الاثنين، 24 يناير 2011

هل يصنع " المكلا اليوم " أجندة الشارع الحضرمي ؟؟

متابعات إعلامية / المكلا اليوم / القاهرة : كتب / عبد القادر بن شهاب 


تناول خبراء الصحافة والإعلام في الدراسات الإعلامية المعاصرة طبيعة العلاقة بين وسائل الإعلام والجمهور فقد أكدت نظرية وضع الأجندة عام (1972م): قدرة وسائل الاعلام على توجيه انتباه الجمهور نحو قضايا بعينها بمعنى أنه كلما زاد تركيز وسائل الاعلام على موضوعات وقضايا بعينها ترتب على ذلك ادراك الجمهور للموضوعات والقضايا ذاتها بوصفها قضايا بالغة الأهمية حيث أن بروز الموضوعات والقضايا فى الاخبار الإعلامية يؤثر على بروز تلك الموضوعات لدى الجمهور بما يشير وجود ارتباط دال بين حجم تغطية وسائل الاعلام لهذه القضايا ومعدلات هذه التغطية وبين الأهمية التي يوليها جمهور هذه الوسائل لتلك القضايا وهذه النتيجة تؤكد ان بروز هذه القضايا لدى هذا الجمهور يتأثر بشدة بتعرضه للوسائل نفسها التي تتناول هذه القضايا.
من خلال إلقاء نظرة على حزمة الأخبار والتقارير والتحقيقات الصحفية المنشورة على "موقع المكلا اليوم الإلكتروني"، ومن خلال قراءة تأملية لحجم التناول الإعلامي ونوعية المحتوى الإعلامي لمختلف القضايا والأحداث التي يمر بها الشارع الحضرمي بمختلف التوجهات والأطياف السياسية والدينية والإجتماعية في حضرموت، ربما نستطيع القول أن موقع " المكلا اليوم " قد خلق قاعدة عريضة من الجمهور لمتابعة ما يتناوله الموقع من أخبار ويتجلى ذلك واضحا من التعليقات المستمرة من قبل قراء الموقع على بعض الأخبار التي تحظى بأهتمام لديهم قد تفتقدها المواقع الألكترونية الأخرى الصادرة في المحافظة.
يأخذنا هذا التنوع في الرصد الإعلامي لكل ما يهم الشارع الحضرمي وبتوجهاته المختلفة في الواقع المعاش في حضرموت الى بروز خطاب إعلامي معين ذو إستراتيجية إعلامية معينة ترسمه مؤسسات سياسية ودينية وإجتماعية ونخب مثقفة سياسية ودينية وإجتماعية في حضرموت لها أجندة معينة تهدف الى الوصول لتحقيقها، قد وجدت هذه المؤسسات في موقع "المكلا اليوم" موقع إلكتروني ذو توجه مستقل وفضاء انترناتي حر له حضور إعلامي إلكتروني منقطع النظير يحظى بشعبية واسعة من مختلف الأوساط الحضرمية في الداخل والخارج مقارنة بغيره من المواقع الألكترونية الصادره في حضرموت، وجدت هذه المؤسسات الحضرمية المختلفة التوجهات في موقع " المكلا اليوم " متنفسا حرا فتح صدره وذراعيه لها استطاعت من خلاله تمرير أجندتها المرسومه لسنا في حاجة لمعرفة طبيعة هذه الأجندة المرسومة.
عندما برزت هذه المواضيع والقضايا ذات الأجندة الخاصة المرسومة من قبل هذه المؤسسات والنخب السياسية على صفحات موقع "المكلا اليوم" تولّد هناك إدراك من قبل الشارع الحضرمي للموضوعات والقضايا ذاتها التي نشرت على صفحات الموقع بوصفها قضايا بالغة الأهمية لديهم، هذا الإدراك الذي تولّد أدى إلى بروز تلك الموضوعات في قائمة إهتماماتهم وتفاعل ملحوظ من قبلهم من خلال تجليه في أوجه عديدة  كتفاعلهم مع الخطاب الإعلامي المنشور على صفحات الموقع وذلك بكتابة التعليقات في ذات الموقع التي تعبّر عن اتجاهاتهم نحو هذه القضية المنشورة من جهة، أو من خلال تفاعلهم أيضا بالمناقشات الإجتماعية المركّزة على صفحات الشبكات الإجتماعية المختلفة على صفحة الإنترنت كالفيس بوك والتيويتر،  أو من خلال الأحاديث الإجتماعية الجمعية في اللقاءات الشخصية العامة والخاصة التي تجمعهم من حين الى آخر، أو من خلال تفاعلهم من خلال المشاركة بالكتابة الإعلامية على صفحات الموقع بمقال يتناول قضية برزت في واقعهم المعاش.
* باحث في علوم الإعلام والإتصال