الاثنين، 25 نوفمبر 2013

مؤتمر وكالات الأنباء العالمية بالرياض يدعو إلى الالتزام بالمصداقية في نقل المعلومات

متابعات إعلامية / الرياض
دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء في العالم في ختام أعمالهم إلى ضرورة الالتزام بالمصداقية والموضوعية في نقل المعلومات.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر الرياض الذي عقد بمشاركة رئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح أن وكالات الأنباء تستطيع الاضطلاع بدورها الإخباري على مدار الساعة وبمهارات عالية تقوم على أساس العدالة والمصداقية والموضوعية في نقل أي مادة.
وناشد المشاركون في (إعلان الرياض) وسائل الإعلام في العالم وبأشكالها المختلفة اعتماد المصداقية والنزاهة والموضوعية في نقل الأخبار والمعلومات لبناء عالم أفضل وإنسان أكثر سعادة.
وأشار الإعلان إلى أن النقاشات التي جرت على مدى ثلاث أيام تركزت حول كيفية إيجاد وكالة أنباء جديدة في القرن الحادي والعشرين تكون مهمتها الرئيسة الحصول على الأخبار ونقلها بشكل موضوعي غير متحيز وذات طابع مهني يعتمد على أحدث وسائل الاتصال.
كما تركزت حول كيفية تحسين قدرة الوكالات في العمل كمنتجين رئيسيين للأخبار في العالم والأساليب المفروض إتباعها لتعزيز نشر أخبار غير متحيزة إلى جانب العمل على دعم مبدأ حرية الصحافة.
وشملت مداولات المؤتمر سبل المساهمة في توسيع الإدراك العام لخلفيات الأنباء ودعم عمل الوكالات في معرفة التطورات المهمة في مجال الإعلام وحماية عملها من القرصنة والاعتراف بالتنوع بين مختلف وكالات الأنباء وتأمين حماية الصحافيين العاملين في المناطق الخطرة.
وذكر (إعلان الرياض) أن سوق وكالات الأنباء تشهد انتقالات سريعة نحو التلفزيون الرقمي الذي يتابعه نسبة كبيرة من مشاهدي برامج الأنباء اليومية المصحوبة بالصور الفورية والمختصرة.
كما تشهد السوق استهلاكا كبيرا للأنباء المنقولة عبر الهواتف الذكية وشبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مثل (فيس بوك) و(تويتر) و(أنستغرام) .
ولفت الإعلان إلى أن وكالات الأنباء تنظر في عملها إلى تبني مبدأ الالتقاء مع بقية وسائل الإعلام الأخرى وأن تتوحد في مقاسمة المعلومات والممارسة الجيدة معها علاوة على إظهار الخيال في ابتكار منتجات وأسواق جديدة لعمل الوكالات حتى يمكنها أن تنافس بها بقية أجهزة الإعلام.
وتضمن (إعلان الرياض) دعوة مسؤولي أجهزة التلفزيون الى ضرورة التزام وكالات الأنباء في موادها الإخبارية بالموضوعية والحيادية السريعة لتحقق التكامل مع التلفزيون في العمل الإعلامي فيما أكد مسؤولو الصحف حاجتها للمواد الإخبارية التي تصدرها وكالات الأنباء.
وكان المؤتمر ناقش بحضور مديري وكالات الأنباء في العالم ومسؤولي مؤسسات متخصصة في تقنية المعلومات والاتصال خلال ثلاث جلسات ثلاث أوراق عمل تناولت الأولى (وجهات نظر مذيعي الأخبار باللغة العربية حول وكالات الأنباء) والثانية (استغلال الفرص الجديدة) فيما تطرقت الثالثة إلى (كيفية دعم الاحتياجات المستقبلة للصحف) .
