الأحد، 10 أبريل 2011

دراما الثورات العربية في تغطية الإعلام العربي: "البعض يفضل متابعة أخبار العالم عبر «فيس بوك» و«يوتيوب» و«تويتر»"

متابعات إعلامية / خاص:

قبل بدء الانتفاضة الليبية على نظام العقيد القذافي، الذي أدخل بلده عن قصد أو من دونه، في دوامة حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. كانت تجربة الانتفاض على النظام، محليا، في كل من مصر وتونس ما تزال ماثلة كنموذج يمكن أن تحذو خلفه شعوب وأمم. ليس في العالم العربي، وحده، حيث الفساد والديكتاتوريات والتوتاليتارية ليست حكرا على بعض دوله وجمهورياته، بل على دول عديدة في العالم من الصين إلى فنزويلا.
لكن وحيث إن تونس ومعها مصر، كانتا البادئتين في هذه الانتفاضات الشعبية. فقد كانت بعض دول العالم العربي، محط استقبال الإشارات الثورية. خاصة، أن بعض هذه الدول، يعيش ومنذ أكثر من نصف قرن، تحت قانون الطوارئ كحالة سورية المشهود لها، عالميا، بالمس بحقوق الإنسان وانتهاكها بشكل عنيف ومحاربة أصحاب الرأي وسجنهم، وهم بالآلاف يقبعون في سجونها. إلى ميزة إعلامها الموجه الذي يبرز بأسلوبه وتقنياته حتى الأساليب الستالينية في الإمساك بالإعلام في وقتها.
تجربة القذافي مختلفة، فهو لم يكن يسجن خصومه إنما كان يستخدم التصفية الجسدية مع معارضيه، وثمة الكثير من الشواهد على ذلك. حتى إنه خطط لعملية اغتيال للملك عبد الله بن عبد العزيز نفسه. لنصل إلى البحرين، التي لا يوجد فيها قانون طوارئ ولا سجناء رأي وإنما مطالب ثورتها، كانت تتمثل في تغيير صفة المملكة الصغيرة في بطاقة الهوية من مملكة مطلقة إلى مملكة دستورية، إلى جانب بعض المطالب الأخرى المقتصرة على تحسين ظروف الحياة. هذا الطلب يترك للبحرينيين، أصحاب البلد أنفسهم، فهم أدرى ببلدهم من أي شخص آخر. لكن القضية التي حلت بالبحرين، فتحت الباب واسعا، أمام القدرات الإعلامية في تغطية هذا الحدث.
كانت التغطية في مصر، واضحة وتمشي على خطى واثقة من أنها، بالنهاية تقف إلى جانب أبطال ميدان التحرير، الذين كانت مطالبهم واضحة منذ اليوم الأول. وقت ارتكب النظام المصري السابق أخطاء شنيعة في محاربته لوسائل الإعلام،، أما في تونس التي سبقت التجربة المصرية فكان دور الإعلام، مرتبكا وغير قادر على متابعة ما يحدث، كما أنه لم يتمكن من أخذ موقف واضح وصريح إلا بعد أن بدأ خبر رحيل التونسي من تونس يصل إلى العالم.
خلقت هذه الثورات الشعبية، بلبلة إعلامية كبيرة. كما أنها فتحت الباب واسعا، أمام آليات التحريض السياسي، وبعض الدول ذات النبرة الطائفية الفاقعة. فقامت إيران بما تمثل من فكر سياسي - ثيوقراطي يتجه نحو الهيمنة على أصوات الشيعة العرب، إلى إدخال إعلامها، في حرب تشبه واقع أوبرا مسرح المِيت met الذي هيمنت عليه تقاليد البيل كانتو السخيفة، بحيث لا يمكن المرء، أن يتحمل حضور هذا المسرح الأوبرالي حتى النهاية، دون أن يصاب بالملل، أو أن تتحرك في داخله نوازع كثيرة، يغلب عليها الاستياء مما يحصل. ولا يمكن الجزم، هنا، بأي حال من الأحوال، بأن هذا الإعلام، الموجه، المعتمد لنبرة جماهيرية هادرة، تدعي الممانعة وتستخدم المقاومة كتعبير فضفاض يستهوي الجماهير، إعلام صادق وحيادي.                                      
المصدر: الشرق الأوسط
للمقال بقية على رابط: