الأحد، 24 سبتمبر 2017

مؤتمر وسائل الاتصال وقضايا الصراع بإعلام القاهرة يختتم أعماله بعدد من التوصيات

متابعات اعلامية / القاهرة / خاص : 
عقدت كلية الإعلام جامعة القاهرة مؤتمرها العلمى الثالث والعشرين يومى الأحد والإثنين، 12 سبتمبر 2017م  بعنوان: "وسائل الاتصال وقضايا الصراع فى العالم"، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وبرئاسة الدكتورة جيهان يسرى عميد كلية الإعلام، وأمانة  الدكتورة هبة الله السمرى، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث.
وتضمن المؤتمر العلمي مائدتين مستديرتين الأولى بعنوان: (تداول المعلومات فى أوقات الأزمات.. والعلاقة بين الحكومة والمواطنين)، بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والثانية بعنوان: "الفضائيات وتغطية قضايا الصراع"، شارك فيها نخبة من الإعلاميين والخبراء، بالاضافة إلى ورشة تدريبية لأعضاء الهيئة المعاونة بالكلية والصحفيين والإعلاميين بعنوان: "إنتاج المادة الإخبارية المرئية لقضايا الصراع فى الإعلام العربى".
تضمن المؤتمر أربع جلسات علمية تم خلالها مناقشة 17 بحثاً قدمت من أعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام الاعلام في الجامعات المصرية والعربية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لمشاركة شباب الباحثين من طلاب الدكتوراة.
وخلص المؤتمر لعدد من التوصيات، أهمها:
- أولا:تهيئة البيئة السياسية والتشريعية لوسائل الاتصال وإعداد الكوادر المؤهلة، بحيث تستطيع استرداد دورها في إدارة الصراع على مختلف المستويات محلياً واقليمياً ودولياً بعد تراجعه في الحالة الراهنة نتيجة العديد من المتغيرات.
- ثانياً: رصدت نتائج البحوث والمناقشات اتساع ظاهرة الصراعات الداخلية العربية من حيث مداها وتأثيرها بحيث باتت الأكثر خطورة في تفاعلات المجتمعات العربية على مختلف الأصعدة وما ترتب عليها من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي وازدياد معدلات العنف والارهاب، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة إعادة النظر فى أولويات أجندة الاعلام العربي للحد من آثاره السلبية.
- ثالثاً: الالتزام بالضوابط المهنية والأخلاقية في المعالجات الإعلامية لقضايا الصراع على أن تضع فى اعتبارها المصالح العليا للوطن والأمن القومي المصري والتوعية بكافة أبعاد الصراع.
- رابعاً: اعتماد وسائل الاعلام على مراسليها المؤهلين في تغطية أحداث الصراع ومتابعتها تجنباً للاستعانة بمصادر قد تفتقد المصداقية، مع توفير الضمانات لحمايتهم وتأمينهم
- خامساً: تدعيم دور مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بالتواصل المجتمعي وسرعة التعامل مع الأزمات والكوارث بما يساعد على تضييق الفجوة بين المواطن والدولة وإعادة بناء الثقة بينهما في طرح معلومة صحيحة ودقيقة وغير متضاربة
- سادساً: ضرورة مواجهة الشائعات بالمعلومات الدقيقة والشاملة للحد من تأثيراتها السلبية في تأجيج الصراع، مع الحذر عند التعامل مع صحافة المواطن باعتبارها من المصادر التي قد تعتمد عليها وسائل الإعلام.
- سابعاً: تطوير الأدوات البحثية والتعمق في الأطر النظرية والمعرفية التي تعالج قضايا الصراع إعلامياً مع إعادة النظر في المفاهيم المتداولة بشأنها.

- ثامناً: تنظيم عدد من ورش العمل والدورات التدريبية للصحفيين والاعلاميين المعنيين بتغطية أحداث الصراع الأزمات والكوارث داخلياً وخارجياً.

