الثلاثاء، 15 مايو 2012

"الإعلام الجديد في السعودية لـ سعد بن محارب المحارب" إضافة قيّمة للمكتبة العربيّة في مجال الدراسات العلميّة الإعلامية لتقنيّة الاتصال

متابعات إعلامية / الرياض:

يتناول هذا الكتاب الأول من نوعه دراسة المحتوى الإخباري للرسائل النصية القصيرة، ليتخطى بذلك حالة الكتابة العامة عن الإعلام الجديد.
ويقدم محاولة في تحديد إطار نظري لهذا التطبيق الحديث من خلال قراءة جديدة لأفكار (مارشال ماكلوهان)، ويسعى الكتاب أيضاً إلى مقاربة مفهوم الإعلام الجديد، من حيث معناه وسياقه التاريخي، ويرصد تطبيقاته في السعودية بما يشمل الصحافة الإلكترونية والمنتديات والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، ويرسم صورة للمهد التقني للخدمات الإخبارية عبر الرسائل النصية القصيرة. كما يراجع التراكم المعرفي لمفهوم الخبر. ويضيف إلى ذلك خلاصة البحث التطبيقي الذي استكمل به المؤلف متطلبات نيله درجة الماجستير، وخلاصة تجربته المهنية في إدارة تحرير إحدى الخدمات الإخبارية عبر الرسائل النصية القصيرة.
     وقد جاء هذا الكتاب في ستة فصول توزعت وفق ما يلي: الفصل الأول: «التطبيق الحديث والنظرية القديمة»، الفصل الثاني: «الأخبار: فن الرواية»، الفصل الثالث: «في البدء كانت التقنية»، الفصل الرابع: «الإعلام الجديد: الإطار القلق»، الفصل الخامس: «محاولة بحثية»، الفصل السادس: «تجربة مهنية».

الإعلام الجديد في السعودية/ دراسة تحليلية في المحتوى الإخباري للرسائل النصيّة القصيرة
المؤلف سعد بن محارب المحارب
دار النشر: جداول للنشر والتوزيع ـ بيروت
تاريخ النشر :اكتوبر (تشرين الأول)2011
عدد الصفحات: 165 صفحة

