفي الفصل السابع تحدث المؤلف عن تعرض الصحافة خلال العقود الأخيرة الماضية إلى ضغوطات كبيرة من داخل المؤسسات الصحافية ومن خارجها وتحديات صعبة من المنافسة مع الوسائل الجماهيرية الأخرى وخاصة ظهور وانتشار الإنترنت على مستوى العالم, كما أشار لما واجهته الصحافة التقليدية من المدارس الحديثة في الصحافة وتأثير ذلك على مضمون وشكل الصحافة التقليدية واضطرارها لإعادة هيكلة وبناء وتفكير في النمط التقليدي للصحافة التي تآلف معها القراء على مر العقود. وسعى الباحث في هذا الفصل للإجابة على الأسئلة التالية:
ما أبرز الاتجاهات الإعلامية الحديثة؟
هل ماتت الصحافة التقليدية؟
ما أهم التوجهات في المضامين التحريرية للصحافة العالمية؟
كيف تأثرت أرقام توزيع الصحف في الحقبة الجديدة؟
ما مدى تأثير الصحافة المجانية على الصحافة المدفوعة؟
ما تأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية؟
ما تأثير صحافة المواطن )المدونات الشخصية(على الصحافة؟
ما ملامح التكيف لوكالات الأنباء العالمية مع متغيرات الإعلام والصحافة؟
ما أبرز الاتجاهات الحديثة في مقاسات الصحف والتصاميم الفنية؟
كما استعرض أحدث البحوث والدراسات في مجال الصحافة والإعلام لاستكشاف ملامح الاتجاهات الحديثة من الناحية التحريرية والفنية والإدارية ومن جانب المنافسة بين المؤسسات الإعلامية في ظل الظروف المستجدة تقنياً واقتصادياً.

نماذج من الصحافة العالمية
وفي الفصل الثامن والأخير استعرض الكتاب نماذج من الصحافة العالمية شملت يو إس أي توداي ونيويورك تايمز وواشنطن بوست ووول ستريت جورنال ولوس أنجليس تايمز من الصحافة الأمريكية، والتايمز والجارديان والديلي تيليجراف والصن من الصحافة البريطانية، وليموند وليفيجارو وليبراسيون من الصحافة الفرنسية، وصحيفة بيلد من الصحافة الألمانية، وصحيفتي يوميوري وأساهي من اليابان.
جدير بالذكر أن كتاب «الإعلام الجديد: من الصحافة التقليدية إلى الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن» أجاب على أسئلة تشغل بال العديد من الإعلاميين وضم بين دفتيه معلومات مهمة ومفيدة وإحصائيات وجداول موثقة وختم بمعجم لأبرز مصطلحات الإعلام الاجتماعي تم خلاله التعريف بأكثر من مائة مصطلح وعبارة شائعة الاستخدام في قاموس الإعلام الاجتماعي..

