متابعات إعلامية/ خاص:
كشف مركز الدوحة لحرية الإعلام عن مبادرة لوضع خطة عاجلة تهدف إلى مساعدة الشعب الليبي في إعادة تأهيل وسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية والمرئية والمسموعة.
وقال مدير عام المركز ، جان كولن ، في مؤتمر صحفي عقده بمقر المركز بالدوحة مساء أمس ان وفدا من المركز، يضم خبراء ومدربين ، سيقوم بالتوجه إلى ليبيا للبدء في وضع مخطط عاجل للعمل مع الصحفيين الليبيين ، مضيفا أن المركز يدرس فكرة إنشاء محطة إذاعية تهدف إلى خدمة أهالي وذوي آلاف المفقودين في حرب التحرير والجمع بينهم ، ومساعدة محطات إذاعية قائمة على تقديم خدمات إنسانية وتنظيم دورات للصحفيين الشباب في شتى نواحي الإعلام ، وتوفير الخبرات التحريرية والفنية والهندسية للنهوض بالإعلام الليبي وتسليحه بالاحترافية والمنهجية اللتين تشكلان دعامة إعلام الدولة الجديدة.
وأشار كولن إلى أن مركز الدوحة لحرية الإعلام قرر إيفاد وفد إلى ليبيا بهدف إجراء الاتصالات الضرورية وإعداد دراسة ميدانية للمتطلبات والاحتياجات ، ووضع مخطط يستمر بضعة شهور لمجموعة من الدورات التكونية التي ستنطلق في أسرع وقت ممكن، مبينا أن المركز سيعمل على إشراك منظمات أهلية ليبية تعنى بحرية الإعلام في هذه الخطة العاجلة ، والتعاون مع بقية المنظمات الدولية لدعم الشعب الليبي وتمكينه من خلق إعلام حر ومستقل.
واستعرض كولن الواقع الإعلامي الليبي والقمع الذي مورس على المجتمع الليبي على مدى السنوات الماضية، حيث غابت قيم حرية الإعلام والتعبير، وهي القيم التي دافع عنها ومن اجلها الشعب الليبي ، مبينا أنه أصبح الآن من الممكن التحدث بحرية ونشر الصحف وعمل وسائل الإعلام بحرية اكبر.
وقال كولن إن هناك عدة مبادرات في ليبيا لإنشاء محطات تلفزيونية ومجلات وصحف ومواقع الكترونية وغيرها، وان الوقت أصبح مناسبا لخلق صحافة شعبية ، بعيدا عن الضغوط والرقابة التي كانت متواجدة في العهد السابق.
كما بين كولن أن مواقع التواصل والمواقع الاجتماعية أصبحت في غاية الأهمية ، ليس فقط للصحفيين ولكن لليبيين وللأفراد جميعهم.
وأضاف : لقد دخلت ليبيا مرحلة جديدة يلعب فيها الإعلام الجديد دورا أساسيا لإرساء الديمقراطية وتشكيل إعلام مستقل، ونظرا لأن الوضع غير مستقر حاليا ، لذلك فمن الأهمية بمكان أن يكون لليبيا في هذا الظرف صحفيون مقتدرون ومهنيون ، كما ينبغي أن يكون هناك صحفيون جاهزون قادرون على اتخاذ القرار التحريري المناسب، فالشعب الليبي يريد صحافة حرة ، وهذه الحرية في المستقبل ينبغي أن تكون منظمة وليست فوضوية.
وأعرب كولن عن أمله في أن يتمكن مركز الدوحة لحرية الإعلام من لعب دور مهني وتنموي للإعلام في ليبيا ، وينجح في خلق ضمانات تتعلق بحرية الإعلام والصحافة.
وأشار كولن إلى وجود بعض المنظمات الدولية التي تسعى للعمل في الميدان في ليبيا ، مضيفا : نحن أيضا سنعمل مع زملائنا في هذه المنظمات من فرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، لكن دورنا سيكون مهما لأننا المنظمة العربية الأولى التي ستصل إلى هناك.
وحول المهمة التي سيقوم بها المركز في ليبيا ، قال كولن : لدينا بعض الأفكار، والمركز مجاله التدريب ومساعدة الصحفيين ، لكن الخطة الحقيقية لما نعتزم القيام به في ليبيا ستتضح بعد عودتنا من هناك والاطلاع على كل الاحتياجات ، حيث سنتشاور مع المسؤولين في المجلس الانتقالي الليبي ومع قادة الإعلام والصحفيين والشباب الصغار ، خصوصا من يعملون في المواقع الاجتماعية ومواقع التواصل ، ولدينا فكرة نسعى لتطبيقها فورا تتمثل في دعم ومساعدة بعض الإذاعات المحلية في ليبيا، وإذا تطلب الأمر سنسعى لإنشاء محطة إذاعية هناك لخدمة أهالي وذوي آلاف المفقودين في حرب التحرير والجمع بينهم ، خاصة أن هناك أكثر من 30 ألف مفقود ، ويمكن من خلال هذه الوسيلة للعائلات أن تجتمع مرة أخرى، وهذه فكرتنا ونحن وننتظر موقف المسؤولين في ليبيا منها للمباشرة في تطبيقها ، كما نسعى إلى إنشاء فريق من الليبيين هناك خلال الأشهر القليلة المقبلة تكون مهمته تنفيذ ما نتفق عليه ضمن خطتنا الخاصة.
المصدر: الحياة