بدأ الكتاب بمقدمات تمهّد وتشرح موضوع الكتاب، بدأها منذ عصر قديم، وصولاً إلى التطورات المعاصرة، فقد مرّت وسائل الاتصال الجماهيري بتغيّرات رئيسيّة منذ الكتابة (4000 ق.م) والطباعة (1456)، والاتصالات البعيّدة التي دُشّنت أهم مراحلها في العام 1844 بأول رسالة تليغراف، ومرحلة الإذاعة (1904) والتلفاز 1940، وصولاً إلى الحاسب الآلي في العام 1946 وبعد فسح الانترنت للاستخدام التجاري في العام 1993. مع كل ذلك تطوّرت وسائل جمع الخبر وتوزيعه، فقد بدأت الأخبار – منذ استخدام البوق واعتماد النقش على الأحجار، والكتابة على ورق البردي، ومنذ صحيفة يوليوس قيصر (59) ق.م – عبر نشرات مخطوطة تُعد بمقابل مادي للأمراء والملوك والأثرياء، عن طريق مكاتب موجودة في أوروبا، وبعد ظهور المطبعة وتوفّر التمويل اللازم لها. وفي مطلع القرن الثامن عشر انتشرت الأخبار المطبوعة، وانتهت حقبة الخبر المخطوط. وبولادة وكالات الأنباء أصبح الخبر مادة الصناعة الحديثة.
عرّف الكتاب بالخبر وبالقيم الإخباريّة، وعيّن المعايير التي يُحدد من خلالها المحترفون أحكامهم التقويمية وتفضيلاتهم لشيء على شيء في انتقاء الأخبار وتحريره، وتناول القيم القديمة والحديثة، وركّز على تأثّر الخبر بالوَسِيلة الإعلاميّة التي تبثه، من حيث المحتوى والصيغة واللغة، وبيّن الأثر الطويل للصحافة، على الخبر الإذاعي، وأثر الخبر الإذاعي على التلفزيوني، وأثر الثلاثة على الخبر في الإعلام الجديد. مع تبيان الفروقات بينهم. وأدار الحديث عن دور التقنيّة في توليد ذلك وتوجيهه.
في البدء كانت التقنيّة
لعبت التقنيّة دورًا مهماً في تشكيل المحتوى التحريري للأخبار وطرق جمعها وتوزيعها و وصولها إلى الجمهور، فالانتقال من الأجهزة التقليديّة (التلفزيون، الراديو) إلى الأجهزة الجديدة الرقميّة الشبكية، والرسائل النصيّة، غيّر شكل توزيع الأخبار، مما أدى إلى دخول مؤسسات غير إعلامية في وسائل الإعلام، ودخل المستهلك بذلك إلى العمليّة الإعلاميّة بوصفه أداة للتوزيع، كما امتلك الحق في تحديد نوع المادة الخبريّة.
لم يغفل الكتاب الإشارة إلى أنّ الوسائل الجديدة اعتمدت على الوسائل التقليديّة بوصفها مصدراً احترافياً مُهماً للمعلومات التي تقوم ببثها، وأبرز ميزة الإعلام الجديد هي قلَّة التكلفة المالية. وعلى الرغم من التَّغَيُّر الكبير الذي أفرزه ظهور الإعلام الجديد إلا أنّ الكتاب وصل إلى أنّ استمرار وسائل الإعلام التقليدية شرط لا غنى عنه لاستمرار وسائل الإعلام الجديد.
خصص الكتاب الجانب الأكبر من المحتوى، لتناول خدمة الرسائل النصيّة الإخباريّة كمادة محوريّة، فتناول تأثير استخدام تقنية الرسائل النصيّة على صياغة الخبر ومحتواه، فالخبر المكتوب بعد الطباعة تطوّر ليتلاءم والإذاعة، والخبر المذاع والمشاهد والنصي تطوّر بفعل ظهور وسائل إعلاميّة أكثر تطورًا، كل تطور كان يتسق اطرادًا مع التقنية، ومع اختلاف الحاجات والمعطيات، فاختلفت بسبب دخول أجهزة الإعلام الجديد معطيات مهمة مثل دوريّة الخبر، وتمّ التحكّم في طول النص ليلائم التحوّلات والوَسائل، وقد تتراوح الميزات فتنضاف وتُمحى؛ فإعلام الانترنت مثلاً وفّر مَيزة تفاعل الجمهور مع الخبر؛ إلا أنّ الرّسائل النصيّة مثلاً أعدمت هذه الميزة وهما حقبة إعلاميّة واحدة. توقع الكاتب أن يكون الوضع الراهن مقدمة لثورة إعلامية أكبر ستبنى على الوسائط المتعددة (mms)وإدماج الهاتف بالحاسب الآلي.

الإعلام الجديد.. دماء جديدة في عروق القدامى
تنوعت المداخل النّظَرِيَّة التي عُنيَت بالإعلام الجديد، فتناولت المفهوم، وحاولت تحليل تطبيقاته، ولكن سُرعة التَّغَيُّر في الإعلام الجديد وحداثة التّجربة حصرت الإسهامات لتقدم إجابات عن أسئلة التعريف من دون أن تذهب باتجاه تحليل التطبيقات القائمة.
في هذا الخِضم اختار الكاتب تقديم قراءة مستجدة للنظريات التقليدية بما يتفق والتطبيق الحديث. فاعتمد في تحليله على نظريتين (حارس البوابة، و مارشال ماكلوهان) وعدّ الثانية نظَرِيَّة رئيسة، وقدّم تعريفًا لنظَرِيَّة حارس البوابة التي اعتنت بدراسة القائم بالاتصال ومرور الرِّسالة الإعلاميّة عبر سلسلة بوابات في كل بوابة حارس قادر على اتّخاذ القرار، وعدد العوامل التي تؤثّر على الحارس في اتخاذه لقراره ومنها شخصيته وعوامل سياسيّة، وأخرى تتعلق بالمؤسسة الإعلامية، وأضاف إليها الكاتب طبيعة الوَسِيلة، ووجه استفادته من النّظَرِيَّة كان تناولها الرِّسالة وقيام المحرر بوظيفة ملاءمة نصّ الرِّسالة لطبيعة الوَسِيلة التي سيتم من خلالها نشر الرِّسالة بصفته حارسًا للبوابة، فاستخدام نظَرِيَّة حارس البوابة كان بهدف وضع عملية الإيجاز وأثرها ضمن سياق علمي.