الإعلام الخاص بمصر وجدل المهنية والتمويل

متابعات إعلامية / عن الجزيرة نت


جدل كثيف أثاره ولا يزال الإعلام المصري الخاص الذي يسمي نفسه الإعلام المستقل بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك قبل عامين تقريبا، سواء كان ذلك في تغطيته للأحداث أو مهنيته أو مصادر تمويله.
بموقفه المناهض لثورة 25 يناير ودعمه للنظام السابق ثم تحوله المفاجئ واللافت وركوبه الموجة بعد انتصار الثورة، كل ذلك وضعه في دائرة الريبة والشك، إذ لم يجد صحفيوه حرجا في التحول من النقيض إلى النقيض، مبررين أن ما قاموا به كانوا مجبرين عليه.
الصحفي والكاتب السياسي همام عبد المعبود يرى أن أغلب الإعلام الخاص مملوك لرجال أعمال ارتبطوا بالنظام السابق، ولذلك فهم يدافعون عن مصالحهم التي تبدو مهددة بالدستور الذي يجري الاستفتاء عليه لما به من عزل سياسي.
دفاع عن مصالح
استقطب هذا الإعلام صحفيين بارزين بفضل الامتيازات المادية التي يقدمها، إذ يصل راتب الواحد منهم نحو مليون جنيه في الشهر.
وأبرز القنوات الخاصة هي "الحياة" المملوكة لرجل الأعمال ورئيس حزب الوفد السيد البدوي، و"دريم" لرجل الأعمال أحمد بهجت، و"أون تي.في" لرجل الأعمال نجيب ساويرس، و"سي.بي.سي" لرجل الأعمال محمد الأمين رجب، و"ميلودي" لرجل الأعمال جمال مروان.
ويقتطع هذا الإعلام نسبة كبيرة من سوق المشاهدة والإعلان، خاصة برامج ما يسمى "التوك شو" التي مكنتها من التأثير في الرأي العام، تدعمها في ذلك صحف يملكها نفس رجال الأعمال.
ويرى مدير تحرير صحيفة "الأخبار" القومية علاء عبد الهادي أن هذا الإعلام لم يعد يغطي الأحداث، ولكنه مشارك وفاعل فيها. وأضاف أن "كثيرا من الفضائيات اليوم تقف موقفا عدائيا صريحا من الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وفي نفس الوقت تدعي أنها قنوات حيادية، وهذا ينطبق على القنوات التي تتبنى فكر جماعة الإخوان".
وتشتكي التيارات الإسلامية من أنها أصبحت الهدف الأول لهذا الإعلام الذي يحاول أن يخلق منها عدوا، ويعمد إلى تشويه صورتها أمام الرأي العام المصري، بعد المكاسب التي حققتها خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية.
ويقول عبد المعبود إن "وسائل الإعلام هذه تعمل كأنها حزب سياسي، فهي تمارس السياسة ولا توجد لديها مهنية على الإطلاق، وهناك جبهة إعلامية قوية تُدفع لها أموال طائلة دشنها هذا الإعلام بهدف إسقاط الرئيس مرسي".
وخلال الأسبوعين الماضيين اعتصم العشرات من أنصار السلفي حازم أبو إسماعيل أمام مدينة الإنتاج الإعلامي تنديدا بما سموه افتراء الإعلام عليهم، لكنهم اتهموا بالاعتداء على الفنانين والصحفيين.
بيد أن مدير تحرير صحيفة "المصري اليوم" المحسوبة على التيار الليبرالي إيهاب الزلاقي يدافع عن أداء الإعلام الخاص، ويرى "أنه لم يتغير من الناحية المهنية لأن هذا الإعلام اكتسب جماهيريته من موضوعيته".
لكن علاء عبد الهادي لا يرى حيادية لدى هذه الفضائيات، إذ إن مذيعيها يتخذون موقفا ويوجهون إليه الرأي العام، "وهذا ليس دور المذيع، وإنما دوره أن يقف بحيادية ويعرض الآراء المختلفة للجمهور".
ويعترف الزلاقي أن "حالة الاستقطاب السياسي الحاد انعكست قليلا على هذه المؤسسات، وهي مع ذلك تحرص على استضافة جميع الأطراف في برامجها حتى الإخوان الذين يتهمونها".
تخبط شديد
ويضرب الزلاقي مثلا بصحيفته "المصري اليوم" التي يرى أن ملاكها -وهم رجال أعمال- لا يتدخلون مطلقا في خطها التحريري منذ أيام مبارك، معتبرا أن المحرك الأساسي هو العمل الصحفي ونبض الشارع.
أما الإعلام الحكومي فهو من وجهة نظر صحفيين يعملون فيه يسير بتخبط شديد منذ بدأ رحلة الانفتاح بعد سنوات من احتكاره لتسويق النظام السابق، كما خلق التفاوت الكبير في الامتيازات بين قيادته وصحفييه نقطة صراع رئيسية لا تزال تلقي بظلالها عليه.
أما الطرف الثالث وهو الإعلام الحزبي فهو ضعيف لا يكاد يوجد له تأثير، ويرجع عبد المعبود ذلك في حالة الإسلاميين إلى نقص الخبرة بسبب الحرمان الطويل من قبل الأنظمة السابقة، لكنهم مع ذلك يحاولون الانفتاح على الآراء الأخرى بإفساح المجال أمام مشاركتها في منابره الإعلامية.

"العربية" تفوز بجائزة الأمم المتحدة للمرة الثالثة في 5 سنوات .. لتغطيتها المتميزة لمراحل الأزمة السورية وتداعياتها من منظور الأمم المتحدة

متابعات إعلامية /عن العربية نت


فازت قناة "العربية" بالجائزة الذهبية في الأمم المتحدة لأفضل تغطية تلفزيونية للشؤون الدولية وقضايا الأمم المتحدة لعام 2012، بسبب تغطيتها للأزمة السورية، وذلك للمرة الثالثة خلال خمس سنوات.

وتعد تغطيات القناة لمراحل الأزمة السورية وتداعياتها من منظور الأمم المتحدة وإبراز هذه التغطيات لفشل مجلس الأمن في التوصل إلى حل للنزاع الدموي بعد مرور نحو 22 شهراً على الأزمة هي من هم أسباب فوز "العربية" بالجائزة.

وفي تعليق على الجائزة، قال طلال الحاج، مدير مكتب "العربية" في نيويورك: "ما يحصل للمدنيين السوريين يدفعني إلى التبرع بجائزة العشرة آلاف دولار إلى المفوضية العليا للاجئين لصالح اللاجئين السوريين، آملاً بأن تعمل هذه المبادرة الإنسانية على حث الآخرين على التبرع لإخوانهم وأخواتهم السوريين. أهدي هذه الميدالية الذهبية لنساء وأطفال سوريا".
ووفقاً للأم المتحدة فاقت أعداد النازحين والمشردين السوريين داخل حدود سوريا 4 ملايين سوري، بينما سيبلغ العدد الرسمي للاجئين السوريين في دول الجوار نحو 700 ألف لاجئ بحلول نهاية هذا العام.

وقال جون باولو بيولي، رئيس نقابة الصحافيين في الأمم المتحدة: "المسابقة هذا العام كانت قوية، وتقدم 250 صحافياً عالمياً بأعمال فيها، ولذا عندما يفوز أحدهم ويقرر التبرع بجائزته المالية إلى اللاجئين السوريين فهو أمر إيجابي جداً، ويدل على حرية الصحافة واستقلالية الصحافي".

وجاءت قناة "BBC" البريطانية، في المرتبة الثانية، بينما جاءت القناة الإخبارية العاشرة في الأرجنتين في المرتبة الثالثة.

ويعد فوز قناة "العربية" بهذه الميدالية الذهبية الثالثة خلال السنوات الخمس الأخيرة. وهو رقم قياسي في تاريخ المنظمة الدولية لم يحققه أي صحافي أو مؤسسة إعلامية عالمية قط.

وقال عبدالمحسن الياس، القائم بالأعمال السعودي بالإنابة: "بينما يستمر المدنيون في السقوط في سوريا ضحايا استهداف مباشر أو تراشق نيران طائش، يستمر فشل مجلس الأمن دون أي بصيص أمل في إيجاد حل لهذه الأزمة الدامية".

مسودة قانون الاعلام المرئي والمسموع في حلقة نقاشية بصنعاء

متابعات إعلامية / صنعاء


 أقيمت اليوم بصنعاء حلقة نقاشية حول مسودة مشروع قانون الاعلام المرئي والمسموع وذلك في إطار التعاون بين مؤسسة برلمانيون يمنيون ضد الفساد ونقابة الصحفيين اليمنيين ومؤسسة دعم الاعلام الدولي وهيئة الابحاث والمبادلات الدولية .

وفي افتتاح الحلقة التي أدارها عضو مجلس النواب عبدالله ابو حليقة أكد رئيس منظمة برلمانيون يمنيون ضد الفساد عبد الباري دغيش أهمية هذه الحلقة في سبيل تقديم مادة علمية منسجمة مع الفضاءات المفتوحة وحرية الرأي والتعبير .

وأشار الى أن المنظمة بذلت مع الشركاء جهود حثيثة لإخراج هذه المسودة الهادفة إلى اخراج قانون الاعلام المرئي والمسموع الى النور .. داعياً الى المشاركة الفاعلة في اخراج قانون ينظم هذه المهنة ويخدم المجتمع بالدرجة الأولى .

