متابعات اعلامية / الكويت /
أجمع اكاديميون واعلاميون على اهمية الصحف الالكترونية
والورقية على حد سواء وعدم امكان التخلي عن احد النوعين او المقارنة الشاملة
بينهما او الاعتماد على احدهما كليا على حساب النوع الاخر.
وقال هؤلاء في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه لايمكن
انكار مدى تاثير الإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقية مؤكدين ان قوة المادة
ومصداقية الخبر في النهاية هما من يحدد مستوى جودة مؤسسة اعلامية ما عن باقي
المؤسسات الأخرى. من جهته اوضح استاذ العلوم السياسية الدكتور عايد المناع ان
أي مؤسسة اعلامية ناجحة على مستوى الصحافة الورقية ستنجح إلكترونيا والعكس صحيح
لأن المقياس هو مصداقية المادة والرؤية والمستوى المهني لدى القائمين على أي مؤسسة.
وذكر المناع ان المصداقية وتحري الدقة تاتي في مقدمة الاولويات وان من الصعب جدا
على أي مؤسسة اعلامية ان تستعيد المصداقية إذا ما تضررت سمعتها مضيفا انه في ضوء
التطورات السياسية والاقتصادية التي نعيشها ستتفوق الصحف الالكترونية في بعض الدول
لتصبح أدوات تمكين للشعوب في التعبير عن نفسها وبالتالي إيصال صوتها إلى العالم
الخارجي.
واضاف ان الإعلام الالكتروني بدأ يقلق المؤسسات الرسمية لبعض الدول
بدليل ما تتخذه الأخيرة من إجراءات رقابية كحجب تلك المواقع الذي باتت تعتبرها
خطرا عليها. وقال المناع ان توسيع دائرة النشر والدخول الى فضاء الإعلام
الإلكتروني لا بد ان يحاكي الرسالة الاعلامية المنشودة للصحيفة الام مضيفا ان هناك
مؤسسات صحفية توسعت ولديها قراء خارج نطاق حدود الوطن بسبب إنشاء مواقع وتطوير
الإعلام الإلكتروني والمحتوى ومتابعة الخبر في نفس اللحظة واستثمار ملايين
الدنانير في الإعلام الجديد والعائد الاعلاني. وافاد بان بعض الصحف الورقية مازالت
جامدة وتطبع نسختها وتنشر المحتوى ذاته علي موقعها الإلكتروني وهذا لا يقدم جديدا
مبينا ان التحديث والتميز يجذبان القراء.
من جانبه اكد استاذ الاعلام في جامعة الكويت الدكتوراحمد الشريف
ضرورة تطويع المواقع الالكترونية للصحف التقليدية والاستفادة من الخدمات الإعلامية
والإعلانية وتطوير المحتوى مضيفا ان انتشار الصحف الالكترونية دفع الكثير من وسائل
الإعلام التقليديةإلى دخول حقل الإعلام الإلكتروني. وذكر ان هناك تأثيرا مباشرا
للاعلام الإلكتروني على الصحافة الورقية في أمريكا وأوروبا نتيجة التقدم الهائل في
التقنية من جهة ووصول شبكة الإنترنت إلى معظم الناس وحجم المساحة الجغرافية للبلد
خلافا لما يحصل في الشرق الأوسط حيث لاتزال الصحافة الورقية تحافظ نوعا ما على
وضعها.
وافاد بان الإعلام الإلكتروني أصبح منافسا قويا للصحافة الورقية وانه
على المدى البعيد ربما سيكون تاثير الاعلام الالكتروني كبيرا مضيفا ان هذا النوع
من الإعلام يستخدم الصور المتحركة والأشكال والرسوم بطريقة تجعل القارئ يتفاعل مع
الموضوع ويجذب جمهورا واسعا خاصة من فئة الشباب.
وبين الشريف ان الشباب نادرا ما يقرؤون الصحف فهم يواكبون مرحلة
انتقالية ولم يعودوا ينتظرون من المؤسسة الإعلامية ان تنقل لهم الخبر او تصور
الحدث ومعظمهم لديهم حسابات في الفيس بوك والتويتر والانستغرام ويتابعون الاخبار
المحمول ومن أي مكان في العالم عبر شبكات الانترنت والهاتف.
وقال الشريف ان هناك تحديات تواجه الصحافة الالكترونية منها ما يتعلق
بالتمويل و غياب الرؤية وغياب الأنظمة واللوائح والقوانين والتشريعات. من جهته قال
استاذ الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور يعقوب الكندري ان المنطقة بحاجة إلى ثقافة
إعلامية متعددة الوسائط تلبي متطلبات اكبر شريحة من ابناء المجتمع مع تغيير
العقلية حتى نستطيع ان ننفتح على افاق جديدة للصحافة بما يتواءم مع حاجات المجتمع.
