الجمعة، 23 سبتمبر 2011

عولمة العلاقات العامة وإدارة الأزمات في كتاب للدكتور أحمد إسماعيل البواب

متابعات إعلامية / خاص:

صدر حديثاً عن الهيئة العامة للكتاب للنشر والتوزيع بالجمهورية اليمنية كتاب «عولمة العلاقات العامة وإدارة الأزمات» للدكتور أحمد إسماعيل البواب مدير عام العلاقات العامة بالبنك اليمني للإنشاء والتعمير، ويعتبر إضافة جديدة ونوعية لمؤلفاته التي تتناول موضوع العلاقات العامة، حيث سلط المؤلف في هذا الكتاب الضوء بدقة وموضوعية على الجوانب الأساسية لمفهوم العلاقات والمضامين والأبعاد التي ينطوي عليها هذا العلم في عصر العولمة والتطورات الهائلة التي تشهدها وسائل الاتصال، حيث باتت العلاقات العامة نشاطاً تتزايد فعالياته في حياة المؤسسات، والتعامل مع الأفراد والجمهور. وأصبحت للعلاقات العامة أهميتها باعتبارها نشاطاً إدارياً، يسهم في نجاح المؤسسات والمنظمات، سواء كانت تجارية أم حكومية أم مؤسسات غير ربحية.
ويهتم الكتاب بتقريب واقع الدور الذي أصبحت تلعبه العلاقات العامة كنشاط دولي في حل ومعالجة القضايا العالمية إلى جانب دورها الرئيسي في تعزيز الثقة بين المؤسسات والهيئات والقطاعات وجماهيرها في مختلف المجالات. 
وتطرق المؤلف إلى فنون العلاقات العامة ودورها الهام في الحياة الاجتماعية والاقتصادية سواء على مستوى العلاقة بين الأفراد والمجتمع والدولة أو على المستوى الخارجي والعلاقات التي تربط بين الدول. وكذا إدارة الأزمات.
ويضم الكتاب في دفتيه  216 صفحة من القطع المتوسط صادر عن الهيئة العامة للكتاب والنشر والتوزيع وتتوزع موضوعاته على ثمانية فصول محتوىاً الكتاب على مفاهيم وتفاصيل دقيقة تتعلق بالعلاقات العامة معززة بالأمثلة الواقعية حول عولمة العلاقات العامة وأهميتها في إدارة الأزمات.
 ركز الفصل الأول حول التعريف المعاصر والشامل للعلاقات العامة وتعريف العولمة وعولمة العلاقات العامة وخصائصها وعملية العلاقات العامة، بينما خصص الفصل الثاني لمفهوم بحوث العلاقات العامة وأنواعها وخطواتها، فيما تناول الفصل الثالث المواضيع المتعلقة بالتخطيط الحديث للعلاقات العامة وخطوات التخطيط ومزاياه، أما الفصل الرابع فقد ركز على الاتصال في الإدارة ماهيته وأنواعه والهدف منه والفرق بين الاتصال الشخصي والاتصال الجماهيري.
وفي الفصل الخامس تناول المؤلف وسائل الاتصال والإعلام وعوامل الاختيار ومعاييره والإعلام والإعلان والتمييز بينهما، فالعلاقات العامة هي فن الاتصال الإنساني الذي يسعى إلى صناعة علاقات متميزة بين المؤسسة أو أية منظمة وجمهورها، بحيث تقوم على الثقة والاحترام والتقدير والمصالح المتبادلة. وأصبحت العلاقات العامة مع مطلع القرن العشرين مهنة سماها البعض هندسة العلاقات الإنسانية،
ونأتي إلى الفصل السابع من الكتاب، والذي يوضح فيه المؤلف دور العلاقات العامة في إدارة الأزمات مستهلاً ذلك بتعريف الأزمة من منظور سياسي وعسكري ومن منظور إداري ولغوي، كما يتطرق هذا الفصل إلى أنواع الأزمات التي تنفجر بفعل فاعل والتي ينتهزها المنافسون والجمهور المتضرر من الأزمة للانقضاض على الدولة أو المصرف أو المنشأة أو المنظمة.
وهي أزمات كما يقول المؤلف: لايمكن رؤية جانب إيجابي فيها وهذا النوع من الأزمات لايحدث تلقائياً، وتعتبر الأزمة في هذه الحالة أزمة علاقات بالدرجة الأولى أي أنها أزمة بين الشخصية الاعتبارية للدولة أو للمصرف أو للمنظمة والشخصيات الأخرى في المجتمع.
كما يتطرق المؤلف في هذا الفصل إلى الأزمة الخارجية مقسما إياها إلى  نوعين أساسيين من الأزمات يمكن أن تتعرض لهما الدول أو المصارف أو المنظمات أو المنشآت وهما:
- الأزمات المفاجئة.. ويوضحها المؤلف بتلك الأزمات التي تحدث فجأة ودون سابق انذار مثل تعرض الدول أو المصارف أو المنظمات لحادث حريق أو انفجار أو هزة أرضية، وهذا النوع من الأزمات هو الأشد خطورة، فالخسائر المترتبة عليه تكون أكثر جسامة وخاصة في ظل عدم توفر الوقت الكافي لجمع المعلومات عند التخطيط لمعالجة الأزمة.
- الأزمات المتراكمة: وهي الأزمات التي بالإمكان توقع حدوثها، كما أنها تأخذ وقتاً طويلاً ... أن تنفجر وفي هذا السياق يقول المؤلف إن مثل هذه الأزمات تتطور وتنمو مع مرور الزمن كاضراب العمال أو الموظفين والذي يحدث بعد فترة طويلة من المناقشات والمفاوضات بين العاملين والموظفين والإدارة وبالتالي تصبح الفرصة كبيرة لدى الإدارة لمنع وقوع الأزمة أو التخفيف من آثارها قبل أن تصل إلى مرحلة حاسمة.
كما يبين المؤلف في هذا الفصل النموذج النظري لإدارة الأزمة والمراحل التي تمر بها الأزمات المفاجئة.. موضحاً أشهر الأزمات السياسية والاقتصادية والصناعية العالمية.
أما عن دور العلاقات العامة في معالجة الأزمات فقد اعتبر المؤلف أن معالجة وإدارة الأزمات هي مسؤولية الإدارة العليا بالدرجة الاولى، لكن العلاقات العامة يبقى لها الدور الرئيسي في  عمليات التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة لهذه الأزمات، مبيناً في هذا السياق الخطوات والاستراتيجيات المتبعة من قبل الإدارة العليا في أية دولة أو مصرف أو منشأة أو منظمة أو مؤسسة مالية في إدارة الأزمات..كما ذكر المؤلف في نهاية الفصل السابع أمثلة عملية لدور العلاقات العامة في إدارة الأزمات من الواقع اليمني، ومن خلال تجاربه وخبراته في هذا المجال، أما الفصل الثامن والأخير من الكتاب فقد تناول الأزمات والإعلام والإعلاميين.
المؤلف لم يتوقف عند العلاقات العامة وما يتصل بها من فنون بل تطرق من خلال كتابه هذا إلى قضية الإعلام وعلاقته بالأزمات وأفرد لها بابا كاملاً وهو الباب الثامن والأخير من الكتاب وأسماه" الأزمات والإعلام والإعلاميون" وفيه تحدث بإسلوب الباحث الرصين عن ستة جوانب ابتداء من الوسائل الإعلامية والإعلاميون والأزمات والإعلام، والإعلام والأمن القومي وسيطرة وسائل الإعلام على الجماهير والأزمات وانتهاء بالأزمات ومصائر الشعوب ومؤكدا في نهاية كتابه أن العلاقات العامة والاقتصاد تعد ركيزة مهمة للأمن القومي. 