من جهته أكد عضو مجلس النواب عبده الحذيفي في الكلمة التي القاها نيابة عن نائب رئيس المجلس أهمية الحلقة كونها مكرسة لمناقشة قانون يعد من أهم القوانين التي تحاكي وتناقش قضايا المجتمع .. مشيرا الى ان الاعلام يسهم في خلق الاستقرار ويساعد في تأزيم الأوضاع السياسية في أي بلد إذا ما أسيء استخدامه.

ودعا الحذيفي إلى اعداد قانون ينظم عمل الاعلام المرئي والمسموع في ظل توازن غير مخل بمصلحة الوطن والفرد على السواء ويسهم في بناء المجتمع لا ان يكون عامل من عوامل الهدم المجتمعي .

بدورة أكد أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج أهمية وضع قوانين خاصة بالاعلام تنظم العمل الاعلامي بكافة اشكاله وصوره وبما يسهم في جعل الاعلام يقوم بدوره التنويري والبنيوي والاسهام في عملية التنمية والتغيير الذي يشهده الوطن اليوم.

وأشار دماج الى ان الجهود التي بذلتها نقابة الصحفيين اليمنيين من أجل الوصول الى تلك القوانين أو العمل التنظيمي وترشيده وتطويره وتحريره من العمل الاداري الروتيني وذلك في سبيل تحرير الاعلام والتزامه في ذات الوقت بأداء لرسالة الاعلامية بمهنية وموضوعية وحياد .

وقد تم تقديم عرض موجز عن مسودة القانون والظروف المصاحبة ، كما استعرض المحامي محمد ناجي علاو الفلسفة التي انتهجها المشاركين في اعداد هذه المسودة.

مشيراً إلى ان مسودة القانون الحالي تضمنت جزئية هامة تتمثل في جعل وزارة الاتصالات هي الجهة التي تمنح التراخيص لوسائل الاعلام المرئي والمسموع بدلاُ من وزارة الاعلام وعلى اساس ان تقوم هيئة مستقلة بإدارة العملية وهو ما سيعمم على الصحافة المقروءة ايضاً في المستقبل وبحيث يكون الاعلام مستقلاً ويتبع هيئة مستقلة تمكنه من أداء رسالته بالشكل المطلوب وبما يخدم الوطن والمواطن اولاً وأخيراً ، وتسهم في إدارة عمل الاعلام شركات متخصصة تتحمل كافة المسئوليات حيال ما تقدمه تلك الوسائل وفق قانون ناظم لعملها .
سبأ

"فساد الصحافة فى عصر الحريم" .. كتاب جديد لــ محمد زيان

متابعات إعلامية / عن الصحفي العربي

صدر مؤخراً عن الماسة للنشر والتوزيع رواية جديدة بعنوان "فساد الصحافة فى عصر الحريم" للكاتب محمد زيان، حيث يحتوى الكتاب بين ضفتيه على 64 صفحة من القطع الصغير ومكون من 14 فصلاً "أخت رئيس التحرير تصدر قرار تعينه، رئيس التحرير والسكرتيرة، خباص بدرجة صحفى، التعيين ببطة، فى الفرح، فرد الأمن رئيس تحرير، الدفع قبل التعين، محرر أمن الدولة، بدل الصحفيين فى حساب يوم بيوم، سيارات وساعات رولكس للبقاء فى المنصب، دمج المؤسسات الصحفية وحلم صافى بيه، وكيل النقابة الراقصة، الهانم وراقص الباليه".

ويطرح الكاتب فى الرواية كما أشار أنه كان بالفعل عصر الحريم، حيث إن المرأة الوحيدة والسيدة الوحيدة هى التى كانت تتحكم فى كل شىء فى مصر، كما أنها أحكمت قبضتها على الإعلام بوجه خاص، سيطرت أيضا على الوزارة، حيث كانت تتحكم فى تعين الوزير حتى ولو بدون مؤهل، أو حتى راقص باليه فقد كان عصر الابتلاء.

