الاثنين، 7 يناير 2013

بي بي سي عربي تحتفل باليوبيل الماسي لإنشائها

متابعات إعلامية / لندن /


في مثل هذا اليوم اختارت البي بي سي اللغة العربية لاول بث اذاعي لها بلغة غير الانكليزية
اختارت البي بي سي اللغة العربية لاول بث اذاعي لها بلغة غير الانجليزية، ضمن خدمتها العالمية. كان ذلك في الثالث من يناير/كانون الثاني من عام ثمانية وثلاثين من القرن الماضي.
وكان ذلك اعترافا باهمية المنطقة العربية، القريبة من اوربا، في وقت اشتدت فيه الحملات الدعائية بين بريطانيا وفرنسا من جهة، والمانيا وايطاليا، من جهة اخرى قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
واليوم نحتفل بمرور خمسة وسبعين عاما من البث الاذاعي المستمر باللغة العربية من البي بي سي في ظل متغيرات تكنولوجية هائلة.
فرغم ظهورالتلفزيون ومن بعده الانترنت والهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي فان الاهتمام بالاستماع الى الاذاعة العربية للبي بي سي لا يزال ملفتا. فقد احتلت الاذاعة مكانة خاصة عند مستمعيها وحازت في الاعم ثقتهم بسبب توخيها الدقة والموضوعية والحياد والتوازن في نقل الاخبار والمعلومات والمهنية العالية في إنتاج البرامج المختلفة.
كثيرون من مستمعينا يقولون إنهم نشأوا في بيئة كان الاستماع فيها الى الاذاعة العربية للبي بي سي، او اذاعة لندن، من الامور المسلم بها، فالخبر لا يعد صحيحا اذا لم "تذكره لندن".
آنذاك، وعلى مدى عقود، كانت "لندن" هي البديل الوحيد للاذاعات الرسمية التي كانت تنقل الاخبار والمعلومات وفق رؤية وحيدة الجانب في عالمنا العربي.

في الصدارة 

ورغم ان الصورة تغيرت خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية، فهناك مئات القنوات الاذاعية والتلفزيونية التي تنقل المعلومات وتقدم برامج مختلفة، فان اذاعة البي بي سي العربية لا تزال في الصدارة بين المحطات الموجهة الى عموم العالم العربي من شرقه الى غربه، وفق اخر الدراسات.

ومرت الاذاعة العربية للبي بي سي بمراحل مختلفة فمنذ البداية ركزت على الاخبار وصاحب ذلك تنوع واسع في البرامج شمل شؤون الساعة والفنون والموسيقى والدراما والادب والشعر وغيرها كثير، لكن الاخبار وشؤون الساعة بقيت ابرز ما تقدمه على مدى سنوات طوال.
وفي الآونة الاخيرة عادت الاذاعة تنهل من ارشيفها العريق لتقدم برامج مثل ذاكرة اذاعة وصندوق النغم حازت على شعبية واسعة.
وتحتفل الخدمة العربية بذكرى تأسيس الاذاعة في ظل تحد جديد، فقد بات عسيرا الاستمرار في البث بالموجات القصيرة مع ازدياد كلفتها وضعف جودة البث، وصار لزاما البحث عن حلول منها البث عبر الانترنت وعبر الاقمار الاصطناعية وعلى قنوات "إف إم".
الحل الاخير هو الافضل من حيث جودة البث وسهوله التقاطه، ولاذاعتنا اجهزة اعادة بث على موجات "إف إم" في عديد من الدول العربية، لكن ليس كلها، وتواصل البي بي سي سعيها من اجل تأمين نشر اوسع شبكة إعادة بث "إف إم" في مختلف الدول العربية.
واذ نحتفل بمرور خمسة وسبعين عاما على إنشاء الاذاعة العربية للبي بي سي لا بد ان نذكر باعتزاز الرواد الاوائل الذين وضعوا اسس هذه القسم العريق ومن تلاهم من اساتذتنا وزملائنا على مدى السنين، والذين لا تزال اسماء معظمهم باقية في اذهان مستمعيينا وفي قلوبهم.
فارس الخوري
رئيس تحرير القسم العربي في البي بي سي