الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

الإنفاق الإعلاني العربي على الإنترنت يتجاوز نصف مليار درهم

متابعات إعلامية /
قال عصام بايزيدي الرئيس التنفيذي لشركة آيكو، المتخصصة في الإعلانات الرقمية: إن تقديرات حجم الإنفاق الإعلاني على شبكة الإنترنت في المنطقة خلال العام الماضي تتراوح بين 150 180 مليون دولار أي ما يعادل (550 660 مليون درهم)، مقارنة مع 100 مليون دولار(367 مليون درهم) في 2010، أي بنمو وقدره 50- 70%، وتتفوق بذلك صناعة الإعلان الإلكتروني في المنطقة على معدل النمو العالمي.
وأشار في تصريحات خاصة لـ(البيان الاقتصادي) إلى أن حصة الإنفاق الإعلاني على الإنترنت من إجمالي ميزانية الإعلانات للشركات العربية قد وصلت إلى 3% في 2011 مقارنة مع 2% في 2010، فيما تصل نسبته إلى 28% في بريطانيا و13% في سنغافورة و20% في الولايات المتحدة التي ما تزال تسيطر شبكات التلفزيون المحلية على سوق الإعلانات فيها، لافتاً إلى أن الإنفاق الإعلاني بشكل عام في المنطقة يسجل نمواً بمعدل 7% في مقابل 70% نمو الإعلان الرقمي مما يؤكد آفاقه الواعدة على المدى الطويل حيث يتوقع أن يستحوذ الإعلان الإلكتروني على حصة تصل إلى 4.5 5% من ميزانية إعلان الشركات العربية بحلول 2015.
صدارة الإمارات
تتصدر الإمارات باقي دول المنطقة في الإعلان الإلكتروني حيث تستحوذ على ثلث الإعلان العربي على الإنترنت أي ما قيمته 45 50 مليون دولار (165 183 مليون درهم) وفقاً لبايزيدي الذي يشير إلى أن 50% من إعلان الإمارات الرقمي يستهدف باقي دول المنطقة أي إنه يصنف كإعلان عابر للحدود.
ويضيف: "تلعب دبي دوراً مركزياً في صناعة الإعلان بشكل عام بما فيها التصميم وحجز الإعلانات، وبالإضافة إلى تميزها كمقر إقليمي لعدد من أبرز الوكالات الإعلانية العالمية الإقليمية، تتميز دبي باحتضانها لأكبر وسائل الإعلام العربية على غرار مجموعة إم بي سي، إلى جانب تمركز العديد من المقار الإقليمية للشركات العالمية العاملة في مختلف المجالات".
وتحتل السعودية المرتبة الثانية إقليمياً من حيث الإنفاق على الإعلان الرقمي، تليها مصر في المرتبة الثالثة والكويت في المرتبة الرابعة بحسب بايزيدي الذي قال: إن شركات الطيران وتلك العاملة في قطاع السياحة والضيافة تحتل صدارة الإنفاق على الإعلان الرقمي، حيث يركز هذا القطاع على إعلانات الأداء، أي تلك التي تربط الإعلان مع عملية شراء لمنتج أو خدمة مباشرة على الإنترنت، كشراء بطاقة سفر أو حجز عطلة ما أو غرفة في فندق، وأشار إلى أن قطاع البنوك يأتي في المرتبة الثانية في الإنفاق الإعلاني على الإنترنت.

تفاعل مع المستهلك
وإلى جانب إعلانات الأداء، تأتي إعلانات التسويق التي تستخدمها عادة المنتجات الاستهلاكية بمختلف أنواعها، وهي تهدف إلى نشر وتعزيز العلامة التجارية واسمها لدى المستهلكين ولا ترتبط عادة مع أي عملية شراء إلكتروني.
وبالتالي لا يتميز إنفاق الشركات العاملة في هذا القطاع بالضخامة بحسب رئيس شركة آيكو، الذي يلفت إلى أن إعلانات التسويق عادة ما تتجه نحو المواقع التي يتفاعل فيها المستهلك، على غرار المنتديات ووسائل الاتصال الاجتماعي ومواقع الأخبار الاجتماعية وغيرها أي تلك التي يستحوذ المحتوى فيها على انتباه القارئ، فيما تركز إعلانات الأداء على المواقع التي يحتمل أن يقوم فيها القراء باتخاذ قرار الشراء وتنفيذه فوراً على الإنترنت على غرار مواقع الإعلانات المبوبة.

