الاثنين، 31 ديسمبر 2012

المؤتمر الأول لمستقبل الإعلام في مصر يختتم أعماله بعدد من التوصيات

متابعات إعلامية / القاهرة:


أوصى خبراء إعلام في مصر بإنشاء نقابة للإعلاميين ترعى مصالحهم وتدعم الارتقاء بالمهنة، كما دعوا لتنظيم تملك وإدارة وسائل الإعلام، وتفعيل مواثيق شرف توازن بين حرية الإعلام ومسؤوليته، وذلك كخطوات على طريق استعادة مصر ريادتها الإعلامية في المنطقة.
جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر الأول لمستقبل الإعلام في مصر الذي نظمته الرابطة الوطنية الإسلامية في القاهرة، برعاية عدد من الأحزاب والحركات التي غلب عليها التوجه الإسلامي، فضلا عن عدد من الجهات العاملة في مجال الإعلام.
واستهل المؤتمر -الذي شارك فيه عشرات من العاملين في الإعلام المحلي والعربي- بجلسة حول الرؤى العامة للعمل الإعلامي، تحدث فيها عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر عبد الصبور فاضل الذي أكد أن الحديث عن ريادة إعلامية لمصر ليس متصورا بمفرده، حيث ترتبط هذه الريادة بموازين القوة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
ودعا فاضل إلى إصدار قوانين تضمن فصل الإدارة عن رأس المال في وسائل الإعلام وخصوصا الفضائيات الخاصة، مع ضرورة فصل الإدارة عن التحرير، وكذلك إنشاء نقابة مستقلة للإعلاميين العاملين في الإعلام المسموع والمرئي، لتوازي نقابة الصحفيين القائمة حاليا والتي تقتصر عضويتها على العاملين في الصحافة الورقية.

حماية المشاهدين
وخلال الجلسة الثانية التي ركزت على المنظومة القيمية للإعلام المصري، تحدث أستاذ الإعلام حسن علي عن مشروعه لإقامة جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء، التي قال إنها تهدف لحماية المصريين من الغش والخداع، وتدافع عن القيم والأخلاق في مواجهة أباطرة الإعلام.
أما رئيس حزب الإصلاح عطية عدلان فقد حمل على الإعلام المصري في فترة ما بعد الثورة، وقال إنه يتهم "الإعلام الرديء" بأنه المسؤول الأول عما يشهده الشارع المصري حاليا من انقسام سياسي وفوضى فكرية، ملمحا إلى أن الإعلام استهدف على وجه الخصوص تشويه المنتمين إلى التيارات الإسلامية.
وعرض عدلان ما يراها وسائل لمقاومة خطر مثل هذا الإعلام المدمر، ومنها ألا يكون المتلقي سماعا دون تدبر ووعي لما يسمع، وأن يحرص على رد الشبهات ودحض المفتريات، وأن يحسن استغلال الإعلام لتوجيه ضربات عكسية لمن يوجهون اتهامات باطلة.

المرئي والمسموع
وركزت الجلسة الثالثة على مستقبل الإعلام المسموع والمرئي في مصر، حيث عرض خبير وأستاذ الإعلام أحمد سمير رؤية للمجلس القومي للإعلام الذي نص عليه الدستور الجديد ليتولى إدارة شؤون الإعلام في مصر، وسط توقعات بإلغاء وزارة الإعلام.
ويرى سمير أن على المجلس الجديد الاهتمام بتطوير الأداء المهني والإشراف على وضع قواعد لممارسة المهنة، مع تشجيع الاستثمارات في المجال الإعلامي، وحماية التراث المصري وحقوق الملكية الفكرية.
أما الجلسة الرابعة فعرضت لمستقبل الصحافة الورقية في مصر، واحتمالات تأثرها بانتشار الصحافة الإلكترونية.
وحسب ما ذكره رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر علاء الروبي للجزيرة نت، فقد أوصى المؤتمر بتفعيل أطر التعاون بين المؤسسات الإعلامية والأكاديمية لرفع مستوى الأداء المهني، كما دعا إلى سن قوانين ووضع قواعد توازن بين جانبيْ الحرية والمسؤولية.
كما أوصى المؤتمر بإعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون للتخلص من العمالة الزائدة التي قدرتها إحدى الأوراق المقدمة بأكثر من 80% من العاملين في مبنى "ماسبيرو" الذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف شخص.
الجزيرة نت