الجمعة، 15 سبتمبر 2017

صراع البقاء والفناء في عالم الإعلام

متابعات اعلامية / كتب / د. عبدالقادر بن شهاب *
نقلت مجلة "نيوزويك الأمريكية" نتيجة استقصاء قام به مركز “بيو” للأبحاث، يقول أن 39% من الأميركيين يستقون أخبارهم من مصادر إلكترونية. أي لا يقرأون الصحف والمجلات بنسختها الورقية بل ينقرون على حواسيبهم أيًا كانت ليقرأوا الخبر سريعًا محتوى وصورة. وتقول إدارة الصحيفة الأميركية إنها وصلت قمة في العمل الصحفي تمكنها من الوصول إلى قرّائها والتأثير بهم من خلال نسختها الإلكترونية العتيدة، بلا ورق ولا طباعة، “وهو ما كان متعذرًا قبل عامين، كما ورد في بيان نيوزويك.
وفي مساء الأثنين 31 ديسمبر (كانون الأول) 2012 وضعت مجلة "نيوزويك الأمريكية" على غلاف آخر عدد لها ثلاث كلمات: "آخر عدد مطبوع" وأشارت إلى موقع المجلة في الإنترنت، وإلى صفحتها في موقع "تويتر"، وقد طبعت على غلافها الأخير صورة جوية غير ملونة تبدو حزينة لعمارة "نيوزويك" في نيويورك لتكتب في إفتتاحية العدد الأخير: "شيء لطيف ومرير! تمنو لنا التوفيق"، معلنة بهذه الخاطره وداعها عالم الصحافة الورقية وانتقالها إلى عالم الصحافة الإلكترنية على شبكة الإنترنت نتيجة لإرتفاع كلفة إصدار الطباعة الورقية والنشر والتوزيع وانخفاض إيرادات الإعلان.
أيضا فقد ذكر "جوان سينور" وهو أحد مديري مجموعة وسائل المبتكرات الإعلامية الدولية الإستشارية وهو يختتم كلمته في فعاليات المؤتمر الرابع والستين للصحافة العالمية والمنتدى التاسع عشر للمحررين العالميين في كييف في سبتمبر 2012 م قائلا: أنه لا جدوى بل ومن غير المنطقي محاولة بيع الصحف المطبوعة في حين أن 80% من محتواها يتوفر مجاناً قبل نشره بيوم كامل، مضيفا إن القراء لا يريدون قراءة أخبار في الصحف مضى عليها 10 ساعات، إنهم يرغبون بالتجديد والإبتكار.
وعلى مستوى الدراسات العربية الصحفية المعاصرة حول مستقبل الصحافة الورقية أمام الصحافة الإلكترنية على شبكة الإنترنت أظهر استبيان لدراسة صحفية أجرتها مجلة «البيان» الإماراتية حول الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية، وشارك فيه 100 طالب وطالبة من الجامعيين، وذلك من خلال عدة أسئلة طرحت عليهم، بحثا عن اجابات بشأن المنافسة بين الوسيلتين، وصراع البقاء والفناء في عالم الاعلام، بما يمثله التقليدي "الورقي" و"التقني الإلكتروني"، عبر المواقع المختلفة والوسائل المتنوعة، ورؤية جيل اليوم لمستقبل الصحافة بنوعيها، وايجابيات وسلبيات كل منهما.