فعالية الإنترنت
انعكست أحداث "الربيع العربي" إيجاباً على سوق الإعلان الرقمي في المنطقة برأي الرئيس التنفيذي لشركة آيكو، حيث تغيرت الفكرة التقليدية لدى المشككين بفعالية الإنترنت والإعلان الرقمي كوسائل إعلامية مؤثرة وأضاف: "إبان الثورات العربية، كان هنا اعتقاد سائد في المنطقة يشكك في دور الإنترنت والإعلان الرقمي في ما يتعلق بدفع المستهلك لشراء خدمة أو منتج ما، لكن وبعد بروز الدور المحوري للشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي في حركة الشارع العربي، أدركت الشركات مدى أهمية الإنترنت للإعلان الإلكتروني لنمو أعمالها والترويج لمختلف الخدمات والمنتجات بما ينعكس إيجابياً على أرض الواقع.
وأشار بايزيدي إلى أن أسعار الإعلان الرقمي في المنطقة ما تزال أعلى من مستوياتها في باقي الأسواق العالمية، حيث تزيد بمعدل مرة أو مرتين على أسعار الإعلانات الإلكترونية في بريطانيا وأمريكا وبثماني مرات من السوق الهندية، وأرجع ذلك إلى نضوج سوق الإعلان الإلكتروني العالمية مقارنة مع نظريتها الإقليمية التي ما تزال في مرحلة النشوء والتطور.
بالإضافة إلى ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في دول الخليج العربي بما فيها الإمارات والكويت وقطر والسعودية، وبذلك يعني ارتفاع حصة الفرد من الإنفاق الإعلاني في المنطقة، أي أن المعلن سيدفع تكلفة أكبر لاستهداف كل مستهلك نظراً لارتفاع العائد المتوقع على الإعلان لكل فرد.
تستحوذ العديد من المواقع الإلكترونية الإماراتية على حصة كبيرة من الإعلانات على مستوى السوق المحلي في الدولة بحسب بايزيدي، وفي مقدمتها موقع "سيدات الإمارات" الذي أنشأته سيدة إماراتية وحقق انتشاراً واسعاً في أوساط السيدات نظراً لما يوفره من معلومات مفيدة للمرأة والتطرق للعديد من المواضيع المهمة وإشراك السيدات في النقاش والحوارات في ما بينهن.
بالإضافة إلى المواقع الرياضية وتلك الموجهة لهواة السيارات التي تستقطب المعلنين نظراً لاستحواذها على نسب عالية من القراء والزوار، ولفت إلى أن المواقع الإخبارية العربية، وبالرغم من ارتفاع الإقبال عليها خلال الأحداث السياسة التي تشهدها المنطقة، إلا أنها تعاني من تخوف المعلنين من ارتباط منتجاتهم وخدماتهم بالآراء والأخبار المنشورة فيها، وبالتالي لا تستقطب الكثير من الإعلانات مقارنة مع مواقع الأخبار الفنية والاجتماعية وتلك المتخصصة بالترفيه وغيره من المواضيع الشعبية البعيدة عن السياسة.

نمو متزايد
بالرغم من عدم توافر أرقام حول الإنفاق الإعلاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن بايزيدي يؤكد تسجيل نمو متزايد في الإعلان على الشبكات الاجتماعية والذي يكون عادة مزيجاً من استراتيجيات التسويق ونشر العلامات التجارية وحملات العلاقات العامة والاتصال مع المستهلكين من خلال إدارة المجتمعات الافتراضية، فاستخدام مواقع مثل "فيسبوك" لأغراض دعائية ليس حصراً على الإعلان المباشر فقط.
وبات هناك تخصص للعديد من الوكالات التي تدير حسابات لعملائها من الشركات لإدارة تواجدها على فيسبوك وإدارة مجموعاتها الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحول إمكانية اعتماد عدد المعجبين بصفحات كل شركة كمقياس لشعبيتها قال: "يمكن النظر إليها لقياس شعبية بعض الشركات، لكنها تعد في الحقيقة مؤشراً على فعالية العلامات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعلها مع جمهورها من المستهلكين.