الأحد، 30 ديسمبر 2012

بحلول 2013 هل سنقول وداعا للصحافة الورقية إلى الصحافة الإلكترونية ؟

متابعات إعلامية / كتب / عبدالقادر بن شهاب *
اليوم الأثنين 31 ديسمبر (كانون الأول) 2012 وضعت مجلة "نيوزويك الأمريكية" على غلاف آخر عدد لها ثلاث كلمات: "آخر عدد مطبوع" وأشارت إلى موقع المجلة في الإنترنت، وإلى صفحتها في موقع "تويتر"، وقد طبعت على غلافها الأخير صورة جوية غير ملونة تبدو حزينة لعمارة "نيوزويك" في نيويورك لتكتب في إفتتاحية العدد الأخير: "شيء لطيف ومرير! تمنو لنا التوفيق"، معلنة بهذه الخاطره وداعها عالم الصحافة الورقية وانتقالها إلى عالم الصحافة الإلكترنية على شبكة الإنترنت نتيجة لإرتفاع كلفة إصدار الطباعة الورقية والنشر والتوزيع وانخفاض إيرادات الإعلان.
ونقلت مجلة "نيوزويك الأمريكية" نتيجة استقصاء قام به مركز “بيو” للأبحاث، يقول أن 39% من الأميركيين يستقون أخبارهم من مصادر إلكترونية ـ أي لا يقرأون الصحف والمجلات بنسختها الورقية بل ينقرون على حواسيبهم أيًا كانت ليقرأوا الخبر سريعًا محتوى وصورة. وتقول إدارة الصحيفة الأميركية إنها وصلت قمةً في العمل الصحفي تمكنها من الوصول إلى قرّائها والتأثير بهم من خلال نسختها الإلكترونية العتيدة، بلا ورق ولا طباعة، “وهو ما كان متعذرًا قبل عامين، كما ورد في بيان نيوزويك.
أيضا فقد ذكر "جوان سينور" وهو أحد مديري مجموعة وسائل المبتكرات الإعلامية الدولية الإستشارية وهو يختتم كلمته في فعاليات المؤتمر الرابع والستين للصحافة العالمية والمنتدى التاسع عشر للمحررين العالميين في كييف في سبتمبر 2012 م قائلا: أنه لا جدوى بل ومن غير المنطقي محاولة بيع الصحف المطبوعة في حين أن 80% من محتواها يتوفر مجاناً قبل نشره بيوم كامل، مضيفا إن القراء لا يريدون قراءة أخبار في الصحف مضى عليها 10 ساعات، إنهم يرغبون بالتجديد والابتكار.
وعلى مستوى الدراسات العربية الصحفية المعاصرة حول مستقبل الصحافة الورقية أمام الصحافة الإلكترنية على شبكة الإنترنت أظهر استبيان لدراسة صحفية أجرتها مجلة «البيان» الإماراتية حول الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية، وشارك فيه 100 طالب وطالبة من الجامعيين، وذلك من خلال عدة أسئلة طرحت عليهم، بحثا عن اجابات بشأن المنافسة بين الوسيلتين، وصراع البقاء والفناء في عالم الاعلام، بما يمثله التقليدي "الورقي" و"التقني الإلكتروني"، عبر المواقع المختلفة والوسائل المتنوعة، ورؤية جيل اليوم لمستقبل الصحافة بنوعيها، وايجابيات وسلبيات كل منهما.
فقد أشارت نتائج الإستبيان إلى أن نسبة قراءة الصحف الورقية بشكل دائم يمثل 24 % وأحيانا 64 %، وإطلاقا 12 %، بينما بلغت نسبة تفضيل الطلبة لقراءة الصحف الإلكترونية 22 % دائما، و52 % احيانا، و26 % اطلاقا، وعن اقتناعهم بإمكانية إلغاء الإلكترونية للورقية قال 16 % سيحدث ذلك بشكل دائم، و36 % احيانا، و48 % إطلاقا، لتصل النتائج في خاتمة الدراسة إلى أنّ الصحافة الورقية أقل حرية وأكثر مصداقية من الصحافة الإلكترونية.
في شهر  أكتوبر المنصرم أكدّ "مؤتمر مستقبل الإعلام بعد الثورات العربية" المنعقد في كلية الإعلام بالجامعة الكندية بالقاهرة أنّ الصحافة الورقية تواجه الآن منافسة شرسة وقوية مما يتطلب وجود مؤسسات إعلامية قوية تتمتع بالكفاءة والقدرة علي الاستمرار واتخاذ القرار وهو ما يحتاج إلي دراسة شاملة للتحديات التي تواجه مستقبل الصحافة.
وقد تنبأ خبراء الصحافة والإعلام بمصير الصحافة الورقية فهذا "فرانسيس غوري" المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية إحدى منظمات الأمم المتحدة، فقد توقع أن تختفي الصحف الورقية من العالم تماماً بحلول عام 2040م ويتم استبدالها كلياً بوسائل رقمية، وقال فرانسيس إنه "خلال سنوات عدة لن نجد صحفاً مطبوعة كالتي نعرفها اليوم، والأمر سيعتبر تطوراً من دون أن يكون ذلك جيداً أو سيئاً. فهناك دراسات تعلن اندثار الصحف المطبوعة على مستوى العالم في عام 2040، أما في الولايات المتحدة فسيتم في عام 2017".
لكن هل سنشهد فعلا وداع للصحافة الورقية والإنتقال بشكل كامل إلى عالم الصحافة الإلكترونية على شبكة الإنترنت بحيث نودع كل ما هو مطبوع ومسموع ومرئي ابتداءا من الكتاب؟ هل نحن فعلا أمام موكب جنائزي مهيب للصحافة الورقية نواري به مثواها الأخير ؟
الحقيقة أنه أذا تأملنا بدقة إلى ماهية الوسائط المتعددة التي أظهرتها لنا تكنولوجيا الإتصال الحديثة في عصر ما بعد التفاعلية سنجد أنه ليس كل ما هو مستحدث جديد مهما كان نوعه وفكرته وفلسفته وآليته وجمهوره سوف يقضي على القديم المتهالك ويقوم بدفنه إلى الأبد.
فكما أنّ الصحيفة الورقية التي رأيناها في مطبعة "غوتنمبرغ" لم تلغي لنا الكتاب، أيضا فإن السينما لم تقتل المسرح لتحل محله مقارنة بالتقنية الحديثة التي تمتلكها السينما أمام المسرح، كما أن الراديو لم يقض على الصحافة المكتوبة بل تغذى عليها واستفاد منها وأعطاها حيوية وتجديدا أمام الجمهور، وكما أن التلفزيون لم يتسبب في اختفاء الراديو من المشهد الإعلامي نظرا لما يملكه التلفزيون من امكانية الصوت والصورة والفيديو في آن واحد بل استفاد كل من الآخر ليكمل أحدهم الآخر.
كذلك فإن شبكة الإنترنت والوسائل الرقيمة الحديثة والكتب الإلكترونية وغيرها لن تشكل تهديدا يقضي على وجود الكتاب الورقي، فكل وسيلة إعلامية من هذه الوسائل تكمل الوسيلة الأخرى ولكل وسيلة إعلامية جمهورها ومحبيها الذي يظلون متمسكين بها مهما عصف بها الزمن فتظل حاضرة في قلوبهم وفي واقعهم المعاش.
 

