أضحت الرسائل التكنولوجية
الوسيلة الأسرع يتم خلالها تبادل التهاني في المناسبات والأعياد، فيميل كثيرون إلى
إرسال الرسائل النصية عن طريق الهاتف النقال، أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وترى هديل إبراهيم (26
عاما) في إرسال التهاني بمختلف المناسبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسيلة أسرع
وتؤدي الغاية المطلوبة، وتشمل جميع المعارف.
وتبحث الناس، وفق
جمال الربايعة (42 عاما) عن الأسهل دائما، فبدؤوا باستخدام "المسجات" و"الإيميلات"
للتهنئة في العيد. إلا أنهم ما لبثوا أن اختصروا هذا وأصبحوا يتبادلونها عبر مواقع
التواصل الاجتماعي، أو يستخدمون التطبيقات المجانية على الهواتف الذكية".
ويفضل الربايعة
التعبير عن العيد بالزيارات العائلية المباشرة، على التهاني "الباردة" كما
يسميها، عبر الهاتف النقال، أو مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن هذه التهاني
كافية بأي حال من الأحوال للحفاظ على دفء العلاقات الأسرية.
خبيرة مهارات
الاتصالات، زين غنما، تقول "للناس حرية اختيار أفعالها، ولا ترمي المسؤولية
على أي وسيلة إلكترونية في إضعاف العلاقات الاجتماعية، فعندما يكون تباعد المسافات
بين الناس تصبح الوسيلة الإلكترونية وسيلة ممتازة في التواصل، سواء في الأعياد أو
المناسبات".
والتهنئة بالعيد،
وفق غنما، لفتة جميلة، سواء عبر الرسائل القصيرة، أو شبكات التواصل الاجتماعي، فهي
تشعر مستقبليها بالسعادة، وتذكرهم ببعضهم بعضا، خصوصا إذا كان هناك انقطاع أو طول
مسافة بين الطرفين.
الشاب خالد منصور (25
عاما) يقول، "بفضل التطور التكنولوجي أصبحت الرسائل التي تبعث عن طريق الهاتف
أو الإنترنت تعوض الزيارة أو المكالمة، من أجل التهنئة. وقد اختلف شكل تهنئة
العيد، فبعد أن كانت التهنئة في صباح أول أيام العيد، أضحت الآن قبل العيد بأيام"،
مضيفا أن دور الرسالة "جميل"، فهي تختصر الوقت والجهد مها".
وتقول فادية النحاس (20
عاما) "منذ تطور التكنولوجيا وخاصة الإنترنت، وأنا أرسل التهاني في الأعياد
والمناسبات لمعارفي وقريباتي وصديقاتي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا
فيسبوك".
وتضيف، "وبعض
التهاني أرسلها عبر الرسائل القصيرة، لمن لا يستخدمون الإنترنت. فنحن بصراحة في
عصر متطور يشعرنا بالعصرنة، وبأننا أناس جديرون بأن نعيش هذا العصر بكل أبعاده،
ففيه أشياء مفيدة جدا".
ويشير المعلم علاء
محسن إلى أن طوفان مواقع التواصل الاجتماعي وتداخل أجهزة الاتصال الحديثة في كل
نواحي الحياة جعل الاعتماد عليها يزداد بصورة أكثر مما يتوقع الكثيرون، وقد أضحت
هذه الوسائل في سنوات قليلة بديلا عن أشياء كثيرة، حتى عن الزيارات في العيد.
وكشفت الإحصاءات
العالمية الصادرة عن شبكة "الفيسبوك" بأن الأردنيين تداولوا 579 مليون
رسالة نصية عبر خدمة التراسل (التشات) خلال فترة شهر أيار (مايو) الماضي.
وتؤكد كل الإحصاءات
الأثر الكبير الذي أصبحت تحدثه شبكات التواصل الاجتماعي في الحياة الاجتماعية
والاقتصادية وحتى السياسية للأردنيين وغيرهم من المستخدمين حول العالم.
مازن علي (34 عاما)،
في هذا الصدد يقول الرسائل القصيرة تتناسب تماما مع السرعة التي طرأت علي حياتنا
في العصر الحديث، فلا وقت لدينا للزيارات، وأنا أتفق في أن هذه الوسيلة أثرت بشكل
سلبي كبير على طبيعة علاقات الناس وتواصلهم، فأصبح هناك نوع من التباعد".
ويضيف، "صارت
الرسائل القصيرة أو كتابة التهنئة على مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأسرع
والأسهل للتواصل مع الآخرين".
أستاذ علم الاجتماع
في الجامعات الأردنية، سري ناصر، يعقد مقارنة بين الماضي والحاضر، مشيرا إلى أن
الزيارات والتهاني كانت في السابق تتم بسهولة ويسر أكثر، فلم تكن هناك عوامل تعوق
الوصول إلى الآخر لتبادل التهاني في المناسبات، وحتى في الأيام العادية.
أما الآن، كما يقول،
فقد بدأت التكنولوجيا تلعب دورا كبيرا في العلاقات الإنسانية، إذ أصبح بإمكان
الفرد القيام بواجبه نحو الآخر بالتحية أو التهنئة عبر وسائل التكنولوجيا المتاحة.
والتكنولوجيا من
وجهة نظر ناصر، تعمل على إضعاف العلاقات الإنسانية التي كانت قائمة في السابق، فهي
وسائل جاهزة تفتقد لصدق العاطفة، ولا تغني عن رؤية الآخرين، والتواصل معهم، عبر
الحديث المباشر.
وبحسب إحصاءات رسمية
صادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات فقد بدأت خدمة الرسائل الصوتية الخلوية
القصيرة بالتراجع منذ العام 2010، بمعدل يتراوح بين 13-17 %، نتيجة تزايد انتشار
تطبيقات التراسل على الهواتف الذكية، والتراسل على شبكات التواصل الاجتماعي
المختلفة، لاسيما فيسبوك، حيث صارت هذه التطبيقات، بمجانيتها وفاعليتها، أكثر
استقطابا للمستخدمين، من الرسائل القصيرة.
الغد العمانية