وذكر انه للوصول الى الاحترافية والشفافية في مجال الإعلام
الالكتروني لا بد من ان تحاكي الصحيفة الورقية عقلية القرن الذي نعيشه مبينا ان
المواقع الإلكترونية كسرت احتكار الكتاب للصحف الورقية ووفرت متنفسا وهامشا لحرية
الكتابه لكثير من الكتاب الشباب للتعبير عن ارائهم خلافا للورقية المحكومة بالقيود.
واوضح ان هناك تغيرا في الجمهور المتلقى وان الرغبة باتت ملحة لاستخدام
التكنولوجيا الحديثة مضيفا انه لا يوجد ما يؤكد ان جمهور الإعلام الالكتروني
انتقائي ومزاجي في حين ان الصحافة الورقية لديها جمهور محدد يذهب إليها ويتفاعل
معها. من جانبه قال استاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون ان الصحف
الالكترونية كسرت الحاجز النفسي بين ثقافات وأعراق العالم وخصوصا في ضوء المنافسة
الشديدة وانخفاض اسعار الانترنت مضيفا ان من سلبيات فضاء العالم الالكتروني انه
اثر على جانب كبير من العلاقات الإنسانية ونحى بالمرء نحو الانفرادية والانعزالية.
واكد ضرورة تطويع التكنولوجيا بكل ما تحفل به من مميزات وفرص من دون المساس بنظام
حياتنا وطبائع الإنسان الاجتماعية والإنسانية مبينا انه لايمكن لأحد التغاضي عن أن
نسبة كبيرة اتجهت إلى القراءة الإلكترونية وتدني نسب القراءة في العالم العربي.
واضاف بارون ان هناك صحفا الكترونية اصبحت مصدرا لاثارة الفتن و
الشائعات والأخبار المثيرة العارية من الصحة والتي قد تمس الحياة الشخصية لكثير من
المشاهير والنجوم والشخصيات بهدف جذب أكبر عدد ممكن من القراء.
من جانبه اعتبر الصحفي فهد التركي من جريدة الجريدة ان العلاقة بين
الصحفية الورقية والالكترونية علاقة تكاملية معللا سرعة انتشار الصحف الالكترونية
بمرونتها ومواكبتها للاحداث على عكس جمود الصحافة الورقية. واوضح التركي ان
الصحيفة الورقية تتمتع بالبعد العلمي الاحترافي وان الإلكترونية مجرد وسيلة للنشر
وجمع النصوص والمقالات والأخبار والصور فهي تخلو من الروح والإحساس الصحفى الموجود
فى الصحف الورقية. ونفى ان تكون الصحافة الورقية في طريقها الى الزوال "فهناك
كثيرون لايزالون يقدرون أهمية المطبوع والورقى" في حين لايزال اخرون يحبذون
الصحافة الالكترونية وهو ما يجعل العلاقة بينهما تصب في صالح القارىء والرأي العام.
من جهتها قالت الصحفية في احدى الجرائد الالكترونية نور العبدالله ان
الصحف التقليدية تخضع في توجهاتها لأهواء الجهات الممولة لها و تهتم بهامش الربح
اكثر من اهتمامها بالحدث ومصداقية الكلمة كما انها محتكرة من قبل كتابها وتفرض
تصوراتهم على القارىء وتمارس حرية التعبير في نطاق ضيق.
واوضحت ان المرأة وجدت ضالتها في الصحف الألكترونية عبر طرح المواضيع
المتنوعة والتعبير عما يجول في النفس من قضايا في شتى الموضوعات. من جانبه قال
الصحفي مساعد المطيري الذي يعمل في احدى الصحف المطبوعة انه نتيجة قلة الإمكانات
المادية وعدد المحررين وغياب المحاسبة والرقابة تعتمد بعض الصحف الإلكترونية سياسة
الاستنساخ من صحف اخرى سواء كانت محلية اوعالمية او وكالات انباء.
وذكر ان من مميزات الصحف الالكترونية انها لاتكلف القارئ أي اعباء
مالية مقارنة بالصحافة التقليدية مضيفا انه عن طريق الاشتراك في خدمة الإنترنت
تستطيع تصفح الصحف والمجلات التي تمتلك مواقع إلكترونية في حين أن من الصعوبة
بمكان أن تشترك في كل هذه المطبوعات في ان واحد.
وبين ان الصحافة الإلكترونية تستطيع تغطية الحادث خلال دقائق من
وقوعه في حين أن الصحافة المطبوعة تحتاج الى 24 ساعة الأمر الذي يجعل الصحافة
الإلكترونية تحرق الخبر على المطبوعة.
المصدر / كونا