متابعات إعلامية / الرياض
أثار ملتقى إعلامي
سعودي الكثير من التساؤلات حول ما هو الإعلام الجديد وما مفهوم الإعلام المرئي
الجديد، هل كل وسائل التواصل الاجتماعي من "انستجرام" و"فيسبوك"
تعد من ضمن هذا الإعلام المرئي الجديد؟ وما هي الصعوبات التي قد تصادف الإعلام
المرئي الجديد؟ وهل الإعلام المرئي الجديد يأكل من كعكة الإعلام التقليدي في قادم
الأيام هل سيأكل الكعكة كلها؟ وإلى متى ونحن نطلق على هذا الإعلام المرئي مسمى "الجديد".
كل تلك الأسئلة
وغيرها كالتي تجول في خاطر متابعي الإعلام الجديد، تم طرحها في حضور أكثر من 2000
شاب وشابة، في ملتقى الإعلام المرئي الجديد "شوف" الذي افتتح أمس، في
فندق الفورسيزون بالرياض، بتنظيم من مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية "مسك".
وتناول مستقبل الإعلام المرئي الجديد،
وفرصة التسويق والتجارة، وأخلاقيات الإعلام المرئي الجديد، وقصص نجاح لشباب
سعوديين.
وأتاح الملتقى للشباب فرصا للانطلاق
في عالم الإعلام الجديد، التي ستسهم في حصول الشاب المبتدئ على محتوى إيجابي يسهم
في تطوير قدراته ومهاراته في هذا المجال، واكتشاف الموهوبين وإبرازهم وتنمية
موهبتهم في مجالات متنوعة كالتصوير والتقديم والتمثيل وتعد هذه الفعالية ضمن
اهتمامات مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية "مسك" بتشجيع
إبداع الشباب السعودي وتنمية قدراتهم والحرص على استخدامهم وسائل التقنية بطريقة
صحيحة تنعكس إيجاباً على مجتمعهم ووطنهم.
ويعد ملتقى "شوف"،
حدثًا تفاعليًّا سنويًّا، يقام لأول مرة، ويجمع رواد العمل الإعلامي على شبكة
الإنترنت من الشباب السعودي الذي نجح في إثبات حضوره في الفضاء الإلكتروني وقدم
الكثير من الإبداعات الفنية والفكرية والترفيهية التي جسدت مواهبه وأخرجت المخزون
الثقافي له في المجتمع.
حيث هدف "ملتقى شوف" إلى
تسليط الضوء على الإعلام المرئي الجديد ومساهمته في بناء الواقع الاجتماعي من خلال
وضع بديل يسمح بالتفاعل مع القضايا المجتمعية، ويعتمد على الاقتصاد في التكاليف
الذي يوفر بدوره فرصاً لإنتاج أفلام قصيرة ملائمة المحتوى لمستجدات العقلية
الشبابية التي تعد الركيزة الأولى في المشاهدة والمتابعة، وقد حصلت بالفعل بعض هذه
الأفلام على نسب مشاهدات عالية وجوائز مختلفة، وأبرز مثال على ذلك المقاطع التي
أنتجها الشباب السعودي ونشرها على "يوتيوب".
كما هدف إلى نشر رسالة هذه النوعية من
وسائل الإعلام، وتحسين فرص التعاون الفني فيما بينها، ولا سيما أنها وسائل إعلام
ذات رؤية قيمة، ومن ثَمَّ توفير بيئة عمل واسعة، ومجال أفضل للتنسيق بين الشباب،
والاستفادة من الخبرات المشتركة وحجم السوق الإعلانية في العالم العربي، الذي يبلغ
ما يقارب 17 مليار دولار سنويًّا، إذ تعدّ مواقع بث مقاطع الفيديو عبر الإنترنت من
أكبر المنافسين في هذا المجال.
وعرض 20 متخصصاً في الإعلام الجديد
رؤاهم المختلفة عن الإعلام المرئي الجديد، في الملتقى الذي أقيم لأول مرة في
الرياض، ويركز الملتقى على أهم القضايا المتعلقة بالإعلام المرئي الجديد، ومدى
إسهامه في رفع الوعي لدى الشباب وتسخير أدوات هذا الإعلام لخدمة وتنمية الوطن.