السبت، 29 ديسمبر 2012

31 ديسمبر 2012 آخر «نيوزويك» ورقية .. المجلة العريقة تتحول إلى الإنترنت

متابعات إعلامية / واشنطن / عن الشرق الأوسط
مع نهاية العام، أصدرت مجلة «نيوزويك» نسختها الورقية الأخيرة. ووضعت على غلاف آخر عدد ثلاث كلمات: «آخر عدد مطبوع». وأشارت إلى موقع المجلة في الإنترنت، وإلى صفحتها في موقع «تويتر»، إشارة إلى أهمية الإنترنت المتزايدة، وتأثيره على الصحافة المكتوبة. وكانت «نيوزويك» الورقية، خلال العامين الماضيين، فشلت في وقف تدهور مستمر ومأساوي لهذه المجلة العريقة. وانخفضت مبيعاتها كثيرا جدا، وتراجعت عائدات الإعلانات.
وهكذا، قبل شهرين من الاحتفال بالذكرى الثمانين لصدورها، ودعت «نيوزويك» الورقية قراءها.
تحمل الطبعة الأخيرة تاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول). واختارت تينا براون، الصحافية الشهيرة، ورئيسة تحرير للمجلة، صورة جوية غير ملونة، وتبدو حزينة لعمارة «نيوزويك» في نيويورك. وكتبت براون في صفحتها في «تويتر»: «شيء لطيف ومرير! تمنوا لنا التوفيق!».
وكان العدد الأول من المجلة صدر في فبراير (شباط) عام 1933. وعلى غلافها صور 7 شخصيات عالمية. منهم الزعيم الألماني أدولف هتلر، مع تصريح له بأن «الأمة الألمانية يجب أن يعاد بناؤها من الصفر».
وفي سنة 2010. وبسبب استمرار فشل طبعتها الورقية، وبدولار واحد دفعه إلى مجموعة شركات «واشنطن بوست»، الملياردير الأميركي سيدني هارمان، انتقلت إليه ملكية المجلة.
في البداية، حاول هارمان إعادة الحياة إلى المجلة الورقية. لكن، لم تنجح جهوده. واضطر، في نفس السنة، إلى دمج المجلة مع الموقع الإلكتروني الناجح: «ديلي بيست»، الذي كانت، ولا تزال، تديره تينا براون، الصحافية البريطانية التي انتقلت، في نهاية القرن الماضي، إلى نيويورك، وقادت حملة إصلاحات في كثير من المجلات الأميركية، منها مجلة «نيويوركر».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلنت براون أن «نيوزويك» ستتوقف عن الصدور بطبعتها الورقية، وستصبح إلكترونية تحت اسم «نيوزويك غلوبال». وأشارت براون إلى دراسات بأن 40% من الأميركيين يقرأون الأخبار على الإنترنت. وقالت: إن «نيوزويك» وصلت «نقطة تسمح لها بالوصول إلى قرائها بفاعلية أكبر» في الإنترنت.
في الوقت الحالي، تتبع «نيوزويك» مجموعة «نيوزويك ديلي بيست». ومع إعلان انتقال كل «نيوزويك» إلى الإنترنت، أعلنت المجموعة تخفيض عدد الصحافيين والعاملين في رئاستها في نيويورك وفي مكاتب أخرى داخل وخارج الولايات المتحدة. غير أن المؤسسة قالت: إن طبعات اللغات الأخرى، ومنها طبعة عربية تصدرها دار الوطن الكويتية، ستستمر حسب ظروف كل طبعة.
ورغم أن «نيوزويك» كانت منافسة قوية لمجلة «تايم» خلال عقود، صار واضحا أن «تايم» تقدر على الاستمرار كمجلة ورقية، وتقدر على الحصول على كميات كبيرة من الإعلانات. ومن مفارقات التاريخ أن «نيوزويك» بدأت في عام 1933 بمبادرة من صحافي كان يعمل في «تايم». هذا هو توماس مارتن الذي كان يشغل منصب رئيس تحرير «تايم»، واختلف مع ناشرها.
وكانت براون، رئيسة تحرير «نيوزويك»، قالت: إنها لا تفهم لماذا تستمر «تايم»، وفشلت «نيوزويك». غير أن إعلاميين كانوا قالوا، قبل سنوات، إن مجموعة شركات «واشنطن بوست» قللت اهتمامها بالمجلة، وركزت على صحيفة «واشنطن بوست». وأيضا على استثمارات ناجحة مثل كليات دراسية إلكترونية ومعاهد تعليمية اعتمدت على مساعدات من الحكومة الأميركية.

الجمعة، 28 ديسمبر 2012

محمد أحمد الشاطري .. رائد الحركة التحديثية والتنويرية في حضرموت

متابعات إعلامية /كتب / الأستاذ / عمر أحمد الشاطري

يعتبر الشاطري من رواد حركة التحديث في حضرموت والنشطاء الأوائل الذين حاولوا إرساء بداية قواعد نظام حكم مجتمع مدني أساسه العدل والمساواة أمام القانون والعمل على تقدم البلاد علميًا واقتصاديًا وسياسيًا. وقد تعرض كثيرًا للتجريح والمضايقة من دعاة التخلف والجمود, وللتهديد والاعتقال من نظام الحكم الشمولي الذي حكم الجنوب بعد الاستقلال.
تربى ونشأ في كنف والده كما تلقى العلم على أكابر علماء تريم الغناء وفي مقدمتهم والدي العلامة المرحوم أحمد بن عمر الشاطري والأستاذ الكبير محمد بن هاشم بن طاهر, شيخ الصحافة الحضرمية, وقد أقبل على طلب العلم بنهم شديد ساعده في ذلك ذكاء حاد ملتهمًا أمهات الكتب وأهم المراجع في علوم الدين واللغة العربية والمنطق والتاريخ والفلك والفلسفة الإسلامية. ولما كان في السابعة عشرة من العمر ألّف "دواء المعلول" بالحروف المهملة ويتناول مراحل سيرة الرسول, وفي التاسعة عشرة  كتب "كيف نحن" وهو بحث يتناول حالة حضرموت في القرن الثالث عشر وما بعده وما عانته حضرموت من تخلف وجهل وفوضى. وإزاء هذا النبوغ المبكر عُيِّن مدرسًــا بمدرسة الكاف بتريم كما اقتعد أحد مقاعد التدريس في رباط تريم, ذلك المعهد الشهير الذي يشد إليه الطلاب رحالهم للعلم من جميع أنحاء اليمن والمهاجر الحضرمية كإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وأقطار شرق افريقيا.