كان راقص باليه جاءت به السيدة الأولى بعد أن سجلت إعجابها به لرقصه الرائع فقلدته أرفع المناصب، فكانت تحرك الإعلام كما تشاء تعين من ترغب فيه رئيس تحرير ومن لا تهواه نفسها لا ينال الرضى السامى، حتى أفسدت كل شىء ولم يبقِ من تعاليم الصحافة الشريفة شئ ولا حتى من يعملوا فى هذه المؤسسات، فرجال الهانم يعذبون من يشاءون ويعزلون من يشاءون وينهبون ما يريدون بيدهم هم ملك صاحبة الجلالة، يرفعون أقواماً ويضعون أقواماً، أنهم فجرة وليسوا كراما، أنه الكابوس الذى أنته الثورة.

الاتصال الجماهيري .. في "مؤتمر" دور الإعلام الجديد في بناء الدولة الحديثة .. في إعلام القاهرة

متابعات إعلامية / القاهرة:


لعبت وسائل الإعلام دوراً بارزاً – إن لم يكن رئيسياً - في إحداث تحولات سياسية في دول الثورات العربية - وبخاصة مصر - وتوجيه وتعبئة الرأي العام باتجاه تحقيق أهداف معينة تدفع بها أجندات هذه الوسائل ومصالح مالكيها، تغلفها الصبغة الوطنية وتحقيق الصالح العام. وبغض النظر عما شاب أداء هذه الوسائل في تغطيتها للأزمات المرتبطة بعملية التحول الديمقراطي، فإن البعض يتطلع إلى دور أكثر فاعلية ومسئولية للإعلام في تهيئة الجمهور للمرحلة الجديدة. ومن هنا، عقدت كلية الإعلام بجامعة القاهرة مؤتمرها الثامن عشر، مستهدفاً التعرف على دور الإعلام في بناء الدولة الحديثة، من خلال عدد من البحوث تناولت دور الإعلام في إدارة الأزمات، والتوعية بالمشاركة المجتمعية وتوجيه الرأي العام.

أولا- وسائل الإعلام الجديد وتكوين الرأي العام العربي نحو الثورات العربية:

أجمعت أغلب البحوث المشاركة في المؤتمر على الدور المتعاظم لشبكات 
التواصل الاجتماعي - كأبرز وسائل الإعلام البديل أو الجديد - في التحولات السياسية في البلدان العربية. فأشارت إحدى دراسات المؤتمر إلى أن استخدام الإنترنت بوجه عام، والشبكات الاجتماعية بوجه خاص، قد أسهم في إيقاظ الوعي العربي، حيث سمحت الشبكات الاجتماعية لملايين من الأفراد – ولأول مرة – بتنظيم تحركاتهم بسرعة ومهارة ومرونة تفوق بكثير الأبنية والأنظمة السياسية والاجتماعية والإعلامية التقليدية.

 
فمع اختلاف الظروف التي قامت من أجلها ثورات الربيع العربي، إلا أن القواسم المشتركة بينها يتصدرها الكبت والقمع السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والأمني، وانتهاك أبسط حقوق الإنسان لمصلحة بقاء النظام، فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه الشعوب في مصر، وتونس، واليمن، وسوريا، أو حرمانها من ثرواتها مثل ليبيا، مما دفع بالناشطين إلى نشر معلومات ووثائق وصور وفيديو لفضح ممارسات النظام، واستقطاب أكبر عدد ممكن من المؤيدين في شكل جماعات سياسية منظمة تتغلب على عوائق المتابعة والمراقبة والملاحقة الأمنية بسرعة ودقة ومرونة فائقة.

وبالتالي، يمكن القول إن الشبكات الاجتماعية استطاعت أن تترجم حالات السخط الشعبي والجماهيري على الأنظمة الحاكمة في شكل جماعات فئوية منظمة استطاعت استخدام التكنولوجيا الحديثة في التواصل، وتشكيل مجموعات متجانسة ومتناسقة، وخلق رأي عام نوعي بدأ افتراضياً وتحول إلى حقيقي، ومن شكل إلكتروني بين المتعلمين والمثقفين إلى شكل شعبي وجماهيري، استقطب مزيداً من الاعتصامات والاحتجاجات الفئوية في تحالف للقوى والجماعات المقهورة سياسياً، واجتماعياً، وأمنياً، واقتصادياً، واجتماعياً. وأصبح لدى الغالبية العظمي قناعات بأنها لن تخسر أكثر مما خسرت، وتصاعدت حدة المواجهات بين جموع شعبية تصر على المطالبة بحقوقها المشروعة، وأنظمة استبدادية متعنتة ومتسلطة تصر على إنكار حقوق هذه الجموع الشعبية الحاشدة، وتراها قلة مندسة بتبريرات واهية عن وجود قوى خارجية. ومع مرور الوقت، تبين زيف ادعاءاتها، وأن ثورات الربيع العربي ثورات شعبية حقيقية لن تنتهي إلا بتلبية متطلباتها. ومن هنا، استطاعت الشبكات الاجتماعية أن تلعب دور الإعلام البديل بنجاح، من خلال توفيرها لوسائل سهلة سريعة آمنة من أجل التبادل الحر للمعلومات والآراء.

