متابعات إعلامية / خاص
مجلة علاقات
أجمع عدد من المتخصصين في مجال
العلاقات العامة على ضرورة تفعيل دورها وتطوير أدواتها محليا وتعزيز ولاء ممارسيها
وجمهورها، والعمل على فتح المجال لأصحاب الخبرة لوضع لمساتهم في هذا الشأن،
مطالبين بعدم إقحام المتخصصين في مجالات أخرى في العلاقات العامة، نظرا لكونها
تتطلب فهما وإدراكا من قبل الممارسين لها.
مجرد وظيفة
مدير العلاقات العامة في مصلحة الزكاة والدخل يحيى
بن عشتل، أوضح أن العلاقات العامة في القطاع الخاص تختلف نسبيا عنها في الجهات
الحكومية، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يهتم بالعلاقات العامة لتحقيق أهدافه وأرباحه
ويعمل على تطويرها باستمرار، فيما تنظر لها الكثير من الجهات الحكومية بأنها مجرد
وظيفة تنحصر في المراسم ومتابعة الصحف اليومية، مما ينتج عنه قصور في الأداء،
إضافة إلى إعطاء مهام الإشراف لأشخاص غير مؤهلين علميا وعمليا.
إدارات ساكنة
وقال لـ"علاقات": العلاقات العامة في
المملكة متأخرة بشكل كبير، إلا أنه ظهر مؤخرا اهتمام بها حتى على مستوى الجهات
العليا، وذلك من خلال تحديد متحدث رسمي لكل منشأة حكومية للتواصل مع وسائل الإعلام
والرد عليها إضافة إلى الدور الذي تقوم به داخل وخارج المنشأة، فإدارة العلاقات
العامة تعتبر ذات أهمية كبيرة ويجب أخذها بعين الاعتبار، إذ لا تخلو جهة حكومية أو
خاصة من إدارة متخصصة بالعلاقات العامة، لكن يفترض ألا تكون هذه الإدارات ساكنة،
وإنما يجب أن تمارس نشاطها في تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام والجمهور.
معوقات متعددة
وحول المعوقات التي تحدّ من أداء العلاقات العامة
لدورها المأمول، اعتبر أن عدم إيمان الإدارات العليا بأهمية هذا المجال سبب في
تخلّفه لدينا، إضافة إلى عدم إعطاء الصلاحيات الكافية والميزانيات المناسبة لتنفيذ
خطط العلاقات العامة، وعدم وضوح رسالة المنشأة، مشدّداً على أن غياب التخصص
والتدريب ومواكبة التطور في مجال العلاقات العامة وضعف الدعم المادي والصلاحيات
الممنوحة للإدارة، تأتي من بين المعوقات، لافتا إلى أن كثيرا من ممارسي العلاقات
العامة لا يحملون مؤهلا علميا في ذات التخصص، إلى جانب ضعف الإدراك بالمهام
المطلوبة.
أدوار تقليدية
وأضاف: أرباب الأعمال لهم دور في إضعاف دور
العلاقات العامة، نتيجة عدم إيمانهم بأهميتها في دعم المنشأة، وللأسف فإن الدور
التقليدي لعمل العلاقات العامة لا يزال قائما في بعض الجهات الحكومية، ومنتشرا في
جل الأعمال اليومية في إدارات العلاقات العامة، مثل متابعة الصحف ومهام الاستقبال
والتوديع، في صورة توحي وكأن عمل العلاقات العامة لا يعرف غير هذه المهام، وكل هذه
الأمور لكي يتم تصحيها فلا بد من إقناع الإدارة العليا بالمنشأة بأهمية العلاقات
العامة بعقد حلقة علمية لهم أو بأي وسيلة أخرى.
تفاؤل بمستقبل مشرق
وأبدى يحيى بن عشتل تفاؤله بمستقبل مشرق للعلاقات
العامة بعد ظهور الإعلام الجديد وتعدد وسائله ومواقعه، إذ يرى أن الإعلام الجديد
ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تسهم في تصحيح النظرة لهذا المجال وإدراك دورها
المؤثر في عملية اتخاذ القرار، فمع وجود مواقع التواصل الاجتماعي أصبح التواصل مع
الجمهور أسرع وأيسر في ظل الاهتمام الملحوظ.