الشركات تروّج منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
استخدمت شركة "باريس غاليري" موقع "فيسبوك" للتفاعل مع جمهورها من خلال إشراكهم في العديد من المبادرات على غرار مسابقة أجمل التهاني بمناسبة عيد الأم تحت عنوان "أفضل جملة ملهمة" واستقطبت اهتماماً كبيراً من أعضاء صفحة الشركة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير والبالغ عددهم 12642 عضواً حتى الآن.
وقالت أسرا افتخاري، مديرة قسم التسويق في مجموعة باريس غاليري: "تكمن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في كونها أصبحت واقعاً فعلياً في حياة الناس اليومية، فلا يمر يوم دون أن يزور أحدنا موقعاً اجتماعياً، والواقع يقول: إنك إن لم تكن جزءاً من مواقع التواصل الاجتماعي فإنك تفقد أفضل وسيلة للاتصال المباشر مع زبائنك الحاليين أو المستقبليين. في وسائل التواصل الأخرى الشركة تقوم بنشر أو توصيل رسالتها للزبائن من طرف واحد، لكن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فأنت تصلك رسائل الزبائن، فهي طريقة تواصل ثنائية بين الشركة والزبون".
وأضافت: "أثبتت تجربتنا أن الزبائن يرغبون في أن يكون لهم دور ورأي في العلامات التجارية أو الخدمات، شعورهم بأنهم عبروا عن رأيهم بصراحة في أي منتج أو خدمة يمنحهم شعوراً بالرضا وفي نفس الوقت يعزز العلاقة والثقة بين الزبائن والشركة.
كما أن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في التفاعل الفوري بين الشركة والعملاء من جهة والعملاء في ما بينهم من جهة أخرى"، وتابعت: "عندما يتعلق الأمر بما يطرح من منتجات وخدمات جديدة حيث نستطيع أن نفهم وبشكل فوري ردة فعل الزبائن حول المنتج الجديد سواء كان ذلك سلباً أو إيجاباً. وحتى نستطيع أن نحقق هذا الهدف حرصنا في باريس غاليري على أن نتواصل مع عملائنا باللغتين العربية والإنجليزية، كما نحرص على تقبل النقد بنفس مقدار تقبلنا للمديح، لأنه من الخطأ تجاهل الانتقاد، فإذا تجاهلنا الانتقاد تصبح وسائل الاتصال الاجتماعي بلا فائدة حقيقية وتفقد معناها".
وأضافت افتخاري: "تساعدنا وسائل التواصل الاجتماعي على فهم نظرة الزبون للمنتج، ومدى رضاه عن المنتج أو الخدمة مما يساعدنا على تحسين الأداء العام. من خلال مسابقة "أفضل جملة ملهمة" بمناسبة عيد الأم من خلال موقعنا الرسمي على فيسبوك، لاحظنا التفاعل الكبير من عملائنا، وكيف كان العملاء يتجاوبون مع ردود بعضهم البعض، وصلت لدرجة أنهم كانوا يردون على أسئلة بعضهم البعض، وفي اليوم الذي أعلنا فيه عن الجمل المرشحة لمرحلة التصويت النهائية، كانت المساهمات والآراء والتعليقات من جانب زبائننا سريعة ومليئة بالحماس والانفعالات الإيجابية، كانت تجربة جيدة ومليئة بالحيوية".

مشاريع «التاجر الصغير» تدخل التنافس الافتراضي
نجحت مسابقة التاجر الصغير، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الاستفادة من موقع "فيسبوك" لتطوير أفكار ومشاريع الطلاب المشتركين في المسابقة وتوفير فرصة مشاركة الأفكار والتجارب في ما بينهم، حيث بلغ عدد أعضاء صفحة مسابقة التجار الصغير 4929 عضواً حتى الآن، وحول نجاح تجربة التفاعل الاجتماعي هذه قالت نسرين محمد صفر، المنسق العام لمسابقة التاجر الصغير: "

أصبحت صفحة مسابقة التاجر الصغير على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منصة للتواصل وتبادل الأفكار بين المشاركين في المسابقة، وقد بادر العديد منهم إلى نشر مقاطع فيديو ترويجية ذات أفكار مبتكرة وطريفة لتسويق منتجاتهم، وبذلك يدخل التنافس الإيجابي بين الأعضاء إلى الحيز الافتراضي.

الإقتصادي