وفي بداية العقد الثالث من القرن العشرين قام هو ولفيف من شباب تريم بتأسيس "جمعية الأخوة والمعاونة" التي فتحت مدارس للبنين والبنات تدرس فيها إلى جانب العلوم الدينية واللغوية العلوم الطبيعية والرياضيات والجغرافيا والتاريخ. وفي مدرسة البنات إلى جانب هذه العلوم يدرس التدبير المنزلي والتطريز والخياطة, وقد قامت الجمعية بإرسال عدد من خريجي مدارسها لإكمال الدراسة في العراق وسوريا ومصر والكويت. ولنشر الوعي الوطني أصدرت الجمعية مجلة شهرية "الإخاء" التي لم تكن لسان حالها فقط بل منبرًا حرًا لكل نشطاء الحركة الوطنية كما كانت تقوم بنشر المساهمات الأدبية من شعر ورواية ونقد وقصة. وكانت "الإخاء" تطبع بالرونيو التي تبرع بها أحد أثرياء تريم وتوزع مجانًا. وقد قامت هذه الجمعية –إلى جانب النشاط التعليمي والإعلامي- قامت بفتح صفوف ليلية لتعليم الكبار ومحو الأمية, كما كانت تبعث دوريًـا عددًا من أعضائها إلى حواضر وبوادي حضرموت لبثّ الوعي وإرشاد الناس إلى حقوقهم الطبيعية في الحياة وتعليم البدو شؤون دينهم. كما كوّنت الجمعية شركات تعاونية زراعية وتجارية لكنها توقفت هذه الأنشطة التعاونية بسبب انقطاع الموارد الماليـة من اندونيسيا وسنغافورة أثناء الحرب العالمية الثانية. هذا وقد انتخب الشاطري بالإجماع رئيسًا لهذه الجمعية مدة حياته. والجدير بالذكر أن نشاط الجمعية في جميع المجالات قد توقف قسريًـا بعد الاستقلال في عام 1967 عندما أحكم النظام الشمولي قبضته الحديدية على كل شيء مانعًا منعًا باتاً  كل الأنشطة الأهلية في جميع المجالات.
اشتغل الشاطري معظم سني حياته بالتربية والتعليم, إما مدرسًا أو مشرفًا تربويًا أو مديرًا للمعارف. في تريم, مسقط رأسه, عمل مدرسًا بمدرسة الكــاف وبمدارس جمعية الإخوة والمعاونة. وفي سنة 1355هـ أستدعي للتدريس بمدرسة الجنيـد بسنغافورة ومكث بها ثلاث سنوات درس خلالها اللغة الإنجليزية. وفي بلاد العواذل غرب عدن دعاه السلطان صالح بن حسين العوذلي لتأسيس إدارة معارفها وتأسيس مدارس بها. وفي عام 1384هـ طلب للمشاركة في تأسيس أول مدرسة ثانوية بالسلطنة الكثيرية وللتدريس بها. ومنذ استقر بجدة المملكة العربية السعودية عام 1393هـ حتى وفاته عام 1422هـ واصل جهوده العلمية بالإضافة إلى عمله التعليمي الثقافي كمشرف اجتماعي وخبير تربوي بمدارس الفلاح.وكان مؤسسا لجامعة الأحقاف في حضرموت وأصبح رئيس مجلس أمنائها إلى أن توفى. وقد تقلّد الشاطري وظائف رسمية عليـا في سلـك القضاء بالمجلس العالي بالسلطنة القعيطية ثم تولى منصب الإفتـاء بمجلس الدولة بالسلطنة الكثيرية الذي استقال منه احتجاجًا على تدخل بعض المتنفذين في سير القضاء والأحكام. ويرى الشاطري أن التدريس هو أشرف وأهم مهنة عرفها الإنسان مرددًا دائمًا ما قاله أحمد شوقي :-
  قُـــــــــــم لِـــلــمُــعَــلِّــمِ وَفِّـــــــــــهِ الــتَــبــجــيــلا 
  كــــــــادَ الــمُــعَــلِّــمُ أَن يَــــكــــونَ رَســـــــولا
  أَعَـلِـمـتَ أَشـــرَفَ أَو أَجَـــلَّ مِــنَ الَّــذي     
  يَـــبـــنـــي وَيُـــنـــشِـــئُ أَنـــفُـــســـاً وَعُـــــقــــولا
وقد شارك الشاطري مشاركة فعّالة في النفع العام وخدمة الشعب. لما أسست أول بلدية مدينة تريم, رشح وانتخب رئيسًا لها واستمر في رئاستها دورة واحدة ولما أعيد انتخابه للدورة الثانية استعفى وشكر الناخبين على ثقتهم به. وكانت مدينة تريم تعاني من صعوبة ايصال مياه الشرب إلى منازلها بواسطة السّقايين. وقد أقترح بعض الأهالي انشاء شركة مساهمة عامة لإيصال المياه بواسطة الأنابيب والخزانات إلى المنازل بدلاً من السّقايين وكان هو أول رئيس منتخب لها. وقد بذل هو ومجلس إدارتها جهدًا كثيرًا في تحقيق ذلك الأمل المنشود الذي طالما تمناه السكان. ولما انشئت لجنة اصلاح السدود بوادي حضرموت انتخب في عضويتها فقبل وقام بدور فعّـــال في أعمالها. كما شارك في العمل للإنقاذ من المجاعة بحضرموت ابان الحرب العالمية الثانية التي دامت من سنة 1939م إلى سنة 1945م.