واستعرض المشاركون في الجلسة الأولى وجهات نظر محرري الأخبار حول وكالات الأنباء ودورها في تزويد النشرات بالأخبار والمعلومات مؤكدين أن وكالات الأنباء على اختلاف أنواعها تمثل شريانا مهما يغذي غرف الأخبار في وسائل الإعلام بما تحتاجه من مادة خبرية واستطلاعات من كافة دول العالم في مختلف الموضوعات.
وتطرقت الجلسة إلى مشكلات تواجه العلاقة بين الوكالات ووسائل الإعلام من صحف وإذاعة وتلفزيون بجانب ضرورة إعادة تقييم للأسس والاستراتيجيات التي تسير عليها الوكالات ومن بينها المصداقية والشفافية في نقل الخبر وهيمنة الأخبار السوداء كأخبار الحروب والكوارث والصراعات والتوتر بين الدول إضافة إلى مراعاة وكالات الأنباء لحسن الصياغة والسلاسة في تركيب الجمل لتتناسب مع الوسائل الإعلامية.
وأكدت النقاشات الدور الحاسم الذي لعبته وسائل الإعلام الاجتماعية ومحركات البحث والهواتف المحمولة وغيرها من الوسائط الجديدة في أحداث السنوات الماضية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها في تشكيل المواقف والسلوكيات خاصة بين الشباب وما أفرزته من تحولات في السياسة والمجتمع.
كما أكدت أن 60 في المئة من عمل القنوات الفضائية يعتمد على أخبار الوكالات وأنها المورد الأساسي لها لما لها من مصداقية وسرعة حضور مع ضرورة أن تتكيف الوكالات بشكل واضح وتتطور تبعا لتغير المشهد الإعلامي من خلال تبني الوسائل والطرق لحديثة.
وناقش المشاركون في الجلسة الثانية موضوع (استغلال الفرص الجديدة) وضرورة بحث وكالات الأنباء في المرحلة القادمة عن فرص جديدة تسهم بشكل رئيسي في الانتقال إلى مواكبة النهضة التقنية التي يشهدها العصر بما يضمن المحافظة على المتابعين والاستزادة منهم.
وأكدت النقاشات أن عمل الوكالات بشكل عام لا يمكن تعويضه وأنه سيظل أول وأهم وأصدق مصدر للأخبار المهمة غير أنها تواجه تحديات بعد أن باتت الأخبار منتج يدر المال مما يحتم على الوكالات بصورة عامة السرعة في جلب الخبر ومن ثم بثه.
واستعرضت الجلسة الثالثة والأخيرة خبرات وتجارب العديد من الصحف المحلية والعالمية وتطلعاتها المستقبلية للاستفادة من الإمكانات الضخمة والمتجددة لوكالات الأنباء وكيفية خلق وكالة أنباء توائم العصر الرقمي وضرورة أن تتكيف وكالات الأنباء مع شكل أدوات الإعلام الجديد وذلك من خلال تفعيل أدوات التواصل الاجتماعي وتكوين فريق محترف للعمل من خلالها. وأكدت أهمية وجود وكالات الأنباء كمصدر رئيس للخبر لمختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف مع ضرورة أن تركز وكالات الأنباء على بث المقاطع المرئية والصور والوسائط المتعددة تزامنا مع كل خبر أو تقرير.
وطالبت الصحف بالتعامل مع وكالات الأنباء بكل دقة وموضوعية وان تسعى لعمل توازن في الأخبار المنقولة عن وكالات الأنباء لضمان تنقيح الخبر والتأكد بشكل كامل من مصداقيته ودقة المعلومات المتوفرة فيه.
ولفتت إلى أن العمل الصحافي بشكل عام تأثر في مجمله بالمعطيات الجديدة وتغيرت بنيته الأساسية على الرغم من محافظته على الشكل الأساسي ما أدى إلى تغير بعض آليات العمل لكل وسيلة على حده وبالتالي أصبح هناك تغير في احتياجاته وطرق تعامله مع مصادر الأخبار ومن بينها وكالات الأنباء العالمية.


كونا