ثانيا- وسائل الإعلام وقضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني:

احتلت قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مصر مساحة كبيرة من الجدل الإعلامي على المستويين العالمي والمحلي حول مدى كفاءة المجلس العسكري في إدارة المرحلة الانتقالية. لذا، استهدفت دراسة الباحثة أماني بسيوني تحديد اتجاهات وسائل الإعلام المحلية والأجنبية نحو تلك القضية، والوقوف على اتجاهات الجمهور نحو المنظمات الحكومية بعد ثورة 25 يناير.

وخلصت الدراسة إلى أن قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني تعد نموذجاً معقداً لاستغلال وسائل الإعلام في التأثير فى الرأي العام برسائل موجهة، ثم القيام بأفعال مغايرة لتلك الرسائل، مدفوعة بمصالح سياسية. وتبنت بعض وسائل الإعلام الأجنبية اتجاهاً تاريخياً لجذور المنظمات غير الحكومية في مصر، الممولة من جهات أو دول أجنبية. وأرجع معظم كتاب المقالات الأجانب وبعض الكتاب المصريين أسباب إثارة هذه القضية إلى تدهور الأحوال السياسية والاقتصادية في مصر، مما يجعلها أحد عناصر تحويل الانتباه عن سوء أداء الحكومة والمجلس العسكري الحاكم في الفترة الانتقالية. بينما أكد أحد كتاب الرأي الأجانب صحة التشكك في نوايا الدول المانحة التي تقوم بتمويل المنظمات غير الحكومية في مصر والعالم، طبقاً لتاريخ تلك البرامج المريب والمضلل.

أما بخصوص اتجاهات الجمهور نحو منظمات المجتمع المدني بعد الثورة، فقد أشارت الدراسة إلى وجود اتجاه محايد أكثر من كونه محابياً، حيث رأى أغلب المبحوثين أن المنظمات غير الحكومية تعد ستاراً لخدمة مصالح دول أجنبية، وتتلقى معونات لا توجه لمشروعات التنمية في مصر.

ثالثا- استراتيجيات الخطاب الاتصالي للمؤسسات المصرية في إدارة الأزمات:

سعت إحدى دراسات المؤتمر إلى التعرف على الأنماط الخطابية المستخدمة في ثلاث مؤسسات، مثلت أقوى المؤسسات المعنية بإدارة الأحداث في الدولة، خلال المرحلة الانتقالية، وهي: المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئاسة مجلس الوزراء، وجماعة الإخوان المسلمين.

وعكست النتائج أن كلا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئاسة مجلس الوزراء قد اتخذا نمطاً خطابياً واحداً تكرر في كل الأزمات التي حدثت خلال المرحلة الانتقالية؛ وهو خطاب التهرب من المسئولية، وعدم الاعتراف بأي أخطاء، وإلقاء المسئولية على جهات متعددة، والتركيز على دفع أي اتهامات توجه إلى كليهما.

بينما غلب على خطاب الإخوان الهجوم على عدة جهات في كل الأزمات، وارتبط هذا الخطاب بسياسة المصالح والأهداف والموقف من الحكومة والمجلس، وما تحققه الجماعة من مكاسب على مدى تلك الفترة. وإن دل ذلك على شىء، فإنما يدل على أن خطاب الأزمة في تلك المؤسسات لم يخضع للمعايرر العلمية والمهنية والأخلاقية في اختيار الخطاب الاتصالي المناسب، والذي يركز على الجانب الإصلاحي، واتخاذ إجراءات علاجية لمنع تكرار الأزمة، والتخلص من أسبابها، وفي الوقت نفسه الاعتراف بالمسئولية وتحملها، والاعتذار للجمهور.

