الأحد، 17 يونيو 2012

رحيل عملاق الصحافة.. عقل القضية الجنوبية

متابعات إعلامية / كتب / علي منصور أحمد

ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل عملاق الصحافة الجنوبية وعقل القضية الجنوبية الأستاذ القدير والمناضل الوطني البارز الصديق العزيز هشام باشراحيل ناشر ورئيس تحرير صحيفة الأيام الغراء التي مثلت منذ انطلاقتها الثانية 1990م وهج القضية الجنوبية الذي أراد دعاة الوحدة المزعومة دفنها والقضاء المبيت على الهوية الجنوبية الذي حمل الأستاذ هشام باشراحيل ورفاقه على عاتقهم ومنذ وقت مبكر مسؤولية الدفاع عنها والحفاظ عليها من كل محاولات النظام السابق في الطمس والتهميش ومثلت الأيام الصحيفة والأستاذ هشام باشراحيل منذ وقت مبكر، خط الدفاع الحديدي المستميت لإفشال كافة محاولات الرئيس المخلوع ونظامه الاستعماري المتخلف، لتدمير الشخصية الجنوبية والقضاء على هوية وآدمية الإنسان الجنوبي.
وكانت الأيام ورئيس تحريرها بمثابة "النسق الأول المتقدم" الذي تصدى بكل شجاعة وكفاءة واقتدار للهجمة الإعلامية المدروسة والخطاب السياسي التدميري الممنهج لتشويه التاريخ الجنوبي وتشويه الهوية الجنوبية وطمس تاريخ وهوية شعب الجنوب العظيم رغم المقارنة غير المتكافئة بين صحيفة أهلية مثل "الأيام" المتواضعة ومحدودة الإمكانيات المادية والفنية, وبين مؤسسات دولة بكامل ثقلها السلطوي القمعي والمالي والإمكانيات والوسائل الضخمة من إذاعات وتلفزة وصحافة الخ !.
لكن بكل صدق وحقيقة وشجاعة واقتدار مثلت الأيام ورئيس تحريرها الأستاذ القدير هشام باشراحيل وكافة كتابها من حملة مشاعل الفكر والتنوير الأوفياء, مثلت البيئة الحاضنة للقضية الجنوبية والدافع الرئيسي لانطلاق الحراك الجنوبي الذي أصبح يسيطر على ساحات وميادين الحرية في عموم مناطق ارض الجنوب الحبيب !.
ولقد تحمل فقيد الوطن والشعب الأستاذ هشام وشقيقه الأستاذ تمام باشراحيل, ما لم يقوى على تحمله الآخرون من قادة الدولة الجنوبية الذين اختفوا وتواروا عن الأنظار ممن نهبوا أموال الشعب الجنوبي ولاذوا بالفرار تاركين خلفهم شعب الجنوب يلقى مصيره المأساوي المحتوم الذي ساقوه إليه, خلال قيادتهم له من هزيمة إلى أخرى, ولم يحني رأسه الأستاذ هشام باشراحيل من العاصفة كما فعل الآخرون.
 
ودفع الثمن الغالي لما تعرض له من التهديد والوعيد ومحاولات الاغتيال المتعددة وملاحقة كتاب الأيام ومصادرة الصحيفة ومحاربة ومنع توزيعها ونهب سيارات التوزيع واقتحام منازل الـ"باشراحيل" في كل من صنعاء وعدن ومهاجمة مقر "الأيام" بالقوات العسكرية والأمنية القمعية واعتقال رئيس التحرير ونجليه هاني ومحمد في أبشع صور إذلاليه تكشف زيف الوحدة والديمقراطية التي كان يتغنى بها النظام الديكتاتوري الهمجي والرئيس المخلوع الذين لن يتأسف أحد على رحيلهم حتى من اقرب المقربين لهم أو من البلاطجة المأجورين الذي كانوا يستخدمونهم للقمع والبطش بالآخرين وهذا هو حال ومصير الطغاة والظالمين.
لكن هنا في عدن, غدا ستخرج عدن الغالية وسيخرج شعب الجنوب العظيم عن بكرة أبية في اكبر موكب جنائزي مهيب وفي مواكب رمزية مشابهة في عموم أرجاء وطننا الغالي, لتوديع هذا المناضل الوطني البارز عملاق الصحافة الجنوبية وسلطان الكلمة الشجاعة, الصادقة والأمينة الأستاذ القدير هشام باشراحيل رحمه الله ألف رحمة ورحمة.
 
والذي برحيله فقد الوطن خير أبناءه الأوفياء المخلصين وفقد شعب الجنوب العظيم احد ابرز قادته ومناضليه الميامين وافتقدته الصحافة الجنوبية علما بارزا من أعلام الفكر والتنوير واحد ابرز رجال الكلمة الصادقة والأمينة رحمه الله.
وفقدت برحيله أباً حنوناً وأخاً حميماً وصديقاً وفياً ورجلاً متواضعاً وأنساناً خلوقاً لن أنساه ما حييت !.
وبهذا المصاب الجلل نتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة إلى الصديق العزيز الأستاذ تمام باشراحيل والى أولاده الأعزاء باشراحيل ومحمد وهاني وكافة أفراد الأسرة الكريمة وهيئة تحرير "الأيام" سائلين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته وان يلهمهم جميعا بالصبر والسلوان؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون 

المكلا اليوم.