فتحدث في الورشة الأولى عوض الهمزاني
أستاذ مادة التصوير الصحافي في كلية الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود ومخرج
فيلم "فوتون" الحائز على المركز الثاني في مهرجان أبو ظبي السينمائي عن
كيفية إنتاج فيلم في "يوتيوب".
وأوضح أهمية السيناريو وصناعته، وتابع:
"في حال الكتابة يجب أن تعيش الحدث وأنت تكتبه وألا تكتب ما يراه المشاهد،
كما أن الصوت يعتبر عاملا مهما في نجاح أي تسجيل مرئي، حيث إن 90 في المائة من
الأفلام السعودية لديها مشكلات في الصوت، ولذا يجب أن يكون إحساس الصورة والصوت
لدى المتلقي متوازنة، بجانب أن عامل الصورة مكمل للصوت، فالكاميرات مهما تطورت
تحاول أن تحاكي العين البشرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى ولكن هناك استحالة في
ذلك".
كما تحدث في الورشة الثانية عبد الله
الغدواني أحد الحاصلين على رخصة المعهد البريطاني للتسويق الإلكتروني للمحترفين
عضو في مجلس إدارة شركة جلووك عن كيفية التسويق للفيلم من خلال "يوتيوب"،
وقال إن "يوتيوب" من أهم الوسائل الإلكترونية في الفترة الحالية وهو
يعتبر النافذة السريعة وتكاد أن تكون الوحيدة في هذا الوقت من حيث تسويق المحتوى
وكيفية بثه لمن يستفيد منه.
وأشار إلى أنه يوجد مواقع إحصائيات
خاصة لمعرفة عدد مشاهدي الفيلم، ومن هذه الإحصائيات أن مستخدمي الإنترنت يصنفون
إلى ثلاث أجهزة من حيث مشاهدة الأفلام فيها وهم 8 في المائة تابلت و 48 في المائة
جوال و44 في المائة حاسب.
ومن جانبه بين سلطان الفقير خلال
الورشة الثالثة عن كيفية تمثيل الأفلام، وهو يعتبر رائد أعمال سعودي ومؤسس وكالة
سعودي كاستينج وشارك في إنتاج أكثر من 800 عمل إعلاني وأسس سدوبرودكشن المتخصصة في
إنتاج الأفكار الإبداعية وتحويلها لواقع، أنه في عالم التمثيل لا بد أن يكون خيالك
واسعا حتى تعيش الحدث، وأنك عند ما تريد التمثيل لا بد أن تصنع لك عالما حقيقيا أو
افتراضيا فإن كان حقيقيا يجب أن تزوره وتستشعر حواسك الخمس ذلك المكان حتى تستطيع
أن تعيش الشخصية وتلبسها فتتمكن من إعطاء الإحساس الأمثل الذي يقنع المشاهد، مؤكدا
أن علاقة الشخص بالشخصية التي يتقمصها يجب أن تستمر فترة من الزمن خلال فترة عملها
في المنتج المرئي حتى خارج أوقات التصوير لتتمكن من تطويرها.
وتضمن الملتقى أربع جلسات رئيسة،
تتناول عدة مواضيع الرئيسة وهي: مستقبل الإعلام المرئي الجديد، فرصة التسويق
والتجارة، أخلاقيات الإعلام المرئي الجديد، وقصص نجاح لشباب سعوديين.
كما اشتمل ملتقى "شوف" على
عدد من ورش العمل ستقدم للمهتمين بالإعلام الجديد والموهوبين، في ظل اهتمام الشاب
السعودي بوسائل الإعلام الجديد إضافة إلى ما يتيحه الملتقى لهم من فرص للانطلاق في
عالم الإعلام الجديد، التي ستسهم في حصول الشاب المبتدئ على محتوى إيجابي يسهم في
تطوير قدراته ومهاراته في هذا المجال، واكتشاف الموهوبين وإبرازهم وتنمية موهبتهم
في مجالات متنوعة كالتصوير والتقديم والتمثيل.
الاقتصادية