وإلى جانب ما قدمه للوطن من خدمات جليلة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية يعتبر الشاطري ثروة علمية هائلة بل دائرة معارف كبرى فهو بحر زاخر في العلوم الشرعية بما فيها الفلسفة الاسلامية وعلوم اللغة العربية, متضلع في التاريخ والفلك والأدب العربي وقرض الشعر. وله مؤلفات وأبحاث وردود في كل هذه العلوم تزيد على الأربعين, وله ديوانان وأكثر قصائده اجتماعية ووطنية وقليل منه في الغزل. كتب الاستاذ الشاطري رواية "الحبانية" تحكي حكاية امرأة من مدينة حبان بمحافظة شبوة قتلت ضرتها خنقًا وحُكم عليها بالإعدام عندما كان في سلـك القضاء بالمجلس العالي بالمكلا. في هذه الرواية يتناول الشاطري مكانة المرأة الدونية وتهميش المجتمع لها وظلم الرجل للمرأة في المجتمعات المتخلفة البعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام. وكما عرفنا سابقًا فقد اشتغل الشاطري بالتدريس في كثير من البلاد ويعد التلاميذ الذين تلقوا عنه مباشرة بالمئات, أما تلاميذ تلاميذه فيعدون بعشرات الألوف منتشرين في كثير من أنحاء العالم. وقد طرق الشاطري الصحافة أو ما تسمى (صاحبة الجلالة) للوقوف مع الحق ونصرة قضايا الشعب وكان يكتب باسمه الصريح وأحيانًا بأسماء مستعارة مثل "مطلع" و "ابن الوادي" في صحف عدن مثل "النهضة" وصحف المكلا "الطليعة" و"الرائد" وصحيفة "السلام" التي كانت تصدر في سنغافورة في ثلاثينيات القرن العشرين.
من أبرز أخلاقه وصفاته الحميدة: التواضع والنزاهة وعدم الالتفات إلى المظهر وقوة العارضة وعدم التزلف واحترام الرأي والرأي الآخر. وقد زاره عدد من المستشرقين ليتبينوا رأيه وأقوال العلماء في بعض الأمور والإشكالات التي تهم الاسلام وشؤون العالم العربي. كما كان يحظى باحترام الشخصيات التي تنتمي إلى الاتجاهات الفكرية الاخرى كالبعثيين والماركسيين وغيرهم يقابلهم في داره بكل ود واحترام ويجري بينه وبينهم جدل ونقاش يستمر أحيانًا ساعات.
وكان بين الشاطري وبين عدد من رؤساء وملوك وسلاطين بعض الدول العربية مقابلات واتصالات وأيضًا بينه وبين بعض كبار علماء المسلمين حوارات وأبحاث وردود. قابل المغفور له الملك سعود –رحمه الله- والتقى به عدة مرات في سبيل الحصول منه على دعم جمعية الأخوة والمعاونة, كما قابل الزعيم العربي الكبير جمال عبدالناصر وشرح له حالة الجنوب العربي تحت الاستعمار البريطاني وحاجة جمعية الاخوة والمعاونة وما تحتاج إليه من دعم كي تواصل أداء  رسالتها وقد منح عبدالناصر وأمدها بالكتب ومدرسين إلا أنّ بريطانيا لم تسمح لأولئك المدرسين بدخول حضرموت. وفي سنة 1374هـ دعاه الإمام أحمد ملك اليمن إلى زيارته فذهب إلى اليمن و زاره ومكث في ضيافته أكثر من شهر. أما علاقته بالسلطان صالح بن غالب القعيطي, سلطان السلطنة القعيطية, فكانت وطيدة إلى حد الصداقة وكان قد حضر بعض محاضرات الشاطري التي ألقاها في المكتبة السلطانية بالمكلا كما كتب السلطان صالح تقريضًا على ديوانه الأول. والمعروف أن السلطان صالح كان عالمًا جليلًا وله كتب عدة في علوم الدين والهندسة وفي عهده فتحت مدارس كثير في السلطنة القعيطية.زار الشاطري مصر مرتين والتقى بالكثير من العلماء منهم شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت –رحمه الله- ودارت بينهما أبحاث علمية. وقد ردّ الشاطري على المفسر الشيخ محمد متولي شعراوي في موضوع الكسب الحلال وبالأخص التوظف في البنوك نشر في مجلة الشرق الأوسط العدد المؤرخ 8/9/1984 ولما قابل الشيخ شعراوي في المدينة المنورة وباحثه رجع إلى قول الشاطري. وقد رد أيضًا الشاطري على الشيخ علي الطنطاوي في موضوع نشره الشيخ طنطاوي في جريدة الشرق الأوسط العدد 2473 تاريخ 5/9/1985 عن طبقات الحضارم وأنسابهم.
عندما اشدت قبضة الحكم الشمولي في جنوب اليمن وزادت مضايقة العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي غادر بلاده إلى المملكة العربية السعودية واستقر بجدة وعمل كمشرف اجتماعي ومستشار تربوي بمدارس الفلاح وألّف في نطاق هذا العمل بعض الرسائل والكتب وكان موضع احترام المسؤولين بها. وقد منحه المغفور له الملك خالد بن عبدالعزيز –رحمه الله- الجنسية السعودية تقديرًا له ولفضله ولمركزه العلمي والاجتماعي. واستمر الأستاذ الشاطري يؤدي رسالته ويقوم بها أحسن قيام, رغم الشيخوخة والضعف, داعيًا إلى الله ومعلمًا ومرشدًا بالحكمة والموعظة الحسنة حتى وافاه الأجل المحتوم بجدة عصر يوم الأحد 3 شهر رمضان 1422ه وكانت وفاته خسارة فادحة لا تعوض ودُفن بمكة. وقد رثاه العلماء والشعراء وأقيمت له حفلات تأبين في جدة والرياض وعدن وسيون وتريم وبعض البلاد الاخرى التي تتواجد فيها جاليات حضرمية. 

