الخميس، 22 مارس 2012

صناعة الصحافة في مواجهة المستقبل المجهول!

متابعات إعلامية / خاص:

في محاولة لفهم واقع صناعة الصحافة، قام مركز (بيو) – Pew للأبحاث في أميركا بعرض نتائج دراسة مهمة عن حالة الوسائل الإخبارية الأميركية للعام 2011، وتأثير ثورة المعلومات وتطبيقاتها الحديثة على أداء الصحافة ومستقبلها، وبخاصة مع تغير أنماط سلوك المستهلك وعاداته، والمنتج أيضا.
الدراسة لم تستثن أياً من وسائل الاتصال، تناولت التقليدي منها والحديث، في محاولة لتجسيد خارطة بملامح أكثر وضوحاً لمستقبل هذه الصناعة. لاسيما في ظل هذا التسارع في التغيير المطّرد على تطبيقاتها.
أهم ما خرجت به هذه الدراسة، هو الإجابة عن مدى تحكم قطاع الصحافة في تقرير ما يمكن أن يؤول إليه مستقبل هذه الصناعة، ومقرره في هذا السياق “أن دور الصحافة اليوم أصبح هامشياً، وأنها لم تعد قادرة على صناعة مستقبلها، عازية السبب في ذلك إلى “أن التكنولوجيا هي التحدي الحقيقي، حيث إن كل قفزة تكنولوجية تستحضر معها عبئاً جديداً، يلقى على عاتق صناعة المحتوى؛ الأمر الذي يجعل من تكيّف المؤسسة الإعلامية مع هذا الطارئ التكنولوجي، أمراً حاسماً للبقاء في الصناعة”.
هذه التهديدات الالكترونية كانت سريعة النتائج. مثلاً رصدت الدراسة أن عدد العاملين في غرف أخبار الصحف، شهد تقلصاً كبيراً منذ العام 2000، وحتى نهاية العام 2010، وهي أعداد قدّرتها الدراسة ما بين 1000 ـ 1500 وظيفة افتقدتها هذه المؤسسات.
أندرو كوهوت رئيس مركز "بيو"
من جانب آخر اعتبر “الجوال” أحد أهم مصادر القلق التكنولوجي التي أشارت إليها الدراسة، حيث وجدت أن ما يقارب نصف عدد الأميركيين (47%) يتحصلون على أخبارهم المحلية عبر أجهزة الهاتف الجوال. ووجود فئة أخرى كبيرة تجد في مواقع التجميع مثل Yahoo, Google مصدراً آخر لهذا القلق، إذ باتت هي الأخرى مصادر بديلة يلجأ إليها الجمهور اليوم للحصول على الخبر، مما جعل من هذه المواقع شريكاً في صناعة الخبر ومنافساً أيضا.
هذه الشركات التكنولوجية ومع بداية الثورة الرقمية كان التحدي الغالب لديها، هو عدم قدرتها على جذب الجمهور إلى هذا الدخيل الجديد، المتابع اليوم يهتم فقط لمعرفة الخبر وكيفية الوصول إليه سريعاً وبسهولة. وهذا ما أكدته الدراسة بقولها “إنها المرة الأولى التي يعترف فيها الجمهور، بأنهم يتحصلون على الأخبار من المواقع الإخبارية الالكترونية أكثر من الصحف”!.
لذلك لم يعد من الصعوبة ملاحظة الأثر الكبير لشركات تقنية المعلومات (برامج السوفت وير) أو شركات الموبايل (التطبيقات) في صناعة مستقبل الصحافة وتقرير مصيرها.
من تقرير (Pew) يمكننا القول إن معادلة الإنتاج والاستهلاك في عالم الصحافة أمام الطفرة الرقمية هي مزيج من الفرص والتحديات بالنسبة للمؤثرين؛ المنتج والمستهلك. وتظهر هذه الحقيقة في صدد حالة ليست ايجابية، لكنها ليست سيئة على طول الخط أيضا، وهذا ما ستحاول الصحافة مجاوزته في الفترة القادمة.
*من ملوك الشيخ