الاثنين، 9 يناير 2012

66 مراسلا صحافيا ومصورا ضحايا 2011 "باكستان «الأخطر» على الصحافيين.. والمنطقة العربية دموية"

متابعات إعلامية / خاص:
قتل 66 صحافيا في عام 2011، منهم مراسلون ومصورون مرموقون. وكثير منهم لقي حتفه أثناء تغطية الثورات العربية وجرائم العصابات في المكسيك والاضطرابات السياسية في باكستان. وعلى الرغم من أن هذه ليست أسوأ حصيلة، لكنها كشفت عن أن تغطية الأخبار في أوقات عدم الاستقرار السياسي ما زالت تفتك بالصحافيين، كما أن الانتهاكات متواصلة ضد حرية التعبير.
وذكرت منظمة «مراسلون بلا حدود»، ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، في بيان لها الأسبوع الماضي أن «معدل جرائم قتل الصحافيين في العالم ارتفع في عام 2011 بنسبة 16 في المائة مقارنة بالعام السابق».
وفي الواقع، لم تعد تغطية مواجهات الفوضى وأعمال الشغب أقل خطرا على حياة الصحافيين من تغطية جبهات الحروب ومناطق النزاع، فقد سقط خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مختلف دول الربيع العربي 20 صحافيا كانوا يغطون هذه المواجهات والمواجهات. وقتل صحافيان في اليمن، أحدهم حسن الوظاف من وكالة «الإعلام العربي» في سبتمبر (أيلول) الماضي أثناء تغطيته للاحتجاجات المناهضة للحكومة في صنعاء، برصاصه في وجهه أطلقت عليه عبر سطح إحدى البنايات.
كما دفعت المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في مختلف البلدان إلى عمليات «انتقامية عنيفة» ضد الصحافيين من جانب الحكومات المعنية. ففي مصر مثلا، تعرض عدد من المراسلين لهجوم منظم من قبل مؤيدي الرئيس المصري السابق حسني مبارك قبل استقالته في فبراير (شباط) الماضي.
وتنامت مخاوف استهداف الصحافيين من قبل قوى سياسية معادية إثر مقتل الصحافي بجريدة «التعاون» التابعة لمؤسسة «الأهرام» المصرية أحمد محمود. وأصيب محمود (39 سنة) برصاصة أودت بحياته، أطلقها عليه رجل شرطة أثناء تغطيته للمظاهرات المنادية بتنحي مبارك في ميدان التحرير وسط القاهرة. يذكر أن ميدان التحرير شهد مقتل صحافيين مصريين خلال العام الماضي.
من جانب آخر، وقع عدد من مراسلي الأخبار ضحايا لعمليات «اغتيال» مدبرة. وأبلغت «لجنة حماية الصحافيين» في تقريرها السنوي عن مقتل 19 صحافيا بعد استهدافهم من قبل جهات مجهولة في عام 2011. وشكلت جريمة اغتيال الصحافي الباكستاني سليم شاه زاد، المعروف بكتابته حول الإرهاب والقضايا المتعلقة بالمخابرات في باكستان في يونيو (حزيران) صدمة واسعة في أوساط الإعلام العالمية، حتى إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أدانت بشدة عملية اختطافه وقتله.
وكان زاد في طريقه للمشاركة في أحد البرامج التلفزيونية الحوارية، حيث فقد. وعثر على جثته بعد أيام مقتولا على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة الباكستانية إسلام آباد وعلى جسده آثار تعذيب.
وكان الصحافي (40 سنة) قد كتب تقريرا اتهم فيه تنظيم القاعدة باختراق الجيش الباكستاني. وقال ناشطون في مجال حقوق الإنسان قبل أيام من اختفائه، إنه تلقى تهديدات من المخابرات الباكستانية التي بدورها نفت ضلوعها في مقتله وأمرت بإجراء تحقيق فوري في مقتله.
وما زالت باكستان تتصدر قائمة الدول «الأخطر»على الصحافيين للعام الثاني على التوالي، إذ وصل عدد من لقوا حتفهم في حوادث اغتيال وعنف وتعذيب مروعة 10 صحافيين. وعثرت الشرطة الباكستانية على محرر سياسي شاب في موقع «لندن بوست» مشنوقا في منزله في لاهور، يأتي ذلك بعد سلسلة المقالات الاستقصائية كتبها الشاب فيصل قرشي حول الإرهاب.
وتعد المنطقة العربية منطقة «دموية» للعاملين في الحقل الإعلامي، سواء بالنسبة للصحافيين أو العمال المساعدين لهم كالسائقين والمهندسين. وصنفت سبع دول عربية ضمن قائمة الدول العشر الأخطر على حياة المراسلين، بحسب تقرير اللجنة التي تتعقب عددا من الصحافيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام الذين قتلوا في مختلف أنحاء العالم.
ووصل عدد الخسائر البشرية بين الصحافيين في المنطقة العربية إلى 20، معظمهم مصورون وصحافيون مستقلون أو ما يعرف بـ«Freelancers»، وعدد من المراسلين الأجانب. واهتزت الأوساط السينمائية بمقتل المصور الصحافي والمخرج السينمائي البريطاني تيم هيذرنغتون في منطقة مصراتة الليبية في أبريل (نيسان) الماضي.
الجدير ذكره أن هيذرنغتون كان مرشحا لنيل إحدى جوائز الأوسكار أثناء تغطيته القتال الدائر في مدينة مصراتة إلا أنه قتل قبل إكمال فيلمه البقية الشرق الاوسط.