موقع جامعة عدن الإلكتروني

الصحفي فؤاد العلوي يفوز بجائزة اليونسف للعام 2012 للإعلام الإلكتروني

متابعات إعلامية / صنعاء:


أعلنّ مكتب اليونسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فوز الصحفي اليمني فؤاد العلوي فاز الصحفي اليمني فؤاد العلوي بجائزة منظمة الأمم المتحدة اليونيسيف للإعلام الإلكتروني حول حقوق الطفل لعام 2012.
ووفقا لبلاغ صحفي صادر عن مكتب اليونيسيف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن الصحفي فؤاد العلوي قدم لمحة عن عدد من أطفال الشوارع في اليمن، وأظهر جوانب حرمانهم من حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة والحماية.
وأعلن مكتب اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم الأحد الفائزين بجائزة اليونيسف الخامسة للإعلام الإقليمي وهم ستة فائزين في مجالات الأعمال التلفزيونية، والأعمال الإذاعية، ووسائل الإعلام المطبوعة، وفئة الإعلام الإلكتروني، وفئة التصوير الفوتوغرافي، وفئة الرسوم الكرتونية.
وقال: البلاغ الصحفي إن هذه الجائزة الإعلامية السنوية تمنح تقديراً للتميز في تغطية قضايا الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد البلاغ أن لجنة التحكيم اشتملت على إعلاميين اعتبروا أهمية الموضوع المختار، ونوعية وأصالة النهج الصحفي، وعمق ودقة العمل ألتحقيقي كمعايير أساسية لاختياراتهم.
وأشار البلاغ إلى أنه في السنوات الخمس الماضية ركزت الجائزة على واقع الأطفال وصحتهم وتعليمهم.
وكان موضوع الجائزة لهذا العام: "الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الحقوق والتحديات".
والفائزون بجائزة اليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هم
1- عن فئة الأعمال التلفزيونية: "سوالفنا حلوة"، وهو برنامج حواري أسبوعي على تلفزيون دبي وقد خصص إحدى حلقاته لتناول قضية عمالة الأطفال في المنطقة.
2- عن فئة الأعمال الإذاعية:تقرير أمل علام من راديو مصر الذي اشتمل على تحليل لتعرض الأطفال المصريين للاستغلال والعنف. كما تطرق لمعاناة عشرات الآلاف من الأطفال الذين يعيشون في الشوارع، وعن ارتفاع نسبة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في البلاد.
3- عن فئة وسائل الإعلام المطبوعة:كتبت ميادة داود حسن من العراق مقالة مؤثرة عن التحديات التي تواجه المشردين في بلدها. وقد سلطت الضوء على أهمية توفير أماكن آمنة للأطفال تشعرهم بعودة الحياة إلى طبيعتها، وتزودهم بالدعم النفسي والاجتماعي، والحماية من الأذى.
4- عن فئة الإعلام الإلكتروني:قدم فؤاد العلوي من اليمن لمحة عن عدد من أطفال الشوارع في اليمن، وأظهر جوانب حرمانهم من حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة والحماية.
5- عن فئة التصوير الفوتوغرافي: مقال مصور من عاهد ازحيمان من الأرض الفلسطينية المحتلة حو لوضع الأطفال في الرفاعية.
6- عن فئة الرسوم الكرتونية: أعمال رسام الكاريكاتير أنس اللقيس من لبنان التي صورت الأطفال في حياتهم اليومية في البيت والمدرسة، وقدمتها في سياق مرير ومؤثر
مارب برس

الصحافيون الاستقصائيون العرب يبحثون عن ربيعهم

متابعات إعلامية / عمّان



نشر ت مجلة "لاتيتود" الصادرة عن المعهد العالي للصحافة في مدينة ليل – فرنسا  هذا التقرير في عددها الأخير . في كانون الأول 2011، فازت الصحافية البحرينية هناء بوحجي بجائزة لورنزو ناتالي العالمية لتحقيق كشفت فيه انتهاكات وسوء معاملة بحق مدبّرات المنازل الآسيويات في بلادها. غير أن هذا النجاح، بعد بضعة أشهر على انطلاق احتجاجات شعبية في إطار صحوة "الربيع العربي"، لم يشجع على انتشار صحافة الاستقصاء في أوساط الإعلاميين في في تلك الجزيرة الخليجية الصغيرة. "اليوم يعدّون على أصابع اليد الواحدة الزملاء الذين يستطيعون زرع ثقافة الصحافة الاستقصائية في البحرين"، تأسف بوحجي.
تحاول الصحافية، ومعها العديد من رجال ونساء المهنة في العالم العربي، تعزيز هذا النوع من الصحافة المعمقة لمساعدة مجتمعاتهم على النهوض بعد أن اجتاحت موجات ربيع العرب المنطقة وكسرت حواجز قديمة تتعلق بالديمقراطية، الحريات العامّة والمساءلة.
