متابعات إعلامية / الدوحة
مثلت التحركات التوسعية
لدولة قطر عبر قطار الإعلام ممثلة بقناة الجزيرة التي بدأت بالزحف إلى الغرف
المغلقة في كل أنحاء المعمورة بكل هدوء انتباه كل المراقبين لشأن الجزيرة ، لكن
هذا التوسع نجده اليوم مصحوباً بقرارات ودراسات تعتمد على خطاب العقل وليس شراء
الولاءات أو صناعة الأصنام كما صنعت بعض دول الخليج في الوطن العربي.
حقيقة كنت معجبا بالخطوة
التوسعية التي اتخذتها الجزيرة لتوسيع نطاق انتشارها في الولايات المتحدة عبر
إطلاق قناة الجزيرة "أمريكا" التي يمنحها الزحف إلى مدينتي نيويورك ولوس
أنجلوس والوصول إلى 55 مليون منزل من إجمالي 100 مليون منزل في الولايات المتحدة.
وقبل ذلك كانت الجزيرة
سباقة في إطلاق كل من "الجزيرة الانجليزية" التي تغطي - حاليًّا - كافة
القارة الأوروبية ومساحات شاسعة من العالم، ناهيك عن قناة الجزيرة البلقان وهي
قناة إخبارية ناطقة بالصربوكرواتية.
كما تستعد قناة الجزيرة
حالياً لإطلاق قنوات إخبارية بلغات عالمية متعددة، ومنها "اللغة التركية
والأردية".
قمة الريادة هي المسابقة
للسيطرة على عقول البشر وليس بطونهم أو شهواتهم، وما تقوم به الجزيرة اليوم من
تقديم خدمة إخبارية دولية سيتحدث عنها التاريخ يوما ما بكل وضوح وصراحة أن هناك
دولة وضعت نصب أعينها الوصول إلى عقول البشر وليس كروشهم.
لا أتحدث في هذه اللحظة
العابرة من الزمن عن مضمون كل قناة من إمبراطورية الجزيرة الإعلامية لكن الذي يجب
أن يعلمه الجميع أن هناك رؤية وهدفًا ساميًا لأباطرة الإعلام في هذا العصر في
الدوحة.
ثمة دول خليجية أنفقت في
جيوب مجموعة من الشيوخ والسذج سواء في اليمن أو بعض الدول العربية والإسلامية طيلة
سنوات الماضية مليارات الريالات.
وثمة أطراف أخرى وجدت في
دعم الانقلابات وتقييد الشعوب شهوة لدى بعض الطبقات الحاكمة , لتبقى شعوب المنطقة
في ظل العبودية الحديثة وهروباً من نكهة الربيع العربي.
العظمة الحقيقية هي أن
تكون سيد نفسك، تشعر بأنك رجل لك الحق في هذا الكون أن تسير في الطريق الصحيح، لا
أن تظل منحنياً لغيرك .
المضحك في سياق الأمر ما
أعلنه أمين عاصمة صنعاء عن اعتزامه إطلاق قناة فضائية باسم العاصمة اليمنية.
في هذا المشهد
أعود بالذاكرة لمراجعة أداء موغل في التخلف لبعض القنوات الحكومية اليمنية، فأجد
أن نعزي أنفسنا مقدمًا في مارثون سباق إطلاق القنوات الفضائية اليمنية، لكن ثمة
فرقًا بين من لديه هدف ورؤية وبين من لديه رغبة في إشباع الجوع مهما كان نوعه.
ودمتم سالمين..
مأرب برس