متابعات إعلامية / الرياض / قراءة: رضوان
بكري
(صحافة المواطن تركز على بناء مفاهيم جديدة في
الإعلام بمحورية دور
المواطن في قضايا الشأن
العام ويعد عام 1999 البداية الحقيقية لها)
صدر
كتاب جديد بعنوان «الإعلام الجديد: من الصحافة التقليدية إلى الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن» للدكتور
علي بن شويل القرني أستاذ
الصحافة والاعلام الدولي
استعرض خلاله المؤلف الأدبيات الإعلامية في مجال التجديد النظري والتطبيقي في الصحافة والإعلام الاجتماعي
وصحافة المواطن
ووضع التطبيقات الجديدة
في الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن أمام القارئ للتعرف عليها وإدراك تبعاتها على سياقات العمل الإعلامي
التقليدي، وعرض
لوصف هذه العلاقات وعرف
بها وبتطورها على الساحة العالمية. كما استعرض الكتاب في جانب مهني أهم الاتجاهات الحديثة التي طرأت
على الصحافة في
العالم وكيف أن هذه
الاتجاهات التي انطلقت في بدايتها من تأسيس صحيفة «USA Today» في مطلع الثمانينات ثم هبت عاصفة التغيير واجتاحت باقي الصحف في الولايات المتحدة أولاً ثم في باقي دول
العالم. كما كشف الكتاب أن الانخفاض الذي اجتاح كثيراً من الصحف الشهيرة في العالم، لم يؤثر
على صحيفة مثل «يوريموري» اليابانية التي توزع أربعة عشر
مليون نسخة يومياً من خلال
طبعاتها الصباحية
والمسائية، وهذا يعكس قوة الصحيفة وانتشارها في المجتمع الياباني، على عكس ما نجده في صحافتنا العربية من ضعف
التوزيع وقلة
الانتشار مع أغلب الصحف.
4 أقسام و8 فصول ومعجم اصطلاحي
قسم
المؤلف كتابه إلى أربعة أقسام رئيسة هي الإطار النظري، والإعلام الاجتماعي، وصحافة المواطن، والاتجاهات
الحديثة في الصحافة العالمية وطرح
في جميع هذه الأقسام
وصفاً وتحليلاً لدور المؤسسات الإعلامية في تعزيز قيم وممارسات ومفاهيم جديدة تسهم في فهم التطورات التي
أحدثتها هذه المؤسسات
على الصعيد العالمي، وركز
الكتاب في فصوله الثمانية على مفاهيم الإعلام الجديد من إنترنت ومحركات بحث عالمية وشبكات إعلام
اجتماعي مثل الفيس بوك
وتويتر ويوتيوب وفليكر
وأشكال صحافة المواطن في العالم، وختم بمعجم لأبرز مصطلحات الإعلام الاجتماعي.
نظريات
الصحافة
تحت هذا
العنوان تحدث الفصل الأول من الكتاب عن مساهمة الإعلاميين والأكاديميين والنقاد الاجتماعيين في صياغة
نظريات الصحافة والاعلام على مر
السنوات والعقود، وأشار
لأشهر الكتب الإعلامية التي صدرت خلال العقود الماضية وهو كتاب (النظريات الأربع في الصحافة) والذي
شارك في كتابته ثلاثة
من علماء الاتصال
الكلاسيكيين بعيد الحرب العالمية الثانية وهم «سيبرت» و»بيترسون»
و»شرام» حيث كتبوا عن النظرية السلطوية والنظرية الشيوعية والنظرية الليبرالية ونظرية المسؤولية
الاجتماعية. ثم أضاف إليها «دينيس
مكويل» نظريتين هما: النظرية
التنموية ونظرية المشاركة الديمقراطية. وقد أسس هذا الفصل لتأسيسات نظرية في جهود المؤلف للاستعراض
النظري لدور
الصحافة والاعلام كسلطة
رابعة..
حارس
البوابة
وفي
الفصل الثاني أسهب المؤلف في الحديث عن نظرية «حارس البوابة» ووصفها بأنها من أوائل نظريات الاتصال الجماهيري
وأهمها وأكثرها استمراراً جدلاً
وتطبيقاً. ولفت إلى أن
هذه النظرية اكتسبت اهتماماً خاصاً مع ظهور تقنيات الاتصال وتطبيقات الإنترنت وما صاحب ذلك من مخرجات
إعلامية أثرت على
المفهوم التقليدي لحارس
البوابة في وسائل الإعلام التقليدي. وأشار إلى أن نظرية حارس البوابة تعني «اتخاذ قرار» من خلال القائمين
على وسائل الإعلام
في اختيار وتضمين مادة
إعلامية في النشر أو البث الإعلامي باتجاه الجمهور العام، بمعنى أن المحور الأساسي لنظرية حارس البوابة هو
الاختيار
«selection».