نظريّات قديمة لفهم الإعلام الجديد
يشير الكاتب إلى أن نظَرِيَّة ماكلوهان جرت عليها مراجعات، وعاد ليؤكد أنه استحضرها، للتجذير الفكري للدور المركزي الذي تلعبه الوسيلة في فرض محددات الرِّسالة الإعلاميّة. وفي شرح النّظَرِيَّة اعتبر أن أي تغيير اجتماعي هو نتاج لتغيير في تقنيات الاتّصال، فاختراع اللغة المنطوقة هو الذي ميّز الإنسان عن الحيوان، واختراع الكتابة والهجاء، والراديو وغيره أسهم في التخصص والتجزئة، وهي (النظرية) تفسر التاريخ بارتباط الإنسان بالوسائل، وتفسر التطور الحضاري عبر التاريخ بتطور أدوات الاتصال، وافترضت النظَرِيَّة “الحتمية التقنية”؛ التي تقوم على أنّ المجتمع والثقافة يتطوران بالاعتماد على الوسائل المادية، و أن العناصر المادية تتطور بسرعة أكبر من نظيرتها المعنويّة، وتفترض النّظَرِيَّة أن التّقنية السابقة هي مقدمة للتقنية الحاليّة،  وتناولت نظَرِيَّة العلاقة بين الوسائل الإعلاميّة القديمة والجديدة، وقدّر الكاتب للوَسِيلة الجديدة بعض الوظائف محتملة، فهي تقوم بتمديد وَسيلة أخرى قائمة بجعلها أكثر فائدة؛ وتلغي وَسيلة قائمة أو تضعفها، وتعمل على موازنة وَسيلة قائمة، وتعيد إحياء وسيلة تقليدية. طبّق الكتاب هذه النّظَرِيَّة على الرّسائل النصيّة القصيرة عبر الهاتف الجوال، فقد مدت الصحافة بالانتباه لأنها تقتبس منها وتروّج لها، وأضعفت المتابعة الدّوريّة للصحف لأن الرّسائل النصيّة تصل المتلقي لحظة حدوث الخبر وتُغنِي عن المُتابَعة الدّوريّة، ووازنت استخدام الصورة عبر وسائل إعلام مُقابِلة، وأعادت للأذهان طريقة استخدام كلمات محدودة للإعلان مثل وسائل منقرضة – المنادين في الأسواق.

قوالب تحرير الخبر في الإعلام الجديد
الخبر في الإعلام الجديد حاول الدمج بين الميز الكاملة للوسائل السابق(الكتابة؛ الصحافة؛ الإذاعة؛ والتلفزيون)، واُلزم بالاختصار، واستخدام الروابط التفاعلية، والفقرات القصيرة، والحفاظ على محوريّة فكرة واحدة لكل فقرة، واستخدام الرسوم الخطيّة الغرافيكس. وناول الكتاب قوالب تحرير الخبر، مُفَصلاً فيها الأنماط الحديثة لكتابة الخبر، مثل أنماط (لوحة التصميم، المقاطع، الساعة الرملية، القائمة، وول استريت جورنال، الدائرة، فورك، غير الخطي).

الإطار والقلق..
حاول الكتاب شرح الرؤى المختلفة التي تحاول تعريف الإعلام الجديد، إما بوصفه بديلاً للقديم أو مطوّرًا له، مشيرًا إلى مجهودات اليونيسكو لابتداع النظام العالمي الجديد بناء على مبادرات تعددت، فتنازع المشاركون في مفهوميّة الإعلام الجديد منذ السبعينيات، فريق قاسه بمدى استقلاله عن المؤسسات الرسميّة؛ فتمدد الإعلام الجديد كسب شرعيته من تواضع مصداقيّة الإعلام التقليدي، إلا أنّ هذا الرأي تعرّض لجدال لتحديد معنى الاستقلال، مما جعله صعب التطبيق لنسبيّة الاستقلال، ووجود مصالح متداخلة مهما تنامت الفرديّة، لذلك فإن الرؤية الثانيّة تنطلق من أن الإعلام الجديد مصطلح يعبّر عن التطبيقات الإعلاميّة المستفيدة من التطورات التقنيّة المعاصرة، وعليه فإن تطبيق النشر الإخباري عبر الرسائل النصيّة القصيرة يقع في حيز الانتقال إلى الإعلام الجديد.
حالة التطور التّقني أفادت في تشكّل حالات إعلاميّة جديدة عبر التاريخ، وأنتجت كل حالة وسائل وخصائص ووظائف مختلفة. ومن سمات تقنيات الاتصال الحديثة، تفاعل المتلقي مع الرِّسالة الإعلامية وتحوّل الجماهير إلى وحدات صغيرة واختيارهم لنوع المادة، ودخول قابلية الانتقال، وغياب ضرورة التزامن بين المُرسل والمستقبل، وإمكانية تحويل الرِّسالة لأكثر من صيغة، وشيوعها، وعالميتها، فلم تعد تشترط ظرفا محليا.
قدّم الكتاب، التقنيات الاربع معرفًا بها، بداية من الهاتف الجوال؛ الذي بدأ للاستخدام الشرطي، وتطوّر في 1946 ليكون هاتف السيّارة، وطوّر في 1983، وصولاً إلى الهاتف الرقمي، وقدم شرحًا للتقنيات المستخدمة وتطوّرها وصولاً إلى الجيل الثالث منه، كما تناول خدمة الرسائل النصيّة القصيرة، التي استخدمت في المجال الإعلامي وبدأت في 1992، والرسائل النصيّة غير الشخصيّة مقسمة إلى نوعين، الأول إعلامي، والثاني خدمي، ولها مزايا مثل: انخفاض التكلفة؛ وسهولة الإرسال والاستقبال؛ وسرعتها؛ وقلة الإزعاج للمستقبل؛ وتجاوز ضرورة التزامن بين المُرسِل والمستقبِل. وتناول خدمة الدفع، وبرتوكول التطبيقات اللاسلكية.