هذا وكان رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم قد قدم لهذا الكتاب وفيها أعتبر كتاب (عولمة العلاقات العامة وإدارة الأزمات) إضافة قيمة للمكتبة اليمنية بما عرضه من مفاهيم وتفاصيل دقيقة حول العلاقات العامة معززة بأمثلة واقعية حول عولمة العلاقات العامة وأهميتها في إدارة الأزمات. 

ومن جانبه وصف العميد السابق لكلية الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبد الجبار سلام الكتاب في تقديمه له " من الكتب العلمية الشاملة لفنون العلاقات العامة على المستوى العلمي الدقيق والنظري والعملي التطبيقي". 
وأكد أنه قدم إضافات جديدة للعلاقات العامة في اليمن بما أورده من موضوعات تتعلق بالجوانب التطبيقية في كثير من المؤسسات اليمنية في مجال العلاقات العامة. 
في هذا الإطار يأتي " عولمة العلاقات العامة وإدارة الأزمات " ليعبّر عن عصارة خبرة امتدت أكثر من 25 عاما، وهو يجمع بين أهميّة الموضوع الذي يطرحه ويناقشه، وبين أهمية المؤلف والتجارب التي وظّفها في كتابته كونه يتحدّث من موقع الخبير الذي عايش التجربة وانتقل خلالها من البعد النظري العلمي الذي تلقاه في دراسته العليا، إلى البعد العملي والذي نتج عنه عدة إصدارات ذات علاقة بالعلاقات العامة والاقتصاد ووسائل الاتصال ، و توج أخيراً اهتماماته بهذا الكتاب الذي يعد إضافة نوعية ومميزة ليس للمكتبة اليمنية فحسب بل العربية والأجنبية نظراً لدقة المواضيع والعناوين الحساسة والمهمة التي قلما تطرق لها الباحثون. 
الجدير ذكره أنه صدر للمؤلف - الحاصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة الأمريكية بالولايات المتحدة- عدة أعمال منها " العلاقات العامة في المنشآت والمصارف"، " اقتصادايات6"، "رؤى اقتصادية 2006م" و"العلاقات العامة وإدارة الأزمات" إلى جانب رسالة دكتوراه بعنوان "العلاقات العامة ودورها في إدارة الأزمات بالمنشآت و المصارف والمنظمات اليمنية".