السبت، 10 ديسمبر 2011

إعلاميون أجانب ومصريون يناقشون أفضل الممارسات الإعلامية في المرحلة الانتقالية "عرضوا تجارب بلدانهم حول استقلال السياسة التحريرية وأنجح أساليب الإدارة"

متابعات إعلامية / خاص:

كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تعمل في المراحل الانتقالية؟ وما أهم الأخلاقيات التي يجب أن تعمل وفقها؟ وما مدى استقلالية السياسة التحريرية لها؟ وما أنجع أساليب الإدارة؟
تساؤلات عدة طُرحت للنقاش على مائدة عدد من الإعلاميين الأجانب والمصريين، لبحث أنجع السبل لدعم عمل الإعلام وحريته في مصر بعد ثورة «25 يناير».
جاء الحوار، الذي نظمه مكتب «اليونيسكو» بالقاهرة بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة ومؤسسة «الأهرام»، بهدف الاستفادة من التجارب الناجحة على مستوى الدول التي شهدت تحولا للانتقال الديمقراطي، في ظل ما تشهده مصر حاليا في ظل قرب الانتخابات ووضع دستور للبلاد وانتظار انتقال السلطة.
نقاشات الإعلاميين الأجانب بدأتها ماريتا آدم تكاليش، رئيسة تحرير صحيفة «برلينر سايتونغ» الألمانية، بدراسة لمرحلة الانتقال في مطلع التسعينات في ألمانيا، موضحة أنه في مرحلة الانتقال التالية لسقوط سور برلين كان التغيير مربكا للصحافيين والإعلاميين، فكانت بمثابة لحظة استيقاظ من نظام شمولي، بعد أن كانوا أداة لحمايته من القوى الإمبريالية، وبالتالي كان السؤال الذي يطرحه الجميع: ما الطريقة المثلى للتعامل مع هذه المرحلة الجديدة؟
وهو السؤال الذي تجيب عنه تكاليش بقولها: «كان يجب اختيار رئيس تحرير يتوافق مع التوجهات الجديدة، وكان على المحتوى أن يتطور، بأن يفتح الباب أمام المعارضين للتحدث واستخدام الحقائق لعدم تضليل الجمهور، كما أن هناك مهمة شخصية وفردية يجب أن يقوم بها الصحافي، وهي تفتيح الذهن بما يتوافق مع المرحلة المقبلة، بأن يكون له موقف خاص به وأن يكون مسؤولا عن تصرفاته، وقد أجبرت الظروف وقتها في ألمانيا الكثيرين على تغيير آرائهم مع سقوط النظام الشمولي».
وتبين أن الواقع يقول إن الصحف التي احتفظت بتركيبتها الآيديولوجية ولم تغير من نفسها فقدت ريادتها في هذه المرحلة الانتقالية، لافتة إلى أن صحف الحزب الاشتراكي الديمقراطي حاليا على وشك الانقراض.
أما كاثرين فينير، نائبة مدير تحرير صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، فتحدثت عن كيفية تمكن الصحافيين من استقلال التحرير في ظل تغير ملكية الصحف، مبينة أن الـ«غارديان» تعتبر نموذجا مختلفا في الملكية؛ حيث يمتلكها مجلس أمناء وليس مالكا واحدا كما كانت من قبل، لافتة إلى أن هذا التغير في الملكية يجب ألا يؤثر في التحرير؛ فمجلس الأمناء مهمته أن يحافظ على قيم الصحيفة إلى جانب حمايتها من أي تأثير ونفوذ خارجي، وهذا معناه أن مالك الصحيفة عليه أن يتجنب التأثير على التغطية الإخبارية، وأن يوفر للصحافيين العاملين بالصحيفة سبل الراحة والأمان.
أما على مستوى التحرير فتبين فينير أنه يتوجب على رئيس التحرير أن يكون لديه رؤية طويلة المدى في ظل القيم التي ترفعها الصحيفة، وهي قيم ملائمة لكل العصور، أما الصحافيون فهم يلتزمون بمدونة السلوك، وهي عبارة عن مجموعة من المبادئ التي تنشر روح الصحيفة، وتعمل على التقريب بينها وبين القارئ من خلال الرقابة الذاتية الداخلية.
بينما عرضت كريستينا غوترستروم، رئيسة التحرير السابقة لجريدة «داجنس نايهتير» في السويد، التجربة السويدية في كيفية الحفاظ على استقلال التحرير، موضحة أن فترة السبعينات شهدت إغلاق الكثير من الصحف؛ فقامت الحكومة السويدية بإعطاء هذه الصحف دعما ماديا، وكان لهذا الدعم دور كبير في إبقاء الصحف على قيد الحياة، لكن هذا الدعم لم يعطِ السياسيين الفرصة للتدخل في الصحف سواء الإدارة أو المحتوى الصحافي.