متابعات إعلامية / الرياض
أكد رئيس وكالة الانباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين أن
الصحافة الورقية والوسائل الاعلامية المختلفة تمر بمرحلة انتقالية بدأت تلعب فيها
التقنية دورا لافتا ، فضلا عن التداخل في إستخدمات الوسائل التكنولوجية على الصعيد
الإعلامي.
وبين أن هناك تصورات مختلفة لدى محللي ومنظري المشهد
الإعلامي العالمي فهناك من يرى مثلا أن الصحف الورقية ستندثر وتصبح جزءا من الماضي
في حين يرى البعض في المقابل أنها لاتزال تحظى بمتابعة ستبقى لها بعضا من رونقها .
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به رئيس وكالة الانباء
السعودية اليوم لقناة ( سكاي نيوز) ، مؤكداً أن العمل الصحافي بشكل عام تأثر في
مجملة بالمعطيات الجديدة وتغيرت بنيته الأساسية على الرغم من محافظة على الشكل
الأساسي ما أدى الى تغير بعض اليات العمل لكل وسيلة على حدة وبالتالي أصبح هناك
تغير في احتياجاته وطرق تعاملة مع مصادر الأخبار ومن بينها بالطبع محور حديثنا
اليوم وكالات الأنباء العالمية.
وقال : الصحف تحتاج اليوم في ظل التيار الإخباري
المنهمر لتعزيز قدراتها على الوصول الفوري إلى المتلقى، وأقصد هنا أن أقول المتلقى
لا القارئ لأنه أضحى يتسلم الأخبار عبر هاتفه المحمول وجهازه اللوحي كما يتلقاها
من الصحف وبالتالي هناك ميل صحافي عام إلى الأخذ بإتجاهين أساسيين في العمل من أجل
تحقيق النجاح.
وفي شأن الحصول على مواد صحافية ذات خصوصية والتغطية
الموسعة لمواضيع ذات صفة محددة منطقة جغرافية - حدث سياسي - أو اجتماعي أفاد
معاليه أن الوكالات لاتقدم أيا من الجانبين سابقي الذكر مقابل تغطيتها الجوانب
الاخرى المكملة للعمل الصحافي وتخدم بشكل كبير على صعيد الصورة الصحافية التي توفر
للصحيفة ما لاتستطيع الوصول إليه , ومن الواضح جليا أن التناقس أصبح في التفوق على
صعيد اختيار الخلطة الصحافية للصحيفة فيما بين ماتقديمه من الوكالات وماتقوم الصحف
بإنتاجه من مواد صحافية .
أما في جانب الاحتياجات المستقبلية للصحف فبين رئيس (
واس ) أنه خلال المرحلة المقبلة وفي ظل التطور التكنولوجي المتصاعد فإن الصحف التي
لم تعد ورقية بعد بل تحولت الى خلطة من الخدمات الصحافية على جميع المنصات المتاحة
كالخدمات الاخبارية النصية خدمة فيديو هاتفية - والموقع الالكتروني , مبينا أن
الحاجة باتت تتصاعد الى تغطية الجوانب التي لاتتمكن تلك الصحف في الوفاء بها أو
الاستثمار فيها بشكل كبير مثل خدمات إنتاج التقارير التلفزيونية, مشيراً الى أن
الصحف تحاول ملاحقة التطورات السريعة التي عصفت بالكثير من الأفكار الإنتاج
الصحافي وأربكت مسيرى الصحف وناشريها فعصفت بمؤسسات ووسائل وأسهمت في إرتقاء أخرى.
وأضاف أن القدرات المالية للصحف في تراجع في مقابل
تسرب إعلاني متصاعد وهو ماسيؤدي إلى أن الصحف لن تكون قادرة على إنشاء معامل
أخبارية بالشكل الكافية أو إنتاج المواد الصحافية بأشكال تقنية مختلفة فضلا عن
حاجتها إلى الخصوصية ولو بشكل جزئي .
وأبان رئيس وكالة الانباء السعودية أن هناك نوعين من
الوكالات التي تتعامل معهما الصحف ، وكالة دولية تسعى إلى تقديم مواد أخبارية
متنوعة بهدف تجاري , ووكالات محلية وهي غالبا تكون حكومية تتحدث بأسم الدولة التي
تمثلها فضلا عن مزودي الأخبار وهم نوع ثالث متواجد في السوق وبدأت أسهمه تتصاعد
تدريجيا .
وقال : منذ تقرير ماكبرايد في السبعينات الميلادية
الكل يدرك أن هناك خلل في التدفق الأخباري الإعلامي تغير جزئيا لكنه لايزال قائما
في شكل بارز في ظل تواصل وكالات الأنباء العالمية التي لاتتجاوز أصابع اليد
الواحدة على سوق تزويد المواد الصحافية على صعيد العالم , مبيناً أنه بإمكان
الوكالات تغيير سياساتها عبر إتباع وسائل جديدة تمنح الصحف بعضا من الخصوصية عبر تزويدها
بمواد صحافية تحليلية او تقريرية وبيعها حصريا بحسب المناطق التي تقع في نطاق سوق
تناقسي واحد , وعلى الوكالات تغطية الجوانب التي لن تستطيع الصحف الإيفاء بها
مستقبلا مثل الأنتاج الأخباري التلفزيوني , ويجب أن تكون وكالات الأنباء على تواصل
مستمر مع الصحف ومعرفة متطلباتها بما يخدم توجهات الطرفين نظرا لسرعة التغيرات
والتطورات التي تطرأ على سوق الصحافة خلال الفترة الحاليه وعلى الوكالات استثمار
السباق المحموم بين وسائل الاعلام التقليدية ( صحف - راديو - تليفزيون ) والوسائل
الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي.
الإقتصادية