الأحد، 25 مارس 2012

"مستقبل الإعلام بعد الثورات العربية "في المؤتمر العلمي الأول لجامعة الأهرام الكندية

متابعات إعلامية / خاص:

بدأت بمقر جريدة الأهرام فعاليات المؤتمر العلمي الأول لجامعة الأهرام الكندية ، والذى يعقد تحت شعار " مستقبل الإعلام بعد الثورات العربية " ، وذلك بالتعاون مع معهد الأهرام الإقليمي للصحافة.
وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر، قال د. نبيل طلب وكيل كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية وأمين المؤتمر إنه يأتي إيمانا بدور البحث العلمي في معالجة ودراسة قضايا المجتمع وهمومه، وصولا إلى استشراف المستقبل ووضع الأطر والملامح التي ينبغي أن يكون عليها الإعلام فيالمستقبل .
وأشار د. نبيل طلب إلى أنه إذا كانت فترة التسعينيات قد شهدت ثورات وانتفاضات في أوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية، فإن بدايات القرن الجديد قد نبأت عن تغيرات محتملة تأكدت بعد ذلك مع بداية العقد الثاني من هذا القرن ، والذى شهد الثورات العربية التي أطاحت بديكتاتورية جثمت على صدور الشعوب لعشرات السنين ، وألقت بظلالها على الأداء الإعلامي الذى عكس تقليدية وترهلا ، خلق فجوة واسعة مع مستقبل هذه الوسائل الإعلامية التي أصبحت لا تعكس إلا وجها واحدا للحقيقة من وجهة نظر صانعي تلك الرسائل ومن يوجهونهم .
وأضاف أن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد وضعت ضمن أولوياتها تحقيق العدالة الاجتماعية ، فإن ذلك لا يتحقق إلا من خلال إعلام واع بقضايا المواطن الحقيقية واهتماماته ومعاناته ، وهو الأمر الذى يتطلب إحداث تغيير شامل في العقلية التي تدير هذه المؤسسات حكومية كانت أم خاصة وأيضا في العقلية التي تعمل فيها وفى البيئة الإعلامية بشكل عام بما يحقق مضمونا إعلاميا جديدا يتوافق مع الواقع الجديد الذى تعيشه الجماهير المتعطشة إلى مناخ الحرية والموضوعية التي ينبغي أن تمتد إلى مجال الإعلام كي يستفيد بشكل حقيقي من الكم الهائل من المعلومات التي أصبحت متاحة لمن يستطيع الاستفادة منها وليس الاطلاع عليها فقط .
وأشار إلى أن المؤتمر يعكف - على مدى ثلاثة أيام - على دراسة وتحليل مستقبل العمل الإعلامي بشتى وسائله المطبوعة والمسموعة والمرئية التقليدية والالكترونية ، وذلك من خلال جلسات عشر تنوعت ما بين جلسات للخبراء وأخرى للبحوث ، وتنوعت موضوعاتها فشملت مستقبل الصحافة الورقية ، ومفهوم الإعلام الجديد ، ومستقبل الإعلام المرئي والمسموع ، ومستقبل الإعلام الجديد وعلاقاته بالإعلام المرئي والمسموع ومستقبل الإعلان ومفهوم التربية الإعلامية .
وقال إن إدارة المؤتمر خصصت جلسة خاصة لمجموعة من الخبراء وأساتذة الإعلام من الضيوف الأجانب ، حيث سيتم اللقاء مع الدكتورة / كارولين ويلسون من جامعة أونتريو بكندا ، ود . لوسيانودى ميل من جامعة روما بإيطاليا وذلك للتعرف على وجهة نظرهم تجاه مستقبل الإعلام المصري والعربى ومدى تأثره سلبا وإيجابا بالثورات العربية .
في كلمتها أمام ا لمؤتمر ، قالت أ . د ليلى عبدالمجيد رئيس المؤتمر إنه يأتي في ظل لحظة فارقة في تاريخنا الحافل ، حيث نعيش ثورة نأمل في أن تحقق أهدافها فى الحرية والعدالة الاجتماعية ، مشيرة إلى أنها جاءت لتحمل لنا آمالا عريضة فى تغيير يشمل كل جوانب حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
وأشارت إلى أن أصوات الثوار ارتفعت مطالبة بثورة حقيقية تزيل كل تراكمات سنوات من الظلم و القهر ، وطالت مطالب التغيير كل مؤسسات الدولة المصرية وفى مقدمتها الإعلام والذى نال مساحة كبيرة من دعوات التطوير والتغيير .
وأضافت أن هذه الدعوات طرحت أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات جادة وواقعية من أهمها علاقة الإعلام بالسلطة وبالحاكم ، وتأثير رأس المال الخاص المتزايد في صناعة الإعلام ، ومصداقية الإعلام وعلاقتها بالحق في الرأي والتعبير وحرية الإبداع .
