الجمعة، 8 نوفمبر 2013

المسئولية المهنية للمندوب الصحافي

متابعات إعلامية / كتب / د. وجدي عبد الرحمن باوزير
أن صناعة الخبر الصحفي لابد أن يستقا من مصدر ويعتمد على بذرة واحدة ، فلا بد أن تخرج منها بذور آخر تعبر عن الواقع وحقيقة الأمر في أقسام الأخبار  بالصحف.. وذلك لأنك لن تجد حرفاً مكتوبا فى الصحيفة إلا ومصدره هذه البذرة، فالمقال الافتتاحي مصدره الخبر ؛ والتحقيق الصحفي الذي يشغل الفراغ الكبير فى الصحيفة مصدره ومادته الخبر ، وموضوع اليوم يستنذ إلى الخبر ، والصورة خبر والعنوان مستمد من الخبر ، بل إن الإعلام نفسه هو عند الكثيرين من القراء – إن لم يكن كلهم – خبر هام ينبه إلى سلعة أو حدث تجارى ف سوق البيع والشراء.

عندما استقيضت مدينة غيل باوزير على خبر اجتياح الجيش للمدينة ومطاردة عناصر القاعدة واطلاق وابل من الرصاص الحى على منطقة بن سلمان والطيران بمستوى منخفض وأظهار بعض الصور للإضرار التي لحقت بمنازل المواطنين من جراء هذه الحملة ، تسابق الصحفيين الجدد على نشر وارسال الواقعة على المواقع الألكترونية وبعض الوكالات والقنوات الفضائية ، مما طرح أسم غيل باوزير فى محور الشر ، بالرغم أن الموضوع لايتطلب كل هذا التأويل والتضخيم للواقعة وخصوصاً فى ضل أنتشار الشائعة فى المجتمع حيث ان الاهالى يزيدون فى التفسيرات والتحليلات و الآراء بحسب انتماءتهم ، دون علم بخفايا الموضوع ..
لذا لابد من ضرورة التمسك بالقيم والشعور بالمسئولية لإقامة جسور من الثقة بين الصحافى وبين جمهوره من القراء..
ومن هنا فالصحافى لابد أن يتسلح بالتالى :
 معرفة يفرضها التخصص العلمى الدقيق .
 مهارة تميزه وتدفعه إلى مقدمة المراتب الأولى فى وسيلته الإعلامية
 قيم تجعله محل ثقة جمهوره من قراء الصحيفة أو المجلة ..
فالمسئولية الاجتماعية – مثلا- تعطى الحكومة حق التدخل لدى الصحافة لتصحيح مسارها عندما تهدد المجتمع أو الصالح العام .
والمسئولية الاجتماعية تتحول إلى سلطة مسيطرة بالفعل ، حتى وأن تغاضت السلطة المحلية فى بعض الآحايين عن استخدام ما خولته لها بعض القوانين..
والمسئولية الملقاة على عاتق المندوب الصحافى – خاصة – ليست أن نطالبه عند كل خبر بالتقيد بضوابط المحدثين من "ضبط" و" برهان" و"تبين وتثبيت" من جهات متعددة:
 قائل الخبر – ومضمونه – والآثار المترتبة عليه ..
فهذه الضوابط محددات سلوكية يجب الأخذ بها – وبشدة – فى أمور العقيدة. أما طريق الأقمار الصناعية وغير ذلك من وسائل اتصالية أخرى، هى إحدى نتائج هذا التقدم العلمى الكبير .
 وهناك مسئولية للصحافى تجاه مجتمعه يتطلب التزاما به نحو جمهوره من القراءهذا الالتزام يستدعى الوثوق من الأفكار أو الوقائع أو الأخبار التى يبثها إلى قرائه، عن طريق النشر أو الإذاعة ( راديو تلفزيون ) أو غيرها من مواقع التواصل الاجتماعى والمنتذيات ووسائل اتصالية أخرى ، بحيث لا تتعارض هذه المعلومات مع ديننا الإسلامى أو مع مصالح المسلمين، أو تتضمن دعاية ضارة بالناس أو شائعات تثير البلبلة بين صفوف المجتمع..
فالصحافة فى مجتمعاتنا يجب ألا تكون مؤسسات تسويقية للأخبار ، وتتعامل بمنطق الربح والخسارة، لكنها مؤسسات اجتماعية لها رسالتها الأخلاقية والثقافية والتوجيهية التى يجب أن تؤديها ، لتبصير المسلمين بأمور دينهم وبمجتمعاتهم وبما يدور من حولهم فى إطار من القيم..
ولما كان الصحافى هو حلقة الوصل بين منابع الأخبار وبين جمهوره من القراء؛ فهناك مجموعة من التزامات يعمل فى إطارها ؛ منها:
 ألا يتعارض ما ينشره مع قيم المجتمع الدينية ، وفى إطار ذلك الالتزام  مع تقاليد المجتمع.
معرفة الصحافى جمهوره من القراء، وهذه المعرفة تعطى صورة واضحة له عن اهتمامات هذا الجمهور.
أن يعرف حدوده تماما ، ويلتزم بقوانين المجتمع ولا يجعل من الصحافة سيفا مسلطا على العدالة .
 الموضوعية فى مخاطبة القراء، فإذا الصحافى لديه وسيلة إعلامية ، فالقارئ لا يحرم وسيلة آخرى قد توضح له الجوانب الأخرى التى تم حجبها عنه .
اتباع الوسائل المشروعة فى الحصول على الأخبار والمعلومات، وعدم اللجوء إلى الوسائل غير الأخلاقية كالكذب  أو الرشوة أو إيهام المصدر بمعرفة حقائق معينة ليؤكدها فتكون بمثابة أخبار أو ينفيها.
الوضوح وعدم إرهاق القارئ أو جعله يلجاء إلى صحيفة أو أية وسيلة اتصالية آخرى لإشباع روح حب الاستطلاع والمعرفة لديه.
فالوضوح فى المعلومات المقدمة  للقارئ سيزيل الإرباك واللبس والتفكير فى أسئلة متعددة والبحث عن إجابات عنها ، أما عدم التعامل الجيد مع المعلومات فالمسئول عنه – وبصفة أساسية -  هو الصحافى .

المكلا اليوم