التقرير الاستقصائي الذي نشرته بوحجي هو الوحيد المنفذ في البحرين من بين عشرات التحقيقات المنشورة في عدة دول بدعم من شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) منذ تأسيسها في العاصمة الأردنية عمان سنة 2005. بعد تحقيقات تناولت قضايا ومشاكل بيئية، تنموية ومجتمعية، تفتح "أريج" وصحافيوها اليوم ملفات فساد سياسي واقتصادي في أنظمة أسقطتها الثورات الشعبية. بدعم من الدنمارك، السويد وعدة منظمات دولية، تسعى هذه الشبكة إلى نشر عادات الاستقصاء و"نبش" المعلومات بين الإعلاميين العرب، بهدف الكشف عن مواقع الخلل والتقصير والتحسين من حياة المجتمعات.
أكثر من أربعين تحقيقا نشرتهم "أريج" منذ اندلاع شرارة الربيع العربي في تونس أواخر 2010، منهم 24 تحقيقا تم تنفيذهم في دول تعيش حركات احتجاج شعبي. يسعى هؤلاء "الأريجيون" إلى الاستفادة من التغييرات السياسية من أجل تحقيق المزيد من حرية التعبير وفتح ملفات "حساسة" حول الفساد وسوء استخدام السلطة من قبل الأنظمة القديمة أو تلك التي تحل مكانها في السلطة.
انكسر حاجز الخوف
في مصر، حيث أجبرت الجماهير الغاضبة حسني مبارك على الرحيل عن سدة الحكم في شباط / فبراير 2011، يتعمق الصحافيون في الاستقصاء أكثر من باقي نظرائهم العرب. في تحقيق نشرته يومية "المصري اليوم"، يتتبع علي زلط وعبدالرحمن شلبي ثروات وأموال الدولة التي ما زالت في يد مسؤولين ومقربين من النظام السابق. في نفس الصحيفة، يكشف هشام علّام وأحمد رجب عملية تهريب سجناء منظمات إسلامية من سجن المرج (إلى الشمال من القاهرة) خلال الثورة ضد مبارك.
 يتحدث علّام عن التغييرات التي طرأت على مهنة الصحافة، وتحديدا تلك الاستقصائية، بعيد الثورة. "لم تتغير القوانين ولكننا نلاحظ إرادة متزايدة لدى عدد من المواطنين والمسؤولين لمساعدة الصحافيين وتزويد وثائق الوثائق اللازمة لإثبات حالات الفساد... انكسر حاجز الخوف".
إلى الأردن، حيث تبقى محاربة الفساد أبرز شعارات المتظاهرين في الشوارع. هناك، تكشف منيرة الشطي ومجدولين علّان، من راديو البلد، إهدارا لملايين الدنانير من المساعدات الأوروبية هدفها الأساسي تنفيذ مشاريع تنموية في مناطق يضربها الفقر في غور الأردن. "بعد الربيع العربي، أصبح الأردنيون أكثر تعطشا للمعلومات، وصار التحدي أمام الصحافيين هو إنجاز المزيد من التحقيقات الاستقصائية بالرغم من الظروف غير المناسبة"، تقول علّان.
في 2007، أصبح الأردن أول دولة عربية تقر تشريعا لحق الحصول على المعلومات. ولكن علّان أثبتت في تحقيق عام 2010 ثغرات في النصوص وفي التطبيق. النتيجة: يبقى القانون "تجميليا".
مروان المعشر، نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام، يؤكد ما توصلت إليه علان. "حكوماتنا ليست منتخبة ولا تشعر بالمسؤولية تجاه الناس. بالتالي يتم التعامل مع المعلومات كمنحة وليس كحق للعامة"، يشرح الدبلوماسي، الذي شغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء في الأردن. ويضيف: "هذا الأمر لن يتغير بين ليلة وضحاها بفضل الثورات".
"نفس العقلية القديمة"
سمحت الموجات الاحتجاجية بانفتاح نسبي في حرية التعبير. لكن يبقى هنالك الكثير من العصي في دواليب الصحافة الاستقصائية العربية، كما يؤكد القائمون على شبكة "أريج". يواجه المراسلون الاستقصائيون "نفس العقلية القديمة": مسؤولون يترددون في تقديم المعلومات ويسعون إلى إخفائها، حسب سعد حتر، مدير وحدة التحقيقات الاستقصائية في الشبكة. يرجح حتر أن يكون لدى بعضهم خشية من فقد مناصبهم أو التعرض للمساءلة في حال كشف قضايا فساد.
"في تونس، تقع وسائل الإعلام بين مطرقة الإسلاميين وسندان القوى العلمانية"، يلاحظ حتر. بعد سنوات من العلمانية التي فرضها نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، "يريد حزب النهضة والسلفيون السيطرة على الصحافة، إحدى أهم أدوات السلطة، من أجل تجنب النقد"، يستنتج الصحافي.
في مؤتمر "أريج" قبيل نهاية كل عام، تطرح هذه القضايا وغيرها على طاولة النقاش بين صحافيين وخبراء من مختلف أنحاء العالم. يعرضون تجاربهم وتحقيقاتهم في قاعات أحد فنادق عمّان، ويحتفلون بإنجازاتهم في ليلة راقصة على أنغام موسيقى عربية.
بالنسبة للمعشر، "عقلية بأكملها يجب أن تتغير" حتى يتمكن حتر وصحافيوه من توسيع حقل استقصاءاتهم