وعرض
المؤلف في هذا الفصل لتاريخ وتطور نظرية حارس البوابة ومستويات فهمها الخمسة والمتمثلة في المستوى الفردي
والمستوى الروتيني لوسائل
الإعلام والمستوى
المؤسسي ومستوى المؤسسة الاجتماعية ومستوى النظام الاجتماعي
الإنترنت
ووسائل الإعلام الاجتماعي
وجاء
الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان «الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي» وتحدث عن انتشار الإنترنت
واستخداماته في العالم، وإحصاءات
السكان، ونسبة استخدام
الإنترنت مقارنة بعدد السكان في بعض دول الشرق الأوسط الآسيوية والأفريقية. كما تحدث عن وسائل الإعلام
الاجتماعي وتواريخ
إطلاق مواقع الإعلام
الاجتماعي وحقائق عن الإعلام الاجتماعي وحفل بالعديد من الجداول والإحصائيات.
نماذج
من الإعلام الاجتماعي
أورد
المؤلف في الفصل الرابع نماذج من مواقع الإعلام الاجتماعي وتعريفاً بمؤسسي كل موقع من تلك المواقع وتاريخها مثل
موقع ماي سبيس والذي أسسه
الصديقان كريس دي وولف
وتوم أندرسون، وموقع فيس بوك أشهر المواقع الاجتماعية على مستوى العالم والذي أسسه أربعة من طلاب
جامعة هارفارد هم
مارك زوكربيرج وإدواردو
سافرن ودستن موسكوفتز وكريس هيوز، وكذلك موقع يو تيوب الذي أسسه ثلاثة أصدقاء هم جاويد كريم وتشاد هارلي
وستيف تشين، وموقع
تويتر الذي أسسه جاك
دورسي بالتعاون مع بزستون وإيفان وليامز، وأخيراً موقع فليكر الذي أسسته شركة لوديكورب الكندية عام 2004
واشترته شركة ياهو
الأمريكية عام 2005
وقامت بتطويره وإعادة تصميمه.
ظهور
صحافة المواطن
تحت هذا
العنوان خصص المؤلف الفصل الخامس من الكتاب للحديث عن بدايات ظهور مفهوم «صحافة المواطن» في الولايات
المتحدة الأمريكية وتزامنها مع
الانتخابات الرئاسية عام
1988 بهدف وضع حلول لبعض المشاكل الاجتماعية والإجابة على أسئلة الجمهور والمواطنين مثل: هل حققت
الديمقراطية أهدافها
وهل نجح المجتمع في حل
مشاكله العالقة منذ سنوات وعقود.
وأوضح
الكاتب أن بدايات هذا النوع من الصحافة كانت تركز على بناء مفاهيم جديدة في أساليب التغطية الصحفية لإشراك
المواطنين في قضايا الشأن العام
ومشكلات المجتمع، لافتاً
إلى أن عام 1999 يعد البداية الحقيقية لمفهوم صحافة المواطن عندما اجتاحت مدينة سياتل الأمريكية
مظاهرات كبيرة احتجاجاً
على انعقاد اجتماع منظمة
التجارة العالمية والتي أعاق فيها المشاركون المعارضون لمجموعة الثمانية حركة المرور في المدينة
أثناء انعقاد الاجتماع
الدوري للمنظمة بعد أن
استفزتهم التغطيات الإعلامية من قبل وسائل الإعلام التقليدية في الولايات المتحدة وفي العالم حيث لم يحصلوا
إلا على ستين
ثانية من التغطيات
التلفزيونية وتم خلالها التركيز على إعاقتهم للحركة المرورية دون الحديث عن قضاياهم أو مطالبهم أو الأسباب
التي دفعتهم لمثل
هذا الحراك الجماهيري
الاحتجاجي ضد منظمة التجارة العالمية؛ مما ولد لدى أولئك الناشطين أفكارا لإيجاد وسائل إعلام بديلة عن
الإعلام التقليدي وظهرت
حركة تسمى «إندي ميديا» وتشير
إلى مفهوم إعلام مستقل عن الإعلام التقليدي وأسست مواقع إلكترونية في مختلف دول العالم وصلت إلى
أكثر من مائتي مدينة
منها العاصمة اللبنانية
بيروت وأصبحت على شكل شبكة إلكترونية بمسمى «مركز الإعلام المستقل» تهدف إلى إيجاد تجمع إعلامي بديل
ومستقل يعتمد على العمل
التطوعي الجماعي ويفسح
المجال أمام المهتمين لتغطية كافة الأخبار عن النضالات والقضايا المهمشة في الإعلام السائد أو الموالي
للقوى السياسية
والاقتصادية. كما تهدف
هذه الشبكة بشكل خاص إلى تقديم الخبر والصورة ولقطات الفيديو عن نشاطات الحركات الاحتجاجية على منظمة التجارة
العالمية.