فقد أشارت نتائج الإستبيان إلى أن نسبة قراءة الصحف الورقية بشكل دائم يمثل 24 % وأحيانا 64 %، وإطلاقا 12 %، بينما بلغت نسبة تفضيل الطلبة لقراءة الصحف الإلكترونية 22 % دائما، و52 % احيانا، و26 % اطلاقا، وعن اقتناعهم بإمكانية إلغاء الإلكترونية للورقية قال 16 % سيحدث ذلك بشكل دائم، و36 % احيانا، و48 % إطلاقا، لتصل النتائج في خاتمة الدراسة إلى أنّ الصحافة الورقية أقل حرية وأكثر مصداقية من الصحافة الإلكترونية.
في شهر  أكتوبر المنصرم أكدّ "مؤتمر مستقبل الإعلام بعد الثورات العربية" المنعقد في كلية الإعلام بالجامعة الكندية بالقاهرة أنّ الصحافة الورقية تواجه الآن منافسة شرسة وقوية مما يتطلب وجود مؤسسات إعلامية قوية تتمتع بالكفاءة والقدرة علي الاستمرار واتخاذ القرار وهو ما يحتاج إلي دراسة شاملة للتحديات التي تواجه مستقبل الصحافة.
وقد تنبأ خبراء الصحافة والإعلام بمصير الصحافة الورقية فهذا "فرانسيس غوري" المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية إحدى منظمات الأمم المتحدة، فقد توقع أن تختفي الصحف الورقية من العالم تماماً بحلول عام 2040م ويتم استبدالها كلياً بوسائل رقمية، وقال فرانسيس إنه "خلال سنوات عدة لن نجد صحفاً مطبوعة كالتي نعرفها اليوم، والأمر سيعتبر تطوراً من دون أن يكون ذلك جيداً أو سيئاً. فهناك دراسات تعلن اندثار الصحف المطبوعة على مستوى العالم في عام 2040، أما في الولايات المتحدة فسيتم في عام 2017".
لكن هل سنشهد فعلا وداع للصحافة الورقية والإنتقال بشكل كامل إلى عالم الصحافة الإلكترونية على شبكة الإنترنت بحيث نودع كل ما هو مطبوع ومسموع ومرئي ابتداءا من الكتاب؟ هل نحن فعلا أمام موكب جنائزي مهيب للصحافة الورقية نواري به مثواها الأخير ؟
الحقيقة أنه أذا تأملنا بدقة إلى ماهية الوسائط المتعددة التي أظهرتها لنا تكنولوجيا الإتصال الحديثة في عصر ما بعد التفاعلية سنجد أنه ليس كل ما هو مستحدث جديد مهما كان نوعه وفكرته وفلسفته وآليته وجمهوره سوف يقضي على القديم المتهالك ويقوم بدفنه إلى الأبد.
فكما أنّ الصحيفة الورقية التي رأيناها في مطبعة "غوتنمبرغ" لم تلغي لنا الكتاب، أيضا فإن السينما لم تقتل المسرح لتحل محله مقارنة بالتقنية الحديثة التي تمتلكها السينما أمام المسرح، كما أن الراديو لم يقض على الصحافة المكتوبة بل تغذى عليها واستفاد منها وأعطاها حيوية وتجديدا أمام الجمهور، وكما أن التلفزيون لم يتسبب في اختفاء الراديو من المشهد الإعلامي نظرا لما يملكه التلفزيون من امكانية الصوت والصورة والفيديو في آن واحد بل استفاد كل من الآخر ليكمل أحدهم الآخر.
كذلك فإن شبكة الإنترنت والوسائل الرقيمة الحديثة والكتب الإلكترونية وغيرها لن تشكل تهديدا يقضي على وجود الكتاب الورقي، فكل وسيلة إعلامية من هذه الوسائل تكمل الوسيلة الأخرى ولكل وسيلة إعلامية جمهورها ومحبيها الذي يظلون متمسكين بها مهما عصف بها الزمن فتظل حاضرة في قلوبهم وفي واقعهم المعاش.

