الخميس، 3 يناير 2013

ما الذي يجب أن تنشره في الشبكات الاجتماعية ؟

متابعات إعلامية / كتب / أمجد المنيف
إن تناول الحديث عن الشبكات الاجتماعية هو أشبه بتغطية الأحداث في مناطق الحروب، فالخبر الذي يعتبر عاجلاً حديثًا أثناء الكتابة -  أو البث -  هو قديم بعد الانتهاء من المقالة أو التقرير، كما أن التفرع في محيطاتها غير المنتهية ينتج عنه تفرعًا (لا منتهٍ) في قنوات أفكارها، وهذا يحدث جنبًا إلى جنب أنواعها الكثيرة، وأقسامها المنتشرة، واستخداماتها المتنوعة، فالخلط يبدو واضحًا بين الاستخدامات الشخصية والتسوقية، وكذلك الاستخدامات المرتبطة بالاهتمامات السياسية والحزبية، وغيرها من أنواع الاستخدام.. والاستثمار، والخلط بين كل هذا لم يتضح بعد فيما إذا كان صحيًا من بابالتناغم” وسهولة الخطاب والتواصل بين كل فئات المجتمع، أو غير ذلك من حيث التداخل وضياع الأولويات، وتخبط خط الاتصال.. وهو بالمناسبة أمر نسبي، تحكمه النظرة الشخصية، والبيئة المحيطة، وعوامل أخرى تساعد في تفكيك ماهية العلاقة، ومدى صحتها من غيرها.
أتحفظ كثيرًا عن التحدث في هذا المجال، فعلى الرغم من كل هذه الطفرات التي تحدث في ثنائيها، بداية من إسهامها -  بشكل مباشر وغير مباشر -  في تغذية خطوط التواصل في الثورات العربية، ومرورًا عبر طرقات الاستثمار الحديث في قنواتها، ودورها الجبار في استحداث وظائف جديدة، ومنحها للمواطن البسيط منبرًا إعلاميا مستقلًا؛ إلا أنها لا تزال في أول ولادتها، وجديدها في تنام، وأسرارها غير محصورة، ويفشل من يعتقد أنه يمتلك المعلومة الكاملة، أو الحصرية، فالكل يمتلك بحسب اهتماماته واستخداماته، ونطاقه الذي يتحرك فيه ويتطور..
فضاء النت يعج بالمقالات العربية والأجنبية التي تتحدث عن هذه الشبكات، تنظّر تارة وتشرح أحيانًا، وتنتقد كثيرًا، وتنثر الحلول “الوقتية” في كثير من الأحايين، حاولت التفكير عن طريقة حديثة –  إلى حد ما -  في تناول مثل هذا الموضوع، فالإسهاب الحرفي ليس أمراً صعبًا إذا ما قورن بأهمية الفكرة، ومدى أثرها بعد النثر، وهذا هو التحدي دائماً !
من خلال متابعتي المتواضعة، واستخدامي الدائم، نوعًا ما، ورصدي المتوالي -  إن صح زعمي -  رأيت أن ألخص عدة نقاط هامة، والتي يجب مراعاتها من خلال استخدام الشبكات الاجتماعية، وهي بالمناسبة لا ترتكز على قواعد تسويقية أو إعلامية، أو أية منصات أخرى ذات علاقة أو “بلا علاقة، وإنما مجرد رؤية (شخصية) لماهية التعاطي، في معظم شؤون هذه الشبكات، منها ما يكون صحيحًا، ومنها ما هو غير ذلك، ومنها ما ينتمي للحياد، تلك الكذبة التي نتغنى بها باستمرار !
ولكن، بعد كل هذه الثرثرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، أحيانًا، ما الذي يجب أن نفعل، أو ما الذي من المفترض أن نفعل، أو تلك الأشياء التي يستحب عملها للتعاطي مع هذه الشبكات، أمر الوجوب وعدمه وما بينهما، أمر نسبي يقدر بحسب الرؤى الشخصية، وإليك بعض النقاط المنطلقة من رؤيتي الشخصية.. فقط :
- وحد صورك الشخصية، في كل مواقع الشبكات الاجتماعية، لأن هذا الأمر يسهل التواصل معك بطريقة مباشرة، والتعرف عليك بوضوح، ويضمن لك انتشارًا أكثر، والأهم من هذا أن معظم الناس “بصريون”.
- كن أنيقًا، الأناقة لا تحصر باللبس، فالكتابة تحتاج للأناقة، والردود أيضًا.. وغيرها، وهذا يعتمد على عدة عوامل تختلف بحسب كل شخص، فصحة الإملاء، وتلافيالأيقونات” المشوهة، واستخدام “الهاشتاقات” الصحيحة، من أهم عواملها، وهي تعتمد بالمقام الأول على المستخدم، وهويته التي يريد أن يرسمها.
- كن دقيقًا، وتلافى نشر المعلومات غير الدقيقة، وتذكر أن هذا الأمر يكون بمثابة الـ”سمعة” لموثوقية المستخدم وحسابه، وأماناً من الملاحقات القانونية، وتيقن دائماً أن هناك نسخة ثابتة لما تنشر حتى وإن أزلته، لذا حاول أن تبني جسورًا من الثقة من خلال التحقق الدقيق للمعلومات.
- احفظ الحقوق، وأشر دومًا لمصدر المعلومة، سواء كان شخصًا أو جهة إعلامية أو موقعًا إلكترونيًا أو غير هذا، وتذكر أن القوانين تجرم السرقات الإلكترونية، من خلال قوانين حفظ الحقوق الفكرية.
- كن جميلًا، واستخدم الألقاب التي يحبها أصدقاؤك ومتابعيك، وأشر لهم بالصفات التي يحبونها، وابتسم لهم كثيرًا.
- كن عفويًا، حتى وإن كنت دقيقًا في كل التفاصيل السابقة، فهذا لا يعني أن تتخلى عن عفويتك بالحديث، ومشاركة التفكير، ونشر الأشياء الخاصة، التي تتسع لفضاء الأصدقاء، وحتى صورك، اخترها (بعفوية)، وأرسم بصمتك الخاصة.
- كن متفردًا، وانتق منشوراتك بعناية، واعرضها بأسلوب سلس ومميز، وابتعد قدر الإمكان عن التكرار، وحاول أن تكون استثنائيًا.. حتى في عملياتتحديد المواقع”.
- اظهر بسهولة، وحاول أن تساعد عن إيجادك بسرعة في حالة البحث عنك، واكتب اسمك باللغتين، وتحاشى استخدام المد ( ــ )، والحروف المرسومة، والألف الممدوة ( آ )، والأيقونات المزخرفة، والرموز، وغيرهم.
- كن شكورًا، وقدم شكرك لأولئك الذين يقدمون لك الأشياء التي تحتاجها، وتلك المعلومات التي تبحث عنها، أو تلك النصائح التي تطورك، وساهم بتشجيعهم في المواصلة على إثراء المحتوى الإلكتروني بالمعلومة ومشاركتها.
هذا كل شيء، وغيره الكثير منالشيء” و “اللا شيء”، جرب أن تعيد النظر في كل هذا، وشاركنا تجربتك ومقترحاتك، وحاول أن تنثر قائمة خاصة بك.. وأكتبها، وتذكر دائمًا أن هذه الرؤى نسبية، والتقيد بها ليس ضرورة محتمة، والالتزام بها لا يعني النجاح دوماً.. حتى أنا لا ألتزم بها دائمًا ! ..والسلام.