الجمعة، 4 نوفمبر 2011

هل إعلاميو ما بعد الثورة يريدونه إعلاماً بلا أخلاق؟

متابعات إعلامية / كتبت/ دنيا مجدي

في ظل هذا المناخ متعدد الوجوه يجد الإعلامي نفسه أمام وجبة إعلامية دسمة يجب التهامها مما أفرز مشهدا إعلامياً يغيب عنه الكود الأخلاقي والمهني فهناك اجماع من القائمين علي العمل الإعلامي علي ضرورة أن يكون هناك ميثاق شرف جديد يضبط العمل الإعلامي الآن للخروج من تهمة أن الإعلام هو المسئول عن التحريض وإثارة الفتن بسبب غياب المهنية والموضوعية في تناول الأحداث.

لذا فهناك حاجة ملحة إلي أن يجلس خبراء العمل الإعلامي في مائدة حوار جادة للحديث عن ميثاق شرف إعلامي جديد الآن ماهو موجود الآن عبارة عن عبارات مطاطة تم وضعها من زمن وأصبحت لا تتناسب مع معطيات المشهد الإعلامي بعد الثورة.. فلابد من إعادة النظر في بنود الميثاق الحالي حتي تتوافق مع تطور الأحداث، فالعمل الإعلامي الآن في حاجة إلي ضوابط ونصوص منظمة وليست مقيدة لمواجهة حالة الانفلات الإعلامي..
من هذا المنطلق حاولت صحيفة القاهرة أن تفتح النقاش مع الإعلاميين حول مدي إمكانية عمل مدونة لميثاق إعلامي جديد لمرحلة ما بعد الثورة.
لا إفراط ولا تفريط:
في البداية تحدثنا مع الإعلامي جمال الكشكي الذي ألمح إلي ضرورة أن يكون هناك ميثاق عمل وطني من أجل هذا البلد يمنع البعض من تنفيذ الأجندات الخاصة، فالهدف هو تنظيم وليس تقيدا للعمل الإعلامي فهناك خط فاصل بين الحرية والفوضي، فلابد أن تسود الروح الوطنية لدي القائمين علي صناعة الإعلام الرسمي والخاص، ففي أعقاب الثورات نشهد حالة انفتاح غير منظم يأخذ خليطاً من الحرية والفوضي فالجرعة الزائدة من الفوضي تؤدي إلي خراب لكن الجرعة الصحية تؤدي إلي استقرار فالإفراط والتجاوز لسقف الحرية قد يعطي فرصة للحاكم أن يتخذ قرارات ضد مساحة الحرية، لذا نحتاج إلي مواثيق تعيد ترتيب الأوراق واحترام الكود الأخلاقي للمهنة بحيث تكتب وتذيع وتناقش دون تجاوز، فليس الهدف هو الفرقعة والشو الإعلامي والدخول في منافسات غير شريفة والإتجار بالوطن .
فالمطلوب هو ميثاق إعلامي يراقب ويضبط من يتجاوز أخلاقيات المهنة، فالحرية هي أن تتحدث في صميم المهنة بحرفية وحنكة، فالمشهد الإعلامي يبدو مرتبكاً ويبحث عن الاستقرار وهذا متوقف علي استقرار الدولة نفسها، فلم تعد هناك معايير تحكم الإعلام.. غابت الحرفة فتاهت المعالم فأولي خطوات بناء الدولة المدنية الحديثة هو بناء اعلام حر ومهني قائم علي كود أخلاقي يتحرك بخطي ثابتة بلا إسفاف أو تهاون.
وفي هذا السياق يعلق الكاتب الصحفي أحمد الجمال علي أن هناك عدداً من الظواهر غير المهنية اصبحت مألوفة للأسف الآن وهي أن هناك من يتحدث في السياسة وهو غير متخصص فهو يتعجب من خروج الأسواني كمحلل سياسي أكثر من كونه أديباً وكذلك ظهور بعض الفنانين علي الساحة السياسية أكثر من تواجدهم علي الساحة الفنية فلابد من إعادة النظر في اختيار الضيوف حتي يكون الضيف المناسب في الموضع المناسب حتي لاننساق وراء الآراء العاطفية، ويشير إلي ضرورة وضع قيود أخلاقية تحكم التغطية الإخبارية للأحداث فلابد من التأكد من صحة الخبر قبل نشره حتي لانصنع الفوضي فالإعلام الآن متهم بإثارة الفوضي نتيجة غياب المهنية.
ويعلق الجمال علي ما يبث علي قناة الفراعين وما علي شاكلتها بأن القائمين عليها غير مهنين حتي في الجوانب الفنية لذا يجب أن تغلق لسياستها غير المسئولة، فنحن في حاجة إلي ميثاق واحد للعمل الإعلامي بشقيه الصحفي والتليفزيوني ويكون نابعاً من الإعلاميين أنفسهم لأنه يرفض الوصايا من الحكومة والمجلس العسكري حتي يكون إعلاما حراً، ويوجه الجمال طلباً لنقابة الصحفيين بضرورة أن تتقدم بهذه المبادرة بحيث تنسق مع العاملين في العمل الإعلامي والأكاديميين لعمل مجلس أعلي إعلامي للخروج بميثاق شرف إعلامي يتناسب مع طبيعة المرحلة، نحن نحتاج إلي إعداد ميثاق شرف جديد بعيدا عن كل الاقتراحات السابقة والتي لم تكن علي القدر الكافي من الأحداث فمرحلة ما بعد الثورة تحتاج إلي أن تعيد الصحافة بناء الثقة مع القراء وكذلك مراعاة سرية المعلومات للمصدر، فهدف الصحافة الأسمي هو كشف الحقائق، يجب ألا يكون هناك نوع من الرقابة علي الصحافة وفي المقابل الصحفي يراعي المصداقية، وإذا وقعت المؤسسة الصحفية في خطأ مهني يجب الاعتذار فورا،كذلك يجب حماية الصحفي لأن العمل الصحفي مليء بالمخاطر ويجب وضع ضمانات لحماية حرية الصحفي من ضغوط الأجهزة الأمنية، فلابد من تعديل قانون العمل الصحفي لأنه غير منصف في كثير من الأحيان، فلابد من إعادة تنظيم العلاقة بين الصحفي والسلطة وأن تتولي نقابة الصحفيين إعداد تقرير نصف سنوي حول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون من منع ومصادرة للأراء وتفعيل آلية لمواجهة هذه الانتهاكات وفي المقابل وضع قيود أخلاقية تمنع تجاوز الصحفي عن القيم الأخلاقية والدينية، فهناك بعض مقالات تعبر عن شطط فكري..