السبت، 23 يونيو 2012

محطة إذاعية وتلفزيونية لأطفال غزة

متابعات إعلامية / غزة :

يتوالى يومياً وصول عشرات الأطفال الفلسطينيين إلى شقة صغيرة بمدينة غزة لإدارة وتشغيل أول محطة إذاعية محلية -تبث أيضا تلفزيونيا على الإنترنت- مخصصة للأطفال.

ففي ذلك المكان المفعم بأجواء الألفة والمحبة يعمل أعضاء النادي الصحفي الصغير ومعهم أطفال من ضحايا الحرب بحيوية ونشاط كخلية نحل لإبراز قدراتهم وأهليتهم على مخاطبة أقرانهم الأطفال بأسلوب سلسل ومؤثر.
ورغم مضي ثلاثة أسابيع على البث التجريبي لراديو وتلفزيون الصحفي الصغير، فإن الإذاعة بدأت تحظى باهتمام ومتابعة لافتة من قبل أطفال غزة وأولياء أمورهم لما تبثه من برامج ترفيهية شيقة تزامناً مع العطلة المدرسية الصيفية.
ولا تخضع الإذاعة -بحسب القائمين عليها- لأي جهة فلسطينية، لكنها تحظى بالدعم المعنوي من الجهات الرسمية والأهلية.
ويؤكد رئيس راديو وتلفزيون الصحفي الصغير غسان رضوان أن إرادة وإصرار الأطفال في النادي الصحفي هي التي قادت إلى تأسيس الإذاعة العلاجية بتمويل خارجي مقداره 25 ألف دولار، تلقته من طرف اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين، وهو مبلغ من أصل 85 ألف دولار تحتاجه الإذاعة لمواصلة بثها.
مخاوف
وأعرب مسؤول الإذاعة عن خشيته من توقف بث الإذاعة بسبب عدم توفر المبالغ المطلوبة، مشيراً إلى أن الإذاعة تقوم على جهود الأطفال وعدد من المتطوعين لخدمة الأطفال ونصرتهم.
وأوضح رضوان للجزيرة نت أن الهدف الأساسي من الإذاعة التي تبث أيضاً تلفزيونياً على شبكة الإنترنت هو تقديم الدعم النفسي والإرشادي لأطفال غزة ومساعدتهم على التخلص من الأزمات والصدمات الناجمة عن جرائم وممارسات الاحتلال عبر برامج ترفيهية يقدمها الأطفال إلى أقرانهم.
ويعمل في الإذاعة نحو 55 طفلا من بينهم 15 يعملون بشكل دائم ومنهم من يشارك في إعداد وتجهيز البرامج، وإلى جانبهم ثمانية مشرفين متطوعين في مجال الإرشاد والتوجيه.
وتكتسب الإذاعة مصداقيتها من كون معظم الأطفال القائمين عليها هم من ضحايا الحرب على غزة عام 2010، وخضعوا لجلسات وطرق علاجية مختلفة للتفريغ النفسي، كان من بينها تدريبهم على إعداد وتقديم مئات البرامج الإذاعية والتلفزيونية والأعمال المسرحية في داخل غزة وخارجها، وهو ما أهّلهم وبقدر كبير من الكفاءة إلى تقديم النصح والإرشاد لأقرانهم الأطفال.
إنجاز كبير
ويقول الطفل الجريح لؤي صبح (14 عاما) وهو أحد العاملين في الإذاعة، إن انطلاق الإذاعة إنجاز كبير، لأنها ستكون صوتاً دائما للشد من أزر أطفال غزة "الذين يتعرضون مراراً وتكراراً لاستهداف وجرائم الاحتلال".
وأضاف لؤي -الذي فقد بصره بفعل شظايا قذيفة إسرائيلية أطلقها الاحتلال على مقربة من منزله في بلدة بيت لاهيا إبان الحرب- "أريد من خلال عملي في الإذاعة أن أصل لكل أطفال فلسطين والعالم لأبلغهم أن الاحتلال لن يكسر إرادتنا وسنخرج من تحت الرماد أشد عوداً وأصلب عزيمة".
ويرى أن الإذاعة كانت ثمرة إلحاح الأطفال في نادي الصحفي الصغير من أجل استثمار وتنمية طاقاتهم الإبداعية التي اكتسبوها في مجال الإعلام والثقافة خلال جلسات علاجهم من الصدمات النفسية إثر فقدهم لأهلهم وذويهم إبان الحرب.
وقالت العضوة في نادي الصحفي الصغير ومنسقة البرامج في الإذاعة إيمان أبو واكد، إن مشاركتها ورفاقها الأطفال في المؤتمرات المحلية والدولية وورشات العمل التدريبية لصناعة الأفلام الوثائقية وورشات تقديم البرامج وإعدادها منحهم القدرة على تقديم برامج من نسيج أفكارهم ووحي واقعهم بعيدا عن الخيال أو التقليد.
حرمان ومناشدة
وأضافت إيمان أن شعور أطفال غزة بالحرمان ولد لديهم رغبة شديدة في تحقيق الإبداع والوصول إلى النجاح وتحدي "كل أشكال المعاناة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي ببطشه وجرائمه".
وناشدت الطفلة إيمان زوجة أمير قطر الشيخة موزة "التي تعودت على احتضان قضايا الأطفال وقناة الجزيرة للأطفال لدعم الإذاعة ومساعدتها على مواصلة مسيرتها لتكون قادرة على التنفيس عن أطفال غزة وإيصال صوتهم إلى العالم الخارجي".
الجزيرة نت