رابعا- قضايا الآخر الديني والسياسي في خطاب النخبة خلال المرحلة الانتقالية:

اعتمدت دراسة ثريا البدوي على تحليل خطاب النخبة المصرية، متعددة التوجهات الدينية والسياسية، خلال انتخابات المرحلة الانتقالية فى مصر، نحو منظومة الصحف المصرية، ونحو الآخر الدينى (الإخوان، السلفيون، الأقباط)، أو السياسي (الليبرالي، العلماني، الاشتراكي، الشيوعي،الناصري) في الصحف سالفة الذكر.

وأوضحت النتائج اتفاق النخب متعددة الاتجاهات والأيديولوجيات على معاناة المنظومة الإعلامية فى مصر من الهيمنة السياسية والاقتصادية وعدم المهنية. فهو إعلام لا يحترم العقلية الواعية للمواطن المصرى (الحرية والعدالة)، ويحض على كراهية الآخر، خاصة القبطي ومنظمات المجتمع المدني (المصرى اليوم)، ومنفصل عن المواطن وقضاياه (الأهالي)، أو إعلام عميل (الفتح)، قائم على نخب فاسدة (الوفد) ، ويضر الوطن ومصالحه العليا(الأهرام).

أما فيما يتعلق بتوجهات النخب نحو خطاب الصحف تجاه الآخر الديني والسياسي؛ فيصبح نمط الملكية الحزبية ونمط الملكية الخاصة التى تعبر عن توجهات أيديولوجية دينية معتدلة هما الأكثر تدعيماً لمفهوم الحكم الإعلامي الرشيد (صحيفة الحرية والعدالة، ووطني). أما الخطابات الإعلامية بجريدة الفتح، فقد عمدت إلى تشويه الآخر الليبرالي والعلماني (البرادعى بخاصة)، واتهامه بالعمالة والخيانة، ومناهضة الإسلام. وركزت باقي الصحف على أطروحات مهاجمة الإخوان والسلفيين، والربط بينهما والعنف والخطر، والضرر المجتمعي، بالتركيز على ماضى الجماعة ،وربطه بحاضرها فى القفز على الثورة لتحقيق مصالح خاصة. وكانت أطروحات تديين المجتمع وتفتيته فى الوقت  ذاته هى الأكثر بروزاً فى الخطابات الإعلامية للصحف المصرية، خاصة فى سياق الحديث عن الأقباط.

خامسا- التوصيات:

خلص المؤتمر إلى أن هناك تفوقا واضحا للشبكات الاجتماعية في تكوين آراء الجمهور نحو الثورات العربية، نتيجة لسماح هذه الوسائل بحرية أكبر بكثير من الوسائل التقليدية، وقدرتها على تحقيق المشاركة بفاعلية. وبالتالي، فإن هناك حاجة ملحة لوسائل الإعلام التقليدية إلى أن تراجع أداءها المهني، في ضوء المعدل المتسارع لانسحاب الجمهور منها، واتجاهه نحو الشبكات الاجتماعية والوسائل الحديثة، مما يفرض عليها العمل معا،ً والبحث عن طرق خاصة لتطوير أدائها ،والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، بدلاً من الدخول معها في منافسة غير عادلة أو متكافئة.

وتعد الشبكات الاجتماعية فرصة ملائمة لمساعدة الدول العربية في مساعيها نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، من خلال التوجه برسائلها عبر هذه الوسائل، واستقطاب الشباب بوسائل واقعية وملائمة ،تحاكى حياتهم اليومية بلغة بسيطة، بعيدة عن التعقيد والتركيب.

وأوصى المؤتمر بعدد من التوصيات، أهمها ضرورة مراجعة التشريعات الإعلامية التي تكبل حرية تداول المعلومات، ومراجعة أوضاع المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة، اقتصادياً ووسياسياً وقانونياً، بحيث تكون أداة إعلام المواطن، وتأكيد ضرورة إنشاء كيان مستقل لتنظيم الإعلام المصري، بعيداً عن السلطة التنفيذية