وأشارت إلى أن التطورات الأخيرة طرحت كذلك عددا من الأسئلة حول علاقة الإعلام بالجمهور ، ومسئولية الإعلاميين المهنية والأخلاقية خاصة مع ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وما أتاحته شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت من إمكانيات جعلتنا أمام صيغة جديدة لما أصبح يطلق عليه " المواطن الصحفي " ، الذى أصبح يستطيع بهاتفه المحمول أن ينقل الحدث بالصوت والصورة ويقوم بأدوار عديدة .
وطرحت د . ليلى عبدالمجيد عدة أسئلة أبرزها هل يمكن أن يكون الإعلام محايدا وبأى معنى ؟ وما هو المطلوب من أجل تغيير حقيقي يسهم فى تحقيق النهضة شاملة على كافة المستويات التشريعية والقانونية خاصة ونحن بصدد صياغة دستور جديد ؟ وما هو مستقبل وسائل الإعلام التقليدية في مواجهة وسائط الإعلام الجديدة ، وماهي حقوق الإعلاميين وضمانات ممارسة المهنة فى مقابل مسئوليات الإعلاميين المهنية والأخلاقية والاجتماعية .
وأشارت إلى أنه من الضروري أن نصل إلى إجابات على كافة هذه التساؤلات ، مؤكدة على أنه يجب على الجماعة الإعلامية من الأكاديميين والممارسين أن يسهموا بدور واضح من خلال حوار مجتمعى يشمل كافة الفئات ، ومن هنا جاء هذا المؤتمر فى مسعي للاجابة على هذه التساؤلات من خلال أكثر من 40 باحثا من مختلف الجامعات المصرية الحكومية والخاصة ، بالإضافة إلى أكثر من 30 خبيرا من الإعلاميين يطرحون من خلال الجلسات خبراتهم وتجاربهم .
وخلال كلمته ، دعا الأستاذ حسن أبو طالب، مدير معهد الأهرام الاقليمى للصحافة وأمين عام المؤتمر بالرحمة والمغفرة لشهداء الثورات العربية فى مصر وتونس وليبيا وسوريا والتى سالت دمائهم من اجل الحرية والديموقراطية والتى اطاحت برؤوس النظام السابق الذين عملوا على تضليل الاعلام .
وأشار إلى أن المؤتمر سيناقش كافة وسائل الإعلام والتي لم تعد تقتصر على الصحف والتليفزيون وأنها أصبحت صانعاً للأحداث وأداة للتعبير الجمعي عن الوطن ، وبالإضافة إلى ذلك أنها تمثل أدوارا مهمة وخطيرة ومهمة تتطلب معالجة صحيحة ، وكثيراً ما طرحت هذه القضايا الخطيرة ولكن فشل الاعلام بمختلف وسائله المسموعة والمرئية والمكتوبة فى معالجتها لأنها كانت جميعاً تسير خلف نظام واحد وهو النظام السابق رافضة مطالب الشعب بالتطهير وتنظيم العلاقة بين الاعلام والشعب ويمثل كل هذا جميعها قضايا مثيرة.
من جانبه ، أكد د . فاروق اسماعيل رئيس جامعة الأهرام الكندية –فى كلمته - انه اصبح لزاماً على كل قطاعات المجتمع أن تعيد النظر فى الدور الذى تقدمه من أجل تحقيق العدالة والحرية والديموقراطية ، مشيرا إلى أن الاعلام يأتىفى المقدمة للنهضة بالمجتمع ليصبح على مستوى ما تطلبه هذه المرحلة الحرجة فى تاريخ الوطن سواء من حيث الثقافة والمصداقية وتكوين رأى عام فى اتجاهات تخدم الثورة واهدفها.
وأعرب د . فاروق إسماعيل عن تطلعه لإعلام مسموع ومقروء، يسهم بدور أساسىفى الترشيد الصحيح والسليم والمناخ العام للتهدئة .
وقال إن ثورات الوطن العربى ثورات حقيقية دفع فيها الشباب دمائهم لأجل تحقيق التغير ولذلك فلزاماً علينا أن يكون التغير على مستوى الدماء التى سالت ولهذا اقمنا هذا المؤتمر لتحقيق هذه الاهداف ولخلق مستقبل واعى قادر على التفريق بين ما هو مضلل وما هو ثمين.
أما الأستاذ / عبدالفتاح الجبالي ، فقد أكد أن المؤتمر جاء فى ظل ظرف عصيب تمر به مصر ، زاد من وطأته وفاة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، داعيا له بالرحمة وأن يقوض الله لمصر خلفا له يؤمن بالوحدة الوطنية والحوار بين كافة الأطراف كما آمن بها ودعا إليها قداسة البابا شنودة .
وأشار إلى أن المؤتمر يسعى إلى مناقشة جملة من القضايا التى تهم المواطنين في العالمين المصري والعربي ، فى مقدمتها دور الإعلام في المجتمعات العربية عقب ثورات الربيع العربي .
وأكد أن الساحة الإعلامية فى مصر تشهد تنافسا محموما بين القنوات التلفزيونية والفضائية والصحافة الورقية والالكترونية ، مشيرا إلى أن هناك الكثير من التهديدات التى تواجه الكثير من الصحف الورقية والتى تتطلب منها تطوير محتوياتها كى تقف فى مواجهة هذه التحديات .
وأضاف أن إحدى القضايا الملحة فى الوقت الراهن هى تركز توزيع الصحف على القاهرة وعدم الاهتمام بالقرى الصغيرة التى لا تصل إليها الكثير من الصحف .
الوفد