واقع أفضل
من جانبه رأى مدير العلاقات العامة في مؤسسة الملك
عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين "موهبة" هاني المقبل، أن العلاقات
العامة باتت تعيش واقعا أفضل من أعوام مضت، وهي مستمرة في تحسين أدائها وأدوارها،
وعزا ذلك إلى تطور أدوات وتقنيات الشركات العاملة في السوق، عطفا على التجارب
الناجحة لبعض القياديين في هذا الجانب، الأمر الذي غيّر من قناعات القادة الآخرين
ودفعهم للتعامل مع العلاقات العامة بوجه أفضل.
تطور ملحوظ
وقال في حديثه لـ"علاقات": واقع
العلاقات العامة بشكل عام متطور بشكل ملحوظ، بفضل الثورة التقنية المتسارعة التي
أضافت وسائل ابتكارية جديدة، وخلقت أجواء جديدة للعلاقات للعامة لتحلّق فيها، بعد
أن كانت محصورة في مناطق معينة، وهذا بدوره انتقل للعلاقات العامة في المملكة
فأصبح السوق يحتاج إلى لياقة عالية جدا من المستثمرين فيه، وكذلك من العاملين فيه،
الأمر المهم أن مفهوم العلاقات العامة في المملكة أصبح أكثر رسوخا لدى صناع ومتخذي
القرار على مختلف المستويات، وهذا يؤكد أن مساحة العلاقات العامة في البلد توسعت
أكثر.
ضعف التأهيل
وأضاف: علينا أن نتفق على ضعف التأهيل في المملكة
في مجال العلاقات العامة، عكس البلدان التي تتوافر بها فرص كثيرة أكاديمية
وتأهيلية وتدريبية متقدمة، فلكي نقيّم أي تجربة لا بد أن نحدد الإمكانيات المتاحة
لها وهل استفادت منها أم لا، أمر آخر أرى أن متخذي القرار الذين كانوا في السابق
غير مهتمين بالعلاقات العامة، عادوا وأعطوها اهتمامهم الشخصي سواء باختيار الأفراد
أو تحديد المواصفات والمهام، ولنا في بعض القيادات الجديدة سواء كوزراء أو رؤساء
هيئات والذين أشرفوا فعليا على اختيار فريق العلاقات العامة الذي يعمل معهم، خير
مثال.
المهنية والتدريب
ونوّه المقبل بأهمية الدورات التدريبية المكثفة
والمهنية، مع التأكيد على مسألة المهنية وليست الدورات الضعيفة المكررة، التي تكون
أقرب إلى كونها مجرد تجارة بائسة، معتبراً أنه متى ما تهيأ المناخ المهني اللازم
في المؤتمرات أو الندوات أو الدورات سنستطيع أن نرتقي بالعلاقات العامة، إلى جانب
طرق التدريس والمناهج التي تقدم لطلاب العلاقات العامة في الجامعات، فهي تحتاج إلى
إعادة صياغة جذرية، حتى تكون أكثر قربا للواقع وتأهيلا للطالب، مطالباً بالبعد عن
التقليدية في العمل والبحث عن الإبداع والابتكار.
شركات متهمة
واتهم المقبل بعض شركات العلاقات العامة التي
وصفها بـ "الشكلية" بأنها تعيق عمل العلاقات الحقيقية، لكونها تحصل على
عقود وتنفذ أعمالها بالباطن مع مقاولين آخرين، ولديهم فرص عمل كثيرة، وهذا يؤثر في
الجودة والمهنية بشكل عام، ويخل بتركيبة السوق، مبيناً أن قائد المنظمة سواء
الحكومية أو الخاصة، يسهم في إضعاف دورها عندما تكون وحدة مرتبطة بإدارة أخرى، أو
عندما يُنقل إلى إدارة العلاقات العامة موظفين بشكل عشوائي.
وظيفة 24 ساعة
وأضاف: العلاقات العامة
ميدان وفضاء واسع، ويحتاج إلى لياقة عالية جدا، والذي سيصل يحتاج إلى نفس عال،
وإلى تدريبات مكثفة ومستمرة، ومن يريد أن يمد قدميه في العلاقات العامة أكثر، عليه
أن يمد عقله أكثر بالتخصص في هذا المجال اطلاعاً وقراءة وحضوراً وتأهيلاً، وعليه
أن يعي أن العلاقات العامة ليست وظيفة 8 ساعات بل وظيفة "24 ساعة".
مجلة علاقات