الخميس، 7 سبتمبر 2017

في دراسة صادره عن مركز الدراسات و الاعلام الاقتصادي اليمني .. القصص الانسانية لا تتجاوز ٨٪ من تناولات الاعلام اليمني

متابعات اعلامية / خاص :
كشفت دراسة صادرة عن مركز الدراسات و الاعلام الاقتصادي ضعف الحديث عن السلام في وسائل الإعلام اليمنية و هيمنة اللغة التحريضية . حيث أن 70 % من البرامج و الاخبار  تتحدث عن المعارك العسكرية فقط مع إغفال الحديث عن السلام أو مبادرات السلام
و أوضحت الدراسة التي تأتي في إطار مشروع رصد الحريات الاعلامية في اليمن و استهدفت عشر قنوات يمنية بان اللغة التحريضية هي السائدة في أداء وسائل الاعلام اليمنية حيث ان 63.9 من البرامج المرصودة هيمنت عليها لغة  تحريضية و نبرة مثيرة لإضفاء صفة عاطفية على موضوع القصة دون الحاجة إلى ذلك،  وذلك بهدف تأجيج حدة الصراع واستمالة مشاعر الجماهير  تجاه الطرف الاخر .

و أضافت الدراسة أن  القصص الانسانية التي تحكي معانات المواطنين اليمنيين جراء تردي الاوضاع الاقتصادية و الانسانية يطويها النسيان والتجاهل اذ تطغي اخبار المواجهات العسكرية والعنف علي وسائل الاعلام ويرحل الفقراء دون ان يلتفت اليهم احد ، حيث مثلت نسبة تناولات القصص الانسانية في البرامج و الاخبار المرصودة نسبة 7.5 % فقط من إجمالي البرامج المرصودة.
و توصلت الدراسة  الي ان نصف البرامج و الاخبار التي تم رصدها عملت على جعل الصراع مبهما و غير واضح , من خلال وضع المشاهد أمام عدد من مشاهد النزاع ، دون تبيين حقيقة النزاع القائم و إبراز الاسباب التي أدت إلى هذا الصراع و الاطراف المؤثرة التي تعمل على استمراره محاولة منها في عدم تمكين الجمهور من فهم أهمية التطورات و الاحداث الجديدة التي تم ذكرها في البرنامج أو الخبر .
كما بينت نتائج الدراسة أن 54.9 % من البرامج و الاخبار تغطي فقط أخبار طرف واحد من أطراف النزاع في اليمن و محاولة تغطية أخبار الطرف الاخر و لكن بطريقة مناوئة بهدف التشويه ورسم صورة سلبية عنه.
مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات و الاعلام الاقتصادي أوضح بأن الدراسة هدفت إلى تقييم تعامل وسائل الاعلام في اليمن (القنوات التلفزيونية ) مع الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس 2015 من خلال تحقيق عددا من الاهداف تتمثل في مدى تقديم وسائل الاعلام لمعلومات أساسية حول طبيعة النزاع و مراحل تطوره ,  ومدى  مراعاتها لحساسية الصراع ,  و دورها في الوصول الى السلام و الحل الشامل للحرب في اليمن,  إضافة إلى تناولاتها للقضايا الانسانية التي انتجتها الحرب.
و عزا نصر أسباب هيمنة اللغة التحريضية على أداء وسائل الإعلام إلى ظاهرة الاستقطاب التي اتسعت في وسائل الاعلام اليمنية منذ بدء الحرب  و التي انقسم فيها الاعلام الي فريقين أحدهما مؤيد للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا برئاسة الرئيس عبده ربه منصور هادي والأخر يتبع جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح،  حيث سعت هذه الأطراف المنخرطة في الصراع إلى توظيف إعلامها لخدمة سياساتها والمساهمة في تشكيل رأي عام يسمح بتمرير خططها وأهدافها و استقطاب مؤيدين لتوجهاتها العسكرية والسياسية.  وفي إطار كل طرف ظهرت وسائل اعلام بأجندة تعتمد علي التمويل المالي الذي تتحصل عليها هذه الوسيلة او تلك، والبعض منها يتبع أطرافا وجهات محلية و اخري تتبع اطراف خارجية.
وقال نصر ان ذلك لا يعني انه لا توجد وسائل إعلامية تحاول جاهدة ان تكون مهنية في بيئة تتسم بالصراع وصعوبة العمل لكنها تظل محدودة، مشيدا ببعض القنوات والمواقع الالكترونية والاذاعات التي تحاول ان تقدم للجمهور معلومات مبنية علي الحقائق.
و أوصت الدراسة إلى ضرورة إقامة الورش و التدريبات لتزويد الصحفيين بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم لمعرفة مفهوم السلام وبناء معناه في ضوء المتغيرات الثقافية والاجتماعية و الاقتصادية, إضافة إلى بناء قدراتهم  في مجال الصحافة الحساسة للنزاعات.
كما أوصت بإعادة النظر في القواعد التنظيمية لوسائل الإعلام واللوائح المنظمة لعملها بما يسمح لهذه الوسائل بتغطية الأحداث المرتبطة بالنزاعات وفقا للمعايير الصحفية الأخلاقية، وضرورة وضع ميثاق مهني للصحفيين يتعلق بتغطية قضايا الصراع. فعدم وجود معايير مهنية محددة ومناسبة يجعل من عملية تقييم الأداء الصحفي أثناء الأزمات عملية صعبة وغير علمية.
و تضمنت التوصيات أهمية ان تحظي القضايا الانسانية باهتمام عالي لدي وسائل الاعلام لكن لابد ان يتم ذلك من خلال اتباع معايير وآليات كتابة القصة الانسانية بحيث تصبح تلك القصص مؤثرة وأيضا بعيدة عن تجييرها لزيادة الصراع او استخدامها من قبل اي طرف . وذلك من خلال تأهيل الصحفيين على إعداد و تبني القضايا الانسانية.
يذكر ان مركز الدراسات والإعلام الاقتصادية منظمة مجتمع مدني غير ربحية تعمل من اجل اقتصاد يمني ناجح وشفاف ويسعى الى التوعية بالقضايا الاقتصادية وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد ومشاركة المواطنين في صنع القرار ، وإيجاد إعلام حر ومهني ، والتمكين الاقتصادي للشباب والنساء وبناء السلام
لتحميل الدراسة :-
رابط الدراسة العربي
رابط الدراسة الانجليزي