نماذج
من صحافة المواطن
في
الفصل السادس استعرض المؤلف نماذج من صحافة المواطن ، وابتدأ بالنموذج الأمريكي المتمثل في صحيفة «ويكي
نيوز» والمبني على عمل تعاوني
غير هرمي للإنتاج وتوزيع
الأخبار والمعلومات بدون رقابة أو تسجيل في الموقع، وثنى بالنموذج الألماني المتمثل في صحيفة «ماي
هايمات» التي تأسست
في مدينة صغيرة بجوار
ميونيخ عام 2005 لتكون شبكة إخبارية للمواطنين ذات تفرعات بصبغة محلية وموضوعات وطنية عامة. كما استعرض
النموذج الكوري في
صحافة المواطن والمتمثل
في صحيفة «أوماي نيوز» والنموذج الصيني والنموذج الهندي وتحدث عن المدونات عبر الجوال والمدونات العربية
وحملات حقوق المرأة
ومستقبل صحافة المواطن.
الاتجاهات
الحديثة في الصحافة الدولية
وفي
الفصل السابع تحدث المؤلف عن تعرض الصحافة خلال العقود الأخيرة الماضية إلى ضغوطات كبيرة من داخل المؤسسات
الصحافية ومن خارجها وتحديات
صعبة من المنافسة مع
الوسائل الجماهيرية الأخرى وخاصة ظهور وانتشار الإنترنت على مستوى العالم, كما أشار لما واجهته الصحافة
التقليدية من
المدارس الحديثة في
الصحافة وتأثير ذلك على مضمون وشكل الصحافة التقليدية واضطرارها لإعادة هيكلة وبناء وتفكير في النمط التقليدي
للصحافة التي تآلف
معها القراء على مر
العقود. وسعى الباحث في هذا الفصل للإجابة على الأسئلة التالية:
ما أبرز
الاتجاهات الإعلامية الحديثة؟
هل ماتت
الصحافة التقليدية؟
ما أهم
التوجهات في المضامين التحريرية للصحافة العالمية؟
كيف
تأثرت أرقام توزيع الصحف في الحقبة الجديدة؟
ما مدى
تأثير الصحافة المجانية على الصحافة المدفوعة؟
ما
تأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية؟
ما
تأثير صحافة المواطن )المدونات الشخصية(على الصحافة؟
ما
ملامح التكيف لوكالات الأنباء العالمية مع متغيرات الإعلام والصحافة؟
ما أبرز
الاتجاهات الحديثة في مقاسات الصحف والتصاميم الفنية؟
كما
استعرض أحدث البحوث والدراسات في مجال الصحافة والإعلام لاستكشاف ملامح الاتجاهات الحديثة من الناحية التحريرية والفنية والإدارية ومن
جانب المنافسة بين المؤسسات الإعلامية في ظل
الظروف المستجدة تقنياً واقتصادياً.
نماذج
من الصحافة العالمية
وفي
الفصل الثامن والأخير استعرض الكتاب نماذج من الصحافة العالمية شملت يو إس أي توداي ونيويورك تايمز وواشنطن بوست
ووول ستريت جورنال ولوس
أنجليس تايمز من الصحافة
الأمريكية، والتايمز والجارديان والديلي تيليجراف والصن من الصحافة البريطانية، وليموند وليفيجارو
وليبراسيون من الصحافة
الفرنسية، وصحيفة بيلد
من الصحافة الألمانية، وصحيفتي يوميوري وأساهي من اليابان.
جدير
بالذكر أن كتاب «الإعلام الجديد: من الصحافة التقليدية إلى الإعلام الاجتماعي وصحافة المواطن» أجاب على أسئلة
تشغل بال العديد من الإعلاميين
وضم بين دفتيه معلومات
مهمة ومفيدة وإحصائيات وجداول موثقة وختم بمعجم لأبرز مصطلحات الإعلام الاجتماعي تم خلاله التعريف بأكثر
من مائة مصطلح
وعبارة شائعة الاستخدام
في قاموس الإعلام الاجتماعي..