الأربعاء، 18 يوليو 2012

في استبيان: الصحافة الورقية أقل حرية وأكثر مصداقية من الإلكترونية

متابعات إعلامية / وائل نعيم

أظهر استبيان اجرته «البيان» حول الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية، وشارك فيه 100 طالب وطالبة من الجامعيين، وذلك من خلال عدة أسئلة طرحت عليهم، بحثا عن اجابات بشأن المنافسة بين الوسيلتين، وصراع البقاء والفناء في عالم الاعلام، بما يمثله التقليدي "الورقي" و"التقني الإلكتروني"، عبر المواقع المختلفة والوسائل المتنوعة، ورؤية جيل اليوم لمستقبل الصحافة بنوعيها، وايجابيات وسلبيات كل منهما.

تشير نتائج الاستبيان إلى أن نسبة قراءة الصحف الورقية بشكل دائم يمثل 24 % وأحيانا 64 %، وإطلاقا 12 %، بينما بلغت نسبة تفضيل الطلبة لقراءة الصحف الإلكترونية 22 % دائما، و52 % احيانا، و26 % اطلاقا، وعن اقتناعهم بإمكانية إلغاء الإلكترونية للورقية قال 16 % سيحدث ذلك بشكل دائم، و36 % احيانا، و48 % إطلاقا.

وبشأن الحصول على المعلومة الكترونيا في جميع الأوقات أكد 58 % انها تتوفر دائما، و38 % احيانا، و4 % اطلاقا. ويرى 66 % أن قراءة الصحف الكترونيا متاحة في بلدان مختلفة دائما، و32 % احيانا، بينما 2 % لا يجدها اطلاقا، وعن أرشفة المعلومة الكترونيا يعتبرها 62 % سهلة وأسرع دائما، وبنسبة 32 % احيانا، و6 %اطلاقا.

وأكد 34 % أن التصفح الورقي أسهل من الإلكتروني دائما ويراه 40 % احيانا و26 % اطلاقا، وقالوا إن الصحيفة الورقية ذات مصداقية أكثر من الصحف الإلكترونية دائما، بنسبة 32 %، و56 % احيانا، و12 % اطلاقا، وفيما يتعلق بسؤال حول أن الصحف الإلكترونية أكثر حرية في طرح المواضيع من الصحف الورقية كانت اجابات الطلبة: 40 % قالوا دائما، و46 % احيانا، و14 % اطلاقاً.

«البيان» تواصلت مع عدد من الأكاديميين والاختصاصين في المجال الإعلامي، واطلعتهم على اجابات الطلبة للتعليق عليها، ورصد واقع الصحافة الورقية والإلكترونية في الوقت الراهن.

عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان الدكتور خالد الخاجة قال: يتضح من تحليل النتائج السابقة أن طلبة الجامعة، وهم من الفئات التي تتعاطى مع الإنترنت وشبكات التواصل بنسبة كبيرة، أنه قد جاءت نسبة قراءة الصحف الورقية أعلى من نسبة قراءة الصحف الإلكترونية، حيث كانت 24% من نسبة العينة، والثانية بنسبة 22% وهو أمر ملفت ويستحق الوقوف، فالقراءة ترجع إلى التعود.

ونصف العينة أكدت ان الإلكترونية لن تلغي الورقية، وهي نتيجة طبيعية ومنطقية، فليس هناك دراسة علمية موثقة تبين ذلك، لكنها مجرد آراء، فعلى مدار تاريخ وسائل الإعلام لم تلغ وسيلة ـ أيا كانت ـ أخرى، لكنها تستفيد منها، فلكل وسيلة مميزات لا تتوافر في الأخرى.

وإذا كانت نسبة الذين قالوا ان الصحف الورقية تتيح المعلومة بشكل أسرع من الصحف الورقية فلاشك في ذلك، ولكن القضية ليست توافر المعلومة فقط، فالجانب الأهم هو المصداقية التي جاءت نسبتها 32 % بشكل دائم و58 % أحيانا لصالح الورقية، والنتيجة تستحق الوقوف عندها، فمصداقية الإلكترونية على المحك، وستفقد جزءا كبيرا من جمهورها إذا لم يتم التثبت من مصدرها. ويتجه الشباب إلى الإلكترونية لارتفاع سقف الحرية والبعد الرسمي في صناعة الخبر.

والصحافة الإلكترونية لها مميزات، فهي لا تعتمد على اتصال هابط من أعلى الى أسفل، والقارئ يتفاعل مع النص ويعلق عليه، وأخرجت مهنة الصحافة من شكلها المعتاد وأوجدت المواطن الصحافي، فكل قارئ يشارك في صناعة صحيفته، وهي تعتمد على النص الفائق الذي يشمل الصورة والفيديو والصوت في مضمون واحد.

ثقافة بصرية

ويؤكد رئيس قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الشارقة الدكتور عصام نصر أن القراءة مرتبطة بالعادة التي في طريقها إلى الانقراض، فواقع الجيل الحالي الصورة وثقافته بصرية قائمة على الصورة أكثر من النص المكتوب، وهوجيل لا يقرأ.

وهناك ثمة خلط للمشاركين في الاستطلاع بالنسبة للصحافة الإلكترونية في المصطلح، وخلط بين المدونات والمواقع الإلكترونية للصحف، والنسب لا تتوافق مع المنطق، وإذا تناقضت النتائج وجب الرجوع إلى طبيعة الاستبيان.