الإعلام الجديد في السعودية
بعد المقدمة العلميّة المكثفة، تناول الكتاب الإعلام الجديد في السّعوديّة، وأدار الحديث حول الخلفية التاريخيّة، بداية من العام 1927 الذي شهد إنشاء البرق، وفي العام 1935 تمّ ربط 22 مدينة وقرية بمحطات لاسلكية، وأنشئت وزارة المواصلات في العام 1952، وشُغّلت مدينة الملك فهد للاتصالات الفضائية في العام 1984، وتمّ تشغيل الهاتف الجوال في العام 1994، وعرفت المملكة الانترنت في العام 1985 وكان ذلك لأغراض علميّة، وأجيز في العام 1997 إطلاقه كخدمة عامة للجمهور، وشُغِّل في 15/12/1998. والآن، فإنّ عدد الاشتراكات في الاتصالات المُتنقلة في المملكة أكثر من 6.51 مليون اشتراك، وبلغ حجم إيراد قطاع الاتصالات في العام 2010 أكثر من 75 مليار ريال سعودي، وهي في زيادة مُطَّرِدة، هذه الإشارات (أحجام الاشتراكات والإيرادات والإنفاق) تعطي انطباعاً بحجم السوق الذي يمكن أن تتحرك ضمنه الخدمات الإخبارية للإعلام الجديد.
تناول الكتاب الإطار التنظيمي للإعلام الجديد، فذكر لائحة النشر الإلكتروني التي أصدرتها وزارة الثقافة والإعلام في 2011، وألزمت في مادتها الخامسة تطبيقات الإعلام الجديد (الصحافة الإلكترونية، وكالة الأنباء الإلكترونية، ودار النشر الإلكترونيّة، والمواقع الإلكترونيّة التابعة لوسائل الإعلام التقليدية، والبث عبر الهاتف الجوال، وبث الأخبار) بالحصول على تصريح، وحددت الإطار العام للممارسة الإعلام الجديد.
في إطار الممارسة درس عدة نماذج سعوديّة، فكانت البداية بالنسخ الإلكترونية للصحف الورقيّة، فأوّل موقع إلكتروني لصحيفة عربيّة كان موقع صحيفة الشرق الأوسط في 1995، وعلى المستوى المحلي موقع “الجزيرة” في العام 1997، و”الريّاض” في العام 1998، أضافت له في العام 2001 بعض المواقع التفاعليّة، وفي العام 2004 طوّرت الموقع ليتفاعل القرّاء مع الصحيفة، وفي العام 2009 منحتهم خاصيّة التسجيل في الموقع والتفاعل مع بعضهم، وعَرض لصحيفة “الوطنالتي أطلقت موقعها في العام 2000، وطوّرته لـ “الوطن أونلاين” في العام 2010. أما “عكاظ” فقد بدأ موقعها الإلكتروني في العام 2001، وبدأت “اليومفي العام 2002، و”المدينة” في 2003. أما الصحف الإلكترونية فالأولى هيإيلاف” في العام 2001، ثم “باب” في العام 2001، و”سبق” في العام 2007، و”عناوين” في 2008، و”صحف” في العام 2010.
أما خدمات الرسائل النصيّة القصيرة، ففصّل رسائل المحتوى حسب تقنية الدفع إلى الإعلانات التي يتلقاها المشترك، وكانت أول خدمة إخبارية عبر الرسائل النصيّة القصيرة، أطلقت في العام 2003. وأرّخ أيضًا لمنتديات الحوار على الإنترنت، أقدمها “الإقلاع” (1999)، وأرّخ للمدونات العالميّة والمحليّة، وكذلك شمل نطاق تغطية الممارسات موقع اليوتيوب(Youtube) الذي تمّ تحميله بملفات فيديو تستغرق مشاهدتها 13 مليون ساعة في 2010، وصنّف الملفات التي تتداول فيه بين الإرشيف وملفات