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

مأزق السبق الإعلامي في ظل شبكات التواصل الاجتماعي

متابعات اعلامية / كتبت / د. رقية بوسنان *
يعد السبق الصحفي قيمة إعلامية للمؤسسات الإعلامية التي تسعى إلى كسب الجماهير العريضة وتوجيها وتشكيل مواقفها تجاه الاحداث والقضايا غير المتناهية، المحلية والاقليمية والدولية، وقد تطور السبق الإعلامي بتطور وسائل الإعلام وزادت أهميته في ظل شبكات التواصل الاجتماعية حيث تحول الفرد إلى مرسل للمعلومة سواء كانت صادقة أو كاذبة، ومكنته من توجيه بعض أجندة وسائل الإعلام التقليدية كالصحافة والقنوات الفضائية، باعتباره مصدرا هاما للمعلومات المختلفة وخاصة مايتعلق منها بالامن والسياسة.
لقد زاد اعتماد الوسائل التقليدية على المعلومات التي يبثها الفرد، او مايسمى بالإعلامي المواطن بشكل كبير، في شبكات التواصل،الفيسبوك، وتويتر، واليوتويب والانستغرام، لتحقيق مايسمى بالسبق الصحفي وهو مايضع هذه القيمة في مأزق الشائعة والدعاية والكذب، ويجعلها تبتعد عن المصداقية والموضوعية والحياد، خاصة على مستوى المواطن الإعلامي التي تغذيه مصالح شخصية ومنافع مادية وجهات نافدة، لكسب الدعم.
لقد أضحى السبق الصحفي أسيرا لتوجهات عامة غير متخصصة في نقل المعلومة ، وبعيدة عن الاحتراف ضمن هذه الشبكات التي باتت مرجعا وفضاءا أساسيا للتواصل والتخطيط والتوجيه وعليه فإن هذا الانزلاق يحتم على وسائل الإعلام الأخرى التحري فيما يبث والابتعاد عن التهويل والإثارة، كما يحتم على القائمين على مثل هذه الشبكات المباردة في تقنينها وتشريع ما يحمي الخصوصية الفردية والجماعية والمجتمعية، واستخدام نظم الفلترة لكل محتوى إعلامي مسيئ لقيمة السبق الإعلامي.

 * جامعة الأمير عبد القادر قسنطينة – الجزائر