فربما هناك عدم فهم لبعض الأسئلة، فليس منطقيا أن يقولوا إن الصحيفة الورقية ذات مصداقية أكثر من الإلكترونية وبنسبة 32 % دائما، و56 % احيانا، و12 % اطلاقا، واقتناعهم بأن الإلكترونية ستلغي الورقية 16 % دائما، و36 % احيانا و48 % إطلاقاً، فالنسب تناقض الواقع، وذلك لن يحدث إلا على المدى البعيد.

والتفاعلية التي تتمتع بها الإلكترونية تسمح بحرية أكبر، والاستبيانات مطلوبة للتعرف على واقع الاعلام الحالي عند الشباب ومدى رغباتهم واتجاهاتهم نحو مضامين الإعلام بشكل عام والورقية خاصة، ومأزقها بعد ظهور الإنترنت والمحتوى الإلكتروني.

تنافس المحتوى

الأستاذ المساعد في قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات الدكتورة حصة لوتاه تقول لا يوجد شيء يجزم بأن الصحافة الإلكترونية ستلغي الورقية، فلا يمكن لوسيلة أن تلغي أخرى، فالتلفاز لم يؤثر على السينما، والناس اذواقها مختلفة.

فالاستبيانات غالبا لاتكون دقيقة، والأسئلة توجه وفق رغبة مصمم الاستبيان وما يريده من اجابات، أو أن الشخص الذي يجيب على اسئلة الاستبيان يجيب عليها بما يتفق؛ واعتقاده بأن هذه الإجابة تتوافق مع ميول الشخص الذي يطرحها.

وتشير إلى أن الكثير من الصحف الورقية تراجع أداؤها وقراؤها لتزايد الوسائل الإلكترونية، ويمكن أن يكون محتوى هذه الصحف هو الذي أثر عليها وليس الصحف الإلكترونية.

كما أن الصحف الإلكترونية ليس بالضرورة أن تكون هي ذات مصداقية أكبر، فالبعض منها يتناول الموضوعات التي تحاكي رغبات الشباب، فالنسبة الأكبر من شباب اليوم يتعاملون مع الإنترنت بغرض التسلية واللهو.

ويرى مدرس مادة الصحافة في كلية دبي التقنية للطلاب الدكتور نبيل زيدان ان نتائج الاستبيان والإجابات، فيها نسبة كبيرة من المصداقية، وتعكس تطلعات الشباب، وجيل اليوم يتجه إلى الإلكترونية لتعامله مع الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، والقراءة الورقية لديهم متدنية جدا، وهذا انعكاس طبيعي لتطور وسائل الاتصالات، والطلبة يتعاملون يوميا مع التقنية.

وهم طلاب صحافة، وقليل منهم يقرأ الصحف الورقية، وغالبيتهم يطلعون على الإلكترونية وبلغات عدة. ونلاحظ ان مبيعات واشتراكات الصحف الورقية تتراجع، لأن نسبة القراء بدأت تقل، فيما الثقافة البصرية ترتفع نسبتها، والإلكترونية تسحب البساط من تحت الورقية.

ويؤكد عميد كلية الإعلام في جامعة الجزيرة في دبي الدكتور عطا عبد الرحيم أن الإعلام الجديد تسبب في تراجع الصحافة الورقية لأنه اصبح إعلاما طاغيا وله ثقله الكبير، وبعض الصحف الورقية بدأت تختفي، وأكثر من 90 صحفية ورقية تحولت منذ عام 2000 وحتى 2010 إلى الكترونية بسبب الخسائر الاقتصادية وتراجع المعلنين.

وعدم اهتمام القراء بها. والصحافة الإلكترونية تتيح للشخص الحصول على الخبر في اية لحظة ومن قنوات متعددة، ما أدى لتراجع الاهتمام بالورقية إلا من الجيل القديم، وذلك تسبب في تراجع نسب توزيعها.

ويتضح ان الصحافة الإلكترونية، وفقا للاستبيان، أكثر حرية في موضوعاتها، لكن الورقية أكثر مصداقية، وسيكون هذا الأمر عاملا مهما لاستمراريتها، فلا ثقة بشكل مطلق فيما يكتب وينشر في الإعلام الجديد.

وقال عميد كلية محمد بن راشد للإعلام علي جابر إن الجيل الحالي تربى على وسائل التكنولوجيا الحديثة، ولا يتعامل مع الورقية، والتي في طريقها إلى الانقراض. والصحافة الإلكترونية أكثر حرية في طرح المواضيع ومتاحة أمام شرائح كبيرة، بينما الورقية مساحة الحرية فيها محدودة، خاصة في العالم العربي.

المحتوى

أكد محمد بن راشد إن المحتوى يلعب دورا كبيرا في الإقبال على الصحيفة مهما كان نوعها، وفي المستقبل سوف نرى الصحافة الإلكترونية هي الطاغية، كونها تغني الصحافة بشكل عام وتفتح آفاقا واسعة وجديدة، وتقدم مادة إعلامية مع وسائط مساعدة .

وقال إن الإلكترونية ليست صحافة المواطن، أما الورقية فهي تتبع مؤسسات كبرى، وتتمتع بمصداقية عالية. وثمة مؤسسات صحافية أغلقت الطبعة الورقية وتحولت إلى الكترونية.وفقا لما نشر بصحيفة البيان 
فنون خليجية.