المصدر اريج

واقع الصحافة العربية

متابعات إعلامية / كتب / خالد جمال الجابر


واقع الصحافة العربية كرس "زمن أحزان صاحبة الجلالة" ..  قافلة الصحافة القطرية إلى أين؟لماذا تراجع تصنيف الصحافة القطرية؟ وكيف يمكن مواجهة التحديات؟ النقلة النوعية بلغت أوجها عام 2002 وبعدها كانت نكسة التراجع. المؤسسات الصحفية فقدت دورها عندما تحولت إلى جهاز إعلامي. أين دور الصحافة في التنمية وتنوير الرأي العام وكشف الفساد؟ نحتاج إلى قانون عصري يرفع سقف الحريات ويرسي تعددية المنافسة للصحفمطلوب مواجهة جذرية لوضع الصحافة وادعو إلى حوار وطني حول التحديات.
هل ما زلنا نذكر المقولات الجميلة التي كنا نرددها عن الصحافة في مناسبات مختلفة على شاكلة (من قال حرية قال تعددية، هذا هو التعبير الصحفي العام)، (الصحافة حرية واخلاق وفن، وصوت الحياة الذي يصل إلى أذن الحياة)، (الصحافة هي السلطة الأولى وليست الرابعة) ، (كلمات الصحافة فتات يتساقط من مائدة الفكر)، و(مات الجهل بميلاد الصحافة) وكلمة توماس جيفرسون "thomas Jefferson" الشهيرة: (لو انني خيرت بين أن تكون لدينا حكومة بدون صحافة أو صحافة بدون حكومة، لما ترددت لحظة في تفضيل الخيار الثاني)، وهل ما زالت القناعة حاضرة بان الصحافة في العالم العربي اليوم لاتزال تتمتع بنفس المكانة التي كانت تحظى بها في الزمن الماضي الجميل، الحقيقي منه أو المزيف ؟!  اليوم لم يعد العالم كما كان قبل 20 سنة، فهناك أحداث كثيرة وقعت وأمور كثيرة تبدلت ودخلنا عصر العولمة، واجتاحتنا ثورة المعلومات وغزت سمانا القنوات الفضائية، وجرفتنا سيول الانترنت معها ولا نعرف متى وأين وكيف نقف؟!، 
وفي خضم تلك الأحداث الجسيمة لم يصل التغيير الجوهري إلى قلب وعقل الصحافة العربية، حتى حين تغير شكلها وتبدل لونها، فهي لم تتمكن من الارتقاء إلى مستوى التحدي والمنافسة وفشلت في تقديم محتوى ومضمون متقدم وفاعل قادر على الاقناع والتأثير لا على المستوى القطري ولا العالمي !  واقع الصحافة في العالم العربي يدعو إلى الحزن، لذا اطلق عليه البعض "زمن أحزان صاحبة الجلالة"،  
فقد أكد تقرير التنمية البشرية الذي يصدر عن الأمم المتحدة ان الصحافة والاعلام العربي، ووسائط النفاذ إليه وبنيته التحتية ومضمونه "تعاني الكثير بشكل عام، مما يجعلها دون مستوى تحدي بناء مجتمع المعرفة، إذ ينخفض عدد الصحف في البلدان العربية إلى اقل من 53 لكل 1000 شخص مقارنة بـ 285 صحيفة لكل 1000 شخص في الدول المتقدمة، فالصحافة في اغلب البلدان العربية تحكمها بيئة تتسم بالتقييد الشديد لحرية الصحافة والتعبير عن الرأي، وتكشف الممارسات الفعلية في كثير من البلدان العربية عن انتهاكات مستمرة للحريات الصحفية والتضييق والعقوبات والتهديد، بالاضافة إلى الخطوط الحمراء، التي لا يجب حتى التفكير بالاقتراب منها، لقد تحولت بعض المؤسسات الصحفية في العالم العربي الى جهاز اعلامي ليست له علاقة بتنمية الفرد وتنوير الرأي العام والكشف عن الفضائح والفساد والتجاوزات بل إلى وسيلة لاخفاء الحقائق والتبرير والتلاعب بالعقول وفبركة واقع مزيف لا علاقة له بالواقع في المجتمع.  
ورغم ذلك، فقد ظلت هناك استثناءات في بعض الدول العربية تحاول في الصحف ان تكسر الدائرة المغلقة التي تطوقها لتنطلق وتلحق بركب التغيير والتجديد والتطوير، وهذا يدعونا إلى أن نلتفت لوضع الصحافة في مجتمعنا القطري بعد أكثر من ثلاثة عقود لنراجع تجربتنا ونتفحص الأرضية التي نقف عليها ونقوم باصلاح الخلل وتقويم الاعوجاج والانطلاق بخطوات ثابتة ومدروسة نحو المستقبل، متسلحين بقناعة ان مجتمعنا الصغير يستطيع أن يكون نموذجا يحتذى به في المنطقة والحديث عن المراجعة يأخذنا بالضرورة لمعرفة اين نقف، وكيف نسير، وإلى أين نتجه، ولكي تتضح الصورة بشكل أفضل دعونا نطبق المنهج العلمي لنحدد موضع الخلل.  
بيت الحرية freedom house وهي منظمة مقرها مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية تم إنشاؤها عام 1941 مختصة باصدار تقارير سنوية ومعلومات واحصائيات حول واقع الحريات وخصوصا الصحافة على المستوى الدولي، وعلى المستوى الاقليمي، وتقارير تفصيلية عن كل بلد من بلدان العالم وهي تتمتع بثقة ومصداقية كبيرة، والمتابع للتقارير التي تصدرها المنظمة سيلاحظ أن الصحافة في مجتمعنا حققت مستويات متقدمة في التقارير التي تناولت تقييم الصحافة في العالم العربي من عام 1995 إلى عام 2002، وقد حصلنا على المرتبة الثالثة في الرقابة الحكومية المباشرة عن الصحف اليومية، وإلغاء وزارة الاعلام، وارتفاع سقف الحرية والتعبير والانفتاح على القضايا المصيرية على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي وطبعا انشاء محطة الجزيرة.  
إلا ان المفاجأة تأتي بعد ذلك بسنوات معدودات ليتراجع التقييم سنة بعد الأخرى وصولا إلى اليوم، ففي تقرير عام 2005 تراجع التصنيف إلى المرتبة الخامسة وبعدها بـ3 سنوات عجاف تحول التصنيف من المرتبة الخامسة إلى السابعة في عام 2008، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فمن المتوقع ان يتراجع التصنيف في 2009 والذي ستظهر نتيجته في نهاية السنة إلى مرتبة متأخرة، خصوصا في ظل بروز تحسن كبير في المحتوى والمضمون وسقف الحريات الذي تقدمه الصحافة في بعض الدول العربية بشكل عام، والدول الخليجية بشكل خاص، وأهمها الصحافة في مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة، (انظر الجدول الذي يصنف الصحافة في الدول العربية حسب المنطقة الجغرافية والنسبة التي حصلت عليها كل دولة).  
اشار تقرير المنظمة إلى انه على الرغم من انتشار وسائل الاعلام وشبكة الانترنت بصورة واسعة في دول هذه المنطقة التي منها دولتنا، إلا ان الاعلام فيها مازال مقيدا ومستوى الحرية تراجع فيها بشكل كبير، لكن هذا ليس كل ما عرض، فالصحافة في مجتمعنا تعاني، إذ لا يوجد قانون عصري يرفع من سقف الحريات ويرسي تعددية لاصدار صحف جديدة تنافسية وينظم العمل الصحفي، فما زال قانون المطبوعات والنشر هو المعمول به منذ أكثر من 30 سنة، وهو متمركز على العقوبات والغرامات والحبس، كما لا يوجد ميثاق للصحافة ولا دليل للعمل الصحفي يسترشد به العاملون فيها، ولا توجد مظلة للصحفيين تجمعهم تحت جمعية أو نقابة، بل اصبحت الرقابة الداخلية للمسؤولين في بعض الصحف والخطوط الحمراء لا عد لها ولا حصر، وباتت الاستقلالية والتبعية والمصداقية تثير العديد من الاسئلة منذ حل وزارة الإعلام قبل 11 سنة.  
الأمر بات يقتضي مراجعة جذرية لوضع الصحافة ماضيا وحاضرا ومستقبلا، ومن هذا المنبر فإنني ادق الاجراس وادعو الى حوار وطني يتناول التحديات ويطرح العلل والمشاكل ويقدم حلولا حقيقية للتغيير قابلة للتنفيذ اليوم قبل الغد، وأرى ان من الضروري طرح استراتيجية مستقبلية وخطة عمل سنوية ترسم الدور الذي يجب ان تلعبه الصحافة في البناء والتنمية والاستقرار خلال السنوات الخمس القادمة وإلى عام 2015، وما نحتاج إليه لتحقيق ذلك هو رفع سقف حرية الاعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص لتكون أداة للنهوض برسالة الوطن والمواطن، ولتكون أداة في خدمة الاقتصاد الوطني، وتستخدم في الرقابة الشعبية وترفع من حرية التعبير والحوار والنقاش وتقديم المعلومات والحقائق، وتطرح الآراء والافكار الجريئة والقضايا المصيرية بشفافية ووضوح ومسؤولية، وتساهم في التنمية والتطوير والتحضر والتحديث والتقدم ومواكبة النهوض الاجتماعي والتغير الثقافي بكافة اشكاله وأنواعه .. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.