الجمعة، 16 مارس 2012

الإعلام العربي والقضية الجنوبية

متابعات إعلامية / كتب: حسن سالمين عميران

واصل الإعلام العربي بامتياز مقاطعته وأحجم عن تغطية فعاليات شعب الجنوب بمناسبة الذكرى 44 لعيد الاستقلال الوطني الأول الثلاثين من نوفمبر 1967م وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه مسيّس ويتقمص ثوب السياسة الظالمة التي تسير في ركبها الدول العربية.
السياسة التي أعمت بصيرة الحكام العرب وزينت لهم الباطل وصرفتهم عن نصرة المظلوم وإحقاق الحق ، فالمظاهرات وما أعقبها من احتفالات شعبية متنوعة التي عمت أرجاء الجنوب على مدى أكثر من أسبوع احتفاءً بنوفمبر المجيد عيد الاستقلال الوطني الأول على طريق الاستقلال الثاني إن شاء الله احتفالات جماهيرية حاشدة لم تنل رضاء الإعلام العربي الرسمي وغير الرسمي ولم تشفع لشعب الجنوب أيضاً لنيل رضاء منظومة الحكم العربية , والحقيقة إن الإعلام العربي والقنوات الفضائية التي تدعي الحرية والنزاهة والشفافية ونصرة المظلوم كلها مميزات وصفات القنوات الفضائية و الإعلام العربي بعيداً عنها كل البعد ولا يمارسها إلا بالقدر الذي يخدم مصالحه ومصالح القائمين عليه.
فمهنة الإعلام والصحافة بشكلٍ عام لم تتحرر بعد من الوصايا والتبعية وضلت حبيسة النهج السياسي العقيم السائد حالياً في وطننا العربي الكبير و تسيّرها المادة و الرساميل العربية المهدورة كيفما شاءوا وارتضوا أصحابها وبقى الحق وصدق القضية الجنوبية ضائع بين دهاليز القنوات الفضائية وسرطان السياسة العربية الخبيثة .
والعجيب والغريب أن تتطاول قناة الكذب والتضليل قناة سهيل وتزور احتفالات أبناء الجنوب و مظاهراتهم على إنها مظاهرات لأبناء الجنوب من ساحات التغيير التي تطالب برحيل رئيس نظام الاحتلال و من خلفها قناة الجزيرة حيث يتشدق مراسلها بالكذب والبهتان ويغمط حق أبناء الجنوب ويظهر خروجهم في احتفالات عيد الاستقلال ومطالبهم على أنها مطالبة برحيل رئيس نظام الاحتلال وهو يعلم علم اليقين مطالب شعب الجنوب وهدفهم الوحيد الاستقلال واستعادة الدولة والهوية الهدف الذي دأبت الجزيرة على طمسه وإخفاء حقيقته عن المواطن العربي أننا لا نطالبكم بالاعتراف بقضية شعب الجنوب فالجنوب أرفع وأسمى من أن تعترف به قناة الجزيرة.
وهو شعب حي وتاريخه معروف وجذوره ضاربة في أعماق التاريخ وثقافته تحكي عن رقيه وتراثه ينطق بعظمته وحضارته أشهر من تبث على قناتكم ولكن نطالبكم فقط بعدم التزوير و الظلم لشعب الجنوب ولا تنسبون فعالياته من مظاهرات واعتصامات وخلاف ذلك إلى غيره إلى شعب الجمهورية العربية اليمنية وكفاكم ظلم واعلموا إن الظلم ظلمات يوم القيامة هذه قناة الجزيرة أما مراسل قناة franc e 24) ) بدأ رسالة بالحديث عن القاعدة في م / أبين وهي بداية مختارة بعناية ولها دلالات وإيحاءات متعددة وتنم عن تجاهله لذلك اليوم المجيد عيد الاستقلال ومدى استهتاره بقضية أبناء الجنوب واحتفالاتهم.
وهذا حال كل مراسلي القنوات الفضائية ولولا الحشود الجنوبية الهادرة التي غصت بها الساحات وشوارع مدن وقرى الجنوب أجبرته على القول أن أبناء الجنوب خرجوا يهتفون بفك الارتباط ومع هذا حاول يقلل من ذلك وراح يوهم المشاهد العربي الكريم بأن الشارع الجنوبي منقسم بهذا الخصوص عندما ذكر إن هناك من خرج يطالب بالفدرالية ونحن نقول لذلك المراسل أن يلتزم الصدق ويتحرى الدقة في نقله للأخبار وعليه أن يثبت في أي محافظة من محافظات الجنوب خرجوا يهتفون بالفدرالية وهذا مالا يستطيع إثباته فالشارع الجنوبي أثبت للعالم أجمع وأجرى استفتاء شعبي حر ونزيه وشفاف بعيداً عن كل الضغوطات والمغريات حدد فيه المصير وأكد على خياره الوحيد الاستقلال واستعادة الدولة والهوية.
 أما الفدرالية ليس لها وجود في وجدان الشعب الجنوبي وخيالها فقط في الغرف المغلقة وفنادق الخمسة نجوم وعلى الجميع احترام خيار وإرادة الشعب وكفانا تجارب . أما قناة النيل فشريطها الإخباري أشار إلى أن هناك مظاهرات عمت محافظات الجنوب تطالب بالانفصال ومع أننا نختلف معها على كلمة ( انفصال ) إلا أن شكرها وجب على إظهارها خبر المظاهرات وهدف أبناء الجنوب من تلك المظاهرات ، أما بقية القنوات الفضائية في صمتٍ مريب فاحتفالات الشعب الجنوبي وقضيته لا تعنيها بأي حال من الأحوال كونها تنادي بالاستقلال والحرية ، الحرية التي هي فقط مجرد يافطة ترفعها تلك القنوات تلمع بها واقع حالها المزري فثمة هوّة تباعد بين الحرية وتلك القنوات ثم لا ننسى إن المراسلين الذين تعتمد عليهم في تغطية الأحداث لا يجرؤن على تغطية فعاليات أبناء الجنوب لغرض في نفس يعقوب وإن فعلها أحد منهم فحتماً ستكون الحقيقة غائبة والكذب والتزوير والتضليل يشوب التغطية وهذا ما فعله مراسل قناة الجزيرة .
والحقيقة إن المتأمل لحال الإعلام يرى اختلال القيم الأخلاقية والإنسانية التي بموجبها يتعامل الإعلام مع قضايا الشعوب وازدواجية المعايير التي من خلالها يفاضل بين قضية وأخرى وكيف يحجّم ويطمس قضايا شعوب مظلومة ويصرف الرأي العام عنها ويجعل من لا شئ قضية أكبر يسخّر لها من الإمكانيات مالا تستحق ويستجلب لأجلها الخبراء النفسانيون وتفرد لها مساحات زمنية في نشرات الأخبار وتعد بخصوصها البرامج وتعقد الندوات وتتوه على صفحاتها الأقلام وهلمّجرا من المؤثرات التي تستعطف وتسترق قلوب المشاهدين والمستمعين فيتفاعلون مع واقع خيالي وقضايا وهمية زائفة ومختلقة لا تلامس هم المواطن العربي بل تثير النعرات وتشعل الفتن وتأصل الفرقة وتديم العداء العربي العربي قضايا تنسج خيوطها وتحيكها مصالح مادية وسياسية إقليمية ودولية موقع الإعلام منها فقط جرّار حبل..
المكلا الآن