تعرض لأول مرة خصصت للجماهير، ومن القنوات قناة “جامعة الملك سعود”، وقناة “نادي الرياض الأدبي”، وقناة “صحيفة المدينة”، وقناة “صحيفة عكاظ”، وقنوات برامج الـ(Talk-Show)، كما تناول الفيس بوك(Facebook) الذي بدأ في 2006، كموقع للتواصل الاجتماعي، وسرعان ما تمت الاستفادة الإعلامية منه على ثلاثة أوجه، الأولى في زيادة المادة الإعلامية المنقولة، والثانية في الاتصال بالنخبة عبر صفحاتهم التعريفية، والثالثة سهولة مراقبة وتجميع المهتمين بأي شأن مشترك، مشيرًا إلى انتشار استخدامه في السعودية، إلا أنه ينوّه بأنّ 70% من مستخدمي الفيس بوك في السعودية تتراوح أعمارهم بين 18 و 34، وتقترب نسبة الذكور بينهم إلى 70%. وحظي (twitter) أيضاً باهتمام متزايد من المتفاعل الإعلامي، وشبهه بخدمة الرسائل القصيرة، لقصر المساحة المتاحة، وسهولة إجراء الارتباط وإلغائه من الخدمة الخبرية،وسهولة تمرير المعلومية.
في خدمة الرسائل النصيّة.. دراسة ميدانيّة وتجربة مهنيّة
وفي دراسة ميدانيّة قام في محاولة بحثيّة بتحليل 185 رسالة نصيّة قصيرة، تمّ بثَّها إلى الجمهور عن طريق خمس مؤسسات إعلاميّة، كان سمات المحتوى الخبري فيها (القصر، غياب العنوان والمصادر، الإجابة فقط عن ماذا ومَن، وإهمال لماذا وكيف، استخدام الهرم المقلوب في التحرير) وكان واضحًا دور الوَسِيلة وأثرها على شكل الخبر.
ختم الكتاب بتجربة مهنيّة، في مجموعة mbc التي أصدرت خدمة رسائل خبرية لعدد من الدول منها السعوديّة، وكان المؤلف مسؤولاً عن أغلب النواحي الإدارية وجميع النواحي التحريرية لها، قدمت الخدمة عبر ثلاث قنوات، واحدة للأخبار العامة، والثانية للرياضية، والثالثة تختص بنقل أبرز المقتطفات، وتدرجت في عمليّة إطلاقها، واعترف بأن ذلك خطأ، فالمشترك في الخدمة كان يدفع قيمة الاشتراك في قناة واحدة تأتيه بالأخبار المحلية والرياضية، وتم فصل كل نوع لوحده مما أحوجه لمضاعفة الاشتراك في حال أراد متابعة أكثر من قناة، تحدّث عن تجربته في اختيار المحررين للخدمة، وسياسة التحرير التي زود بها المحررين، وركّزت على محاولة توحيد أسلوب كتابة الرسائل لضمان هوية واضحة للخدمة، وسمّت المصادر الإعلامية، وقد وثّق لتجربته بتقارير يومية، وشهرية.
الكتاب في مجموعه، محاولة لفتح الدراسات لتناول الإعلام الجديد في السعوديّة، وكان واضحًا اهتمام المؤلف بأن يتم إدراج الرسائل النصيّة تحت بند الإعلام الجديد، وقد أجاد في التأصيل لذلك، واستعان بمراجع مفيدة، وفتح الباب أمام دراسات تتوسع في دراسة الأنماط الأخرى، وأثرها على الرِّسالة الإعلاميّة في المملكة السّعوديّة، من حيث المحتوى الخبري، وهو حقل ما زال يتسع للكثير من الدراسات والبحوث، حتى يؤتي قطافه، لفهم واقع إعلاميّ جديد، لمجتمع أصيل يبدو اليوم جديدًا بدماء شبابه وحراكهم الإعلامي، فهل يُلبي الباحثون النداء 
لتحميل الكتاب بصيغة بي دي اف.

المصدر المجلة